من الصحف اللبنانية
البناء: بوتين يتصل بمادورو: لن نسمح بالعبث بالقانون الدولي… والجيش الفنزويلي يُنذر قادة الانقلاب موسكو: التصدّي السوري للطائرات الإسرائيلية مستحيل دون موافقة لبنان الحريري إلى باريس والتفاؤل بالحكومة يتراجع… مَن يلعب لعبة القط والفأر؟
كتبت صحيفة “البناء”: تبدو فنزويلا عنواناً للأحداث العالمية للشهور المقبلة على الأقل بدلاً من سورية، والعنوان واحد والعدوان واحد، ذريعة الديمقراطية نفسها تبرر العدوان خارج الأصول والقواعد القانونية، والحشد السياسي والدبلوماسي لجماعة واشنطن تحت شعار «أصدقاء فنزويلا» كما كان «أصدقاء سورية»، و»إسرائيل» أول المؤيدين والمال العربي الخليجي مصدر الدعم الرئيس للعدوان، رغم أن العنوان في فنزويلا كما في سورية، فلسطين، والعدوان واحد، تهديد بالحرب الأهلية، وحشد على حدود دولة مجاورة هي كولومبيا بدلاً من تركيا في حالة سورية، ومعارضة منظمة بشعارات مزيفة لا مشكلة لديها بالتحول يافطة لاستجلاب التدخل الخارجي، وعصابات المرتزقة ودواعش العنصرية البيضاء، بوجه السكان الأصليين، لكن كما في سورية ففي فنزويلا رئيس صلب وشجاع واثق بشعبه وجيشه وحق بلاده بالاستقلال، قارئ للمعادلات ومدرك للمتغيرات. وكيف أن انتصار سورية في ذروة الصعود الأميركي نموذج يُحتذى لانتصار فنزويلا المقبل في ظروف أفضل، حيث العالم لم يعد مسرحاً للأحادية الأميركية. وأميركا لم تعد كما كانت، وكولومبيا ليست تركيا وليس في أميركا اللاتينية حكام عرب يملكون فائض مال ينفقونه بسخاء على خراب بلد شقيق. وصحوة المأخوذين بالمعارضة وشعاراتها المزيفة لن تحتاج الزمن الذي احتاجته بعض الشرائح في سورية، وليس في أميركا اللاتينية قناة الجزيرة وشقيقتها العربية، ولا فتاوى أئمة المساجد وشيوخ الأخوان والوهابية.
المشهد كما بدا في اليوم الثاني للانقلاب الأميركي في فنزويلا يشبه المشهد السوري في العام الثاني للحرب، فبيان قيادة الجيش باعتبار ما يجري انقلاباً على الشرعية الدستورية من جهة، والاتصال الذي تلقاه الرئيس الفنزويلي نيكولاس مادورو من الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ومضمون الموقف الروسي الثابت برفض التساهل مع العدوان الأميركي، ولن تصمت على العبث بالقانون الدولي، من جهة مقابلة، يوضحان مصير الرهانات الأميركية على خلق مناخ داخلي أو دولي يتناسب مع الخطة الأميركية لإطاحة الرئيس الفنزويلي. فالواضح أن على واشنطن لتغير الوضع أن تفعل شيئاً واحداً هو غزو فنزويلا والتورط في حرب ستشعل أميركا اللاتينية، هي الحرب ذاتها التي هربت من خوضها في سورية في عهدين رئاسيين أميركيين أيام الرئيس باراك اوباما والرئيس دونالد ترامب، ولن تجرؤ على فعلها في فنزويلا. والحريق قابل للامتداد إلى الداخل الأميركي على خلفية إتنية بين البيض العنصريين واللاتينيين الذين يشكلون قرابة ربع سكان أميركا، ويمثلون المكوّن الثاني بعد البيض في المجتمع الأميركي، في ظل وضع غير مريح في علاقات واشنطن بجيرانها اللاتينيين من المكسيك إلى الأوروغواي ونيكاراغوا وكوبا.
