من الصحافة اللبنانية
أبرز ما ورد في عناوين وافتتاحيات بعض الصحف اللبنانية
البناء: واشنطن تُنجز وثيقة التفاهم مع طالبان وفيها خطة الانسحاب من أفغانستان خلال 18 شهراً الإعلام الإسرائيلي لليوم الثاني منشغل بحوار السيد نصرالله أيام حاسمة يُحيطها الغموض حول الحكومة المتعثرة و”الطاسة ضايعة
كتبت صحيفة “البناء” تقول: في توقيت متزامن سيشهد الأسبوع المقبل الإعلان عن الانتهاء من تفاهمين كبيرين يخصّان المنطقة والعالم: الأول هو التفاهم بين الأميركيين وتنظيم طالبان في أفغانستان الذي أكد الدبلوماسي الأميركي المعني بالتفاوض حول بنوده زلماي خليل زادة وصوله للنهاية، وصياغة ما يتصل بالتسوية الداخلية الأفغانية وبالانسحاب الأميركي خلال ثمانية عشر شهراً من أفغانستان، والثاني يطال الآلية المالية التي ستعتمد بين إيران والاتحاد الأوروبي، والتي وصفتها وزارة الخزانة الأميركية بالتطور الخطير في تهديد العقوبات الأميركية على إيران، خصوصاً لجهة احتمال تحولها بديلاً قابلاً للتعيم تعتمده إيران في تعاملاتها المالية بعدما نجحت واشنطن في إخضاع معاملات السويفت لرقابتها. وبالتوازي مع هذا الإخفاق الأميركي إخفاق آخر في ملف المواجهة مع إيران محوره مصير مؤتمر وارسو الذي أعلن عن الدعوة إليه وزير الخارجية الأميركية مايك بومبيو في جولته الشرق أوسطية تحت عنوان محاصرة إيران وجمع خصومها في مؤتمر واحد لتنسيق الجهود، وبدأت واشنطن تحصد بعد ذلك الاعتذارات عن المشاركة، خصوصاً على مستوى أوروبا، فاضطرت واشنطن لتأكيد أن المؤتمر ليس موجهاً ضد إيران وغيّرت مضمون الدعوة ليصبح مناقشة الوضع في الشرق الأوسط والحرب على الإرهاب دون أن يؤدي ذلك إلى زيادة عدد المشاركين.
في المنطقة لا زال حوار الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله يخيّم بتداعياته على التطورات والأحداث في المنطقة، حيث اتسعت رقعة التقييمات التي صدرت من قوى في محور المقاومة والتي وصفت كلام نصرالله بجدول أعمال المرحلة المقبلة، كما ورد في تعليقات قادة الحشد الشعبي في العراق وأنصار الله في اليمن وحركات المقاومة في فلسطين، بينما تواصلت الاهتمامات الإعلامية عالمياً وإقليمياً بتحصيص البرامج الحوارية في أغلب القنوات التلفزيونية الهامة، فقرات خاصة لتقييم الحوار والمواقف التي أطلقها نصرالله، بينما واصل الإعلام الإسرائيلي لليوم الثاني التعامل مع كلام نصرالله كحدث أول في المواد الإعلامية والتعليقات والتحليلات، حيث برز التركيز على الإجماع على ضرورة أخذ كلام السيد نصرالله حول عملية الجليل بجدّية ومن ضمنها فرضية وجود المزيد من الأنفاق غير المكتشفة، والاعتراف بنجاح نصرالله في تحويل قضية الأنفاق إلى جزء من حربه النفسية باعتبار الحملة الإسرائيلية تأكيداً لصدقية تهديد المقاومة، وهو تهديد تمّ تأكيده مجدداً في كلام نصرالله، ومثلها الاعتراف بمعادلة الردع الواضحة في مستقبل المواجهة في سورية، وبصواب تساؤله حول سبب الاهتمام من جانب القيادة الإسرائيلية بدقة الصواريخ التي تملكها المقاومة وليس بقدرتها التدميرية وما يعنيه ذلك من استهتار بحياة سكان المدن المهددة بهذه الصواريخ، لحساب التركيز على حماية المواقع الحساسة والقيادية، وتوقفت تعليقات كثيرة عند انطلاق حملة إعلامية على صفحات التواصل الاجتماعي عنوانها حرب المطارق الشاكوش تأسيساً على ما قاله نصرالله في حديثه.
