من الصحافة اللبنانية
أبرز ما ورد في عناوين وافتتاحيات بعض الصحف اللبنانية
الاخبار: ظريف يعرض “التعاون من دون التسبب بإحراج لبنان”: مستعدون للتبادل التجاري بالليرة!
كتبت صحيفة “الاخبار” تقول: فيما هدفت إيران من زيارة وزير خارجيتها إلى تكرار استعدادها للمساعدة والتعاون عبر آلية لا تشكّل أي إحراج للدولة اللبنانية، تضع هذه الزيارة لبنان الرسمي أمام تحدّ جديد يتمثّل في قدرة القوى السياسية على اتخاذ قرارات مستقلّة، تصبّ في مصلحة الاقتصاد اللبناني، بمعزل عن موقف الولايات المتحدة التي لا تمارس سوى الابتزاز والتهديد
افتتح لبنان أمس أسبوعاً “استثنائياً”، لجهة الحركة الدبلوماسية التي بدأت تشهدها بيروت. فليست صدفة أن تتزامن زيارة الأمين العام للجامعة العربية أحمد أبو الغيط مع زيارة وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف الى بيروت، قبل أن يصِلها المستشار في الديوان الملكي السعودي، نزار العلولا، المكلّف بإدارة الملف اللبناني.
وفيما لا يزال لبنان الرسمي يحاذر التجاوب مع العروض الإيرانية للمساعدة في مختلف المجالات، إذ يتذرع فريق لبناني بالعقوبات على ايران للوقوف في وجه أي تعاون، تصبّ زيارة ظريف في إطار سحب الذرائع من أيدي الرافضين لهذا التعاون. فظريف، وخلال لقاءاته بالمسؤولين اللبنانيين، اقترح آلية للعمل المشترك شبيهة بتلك القائمة بين ايران وعدد من الدول الأوروبية بالإضافة الى روسيا وتركيا والصين والهند وغيرها، بحيث تجنّب لبنان مخاطر العقوبات. والاهم من ذلك أن رئيس الدبلوماسية الإيرانية اقترح على المسؤولين اللبنانيين إجراء تعاملات تجارية بالعملة الوطنية، أي بالليرة اللبنانية! هذا الاقتراح الشديد الاهمية يعني، بصورة واضحة، أن التذرع بالعقوبات الأميركية لم يعد كافياً لتبرير عدم فتح آفاق جديدة امام الاقتصاد اللبناني. وبطبيعة الحال، فإن الدولة الإيرانية تريد تحقيق مصلحتها في أي تبادل تجاري مع لبنان، رغم صغر السوق اللبنانية. لكن المهم في الامر أن هذا الاقتراح يحقق مصلحة لبنانية كبرى، يكاد ينتفي معها وجود أي سلبية. ففتح باب الاستيراد بالليرة اللبنانية يؤدي، بالدرجة الاولى، إلى تعزيز قوة هذه العملة، وبالدرجة الثانية، يخفف العبء عن ميزان المدفوعات (الفارق بين العملة الصعبة التي تدخل لبنان وتلك التي تخرج منه ـــ وبدرجة أولى نتيجة تمويل الاستيراد). فلبنان الذي يستورد بنحو 20 مليار دولار سنوياً، بات، نتيجة عدم قدرته على التصدير بأكثر من 3.5 مليارات دولار، مدمناً على التحويلات من الخارج، لتمويل استيراده والحفاظ على سعر الصرف. كذلك فإن باب الاستيراد بالليرة يفتح باباً آخر، وهو التصدير، بسهولة، إلى إيران ذات السوق الكبير. وسبق لروسيا أيضاً أن اقترحت على لبنان تسديد ثمن مشتريات منها بالليرة اللبنانية، لتجنّب العقوبات. لكن الدولة اللبنانية لم تقْدِم حتى اليوم على أي خطوة من شأنها رفع مستوى التبادل التجاري مع دولتين قادرتين على خفض فاتورة الاستيراد بالعملة الصعبة، وتخفيف حدة الازمة المالية والاقتصادية التي يرزح تحتها لبنان (في مجال المحروقات وحده، يستورد لبنان بنحو 5 مليارات دولار، علماً بأن روسيا وإيران من كبار مصدّري النفط والغاز في العالم، وأن الاستيراد بالعملية المحلية كفيل بسد عجز ميزان المدفوعات).
فور وصوله الى بيروت، التقى ظريف في مقر السفارة الإيرانية وفوداً وقادة من تنظيمات فلسطينية بينها “الجهاد الاسلامي” ومن أحزاب لبنانية. ثم جال على الرؤساء الثلاثة بالإضافة الى وزير الخارجية جبران باسيل، والأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرلله، قبل أن يشارك في الاحتفال الذي أقيم في فندق فينيسيا، لمناسبة 40 عاماً على الثورة الإيرانية.
وبحسب معلومات “الأخبار”، فقد أبلغ ظريف المسؤولين بأن “إيران مستعدّة للتعاون في جميع المجالات، ونحن لا نريد إحراج لبنان في أي أمر، لا داخلياً ولا إقليمياً ولا دولياً”، مؤكدّاً “تفهمنا لحساسية الأوضاع والتوازنات في لبنان”. وقال ظريف للمسؤولين اللبنانيين: “يمكنكم أن تختاروا أي مجال لنتعاون فيه، وإذا كنتم لا تريدون التعاون، فنحن نتفهّم قراركم”. وأكد وزير الخارجية الإيراني أن “القوانين والقرارات الدولية لا تمنع أي دولة من التعاون مع ايران”، بل على العكس من ذلك، “هناك قرارات صادرة عن مجلس الأمن الدولي تشجّع على التعاون التجاري والإقتصادي”. أما الأهم في كلام ظريف فهو تأكيد أنه “يُمكن التعامل مع ايران تجارياً بالعملة الوطنية تماماً كما يجري مع تركيا وروسيا ودول أخرى، وهو أمر له ايجابياته لأنه يعزز العملة الوطنية ويرفع من مستوى الثقة بها”.
وكان ظريف قد ثمّن عالياً الموقف اللبناني بما يخص مؤتمر وارسو. واعتبر أن “علينا أن نعمل لتأمين العودة السريعة والآمنة في آن واحد للنازحين الى وطنهم”، مشيراً إلى “اننا نؤكد الكلام الدقيق والقيم لباسيل حول آخر التطورات المتعلقة بالأزمة السورية، ونعمل على مساعدة لبنان في إنهاء أزمة النازحين”.
وعن ملف اللبناني الموقوف في إيران بتهمة التجسس لحساب الولايات المتحدة الأميركية، نزار زكا، أوضح ظريف أن “هناك فصلاً للسلطات في الجمهورية الايرانية واستقلالية تامة للسلطة القضائية في ايران، ولكننا نقوم بقدر الامكان بالجهود اللازمة لحلّ الأمر تحت بند الملف الانساني”.
وفي السياق، شكر الأمين العام لـ “حزب الله” السيد حسن نصرلله قيادة إيران ومسؤوليها وشعبها على جميع ما قدّمته لحركات المقاومة وشعوب المنطقة، في مواجهة العدوان الصهيوني والإرهاب التكفيري. وأكّد خلال استقباله ظريف والوفد المرافق له، بحضور السفير الإيراني في لبنان محمد جلال فيروزنيا، أنّ “هذه المساندة أدّت إلى صنع الانتصارات في أكثر من ساحة وميدان”. وتمنّى أنّ “تواصل إيران دعمها واهتمامها بالرغم من كلّ المؤامرات والضغوط التي تتعرّض لها بسبب ذلك”. من جهته، شدّد ظريف على “موقف إيران الثابت إلى جانب لبنان دولةً وشعباً ومقاومةً، واستعدادها لتقديم كلّ أشكال المساعدة والتعاون في مختلف الملفات المطروحة”.
