من الصحف البريطانية
ذكرت الصحف البريطانية الصادرة اليوم إن السعودية ماضية في محاولتها لتسويق نفسها على أنها مركز لموسيقى البوب وغيرها من أشكال الترفيه الأخرى على الرغم من التهديد الدولي لها بالعزلة بسبب مقتل خاشقجي في قنصلية بلده بمدينة إسطنبول التركية العام الماضي .
وقالت إن فريق الرئيس الأمريكي دونالد ترامب لا يعرف شيئا عن الأزمة في فنزويلا، وقد يزيد البلاد خرابا على خراب، ولفتت الى إن تهديد ترامب المبطن بالتدخل العسكري في فنزويلا، عندما تحدث عن كل الخيارات، يعد مقامرة غير محسوبة العواقب. فهو عندما دعم المعارضة علنا إنما تحدى الرئيس الفنزويلي نيكولاس مادورو شخصيا.
ورات أن ترامب قد يكون الرجل الذي يسقط حكم مادورو وينقذ فنزويلا، وقالت ان ترامب قد لا يكون الحل المفضل لهذه الأزمة ولكن تدخله هذا الأسبوع كان حاسما وفعالا، فالمشكلة هي نيكولاس مادورو، الذي انتهج سياسة سلفه، هوغو تشافيز، الاشتراكية المتطرفة، والتي أدت بالبلاد إلى الهاوية.
نشرت صحيفة التايمز تقريرا كتبه مراسلها لشؤون الشرق الأوسط، ريتشارد سبنسر، بعنوان (حفلات الراب والثيران في السعودية “المرحة”)، يربط فيه بين تعزيز المملكة قطاع الترفيه ومقتل الصحفي جمال خاشقجي.
يقول الكاتب إن السعودية ماضية في محاولتها لتسويق نفسها على أنها مركز لموسيقى البوب وغيرها من أشكال الترفيه الأخرى على الرغم من التهديد الدولي لها بالعزلة بسبب مقتل خاشقجي في قنصلية بلده بمدينة إسطنبول التركية العام الماضي.
ويذكر الكاتب أن رئيس الهيئة العامة للترفيه في البلاد، تركي آل الشيخ، أعلن عن فعاليات ترعاها الحكومة، وتتراوح بين استضافة حفل لمغني الراب الأمريكي جاي زي، وتنظيم سباق للثيران مشابه لسباق بامبلونا في إسبانيا.
وأعلنت الهيئة أيضا عن الترخيص للمقاهي والمطاعم باستضافة عروض للموسيقى الحية، وذلك في تغيير جذري تشهده البلاد التي تعرف منذ عقود بتشدد القوانين فيها والتضييق على الكثير من السلوكيات الاجتماعية، ومنع المسارح وقاعات السينما.
وينقل الكاتب عن آل الشيخ قوله إن الاستراتيجية التي يقودها ولي العهد محمد بن سلمان تسعى إلى أن تصبح السعودية ضمن مقاصد الترفيه الأربعة الأولى في منطقة آسيا، وضمن المقاصد العشرة الأولى عالميا.
ويرى سبنسر أن التخفيف الإضافي للقيود يعد مؤشرا على إصرار الملك سلمان وولي العهد على تجاهل التنديد الدولي الذي اندلع في أكتوبر/ تشرين الأول الماضي بمقتل خاشقجي، وكذلك بسجن النساء وناشطي حقوق الإنسان.
ويذكر الكاتب أن آل الشيخ أحد المقربين من ولي العهد وأنه متهم بالمشاركة في الاستجوابات في نوفمبر/ تشرين الثاني لعدد من الأمراء ورجال الأعمال كانوا محتجزين في فندق الريتز كارلتون في الرياض، في إطار ما قيل إنه حملة ضد الفساد.
ويقول الكاتب إن الهيئة العامة للترفيه ستعلن، تحت شعار “استمتع بالسعودية”، عن العديد من البرامج والمهرجانات بينها عروض لتماثيل الشمع وحفلات لموسيقى الراب، ومسابقات موسيقية وتلفزيونية، ومهرجانات للألعاب السحرية التي كانت ممنوعة في البلاد باعتبارها تشجع على احتراف السحر.
نشرت صحيفة الغادريان مقالا كتبه سيمون تيسدل، يقول فيه إن فريق الرئيس الأمريكي دونالد ترامب لا يعرف شيئا عن الأزمة في فنزويلا، وقد يزيد البلاد خرابا على خراب.
يقول سيمون إن تهديد ترامب المبطن بالتدخل العسكري في فنزويلا، عندما تحدث عن كل الخيارات، يعد مقامرة غير محسوبة العواقب. فهو عندما دعم المعارضة علنا إنما تحدى الرئيس الفنزويلي نيكولاس مادورو شخصيا.