لبنانياً تبدو الطاسة ضايعة في الوضع الحكومي، كما يقول مسؤول معني بالملف الحكومي المتعثر، حيث المعلومات المتوافرة تجمع على أن الأيام المقبلة حاسمة، لكن لا يبدو واضحاً أن ثمّة خرقاً حقيقياً في العقد المتبقية بينما تتحدث مصادر أخرى عن تفاهم حول مقعد اللقاء التشاوري وبقاء عقد الحقائب وتوزيعها، وفي ظل الغموض المحيط بمضمون الأيام الحاسمة تحدّث آخرون عن خيارات على طاولة الرئيس المكلف بتشكيل الحكومة تتراوح بين الاعتذار والتأليف وتعويم حكومة تصريف الأعمال.
وزير لـ”التشاوري” يُنسِّق مع عون؟
لم تستقِرّ البورصة الحكومية على اتجاه واضح المعالم حتى الآن، فالمفاوضات المكثفة على خط باريس بيروت لم تتضح نتائجها الحقيقية بعد، فتضاربت المعلومات بين السلبية والإيجابية وخيّمت الضبابية على الطبخة الحكومية، وسط تكتّم أحاط برحلة الرئيس المكلف الباريسية ونتائج وحصيلة اللقاءات التي تخلّلتها، بانتظار جولة نهائية للمشاورات التي يقوم بها الحريري لتسويق ما تم الاتفاق عليه مع الوزير جبران باسيل في باريس. فيما عمدت الأطراف السياسية الى رفع سقف التفاوض والتهديد بخيارات صعبة عشية جولة المفاوضات الأخيرة.
ففي وقت عممت وسائل اعلام محسوبة على تيار المستقبل أجواء تتحدث عن أن الرئيس سعد الحريري سيحسم خياراته خلال الأسبوع الحالي بين 4 خيارات تتوزع بين الاتفاق على حكومة أو تقديم تشكيلة نهائية الى رئيس الجمهورية أو الاعتذار أو تفعيل حكومة تصريف الأعمال، عادت مصادر بيت الوسط وأوضحت بأن حديث الحريري عن مسألة الحسم لا يعني الاعتذار أو خيارات مشابهة بل الحسم الإيجابي باتجاه تأليف حكومة بتوافق الأطراف، أما الخيارات البديلة عن التشكيل، فمفتوحة ولا يملكها أحد سواه، وأشارت الى أن “اجتماعات باريس لم تحمل الكثير من الجديد”، لافتة الى أن “زيارة الحريري الى الرئيس عون في بعبدا تنتظر الجديد في مسار المشاورات، وان اجتماعات باريس، لو كانت ايجابية وحاسمة وتوصلت الى حلول، لما كان بدأ الحريري جولة مشاورات جديدة”.
وإذ أكدت مصادر نيابية لـ”البناء” أن “خيار الاعتذار غير وارد بالنسبة للحريري”، أكدت مصادر مطلعة على تأليف الحكومة لقناة “المستقبل” أن “الحريري سيستكمل الجولة الاخيرة من مشاوراته هذا الاسبوع ليبنى على الشيء مقتضاه والخيارات ما بعد عملية الحسم يملكها الحريري وحده، وأنه يرفض اي شكل من اشكال تجميد عملية التأليف فيما البلاد تواجه تحديات اقتصادية”.
الاخبار: باسيل: نقترب من الحسم مصادر في 8 آذار: اعتذار الحريري لا يعني بالضرورة إعادة تكليفه من جديد
كتبت صحيفة “الاخبار” تقول: لـ”المّرة العاشرة” ربما، يعِد الرئيس المكلف سعد الحريري بولادة قريبة للحكومة، قبلَ أن يتبين بأن وعوده لا تنطلق من أرضية صلبة. هذه المرة، ثمة من يؤكد بأن الحريري سيصدق، لكن ليس بالذهاب نحو التأليف بالضرورة، بل لحسم الموقف قريبا: إما تأليف، او خيارات اخرى!