من جهته، التقى ابو الغيط رئيسي الجمهورية والحكومة وعلق بعد لقائه الحريري على تزامن زيارته لبنان مع زيارة ظريف بأنّها “محض صدفة، ولا يوجد سباق بين الجامعة العربية وإيران على لبنان، لسبب واحد، وهو أنّ لبنان دولة عربية وعضو في الجامعة، واللقاءات معه أمر طبيعي للغاية”، فيما نفى رئيس مجلس النواب نبيه بري أن يكون قد رفض لقاء أبو الغيط بسبب إدانته لحرق العلم الليبي أثناء انعقاد القمة الاقتصادية في بيروت، وأكد أمام زواره أمس أن “السبب هو فعلاً ضيق الوقت، وإلا كنتُ قد ردّيت عليه في حينه”، مشيراً إلى أنه “سيلتقي العلولا اليوم في مجلس النواب، على هامش جلسات الثقة”.
النهار : لبنان يتحفّظ عن قبول العروض الإيرانية
كتبت صحيفة “النهار ” تقول : تبدأ اليوم “رباعية” جلسات مجلس النواب لمناقشة البيان الوزاري للحكومة التي تتوزع مبدئياً على أربع جلسات نهارية ومسائية الثلثاء والأربعاء لتنتهي بالاقتراع على الثقة بالحكومة بأكثرية يرجح ان تكون كبيرة نظراً الى اتساع قاعدة تمثيل الكتل النيابية في الحكومة ما لم تبرز معطيات معاكسة ومفاجئة. وعلى رغم تركيبة الحكومة التي تضم معظم الكتل فان ذلك لم يخفف القابلية المفرطة للنواب على طلب الكلام في الجلسات المنقولة تلفزيونيا في بث مباشر، فارتفع عدد طالبي الكلام عشية بدء الجلسات الى ما يناهز الخمسين نائبا بما يرسم علامات شك في امكان انتهاء الجلسات ليل غد ما لم يتفق لاحقاً على تقليص العدد.
هذا في المسار الاجرائي للجلسات، أما من جهة المناخ السياسي الذي يواكب النقاش النيابي المفتوح اليوم وغدا فيبدو واضحاً ان الاختراق الذي تحقق في تشكيل الحكومة بعد طول انسداد سياسي لا يعني ان الصورة القاتمة لمعظم ازمات البلاد الاقتصادية والمالية والانمائية والخدماتية ستغيب عن المداخلات، بل على العكس تماماً، فان جلسات الثقة ستشكل المنبر المفتوح لعرض مجمل هذه الازمات وما يطلب من الحكومة لمواجهتها في انتظار رد الحكومة بلسان رئيس الوزراء سعد الحريري الذي بدت مداخلاته وكلماته خلال زيارته لدبي الاحد بمثابة نسخة تقريبية عما يمكن ان يتضمنه رده على مداخلات النواب وخصوصاً لجهة تشديده على الفرصة الاخيرة لاستدراك اي انزلاق نحو انهيار اقتصادي وابرازه الاهمية الكبيرة لتنفيذ مقررات “سيدر” والالتزامات الاصلاحية التي تعهدها لبنان حيالها كما لجهة التشديد على الجدية المصيرية لالتزام مكافحة الفساد.
أما المفارقة اللافتة التي تواكب انطلاق جلسات الثقة، فتتمثل في زحمة الزوار والموفدين الدوليين والاقليميين والعرب لبيروت عقب ولادة الحكومة، الامر الذي بدا كأنه اعادة لوضع لبنان على اجندات الاهتمام الخارجي ولو برز طابع التسابق الديبلوماسي الايراني – العربي كعنوان اساسي لهذه الحركة. واذا كانت لقاءات وزير الخارجية الايراني محمد جواد ظريف مع المسؤولين الرسميين وما نقله من رسائل عن استعدادات بلاده للتعاون مع الحكومة في مختلف المجالات شغلت الاوساط السياسية في الساعات الاخيرة، فان الانظار ستتجه من مساء اليوم الى زيارة الموفد السعودي المستشار في الديوان الملكي نزار العلولا لبيروت والتي تستمر يومين ينقل خلالهما تهنئة العاهل السعودي وولي العهد الى المسؤولين بتشكيل الحكومة. وترددت معلومات غير مؤكدة رسمياً مفادها انه قد يحمل دعماً ذا طابع مالي للبنان عبر القنوات الرسمية للدولة.
