من الصحف الاميركية
نقلت الصحف الاميركية الصادرة اليوم عن قائد القيادة العسكرية المركزية الأميركية الجنرال جوزيف فوتيل إنه من المحتمل أن تبدأ الولايات المتحدة سحب قواتها البرية من سوريا خلال أسابيع، لكنه شدد على أن توقيت الانسحاب على وجه الدقة يعتمد على الأوضاع على الأرض طبقا لما أمر به الرئيس دونالد ترامب .
وقد بدأت القوات الأميركية بالفعل سحب المعدات من سوريا، وسئل فوتيل عما إذا كان سحب القوات التي يتجاوز عددها ألفي جندي، سيبدأ خلال أيام أو أسابيع، فقال “ربما أسابيع ولكن مرة أخرى هذا كله يحدده الوضع على الأرض“.
وقال الجنرال فوتيل -الذي يشرف على القوات الأميركية في الشرق الأوسط- للصحفيين المسافرين معه خلال جولة في الشرق الأوسط “نقل الأفراد أسهل من نقل العتاد، ولذا ما نحاول فعله الآن هو من جديد إخلاء هذه المواد وهذه المعدات التي لا نحتاجها“.
دعا الكاتب الصحفي توماس فريدمان السعودية إلى أخذ خطوة للخلف، في ظل تصاعد الاتهامات ضدها منذ مقتل مواطنها الصحفي جمال خاشقجي في أكتوبر/تشرين الأول الماضي.
وتساءل الكاتب في صحيفة نيويورك تايمز السعوديين: لماذا يتصدرون كل العناوين والقصص في العالم؟
وأوضحت سي أن أن عبر موقعها الإلكتروني أن فريدمان يشير إلى ما طرحه جيف بيزوس مالك صحيفة واشنطن بوست التي تتبني قضية خاشقجي -الخميس الماضي- من احتمال وجود صلة بين المملكة وبين صحيفة أميركية ابتزته ونشرت صورا ورسائل بينه وبين عشيقته.
ونفت السلطات السعودية صحة تلك الأنباء قبل يومين على لسان وزير الدولة للشؤون الخارجية عادل الجبير.
وتابع فريدمان في المقابلة ذاتها أن على السعودية أخذ خطوة إلى الخلف وطرح سؤال: لماذا نحن في كل القصص؟
ووفق سي أن أن، فإن صحيفة واشنطن بوست أثارت جدلا بتقاريرها المنتقدة لسياسات الرئيس الأميركي دونالد ترامب وبتغطيتها لقضية مقتل جمال خاشقجي.
وتواجه السعودية أزمة دولية كبيرة على خلفية مقتل خاشقجي، فبعد 18 يوما من الإنكار والتفسيرات المتضاربة، أعلنت الرياض مقتل خاشقجي داخل قنصليتها في إسطنبول إثر شجار مع “أشخاص سعوديين”، وتوقيف 18 مواطنا في إطار التحقيقات، دون الكشف عن مكان الجثة حتى الآن.
قالت صحيفة واشنطن بوست إن قرار الرئيس دونالد ترامب بسحب القوات الأمريكية من سوريا أدى إلى تدافع القوى الدولية والقوات المحلية لمعرفة الكيفية التى يمكن بها ملء الفراغ المزعزع للاستقرار الذى سيتركه الأمريكيون ورائهم.
لكن مع استمرار الجهود الدبلوماسية، أصبح من الواضح أنه لا يوجد ترتيب واضح من شأنه أن يهدئ المخاوف المتصارعة وأجندات كل الأطراف المعنية، ومن غير المحتمل أن يحدث هذا قريبا.
وتوضح الصحيفة قائلة، إن كل من تركيا وروسيا والأكراد السوريين حلفاء أمريكا والحكومة السورية لديهم مصلحة استراتيجية في وجود أي ترتيب لمستقبل شمال سوريا، إلا أن أغلب مطالبهم متعارضة تماما، كما أن عدم حديثهم مع بعضهم البعض يعقد من صعوبة التوصل لحل.
فتركيا تعتبر المقاتلين الأكراد قوة إرهابية، وتريد أن تنشئ منطقة عازلة تحت سيطرتها لإبعادهم عن حدودها، في حين أن الأكراد حلفاء أمريكا الذين يخشون الملاحقة على يد تركيا، يريدون أن يظل الأتراك في الخارج.
وتريد إدارة ترامب إرضاء الطرفين، وتحقيق وعدها المتناقض بحماية الأكراد ومنح تركيا حصة في المنطقة، وسيفضل الأكراد عودة سلطة الحكومة السورية في المنطقة التي يسيطرون عليها. لكن إيران هي واحدة من أقرب حلفاء الرئيس بشار الأسد، وتعارض إدارة ترامب أي خطة تسمح للإيرانيين بالحفاظ على نفوذهم في سوريا.
ويقول أرون شتاين، مدير برنامج الشرق الأوسط بمعهد أبحاث السياسة الخارجية الأمريكية، إن المواقف السابقة لم يمكن توفيقها، وهذه مشكلات هائلة، وتحاول الولايات المتحدة حلها، لكنها لا يمكن التوفيق بينها.