شؤون عربية

توقيع 11 اتفاقية تعاون بين سورية وإيران في عدة مجالات

وقعت سورية وإيران 11 اتفاقية ومذكرة تفاهم وبرنامجاً تنفيذياً لتعزيز التعاون بين البلدين في المجال الاقتصادي والعلمي والثقافي والبنى التحتية والخدمات والاستثمار والإسكان ، وذلك في ختام اجتماعات الدورة الـ 14 من أعمال اللجنة العليا السورية- الإيرانية المشتركة التي عقدت في دمشق. وكانت أبرز أوراق التعاون الموقعة، اتفاقية التعاون الاقتصادي الاستراتيجي طويل الأمد ومذكرة تفاهم لاجتماعات اللجنة المشتركة العليا وقعهما رئيس مجلس الوزراء عماد خميس والنائب الأول لرئيس الجمهورية الإسلامية الإيرانية إسحاق جهانغيري.

وتضمنت حزمة الاتفاقات مذكرة تفاهم بين وزارة الاقتصاد والتجارة الخارجية في الجمهورية العربية السورية ووزارة الصناعة والمناجم والتجارة في الجمهورية الإسلامية الإيرانية، إضافة إلى مذكرة تفاهم بين المؤسسة العامة للخطوط الحديدية السورية والخطوط الحديدية الإيرانية. كما تم توقيع مذكرة تفاهم في مجال الأشغال العامة والإسكان، كما تضمنت الاتفاقيات مذكرة تفاهم للتعاون في مجال الترويج للاستثمار بين هيئة الاستثمار السورية ومنظمة الاستثمار والمساعدات الفنية والاقتصادية الإيرانية، إضافة إلى مذكرة تفاهم في مجال الجيوماتيك بين الهيئة العامة للاستشعار عن بعد في الجمهورية العربية السورية ومنظمة الجغرافيا في إيران.

كما تم توقيع مذكرة تفاهم للتعاون السينمائي، ووقعت مذكرة تفاهم بين هيئة مكافحة غسيل الأموال وتمويل الإرهاب في سورية ووحدة التحويلات المالية في إيران بشأن التعاون في تبادل المعلومات المرتبطة بغسيل الأموال وتمويل الإرهاب. كما وقع الجانبان البرنامج التنفيذي للتعاون الثقافي بين وزارة الثقافة في سورية ووزارة الثقافة والإرشاد الإسلامي في إيران للأعوام 2019-2020-2021، إضافة إلى توقيع البرنامج التنفيذي في المجال التربوي “التعليم ما قبل الجامعي” بين حكومتي الجمهورية العربية السورية والجمهورية الإسلامية الإيرانية للأعوام 2019 و2020 و2021.

وكانت اللجنة العليا السورية الإيرانية المشتركة عقدت اجتماعا مساء اليوم في مبنى رئاسة مجلس الوزراء برئاسة كل من خميس عن الجانب السوري وجهانغيري عن الجانب الإيراني وتم خلال الاجتماع استعراض آفاق التعاون المستقبلي بين البلدين على الصعيد الاقتصادي والاستثماري والتبادل التجاري والنتائج التي تمخضت عنها اجتماعات اللجان الفنية من الجانبين خلال اجتماعاتها بدمشق في اليومين الماضيين.

وفي مستهل الاجتماع أكد المهندس خميس أن زيارة الوفد الايراني هي “تجسيد للعلاقات التاريخية المتجذرة بين الشعبين الشقيقين ورسالة للعالم تؤكد حقيقة العلاقة النوعية والمميزة بينهما في ظل ما يعانيه الشعبان جراء الإجراءات الاقتصادية القسرية احادية الجانب الأمر الذي يستوجب التخطيط لأوجه تعاون جديدة وإيجاد آلية مشتركة للتصدي لها.

بدوره، أكد الدكتور جهانغيري وقوف بلاده إلى جانب سورية في مرحلة إعادة الإعمار والبناء كما كانت إلى جانبها في الحرب على الإرهاب، داعياً إلى دفع وتطوير علاقات التعاون الاقتصادي في جميع المجالات لتصل إلى مستوى العلاقات السياسية المتميزة، ومشيراً إلى أن اجتماع اللجنة العليا المشتركة في دورتها الـ 14 بدمشق يمثل رسالة عن صمود سورية ودخولها مرحلة التعافي والبدء بإعادة الإعمار. وناقشت اللجنة خلال الاجتماع سبل تعزيز التعاون في مجالات الكهرباء والطاقة والصناعة والنقل الجوي والبحري والسككي والقطاع الصحي والدوائي والزراعي بشقيه النباتي والحيواني والاستثمار والتطوير العقاري ودور القطاع الخاص في هذا التعاون.

وفي مؤتمر صحفي عقب توقيع الاتفاقيات أكد المهندس خميس أن “الشعب السوري ورغم كل التحديات التي فرضت عليه على مدى ثماني سنوات من الحرب استطاع الصمود والالتفاف حول قيادته وجيشه وتحقيق النصر على الإرهاب الذي تشهد سورية فصوله الأخيرة بفضل تضحيات جيشها ودعم الدول الصديقة لها”، مبيناً أن “الإجراءات الاقتصادية القسرية أحادية الجانب التي فرضت على الشعب السوري في ظل الانتصارات العسكرية المتتالية للدولة السورية لن تحقق الأهداف التي فشلت الدول الداعمة للإرهاب في تحقيقها عسكريا وسيتم استمرار التعاون مع الجمهورية الإسلامية في إيران على كل المستويات بما يلبي طموحات الشعبين الصديقين في إيجاد آلية مشتركة لمواجهة هذه الإجراءات المفروضة على البلدين.

وبيّن المهندس خميس أن “هذه الزيارة تعكس التنسيق عالي المستوى بين البلدين الذي يستوجب المزيد من الجهود لإيجاد أوجه تعاون متجددة في كل المجالات الاقتصادية لتصل إلى مستوى العلاقات السياسية”، موضحاً أن “اللجنة بذلت جهوداً كبيرة للوصول إلى الاتفاقيات النوعية التي تم توقيعها اليوم وسيكون هناك تنسيق دائم لوضع هذه الاتفاقيات موضع التنفيذ والتي شملت قطاعات المرافئ والكهرباء والنفط والزراعة والاستثمار الزراعي والبناء والإسكان”. وجدد رئيس مجلس الوزراء التأكيد على أن سورية “جادة في تقديم كل التسهيلات اللازمة للشركات الإيرانية للاستثمار في سورية والمساهمة الفعالة في مرحلة إعادة الإعمار”، مشيراً إلى “ضرورة الاستمرار في تعزيز التعاون طويل الأمد بين البلدين الذي من شأنه توفير متطلبات صمود الشعبين الصديقين على كل المستويات.

من جانبه، هنأ جهانغيري “الشعب السوري بالانتصارات التي يحققها في حربه على الإرهاب والتي بذل في سبيلها الكثير من التضحيات”، مؤكداً استمرار بلاده في وقوفها إلى جانب سورية في حربها التي تخوضها نيابة عن العالم لمكافحة الإرهاب ومنع انتشاره. وبيّن جهانغيري أنه “كما كانت إيران إلى جانب سورية في حربها ضد الإرهاب ستكون إلى جانبها في ظل الحصار الاقتصادي الذي فرض على الشعب السوري وستسهم بشكل فعال في مرحلة إعادة الإعمار”، مشيراً إلى أن اجتماعات اللجنة اليوم “هي أكبر دليل على حرص الجانبين على تطوير مجالات التعاون بينهما على كل الصعد”.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى