هآرتس: إسرائيل تهدد لبنان عبر ماكرون
بعثت إسرائيل برسائل تهديد إلى لبنان، عبر الرئيس الفرنسي، إيمانويل ماكرون، الذي سيزور لبنان الشهر المقبل، مفادها بأن مواصلة جهود تسليح حزب الله اللبناني، ومحاولته الحصول على صواريخ دقيقة، سيدفع إسرائيل إلى عملية عسكرية باهظة الثمن .
جاء ذلك في لقاء جمع ماكرون بالرئيس الإسرائيلي، رؤوفين ريفلين، في باريس. وشارك في اللقاء قائد سلاح الجو الإسرائيلي، عميكام نوركين، الذي عرض أمام الرئيس الفرنسي، مجموعة من الصور والخرائط تظهر التغييرات التي طرأت على استعدادات حزب الله العسكرية.
وأشارت صحيفة “هآرتس” إلى أن الموقف الذي أظهره الرئيس الفرنسي هو قراره بمواصلة دعم الحكومة اللبنانية والجيش اللبناني، لتحقيق حالة من التوازن في مقابل تعزيز قوة حزب الله وتوسيع نفوذه.
ومن ضمن رسائل التهديد التي حمّلها ريفلين للرئيس الفرنسي، أنه في أية مواجهة عسكرية مستقبلية، ستدفع الحكومة اللبنانية ثمنًا باهظًا، وذلك بسبب المساحة التي تمنحها لحزب الله وسماحها له بحرية العمل العسكري من الأراضي اللبنانية.
وأضاف ريفلين أمام ماكرون أن “إسرائيل لا تميز بين حزب الله والدولة اللبنانية”، داعيا نظيره الفرنسي إلى “ممارسة الضغط المطلوب على الحكومة اللبنانية لبسط سيادتها وإنهاء كل تدخلات إيران وحزب الله التي قد تدفعنا إلى الحرب“.
وشدد ريفلين خلال اجتماعه بماكرون على المخاوف الإسرائيلية من ترسانة الصواريخ والقذائف التي يمتلكها حزب الله، والذي قدرته بـ130 ألفًا من الرؤوس المتفجرة، ومما وصفه بـ”الخطوات الهجومية لحزب الله، بما في ذلك حفر الأنفاق على الجبهة الشمالية“.
وركز ريفلين على مشاريع الصواريخ الدقيقة والمحاولات الإيرانية المستمرة في تحسين دقة ترسانة الصواريخ التي يمتلكها “الحزب”، والذي اعتبره تهديدا لأمن إسرائيل.
وزعم ريفلين أن “تل أبيب لا تريد خوض حرب مع لبنان، لكنها لن تبقى مكتوفة الأيدي حيال ما يجري على أرض هذا البلد”، وأضاف أن “ما يقوم به لبنان من انتهاكات متكررة للقرار الأممي الرقم 1701، وتزويد حزب الله بأسلحة متطورة“.
كما تركزت محادثات ريفلين وماكرون في مسألة “النفوذ الإيراني المتزايد في سورية ولبنان”، حيث هدد أن إسرائيل “لن تقف مكتوفة اليدين إذا تعرضت لتهديد من لبنان“.
وكرر ريفلين اتهام حزب الله بـ “إقامة مصانع في قلب بيروت لإنتاج صواريخ دقيقة، تحت غطاء مدني وبدعم إيراني”، واعتبر أن ذلك “نشاط يشكل خطرا على أمن إسرائيل التي قد تضطر إلى الرد، الأمر الذي سيجر المنطقة كلها إلى التصعيد، ويضر كثيرا بلبنان“.
وعن الغارات التي تشنها إسرائيل على مواقع في سورية، قال ريفلين: “طالما استمرت إيران وأتباعها بالتموضع هناك فإن إسرائيل ستدافع عن أمنها، بما في ذلك ضد نقل الأسلحة المتطورة من إيران إلى حزب الله في لبنان عبر سورية“.
واجتمع نوركين بنظيره الفرنسي، بحسب “هآرتس”، وقدم له شرحًا تفصيليًا عن مواقع في محيط مطار بيروت زعن أن حزب الله أخلاها سابقًا لكنه استخدمها ضمن “مشروع دقة الصواريخ”، الذي يعمل على تطويره، بعد أن كشف نتنياهو عن المواقع في خطاب له في الأمم المتحدة، في أيلول/ سبتمبر الماضي.