في المواقف الإقليمية ظهر التضامن التركي مع الرئيس الفنزويلي لافتاً في الإشارة لتموضع الرئيس التركي رجب أردوغان بعد زيارته إلى موسكو ولقائه بالرئيس بوتين، خصوصاً بعد التجربة التركية المريرة في لعب دور الحاضن الأول للحرب على سورية، والنتائج الكارثية التي حصدتها تركيا، التي تعيش ارتباك التصرف مع وعد «المنطقة الآمنة» الذي دعا إليه الرئيس التركي داخل الأراضي السورية، ورفضته موسكو. وقال عنه وزير الخارجية التركي أمس أنه غير مؤكد، بينما «إسرائيل» الداعم الأول للانقلاب على الرئيس مادورو في فنزويلا تحسب خطواتها في ضوء فشل الغارات على سورية، والجديد حول الغارات ما قاله خبير عسكري روسي عن الحاجة التقنية لفتح الأجواء اللبنانية أمام شبكات الدفاع الجوي السورية حتى يتسنى التصدّي للطائرات الإسرائيلية..
في لبنان تراجع التفاؤل مجدداً بولادة قريبة للحكومة المتعثرة، رغم مواصلة الوعود الرئاسية بقرب الولادة، فشكل سفر الرئيس المكلف بتشكيل الحكومة سعد الحريري نكسة للمناخ التفاؤلي، خصوصاً مع تسريب معطيات تشير إلى أن لا جديد يحمله الحريري في جولاته سوى التأكيد على نيته حسم الملف الحكومي، والتداول بملف الحقائب، بعيداً عن صيغ لحل قضية تمثيل اللقاء التشاوري، ما دفع مصادر متابعة للقول إن الرئيس المكلف يلعب مع اللبنانيين لعبة القط والفأر، فكلما وجد ملاحقة حثيثة تحاصر تلكؤه في تشكيل الحكومة، يقوم بحركة بهلوانية لتمييع الضغوط ثم يعود للمماطلة.
وتراجعت أسهم تأليف الحكومة لتستقرّ يوم أمس على سفر الرئيس سعد الحريري الى باريس في زيارة عائلية كما أُشيع، وغابت اللقاءات والاتصالات ليعود ملف التأليف خطوة إلى الوراء بعدما شهد اندفاعة ملحوظة خلال اليومين الماضيين.
ومع بلوغ التكليف شهره التاسع من دون أن تبصر حكومة «الوفاق الوطني» النور، ما يطرح شكوكاً حيال جرعات التفاؤل التي تعمّم بين الحين والآخر وهل تهدف الى تغطية الفشل وتقطيع الوقت بانتظار أمر ما؟ وإذا كان الحريري في أعلى درجات تفاؤله بإمكانية إعلان الحكومة خلال الأسبوع المقبل كما نقل عنه الرئيس نبيه بري مع وجود نية لدى بقية الأطراف لتسهيل تذليل العقد، فلماذا لا يتوجّه الى بعبدا ويقدم تشكيلته الى رئيس الجمهورية؟ علماً أن مواقيت الحريري السابقة لم تصدق أي منها، ما دفع بأوساط مراقبة الى وصف الحَمْل الحكومي الجديد بـ”الحَمْل الكاذب“.
ووفق مصادر معنية تقول لـ”البناء” إن “حصيلة جولة الحريري حتى الآن لم تشهد معطيات جديدة أو تقدماً جدياً بل العقد مازالت قيد المداولة ولا جديد يشي بقرب التأليف، رغم وجود نية جدية لدى الرئيسين ميشال عون وسعد الحريري باستيلاد الحكومة”، على أن مصادر مطلعة على موقف حزب الله تشير لـ”البناء” الى أن «العقدة داخلية رغم التعقيدات الإقليمية التي تؤثر على لبنان”، موضحة أن “هدف زيارة مساعد وزير الخارجية الأميركية دايفيد هيل الى بيروت لم يكن الملف الحكومي بشكل مباشر، رغم إبلاغه المسؤولين توجّه إدارته الضغط على حزب الله سياسياً ودبلوماسياً واقتصادياً»، مشيرة الى أن «عناصر الإشكال داخلية»، وتشدد على أن «حزب الله ليست لديه مشكلة بأن ينال الرئيس عون الثلث الضامن وأكثر. فالمشكلة هي بين اللقاء التشاوري والرئيس المكلف، فالحزب مستمرّ بدعم حلفائه السنة، والحزب يقبل ما يقبل به اللقاء».
الاخبار: تشكيل الحكومة: خداع موصوف
كتبت صحيفة “الاخبار”: يختصر مصدر في 8 آذار، معني بتأليف الحكومة، النشاط الحكومي المستجد بالقول إنها عملية خداع موصوفة، داعياً إلى عدم إيهام الناس بأن ثمة تقدماً أو فرجاً قريب.