وإذا رد مادورو على هذا التحدي، مثلما فعل من قبل باستعمال العنف في قمع المعارضين أو اعتقل الدبلوماسيين الأمريكيين الذين يرفضون أوامره بمغادرة البلاد، فإن ترامب سيجد نفسه أمام خيارين: إما التصعيد بإرسال قوات أمريكية أو تحمل إهانة مذلة.
ويرى الكاتب أن زعيم المعارضة، خوان غوايدو، يحظى بدعم الكثيرين في فنزويلا، إن لم يكن يحظى بدعم الأغلبية. ولكن لا يعرف موقف قادة الجيش منه، وما إذا كانوا سيدعمون توليه السلطة.
وإذا بقي الجيش وفيا للرئيس مادورو، فإن ترامب ومستشاره للأمن القومي، جون بولتون، الذي قاد الحملة من أجل تغيير النظام في كاراكاس، يكونان قد فشلا في تحقيق أبجديات الانقلاب العسكري وهو ضمان أن يكون السلاح في صفك.
ويضيف الكاتب أن هذا ليس مفاجئا لأن ترامب لا دراية له بفنون السياسة الخارجية والعلاقات الدولية. وبعد سلسلة من الاستقالات في حكومته خلال عامين من ولايته، أصبح في حاجة ماسة إلى الخبرة السياسة الكبيرة والاستشارة عالية المستوى.
والدليل على قلة الخبرة في فريق ترامب، بحسب الكاتب، هو أنه طلب الاستشارة لحل أزمة الإغلاق الحكومي من صهره، غاريد كوشنر، وهو قليل الخبرة في مجال السياسة، مثلما هو حال الذين كلفهم ترامب بالسياسة الخارجية خلفا للمستقيلين من حكومته، وهم يجهلون الكثير عن العالم خارج الولايات المتحدة.
ويقول سيمون إن رؤية هؤلاء المسؤولين القصيرة قد يكون لها أثر سلبي على ما بقي من وجود ترامب في البيت الأبيض. فالمطلوب من المستشارين أن يتمتعوا بالهدوء والرزانة عندما يلجأ ترامب إلى المواقف المرتجلة وغير المحسوبة لتشتيت الانتباه مثما فعل في قضية فنزويلا. وهذا ما لم يفعله المسؤولون في البيت الأبيض.
نشرت صحيفة ديلي تلغراف مقالا كتبه فريزر نلسون يرى فيه أن ترامب قد يكون الرجل الذي يسقط حكم مادورو وينقذ فنزويلا.
ويرى فريزر الموقف الذي اتخذه الرئيس الأمريكي بخصوص فنزويلا ضروريا في بلاد ينخرها الفقر والعنف. فانهيار فنزويلا من أكبر المآسي الإنسانية المعاصرة، والمؤسف أكثر أن هذا المصير لم يكن حتميا. فقد وصل عنف العصابات إلى حد مقتل طفل واحد كل 8 ساعات، ومقتل بالغ واحد كل 25 دقيقة، فيما تبحث النساء عن الطعام بين أكوام القمامة.
ويضيف الكاتب أن ترامب قد لا يكون الحل المفضل لهذه الأزمة ولكن تدخله هذا الأسبوع كان حاسما وفعالا. فالمشكلة هي نيكولاس مادورو، الذي انتهج سياسة سلفه، هوغو تشافيز، الاشتراكية المتطرفة، والتي أدت بالبلاد إلى الهاوية.
وبعد ساعة واحدة من إعلان موقف ترامب، تلقى غوايدو دعم الأرجنتين والبرازيل وكندا وكوستا ريكا وبراغواي وبيرو، وتجمع الآلاف في كاراكاس لتحية الزعيم المعارض. وتتحرك الآن قوى الديمقراطية، بحسب الكاتب، لتنحية مادورو بدعم متزايد في أمريكا اللاتينية، وقد عرض ترامب التنسيق في هذا المجال.
وهو يسعى إلى تقديم ما يستطيع لدعم غوايدو، البالغ من العمر 35 عاما، ودعم التغيير من داخل البلاد.
وقد بدأ ترامب بالعقوبات على فنزويلا، ولكن تبين له أنها لا تنفع مع مادورو الذي يحمل الولايات المتحدة مسؤولية كل مكروه يقع في بلاده. وتشديد العقوبات لن يزيد الشعب إلا معاناة، وهو لا يجد الدواء والمواد الأساسية الأخرى.
ويقول فريزر إن ترامب يعمل الآن مع دول حليفة مثل البرازيل وكولومبيا، ويعرض عليها التنسيق والقوة المال، بمنح 100 مليون دولار لمساعدة اللاجئين، والتعهد بإرسال مساعدات إنسانية بكميات كبيرة إلى فنزويلا إذا ترك مادورو السلطة.
ويضيف أن ترامب لا يتظاهر بأنه رجل السلم، فهذا ليس أسلوبه. فقد كشف صراحة أن الخيار العسكري مطروح مع الخيارات الأخرى.