من الصحف البريطانية
اعتبرت لصحف البريطانية الصادرة اليوم أن الصراع قد تشكل من خلال معسكرين متصارعين ومتواجهين على الساحة المتأججة في الشرق الأوسط، وإن واشنطن تسعى من خلال مؤتمر العاصمة البولندية وارسو، الذي اتفق على تسميته مؤتمر السلام في الشرق الأوسط، إلى الضغط على حلفائها الأوروبيين للانضمام إلى المعسكر الذي يضم الولايات المتحدة ودول في منطقة الخليج علاوة على إسرائيل، ويرى أن إيران هي أكبر خطر يهدد المنطقة .
وتناولت ملف التقارب الإسرائيلي الخليجي فقالت إن الصور التي حملت التقارب والابتسامات المتبادلة بين رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو والمسؤولين العرب خلال مؤتمر وارسو ستحزن الفلسطينيين.
نشرت صحيفة الإندبندنت مقالا لمراسليها من كل من العاصمتين البولندية وارسو والروسية موسكو عنونته بشكل صادم قائلة “تماما كما كان الوضع قبيل الحربين العالميتين الولايات المتحدة وروسيا تتصارعان على النفوذ في الشرق الأوسط عبر مؤتمرين متنافسين“.
واعتبرت الصحيفة أن الصراع قد تشكل من خلال معسكرين متصارعين ومتواجهين على الساحة المتأججة في الشرق الأوسط.
و تقول الاندبندنت إن “واشنطن تسعى من خلال مؤتمر العاصمة البولندية وارسو، الذي اتفق على تسميته مؤتمر السلام في الشرق الأوسط، إلى الضغط على حلفائها الأوروبيين للانضمام إلى المعسكر الذي يضم الولايات المتحدة ودول في منطقة الخليج علاوة على إسرائيل، ويرى أن إيران هي أكبر خطر يهدد المنطقة“.
وأضافت الصحيفة أن المعسكر الآخر يجتمع في منتجع سوتشي على البحر الأسود ويضم قادة تركيا وروسيا وإيران الذين اصطحبوا معهم قادة عسكريين لبحث كيفية احتواء الوضع على الساحة السورية بعد ثماني سنوات من الحرب تحولت خلالها إلى ساحة معارك إقليمية.
ونقلت الصحيفة عن أستاذ سياسات الشرق الأوسط في جامعة وودج البولندية روبرت تشولدا قوله “الوضع يشبه ما كان قبيل الحرب العالمية الأولى والحرب العالمية الثانية، لدينا معسكران يضم كل منهما تحالفا دوليا“.
وأوضح تشولدا أن ما يجري في وارسو ليس مؤتمرا للسلام لكنه مؤتمر لمحاولة بناء تحالف دولي مشيرا إلى أنه سيكون من المهم بالنسبة لروسيا أن توضح للعالم أنها تتزعم المعسكر الآخر.
وإلى صحيفة الغارديان التي نشرت تحليلا لملف التقارب الإسرائيلي الخليجي لأوليفر هولمز وجاء عنوانه “الفلسطينيون لن يجدوا داعيا للابتسام عندما يطالعون صور نتنياهو مع المسؤولين العرب“.
يقول هولمز إن الصور التي حملت التقارب والابتسامات المتبادلة بين رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو والمسؤولين العرب خلال مؤتمر وارسو ستحزن الفلسطينيين.
ويوضح هولمز قائلا إن “إسرائيل دفعت ثمنا ثابتا لاحتلال الأراضي الفلسطينية من العزلة عن دول العالم العربي حيث لم تتمتع بعلاقات رسمية إلا مع دولتين فقط هما مصر والأردن لكن الوضع اختلف خلال قمة وارسو“.
ويشير هولمز إلى أن المقاطع المصورة التي نقلتها وسائل الإعلام من المؤتمر الذي يجرى على مدار يومين أوضحت نتنياهو يجلس على مائد الطعام مع المسؤولين من السعودية والإمارات وسلطنة عمان والبحرين ويقتسم الخبز معهم قائلا “نحن نصنع التاريخ” مضيفا إن اللقاءات والمصافحات الحارة والاجتماعات تلت ذلك مع المسؤولين.
ويوضح هولمز أن نتنياهو توج زيارته إلى سلطنة عمان قبل أشهر بلقاء ومصافحة حارة مع وزير خارجيتها يوسف بن علوي خلال المؤتمر في وارسو قبل أن يختتم لقاءاته بمقابلة وزير خارجية اليمن خالد اليماني.
و يقول هولمز إن نتنياهو مازح اليماني عندما عرض عليه الميكروفون الخاص به خلال جلسة مغلقة حسب ما قال جيسون غرينبلات مبعوث الرئيس الأمريكي دونالد ترامب للشرق الأوسط في تدوينة على حسابه في موقع تويتر.
ويقول هولمز إن نتنياهو يعد الناخبين في بلاده بأن التطبيع مع العالم العربي ممكن حيث تعتبر الحكومة الإسرائيلية أن المصالح المشتركة في مواجهة إيران وعلى الساحة الاقتصادية يمكنها أن تتغلب على مطالب التوحد العربي مع القضية الفلسطينية.
نشرت صحيفة الفاينانشيال تايمز التي نشرت مقالا عن ملف خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي (البريكست) بعنوان “سيطرة ماي على حزبها مهددة بعد الإهانة التي تلقتها“.
وتقول الصحيفة إن رئيسة الوزراء البريطانية تيريزا ماي غادرت مقر مجلس العموم بعد فشلها في الحصول على دعمه لخطتها المعدلة للانفصال عن الاتحاد الاوروبي ووجها يحمل الكثير من علامات الغضب.
وتوضح الفاينانشيال تايمز أن “هذه هي المرة الثانية التي تذوق فيها ماي مرارة المهانة بعد أيام من تعرضها للإحراج في بروكسل عندما عادت من هناك دون أن تحصل على أي دعم أو تعاون من ممثلي الاتحاد بخصوص تعديل بعض بنود الاتفاق لإقناع مجلس العموم بالتصويت لصالح اتفاق البريكست“.
وتشير الصحيفة إلى أن نواب حزب المحافظين الحاكم في مجلس العموم انخرطوا في فوضى كبيرة داخل المجلس عند التصويت رغم مطالبتها إياهم بدعم خطتها البديلة التي فشلت تمريرها بعد أن رفضها 303 نواب بينما وافق عليها 258 نائبا.
وتتوقع الصحيفة أن تتصاعد المعركة السياسية في بريطانيا خلال الأسبوع الأخير من الشهر الجاري حيث ينتظر أن يدعم مجلس العموم مقترحا يمنع ماي من تنفيذ الانفصال عن الاتحاد الأوروبي دون اتفاق بحلول التاسع والعشرين من الشهر المقبل وهي نهاية المهلة الممنوحة لبريطانيا لتنفيذ الخروج من الاتحاد الأوروبي.
وتقول الفاينانشيال تايمز إن عددا من الوزراء في حكومة ماي أبلغوها أنهم سيستقيلون ويدعمون مقترح مجلس العموم بمنع الخروج من الاتحاد الأوروبي دون اتفاق مبررين ذلك بقلقهم على الدمار الذي يمكن ان يصيب الاقتصاد البريطاني من تبعات هذه الخطوة.