الديار : استنفار” عربي وغربي لـ “تطويق” “النفوذ” الايراني عشية وارسو “انزال” سعودي وتدخل خليجي ــ اميركي “لمحاصرة” زيارة ظريف مقاربة الحريري حول “النازحين” تثير “الريبة” والحكومة “لثقة” مريحة
كتبت صحيفة “الديار ” تقول :” الاستنفار” الغربي والعربي لاحتواء تداعيات زيارة وزير الخارجية الايرانية محمد جواد ظريف الى بيروت، لاقاه في الداخل اللبناني “جوقة” من المستفيدين والمنتفعين من “مافيا” الدواء والكهرباء في محاولة “لقطع الطريق” امام اي مقاربة جدية للتعامل مع العروض الايرانية القديمة- الجديدة للبنان، وسجلت “عشية” انعقاد مؤتمر وارسو غدا، تحذيرات غربية على شكل “نصائح” للمسؤولين اللبنانيين بعدم اعطاء اي انطباعات خاطئة اتجاه طهران قد تفهم على نحو “خاطىء” لدى المجتمع الدولي، فيما “عبّد” الامين العام لجامعة الدول العربية احمد ابو الغيط “الطريق” امام المستشار في الديوان الملكي السعودي نزار العلولا الذي سيستكمل غدا المهمة بابلاغ المسؤولين اللبنانيين بان الانفتاح على سوريا قد تمت “فرملته” ويجب عدم التسرع في التطبيع مع دمشق، كما سيحاول “اصلاح” “ذات البين” بين الحلفاء في بيروت لاعادة “الاصطفاف” تحت شعار استعادة التوازن المفقود مع ايران على الساحة اللبنانية… اما الحكومة فمن المؤكد حصولها غدا بعد جلستي الثقة على اغلبية مريحة تتجاوز عتبة المئة صوت مع توقع “عنتريات” نيابية لزوم “النقل المباشر“.
فقد انهى رئيس الدبلوماسية الايرانية زيارته الى بيروت مساء بحضور احتفال السفارة الايرانية في الذكرى الاربعين لانتصار الثورة الاسلامية في فندق فينيسيا، وهو ما يحمل دلالة شديدة الاهمية لما توليه طهران للبنان في ظل “الكباش” الاقليمي والدولي المفتوح لمحاصرتها والحد من نفوذها في المنطقة، ووفقا لاوساط وزارية بارزة شهدت الساعات القليلة الماضية “استنفارا” دبلوماسيا عربيا وغربيا وصل الى حد “الهلع” لتطويق مفاعيل زيارة ظريف الذي جاء الى لبنان في “رسالة” دبلوماسية واضحة تؤكد الحضور السياسي الايراني الوازن على الساحة اللبنانية، والذي ترجم في نتائج الانتخابات النيابية، وفي تشكيل الحكومة الجديدة التي يعرف القاصي والداني ان “كفتها” على المستوى الاستراتيجي تميل على نحو كامل لصالح “حلفاء” طهران… وحضور حزب الله الوازن سياسيا في لبنان والمنطقة لا يحتاج الى دليل او زيارة لتثبيته..
لماذا جاء ظريف الى بيروت؟..
ووفقا للمعلومات، لم يحمل ظريف معه اي ملف ناجز او “خطة عمل” حيال استعداد ايران لمساعدة لبنان في كافة المجالات، لان هذه الملفات ليست من اختصاصه، والبحث في هذه القضايا تحصل على مستوى البلدين من خلال الوزراء المختصين، لكن ما حمله الوزير الايراني موقف سياسي ايراني ثابت حيال استعداد الجمهورية الاسلامية لتقديم اي مساعدة تحتاجها السلطات والشعب اللبناني، وهو لم يكن ينتظر “اجوبة” من المسؤولين اللبنانيين غير الذي سمعه من مواقف عامة “مرحبة” مشروطة بـ “لكن”، بات الايرانييون يعرفونها عن “ظهر قلب” وهم يعرفون “حراجة” موقف البعض “وتذبذب” مواقف البعض الاخر ربطا “بمسايرة” جميع الاطراف، ولذلك فان ما جاء ظريف لتحقيقه في بيروت انتهى بنجاح، فالدبلوماسية الايرانية جاءت لتثبيت الحضور الايراني الذي ادى الى “ازعاج” الكثيرين في الداخل والخارج، وهذا “الاستنفار” في “وجه” الزيارة دليل كاف على حجم ”الارباك” السائد لدى الاخرين القلقين من خسارة ما تبقى لهم من “نفوذ” على الساحة اللبنانية..