طار الرئيس سعد الحريري إلى فرنسا في زيارة خاصة، ويُتوقع أن يعود الوزير جبران باسيل من زيارته إلى دافوس اليوم، فيما يستمر سمير جعجع في إجازته الفرنسية. تلك أجواء لا توحي بأن تقدماً حقيقياً ينتظر مسار تأليف الحكومة. ومع ذلك، فإن التفاؤل لا يزال سيد الموقف، حتى ولو لم يُبنَ على معطيات جدية، باستثناء الضغط الذي يمارسه رئيس الجمهورية على رئيس الحكومة المكلف، وحركة الرئيس الحريري باتجاه عين التينة وكليمنصو، والتي أعقبها بتصريح متفائل، أشار فيه إلى أن «هناك أموراً إيجابية تتبلور بشأن الحكومة والأسبوع المقبل سأحسم الموضوع».
وفيما أشيع أن الخلاف على الحقائب له نصيب من التعطيل، فقد أوحى الحريري أنه تمكن من حلها، عبر تضحية كان قد طلبها من جنبلاط، ولم يعط الأخير كلمة فيها، وإن ترك الأبواب مفتوحة على التخلي عن حقيبة الصناعة لمصلحة كتلة التنمية والتحرير، شرط معرفة أي من الحقائب ستكون البديلة. علماً أن حركة أمل كانت قد وافقت على التخلي عن حقيبة البيئة لمصلحة «لبنان القوي»، مقابل «الثقافة» أو «الصناعة». وبما أن «الثقافة» كانت قد ذهبت إلى القوات، لم يبق سوى الصناعة التي لم تُحسم مبادلتها بعد. نظرياً، ومع التسليم بالعقد الظاهرة، فإن سير هذا الحل باتجاه التثبيت، بعد أن يعود الحريري إلى جنبلاط بما لديه، يعني العودة إلى عقدة تمثيل اللقاء التشاوري.
في هذا الصدد، تصر مصادر «لبنان القوي» على إشاعة أجواء إيجابية، معتمدة على ما تصفه بمعلومات عن اقتراب الحل، فيما يعتبر متابعون أن هذه الحماسة الجديدة للتأليف لن تتأخر قبل أن تصطدم بحائط الشخصية التي ستمثّل اللقاء وبدور هذه الشخصية في مجلس الوزراء، خصوصاً أن لا أفكار جديدة طرحت للحل.
لكن هل فعلاً الأجواء إيجابية وهل فعلاً المسألة تقنية وترتبط بالبحث عن حل لعقد موضعية؟ مصادر مطلعة تؤكد أن كل ما يشاع من تفاؤل ليس مبنياً على أي عناصر جديدة، وبالتالي فهذا يعني أن الحل لا يزال بعيداً، خصوصاً أن البعض بدأ يسوق لربط الحكومة بنتائج مؤتمر وارسو (13 شباط) الموجه ضد إيران حيناً، وبالانتخابات الإسرائيلية (17 آذار) انطلاقاً مما قاله وزير الخارجية الأميركي عن تحريك عملية السلام مع فلسطين حيناً آخر.
وأكثر من ذلك، فإن مصدراً في 8 آذار، يختصر كل التحركات على الخط الحكومي بالقول إنها «عملية خداع موصوفة»، داعياً إلى الكف عن إيهام الناس بأن الحكومة قريبة وبأن ثمة مشاورات تجرى بشأنها، فيما الواقع يشير إلى أن المراوحة هي سيدة الموقف.
بالنسبة لمصدر متابع لعملية التأليف، فإن كل الأطراف لا تزال تجني ثمار حرق ورقة جواد عدرا، الذي شكّل اسمه الحد الأدنى من الخسائر لكل الأطراف. وعليه، فإن التحدي اليوم، إذا وجدت إرادة جدية للتأليف، يتمثل في إيجاد اسم يوازي اسم جواد عدرا لناحية القبول من الجميع، خصوصاً أن الأسماء المطروحة من قبل اللقاء التشاوري لا تلقى موافقة الحريري. وحتى بعد حل مسألة الاسم، يُفترض أن يكون تموضعه الحكومي هو القضية الخلافية الأساسية، وهي المسألة التي سبق أن طيّرت الحكومة في المحاولة الأخيرة.
الديار: الحريري تحرك حكوميا «بضغط» سعودي «ويستعين» بالقاهرة وباريس إطلالة «حاسمة» لنصرالله غدا.. «طمأنة» للداخل «وإقلاق» اسرائيل
كتبت صحيفة “الديار”: تراجع «زخم» الاتصالات الحكومية بعد اندفاعة «مفاجئة» من قبل الرئيس المكلف سعد الحريري تبين ان احد اسبابها الرئيسية «ضغوط» سعودية تعرض لها بعد «لومه» وتحميله مسؤولية «الوهن» الذي يصيب موقع رئاسة الحكومة، وهو ما دفعه الى محاولة استعادة «زمام المبادرة» وفتح «قنوات» الاتصال مع المصريين والفرنسيين في محاولة لتخفيف الضغوط عليه.. في هذا الوقت من المنتظر ان تتحرك الملفات الداخلية والاقليمية على وقع «المعادلات» الجديدة التي سيرسمها الامين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله في اطلالته الاعلامية غدا، حيث تفيد المعلومات ان «رسائله» ستكون واضحة ومحددة داخليا وخارجيا، وسيكون له مواقف «مطمئنة» للداخل، وحاسمة في ملف «الأنفاق» المزعومة اسرائيليا، ومحاولة تعديل الاسرائيليين «لقواعد اللعبة» في سوريا وعلى طول الجبهة الشمالية، وسيكون هناك من المواقف «المثيرة» التي ستزيد منسوب «القلق» في اسرائيل.. فيما ستكون علاقات حزب الله الداخلية على «المشرحة» عشية تفاهم «مارمخايل» والتوتر المستمر بين «بعبدا» «وعين التينة»، فضلا عن ملف العلاقات اللبنانية- السورية مع سيتضمنه ذلك من تطمينات «للداخل» حيال «قواعد» هذه العلاقة خصوصا على الفريق «المعادي» لسوريا..
وفي انتظار ما سيقوله السيد نصرالله، ومع تراجع حركة مشاورات «التأليف»، وتقدم الوضع المالي – الاقتصادي مجددا الى الواجهة مع «رسائل» التطمين التي صدرت من بعبدا بالامس، كشفت أوساط وزارية بارزة عن اسباب تحرك الرئيس المكلف سعد الحريري «المفاجىء» حكوميا، دون اي «أرضية» «صلبة» توحي بقدرته على تحقيق الاختراق المطلوب، واشارت الى انه «استعان» في الساعات القليلة الماضية «بأصدقاء» الداخل «والخارج» في محاولة منه لفك «الحصار» المضروب عليه وعلى دوره، وذلك بعدما تلقى «رسائل» «استياء» سعودية شديدة اللهجة خلال الساعات التي تلت انعقاد اجتماع القمة الاقتصادية في بيروت، وكان لافتا ما نقله السفير وليد البخاري لرئيس الحكومة المكلف من كلام قاله رئيس الوفد السعودي الى القمة وزير المال محمد الجدعان… بانه «شعر للمرة الاولى بان اتفاق «الطائف» «مات» وكأنه يحضر مراسم «دفنه».. وذلك تعقيبا على غياب اي دور فاعل للحريري في القمة التي كان يديرها وزير الخارجية جبران باسيل نيابة عن رئيس الجمهورية ميشال عون، واللذان تفردا في «المسألة» القطرية وملف النزوح السوري وظهر موقع رئاسة الحكومة دون اي فعالية تذكر ما اعاد الى الاذهان مرحلة ما قبل «الطائف» حين كان رئيس الحكومة مقيدا بصلاحيات الرئيس الواسعة..