أكّد وزير الخارجية جبران باسيل لـ”الأخبار” أن حال الاستعصاء الحكومي “تقترب من الحسم”، من دون أن يوضح في أي اتجاه، سواء بتشكيل الحكومة أو باعتذار الرئيس المكلّف عن عدم التأليف.
وفي معلومات “الأخبار” أن لقاءات بيروت وباريس بين الحريري وباسيل، منذ مطلع الأسبوع الماضي، أفضت الى اتفاق على حسم الأمور بتأليف الحكومة سريعاً، وإلا فإن لا رئيس الجمهورية ميشال عون ولا الحريري يقبلان باستمرار حال المراوحة على ما هي عليه. وعملياً أعادت اللقاءات “تشريح” الأفكار الخمس التي قدّمها وزير الخارجية سابقاً، ووضع الطرفان مهلة “ضيقة جداً” للخروج من المأزق الراهن.
المعطيات تشير الى أن ما جرى، بحسب مصادر معنية، هو التوصل إلى تفاهمات لا تزال بحاجة إلى تفاهمات إضافية! المعلومات المتداولة متناقضة. ثمة من يؤكد بأن رئيس الجمهورية أبلغ الحريري، عبر باسيل، بموافقته على التنازل عن مقعد من حصته للقاء التشاوري، وان باسيل يريد في المقابل تحصيل حقيبة وازنة. ويقضي ذلك بالحصول على حقيبة البيئة من رئيس مجلس النواب نبيه بري، الذي يريد “ما يعادلها”، كالصناعة، من النائب وليد جنبلاط أو الثقافة من القوات اللبنانية. وهنا سيكون على الحريري أن يحصّل الحقيبة لبري. وقالت مصادر في التيار الوطني الحر لـ”الأخبار” إن “مطالبتنا بحقيبة البيئة لا يتجاوز كونه حقنا. هذه الحقيبة من حصتنا في حكومة تصريف الاعمال. كنا 21 نائباً قبل الانتخابات، وكان لدينا 10 وزراء (من بينهم الوزير طلال ارسلان). واليوم صرنا 29 نائباً، ويعرضون علينا العدد نفسه من المقاعد، مع حقيبة أقل”.
في المقابل، أكّدت مصادر رفيعة المستوى في فريق 8 آذار إن “لا شيء جديداً خرج من لقاءات باريس. هناك تفعيل للمشاورات حتى الآن لم تنتج حلولاً”، معتبرة أن “الحل يكون بتنازل أحد الطرفين إما الحريري أو باسيل، ومن دون تنازل لن تكون هناك حكومة”.
هذا الجو التشاؤمي عبّر عنه في اليومين الماضيين الرئيس برّي أمام زواره بعد سؤاله عن الحكومة، إذ قال إن “الحريري حاول أن يسحب منا البيئة مقابل إعطائنا وزارة أخرى، لكن هذا الأمر مرفوض”، ملمحاً إلى أن “الأخبار عن اللقاءات التي عقدها مع باسيل تشي بأن لا حكومة”. في مقابل هذه المعطيات، وإعلان الرئيس المكلف انه سيحسم قراره الأسبوع المقبل، وإشاعة البعض إمكانية اعتذاره، استبعدت مصادر في 8 آذار أن يذهب الحريري الى خيار الاعتذار لأنه “يعلم بأن ذلك لا يعني بالضرورة إعادة تكليفه من جديد، إذا كان يراهن على ذلك”. وقد تكون دعوة الرئيس بري هيئة مكتب المجلس الى الاجتماع يومَ الأربعاء، أبلغ دليل على الجو الذي ساد في الساعات الماضية، لا سيما وأنه كان قد أشار سابقاً إلى عدم إمكانية الإستمرار في التعطيل في ظل الوضع الإقتصادي الضاغط والخطير.
وبعدَ أن وردت معلومات عن ان ممثل اللقاء التشاوري سيكون من حصة رئيس الجمهورية عون من دون أن يكون جزءا من تكتل “لبنان القوي”، قالت اوساط مطلعة على خط المشاورات إن “هناك حلا قائما على تنازل عون عن مقعد للقاء التشاوري، وأن لا حلّ لتأليف الحكومة الا بتنفيذ هذا الطرح”، مشيرة إلى أن “الأسماء المتقدمة هي حسن عبد الرحيم مراد أو عثمان مجذوب، من دون معرفة ما إذا كان باسيل مؤيداً لذلك”. وقد ردّ النائب فيصل كرامي في تصريح لموقع “الانتشار” على ما يتم التداول به في هذا الشأن بأن “لا مشكلة في أن يعين الوزير المختار من قبلنا من حصة رئيس الجمهورية على ألا يكون من كتلته حتماً”.
في سياق آخر، دانَ حزب الله بشدة الحكم الجائر الذي أصدرته ما يسمى بمحكمة التمييز البحرينية بالسجن المؤبد لزعيم المعارضة الشيخ علي سلمان، والنائبين السابقين الشيخ حسن سلطان وعلي الأسود، بتهم “التخابر مع دولة قطر”، ورأى فيه “إمعاناً في ممارسة الظلم والعدوان ضد الشعب البحريني الشريف”. واعتبر حزب الله أن “النظام البحريني بدل أن يعمد إلى تصحيح أخطائه يلجأ إلى المزيد من التهور وممارسة الكيدية السياسية ضد المواطنين البحرانيين المطالبين بحقوقهم”. ورأى أن “الاتهامات الكاذبة التي ساقتها المحكمة ضد الشيخ سلمان ورفيقيه لا يمكن أن تضعف أحرار البحرين بل ستزيدهم صلابة وإصرارا على التمسك بحقوقهم المشروعة وأهدافهم النبيلة”.
الديار: التهويل” الفرنسي “حرب نفسية” لـ “تطويق” مفاعيل “معادلات” نصرالله؟ باريس “تنصح” الحريري بعدم “التهور” والرياض لا تعلم بقرب “اعتذاره” باسيل يواصل “ابتزاز” الرئيس المكلف ويطالب “باثمان” لتسهيل “الولادة”
كتبت صحيفة “الديار” تقول: على وقع “التهويل” الفرنسي “المشبوه” باعتداء اسرائيلي مرتقب على لبنان، لا يعرف الرئيس المكلف سعد الحريري طبيعة الخطوة غير التقليدية التي وعد باتخاذها نهاية الاسبوع الحالي على أبعد تقدير، اذا لم “تبصر” الحكومة “النور”، فوعده “بقلب الطاولة” على الجميع عبر اتخاذ قرار بالاعتذار، لا يبدو امرا “هينا” بالنسبة الى الرجل الذي تلقى “نصائح” اقليمية ودولية بعدم “اطلاق النار” على رجليه “والاستسلام” لخيارات الفريق الاخر، خصوصا ان التطورات ما بعد الاقدام على خطوة مماثلة غير مضمون لجهة اعادة تكليفه او تكليف غيره، وفي كلا الخيارين لا أمل في “ولادة” قريبة لاي حكومة طالما انه لا يزال غير قادر على تغيير “قواعد” عملية التاأليف مع اصرار الاطراف الاخرى على عدم الذهاب الى تشكيل حكومة اكثرية نيابية والاستمرار بالتمسك بتشكيل حكومة وحدة وطنية، وهذا يعني العودة مجددا الى “المربع الاول” من المراوحة مع فارق وحيد هو “تصفير” الارقام والبدء بالعد من “اول وجديد”، فاين المصلحة في ذلك؟
الرياض ليست “بأجواء الاعتذار”
ووفقا لأوساط معنية بالتأليف، فان الرياض ليست حتى الان في اجواء تفيد بان الرئيس الحريري سيتخذ قرارا “بالاعتذار”، ولو كان في نيته ذلك لكان على الاقل “تشاور معنا”، بحسب السفير السعودي الوليد البخاري، الذي نقل عنه زواره بالامس، كلاما لا يوحي بوجود تطور دراماتيكي على هذا النحو، اقله هذا الاسبوع…فيما سمع الرئيس المكلف من الفرنسيين نصائح بعدم الاقدام على خطوة “انتحارية” اذا ما كانت الخطوات التالية غير مدروسة وغير واضحة المعالم، لان “القفز” في “المجهول” سيدخل لبنان في “نفق” لا يعرف احد كيفية الخروج منه، وستضيع معه على نحو جدي فرص الاستفادة من نتائج مؤتمر “سيدر”، وهذا يعني ان “الصدمة” المأمولة من خطوة مماثلة لن تكون مجدية وستعطي نتائج “عكسية”، وتم طرح خيارات أخرى تخضع راهنا للنقاش، ولان “حكومة الامر الواقع” لن تمر، تبقى في مقدمة المخارج، اعادة “احياء” حكومة تصريف الاعمال، وهو خيار يعتقد المحيطون بالرئيس المكلف انه يعفيه من “الضغوط” التي تمارس عليه الان، وتنتفي عنه “تهمة التمييع” “والتعطيل”، فهو سيباشر عمله في السراي الكبير، لانقاذ الوضع الاقتصادي والاجتماعي، وعلى الاخرين ايجاد المخارج المناسبة “لمشاكلهم” بعد ان قدم كل ما هو مطلوب منه من “تنازلات”، وهذا “المخرج” كان محور بحث رئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع في باريس، وقد شجعه “الحكيم” بحسب مصادر تكتل “الجمهورية القوية” على السير بهذا الحل تجنبا لخيارات اخرى “غير مضمونة” ستضيع معها الفرص الكبيرة لاستفادة لبنان من سيدر وروما وبروكسيل، كما سيؤدي “الفراغ” “والاهتزاز” السياسي الى وضع لبنان في “مهب”التطورات الاقليمية.
النهار: أي خيارات لنسخة منقّحة عن الفراغ ؟
كتبت صحيفة “النهار” تقول: لم تشكل عودة الرئيس المكلف سعد الحريري ووزير الخارجية جبران باسيل ورئيس حزب “القوات اللبنانية” سمير جعجع من باريس الى بيروت ضماناً كافياً ومطمئناً الى ان الايام القريبة ستشهد حسما ايجابيا لأزمة تأليف الحكومة او بلورة للاتجاهات البديلة في حال اخفاق آخر جولات المشاورات والاتصالات والجهود التي يستكملها الحريري بعد لقاءاته الباريسية مع باسيل وجعجع في الايام السابقة. اذ ان المعطيات الجادة التي توافرت عن نتائج لقاءات باريس وكذلك عن طبيعة المواقف من المشاورات الجارية حول الاقتراحات والافكار المتصلة بتوزيع التوازنات والحقائب الوزارية ضمن التشكيلة الحكومية، تظهر شكلاً ومضموناً ان الازمة تبدو كأنها عادت تراوح عند مربعاتها الاولى ولا سيما لجهة الدوران في حلقة العقم اياها المتصلة بموضوع الثلث المعطل.
ولعل اللافت في هذا السياق بروز نبرة حادة في الدوائر القريبة من رئاسة الجمهورية ورئيس “التيار الوطني الحر” الوزير باسيل حيال ما تعتبره حرباً كونية على العهد في موضوع الحصة الوزارية، وقت تؤكد المعلومات ان باسيل لم يوافق بعد لا في لقاءات باريس ولا في الاتصالات الجارية في بيروت التراجع عن 11 وزيرا ضمن الحصة المشتركة لرئيس الجمهورية و”التيار الوطني الحر”. وفي المقابل فان التركيز على ما قد يتخذه الرئيس الحريري من خيار حاسم في الايام القريبة افتقر الى معرفة طبيعة هذا الخيار الذي يحرص الحريري على احاطته بكتمان شديد، لكنه فيما يواصل اتصالاته في شتى الاتجاهات يبدو واضحاً انه يضع نصب أولوياته استجماع توافق متين على التشكيلة الحكومية واذا تعذر ذلك فانه يدرس البدائل التي قد يكون في الاتصالات واللقاءات التي يجريها جس نبض حيالها.
المستقبل: الحكومة هذا الأسبوع وإلا..
كتبت صحيفة “المستقبل” تقول: مع انطلاق أسبوع “حسم” الوضع الحكومي، بدأ رئيس الحكومة المكلّف سعد الحريري فور عودته من باريس “الجولة الأخيرة” من مشاورات التأليف والتي في ضوئها ستكشف الأيام القليلة المقبلة عن مصير الحكومة المُرتقب تأليفها هذا الأسبوع، وإلا فـ”الاحتمالات مفتوحة”، حسبما أكدت أوساط الرئيس المكلّف لـ”المستقبل” من دون أن تكشف عن طبيعة هذه الاحتمالات، مشدّدةً على أنها “ملك الرئيس الحريري وحده ولا أحد سواه”.
وإذ نقلت عنه إصراره على “وضع حدّ لتمديد الأزمة” الحكومية، أوضحت الأوساط أنّ الحريري يعتبر أنّ “التحديات الاقتصادية والمالية لا تعطي أي طرف فرصةً لمزيد من هدر الوقت وللترف السياسي”، مشيرةً في ما يتعلق بجولة مشاوراته الراهنة إلى أنّ “جزءاً منها يتم بشكل غير مُعلن وبعضها بصورة مُعلنة”، كاشفةً أنّ اتصالاً جرى أمس بين الحريري ورئيس مجلس النواب نبيه بري تداولا خلاله بموضوع عمل مكتب المجلس واللجان النيابية. ولفتت إلى أنه خلال الأسبوع الجاري من المُقرر أن يلتقي الرئيس المكلّف قيادات سبق أن التقاها من ضمن جملة مشاورات نهائية يعتزم إجراؤها مع كافة القوى المعنيّة بصيغة الائتلاف الحكومي المُزمع التوافق عليها.
ورداً على سؤال، آثرت أوساط الحريري عدم إبدائها لا تفاؤلاً ولا تشاؤماً في استباق الأحداث، مفضلةً التعامل بواقعية مع تطوارت الملف الحكومي، واكتفت بالمراهنة على وعي القوى المعنية وأنها “سوف تتحمل مسؤولية الخروج من نفق تأخير ولادة الحكومة” للمضي قدماً في مواجهة كرة التحديات المُتدحرجة على الساحة الوطنية.
اللواء: الحريري يجنح إلى التأليف: حفرة كبيرة في الطريق ولن نقع برّي ماضٍ في التحضير لجلسة تشريع الإنفاق.. وباسيل يلوِّح بالشارع!
كتبت صحيفة “اللواء” تقول: .. بانتظار الحسم!
مرّ اليوم الأوّل لتوجه الرئيس المكلف سعد الحريري بت مسألة التكليف والتأليف، إيجاباً أو سلباً، بحكومة أو البحث عن خيار آخر..
المؤشر الأكبر للمسار الحاسم، ما سيبحث في اجتماع كتلة المستقبل النيابية، التي يرأس اجتماعها الرئيس الحريري، إذا لم يكن على موعد طارئ في بعبدا مع الرئيس ميشال عون، وعما إذا كان ثمة زيارة جديدة إلى عين التينة، للتداول في مسألتين: تبادلية الحقائب، والجلسة التشريعية التي يتجه رئيس المجلس لعقدها، بعد ان دعا هيئة مكتب المجلس للانعقاد غداً، لتحديد موعد الجلسة وجدول أعمالها، وفي مقدمه وضع اليد على موازنة العام 2019.
وفي إشارة إلى ان الأرجحية هي لمسار التأليف، اعتبر الرئيس المكلف اننا قادرون على النهوض بوطننا.. وكل ما علينا ان نقوم به هو ان تشكل حكومة، تعمل على أسس واضحة، وتقوم بالاصلاح الذي تمّ اقراره في “سيدر”.. معتبراً ان الشرط الأساسي لنجاح الحكومة ان تقوم بالاصلاحات المقررة في “سيدر”.
وقال الرئيس الحريري في كلمة خلال العشاء الذي أقامه الوزير السابق ميشال فرعون مساء أمس في منزله بالاشرفية على شرفه بحضور شخصيات نيابية وروحية ووزراء في حكومة تصريف الاعمال: “لا شك أننا نمر في مرحلة صعبة جدا، وكما ترون جميعا، فإن هناك مشاورات تحصل ونأمل أن تكون إيجابية. أنا بطبعي شخص متفائل، وتفاءلوا بالخير تجدوه. وأنا أرى أن لبنان لديه فرصة، وأمامه تحديات. الفرصة تكمن في مؤتمر “سيدر” وكل الأصدقاء الذي يرغبون في مساعدة لبنان واقتصاده وأمنه واستقراره. أما التحديات فهي صعبة، إن كان على صعيد المالية أو البنى التحتية أو غيرهما.
الجمهورية: المشاورات: مسلسل.. برِّي: الى المجلس.. الحريري: يومان.. باسيل: قلب الصفحة
كتبت صحيفة “الجمهورية” تقول: إنتهت مهلة “أسبوع الولادة”، والجنين الحكومي أعطِي مهلة إضافية ليوم أو يومين لعلّ نموّه يكتمل منتصف الاسبوع الجاري، كما يرغب الرئيس المكلف سعد الحريري. الذي يبدو انه عاش تجربة مشاورات مرّة خلال الايام القليلة الماضية لم يتمكن خلالها من تحقيق الاختراق النوعي الذي وعد به.
بحسب الاجواء التي خلصت اليها مشاورات الحريري التي بدأها الاسبوع الماضي في بيروت واستكملها في باريس، انّ “أسبوع الولادة” الذي تحدث عنه الرئيس المكلف، يندرج في سياق “لعبة المواعيد” التي أكدت على مدى الاشهر الثمانية الممتدة منذ ايار الماضي وحتى اليوم، انّ الثابت الوحيد على خط التأليف هو سوء التقدير والدوران المتعمّد حول التعقيدات المانعة للولادة من دون الدخول الجدي في عملية نزع الالغام المزروعة فيها.
ضبابية وسلبية
عاد الرئيس المكلف من سفرته الباريسية، والمناخات المحيطة به تُحاذر الحديث صراحة عن فشل مشاورات الحريري، الّا انها تعكس ذلك في الاشارة الى انّ السائد في “بيت الوسط” حالياً هو شعور بعدم الارتياح لعدم تمكّنه من بلوغ الغاية المُرتجاة، وكذلك في إسدال ستار من الضبابية على المشاورات التي أجراها في باريس، وخصوصاً مع رئيس “التيار الوطني الحر” الوزير جبران باسيل، وإن كان ما يرشح عن هذه المشاورات يَشي بمراوحة في السلبية.
وبحسب معلومات “الجمهورية”، فإنّ الخلاصة التي أمكَن الوصول اليها في باريس، هي ان لا اتفاق على أيّ شيء، فعقدة “الثلث المعطّل” وإصرار فريق رئيس الجمهورية العماد ميشال عون عليه ما زالت مستعصية، وعقدة تمثيل “اللقاء التشاوري” بوزير يمثلّه حصراً أكثر استعصاء من ذي قبل، خصوصاً انّ المواقف حيال هذا الموضوع ما زالت في المربع الاول، وامّا محاولة إعادة خلط الحقائب الوزارية فتراوح في دائرة الفشل ورفض غالبية الاطراف الدخول في بازار المبادرة والمقايضة من جديد.
هذه الصورة، تصفها مصادر معنية بملف التأليف بـ”الفاقعة في سلبيتها، وتثبت بشكل واضح انّ الاسبوع الباريسي كان اسبوعاً ميتاً، وضاع أسوة بما سبقه، وقدم دليلاً اضافياً على انّ ملف التأليف مقبوض عليه من قبل لاعبين على حبل مصالحهم، محترفين فقط في تضييع الوقت وإعدام فرص انتشال الحكومة من عمق أزمتها”.