وفي هذا الاطار، تشير اوساط سياسية مطلعة في 8 آذار الى ان الدخول العربي على “خط” “المشاكسة” في مواجهة زيارة ظريف بدأ مع رئيس الحكومة سعد الحريري حيث “نصحه” مسؤولون عرب بضرورة التنبه الى عدم الانجرار في “مسايرة” الضيف الايراني “عشية” مؤتمر وارسو ووضعوه في اجواء ارتفاع منسوب التوتر بين الخيج وطهران، ودعوه مجددا الى الاستمرار في التأكيد على سياسة “النأي بالنفس”، في مرحلة يتوقع الخليجيون ان تكون حافلة بالتطورات مع زيادة الضغوط على الايرانيين…
اللواء : ثقة عالية .. ومشروطة بالحكومة.. واعتذار لبناني عن قبول العروض الإيرانية العَلَوْلا مساء في بيروت.. وظريف يغادر “حركة بلا بركة“
كتبت صحيفة “اللواء ” تقول : يصل المستشار في الديوان الملكي السعودي نزار العلولا إلى بيروت مساء اليوم، في زيارة تتعلق باجراء لقاءات مع كبار المسؤولين، والرؤساء الثلاثة ميشال عون ونبيه برّي وسعد الحريري، فضلاً عن قيادات لبنانية وشخصيات لبنانية مستقلة واحزاب صديقة، وتهدف إلى نقل تجديد قرار المملكة العربية السعودية، عبر قيادتها خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز وولي العهد الأمير محمّد بن سلمان بالوقوف إلى جانب لبنان وامنه واستقراره وعودة العافية إلى اقتصاده وماليته، ومساعدته على استعادة موقعه في حركة الاستثمار، فضلاً عن وضع مقررات مؤتمر سيدر موضع التنفيذ..
بالتزامن مع مغادرة وزير الخارجية الإيراني محمّد جواد ظريف، الذي وصفت زيارته بأنها “إعلامية” وأنها ”حركة بلا بركة“.
زيارة ظريف : حركة بلا بركة
كشفت مصادر ديبلوماسية لبنانية لـ”اللواء” أن نتائج زيارة الوزير ظريف لبيروت، إقتصرت على الضجة الإعلامية، ولم تسفر عن تحقيق أي تقدم حقيقي في العلاقات بين بيروت وطهران، حيث أبلغ المسؤولون اللبنانيون الزائر الإيراني عدم إمكانية التعاون في مختلف القطاعات بين البلدين، تفادياً لوقوع لبنان في قبضة العقوبات الأميركية، حيث لا قدرة للاقتصاد اللبناني المتردي، على تحمل تداعيات مثل هذه الخطوة الخطرة.
الجمهورية” : جلسة الثقة : مهرجان خطابي طويل.. والقوانين المعطلة تنتظر الحكومة
كتبت صحيفة “الجمهورية ” تقول : تمثل الحكومة أمام المجلس النيابي اليوم، للإستحصال على سِمة الدخول الى ميدان العمل التنفيذي الموعود، الذي تعهّدت به بالاسم الذي أطلقته على نفسها: “حكومة إلى العمل”. يأتي ذلك في وقت يشهد لبنان في هذه الفترة مزيداً من الإندفاع الخارجي في اتجاهه، والذي تجلى في سلسلة زيارات لمسؤولين أميركيين، وبعدها رئيس الحكومة الايطالية جوزيبي كونتي، ثم حضور وزير الخارجية الايرانية محمد جواد ظريف، وبعده الأمين العام لجامعة الدول العربية احمد ابو الغيط، وصولاً الى زيارة الموفد الملكي السعودي الدكتور نزار العلولا الذي سيصل الى بيروت اليوم ويلتقي الرؤساء الثلاثة وقوى سياسية لبنانية.
بمعزل عن التساؤلات التي أثيرت في اوساط سياسية مختلفة حول سر تزامن هذه الزيارات مع بعضها البعض، مقرونة بافتراضات أوحت وكأنّ تنافساً عربياً ايرانياً يحصل على ارض لبنان، فقد اكدت اوساط السراي الحكومي لـ”الجمهورية” ان لا رابط بين هذه الزيارات، فأبو الغيط سبق له أن اكد انه سيزور لبنان بعد تشكيل الحكومة، اما بالنسبة الى العلولا فقد سبق واكد اكثر من مرة انه ينتظر تشكيل الحكومة ليقوم بزيارة لبنان لتأكيد وقوف المملكة الى جانب لبنان، ولأنّ لديه اخباراً سارّة للبنان واجراءات سيقوم بها عند زيارته، وإن شاء الله ستسمعون اخباراً جيدة“.
السلاح الايراني
وبحسب اوساط السراي فإنّ زيارة وزير الخارجية الايرانية هي زيارة دعم للبنان ولا رابط بينها وبين زيارتي ابو الغيط والعلولا، والرئيس الحريري كان على علم بزيارته قبل ان يتم الاعلان عنها، ورداً على سؤال حول مدى تحمّل لبنان قبول تسليح جيشه منى ايران قالت اوساط السراي: المسألة مرتبطة بإمكانية ان يوافق على هذا الامر كل لبنان وليس فقط الحكومة اللبنانية. نحن نعلم انّ كل شركة تذهب الى ايران تتعرض لعقوبات، وهذه العقوبات يتخوف منها كل العالم، ونحن سنعمل ما هو لمصلحة لبنان.
وكان ظريف قد اكد في عين التينة انّ ايران على استعداد لأن تقدم الدعم للبنان، ولكن بما يتلاءم مع طروف لبنان وبما لا يؤدي الى إحراجه.
واللافت للانتباه في ما تعكسه أوساط السراي عن لقاء الحريري وظريف، اشارتها الى انها اكثر المرّات التي يسمع فيها الحريري كلاماً ايجابياً ومشجّعاً حول قضية نزار زكا من مسؤول ايراني.
البناء: شويغو في أنقرة لبحث وضع إدلب عشية قمة بوتين وروحاني وأردوغان في سوتشي ظريف يخطف الأضواء في بيروت.. ويعود بمقاطعة لبنان لمؤتمر وارسو جلسات الثقة تبدأ اليوم.. وبري: نحتاج قراراً شجاعاً للإفادة من مساعدة إيران
كتبت صحيفة “البناء” تقول: تقلصت الحركة العسكرية الإسرائيلية الاستعراضية على الجبهة السورية من الغارات الجوية قرب دمشق ومطارها، التي باتت تهديداً بالانزلاق إلى مواجهة تخرج عن السيطرة، نحو قذائف قرب حدود الجولان في أماكن مهجورة، عشية الاستعداد الإسرائيلي لزيارة رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو إلى روسيا للقاء الرئيس فلاديمير بوتين، في ظل تصريحات روسية واضحة تحدّثت عن أن الاهتمام الروسي بأمن “إسرائيل” لا يجد أي مبرر أو عذر لمواصلة “إسرائيل” للغارات التي تستهدف سورية، بينما تستقبل سوتشي غداً لقاء القمة الذي يجمع الرئيس الروسي برئيسي إيران وتركيا، حيث مهّد وزير الدفاع الروسي سيرغي شويغو في أنقرة للمباحثات التي ستدور حول الوضع في إدلب، ترجمة لتفاهمات سابقة بين الرؤساء فلاديمير بوتين وحسن روحاني ورجب أردوغان، بأولوية إنهاء وضع جبهة النصرة، وفشلت التعهدات والمهل التي طلبتها تركيا لتحقيق هذا الهدف ببلوغ نهايات إيجابية، ما يجعل قمة سوتشي حاسمة في إطلاق عملية عسكرية تؤيدها روسيا وإيران، وتسعى تركيا للالتفاف عليها مجدداً بالحديث عن فك وتركيب في جبهة النصرة يتيحان تحويلها قوة سياسية مقبولة، وهو ما ترفضه دمشق وطهران وموسكو بقوة وتعتبرانه نوعاً من أنواع تبييض الإرهاب.
في بيروت خطفت زيارة وزير الخارجية الإيرانية محمد جواد ظريف الأضواء، برمزيات عديدة تجمّعت فيها كأول زيارة خارجية على هذا المستوى بعد تشكيل الحكومة، ولكون الزيارة للوزير الإيراني الزائر تقع تحت أعين العالم الذي يتابع خطوات الوزير ظريف المعتبر في عيون الدبلوماسيات الغربية واحداً من أساتذة اللعبة الدبلوماسية بعد فوزه بمفاوضات التفاهم النووي قبل سنوات، ولأن الزيارة تتمّ ضمن برنامج احتفالي إيراني ضخم في الذكرى الأربعين لانتصار الثورة الإسلامية، يتيح استحضارها من بيروت كمنصة إعلامية إقليمية وعالمية الإضاءة على المناسبة بتزامن موعد الزيارة مع حفل الاستقبال الذي أقامته السفارة الإيرانية بالمناسبة وشارك ظريف بحضوره متحدثاً أمام حشود سياسية ودبلوماسية وإعلامية وشعبية يصعب أن يشهد مثلها أي احتفال مشابه.
بسلاسة تحدّث ظريف عن دعم لبنان ومقاومته، وعن استعداد حكومته لتقديم كل ما يلزم لبنان في المجالات الدفاعية والإنمائية، وجال على الرؤساء مهنئاً موزعاً الابتسامات، مؤكداً وقوف إيران مع لبنان ونهوضه، وخرج بقطاف ثمين تمثل بإعلان وزير الخارجية اللبنانية جبران باسيل مقاطعة لبنان مؤتمر وارسو الذي دعت إليه واشنطن للحشد بوجه إيران. وللبنان حجته الواضحة، أن إسرائيل مشاركة في المؤتمر، وأن لبنان يتبع سياسة الناي بالنفس عن الصراعات الإقليمية ومحاورها.
الأهم في التعليقات على عروض الوزير الإيراني، كان كلام رئيس مجلس النواب نبيه بري عشية جلسات الثقة التي يعقدها المجلس لمناقشة البيان الوزاري للحكومة الجديدة، حيث قال بري إن الإفادة من الدعم الإيراني الذي لن يرتّب فوائد على لبنان، يحتاج قرارات شجاعة داعياً للبحث عن الإفادة من صيغ مشابهة خارج العقوبات الأميركية، كحال الآلية الأوروبية المالية، أو التعاون الهندي مع إيران في مجالات عديدة.
زيارة ظريف حققت أهدافها…
خطفت زيارة وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف الى لبنان الأضواء وشغلت الساحة الداخلية، إذ تزامنت وذكرى الأربعين للثورة الإسلامية في إيران، كما تزامنت مع الاحتفال الوطني الإيراني الذي أقامته السفارة الإيرانية في بيروت في المناسبة، حيث كان يوماً إيرانياً بامتياز.
ففي حين تنقل الوزير الإيراني بين المقار الرئاسية ووزارة الخارجية، حيث التقى الرؤساء الثلاثة وأجرى محادثات وصفت بالهامة مع وزير الخارجية جبران باسيل، غصّت قاعة الاحتفالات في فندق فينيسيا في بيروت بحشود غفيرة من الشخصيات السياسية والدبلوماسية والوزارية والنيابية والحزبية والحركات الوطنية والقومية وممثلي التنظيمات الفلسطينية في لبنان، حضره رئيس الدبلوماسية الإيرانية الى جانب السفير الإيراني في بيروت السيد محمد جلال فيروزنيا.
ويُعدّ احتفال السفارة الإيرانية أمس، أكبر حشد ممكن أن تشهده سفارات أخرى في أعيادها الوطنية بما فيها السفارة الأميركية وسفارات دول الخليج ما يُعتبر تحوّلاً في موازين القوى الداخلية لمصلحة الحضور الإيراني.