وبحسب تلك الاوساط، سمع الحريري كلاما «قاسيا» حيال امرين ، الاول يرتبط بالاحراج الكبير الذي وضعت فيه السعودية بعد ان سمح لبنان للدوحة «بتسجيل» «هدف سياسي» في «مرماها»، والثاني اظهاره حالة كبيرة من الوهن والضعف في ادارة موقعه على رأس الحكومة، وما زاد «الطينة بلة» تخليه عن الذهاب الى مؤتمر «دافوس» وافساح المجال لوزير الخارجية جبران باسيل بتمثيل لبنان في هذا الصرح الدولي المهم..ومن هنا كان الطلب السعودي حاسما لجهة ضرورة «الاخذ» «بزمام المبادرة» من جديد وعدم الابقاء على «هشاشة» الوضع القائم في رئاسة الحكومة المعلقة منذ نحو 8 أشهر حيث يبدو الحريري «الحلقة الاضعف» في عملية التشكيل، وقد اخذ عليه غيابه عن القيام بدوره وترك «وساطات» التأليف لغيره، وطلب منه «وضع النقاط على الحروف» لان الرياض لم تعد قادرة على تحمل هذا الاختلال في التوازنات الداخلية، ومن هنا كانت «الرسالة» السعودية واضحة للحريري ومفادها» عليك فعل شيء لوقف عملية الابتزاز المفضوحة التي تضعف موقع رئاسة الحكومة، حتى لو كان «تعويم» الحكومة الحالية هو الحل، لا مشكلة في ذلك، لكن عليك التحرك ووضع الجميع امام مسؤولياتهم لانه من غير المقبول ان يبقى موقع «السنّة» في لبنان في «مهبّ» التجاذبات، بعد ان بات واضحا ان ثمة من يستفيد من حالة الفراغ هذه «للسطو» على صلاحيات رئيس الحكومة، وذلك في «غمز» سعودي واضح من «قناة» رئيس الجمهورية ووزير الخارجية..
وانطلاقا من هذه المعطيات انطلق رئيس الحكومة في تحركه الجديد على الرغم من عدم توافر معطيات جدية بين يديه، لكنه بات «مضغوطا» في الوقت حيث بات مطلوبا منه حسم هذا الملف قبل منتصف الشهر المقبل موعد مؤتمر وارسو الاميركي لرفع الضغوط على ايران، وفي هذا السياق يطالب السعوديين كما الاميركيين باعادة تفعيل الجبهة الداخلية اللبنانية لوقف المد «السوري» المستجد على الساحة اللبنانية، وهذا الامر كان مدار نقاش مستفيض بين الرئيس الحريري والنائب السابق وليد جنبلاط على ان يستكمل البحث في هذا الملف مع رئيس القوات اللبنانية سمير جعجع بعد عودته من الخارج..
وفي هذا الاطار، لجأ الرئيس الحريري الى المصريين والفرنسيين لمحاولة تخفيف الضغوط السعودية عنه، وهو غادر مساء امس الى باريس لساعات قليلة بعد لقاء عقده في بيروت مع السفير المصري نزيه النجاري الذي وعده بنقل وجهة نظره الى القيادة المصرية «المتفهمة» لتعقيدات الملف اللبناني، لكنه كان صريحا في عرض مقاربة القاهرة التي تعتقد ان لبنان تجاوز خلال الايام القليلة الماضية سياسة «النأي بالنفس» والمطلوب من الرئيس الحريري اعادة التوازن للساحة الداخلية، ومراعاة «حساسية» «الرباعي العربي» باتجاه قطر، والخصوصية السعودية باتجاه الاندفاع نحو «التطبيع» مع دمشق، وطلب من الرئيس المكلف الاسراع في استعادة موقعيته على رأس حكومة «كاملة الاوصاف» لمواجهة وضع «معقد» ينتظر المنطقة في الاشهر القليلة المقبلة..
الجمهورية: حديث عن حكومة 3 عشرات… وطهران: موســكو تتواطأ مع إسرائيل
كتبت صحيفة “الجمهورية”: دلّت الاجواء المحيطة بملف التأليف الحكومي الى انه ما يزال في مدار التفاؤل، في انتظار الوصول الى ترجمة هذا التفاؤل عملياً تِبعاً لما ستسفر عنه مشاورات الرئيس المكلف سعد الحريري، التي يفترض ان تتبلور نتائجها قبل الثلاثاء المقبل، وهو الموعد المحدد الذي تنتهي فيه مهلة الاسبوع التي حدّدها خلال زيارته الأخيرة لرئيس مجلس النواب نبيه بري الثلاثاء الماضي. وقالت مصادر مواكبة لـ”الجمهورية” انّ الصورة ستتضِح أكثر مع عودة الحريري والوزير جبران باسيل من باريس التي التقيا فيها أمس، وسط معلومات ترشح من بعض زوايا مطبخ التأليف وتتحدث عن صيغة مرشحة للتفاهم عليها أي حكومة “الثلاث عشرات”، وإذا صحّ هذا الامر، فمعنى ذلك انّ امكانية التأليف تصبح متاحة اكثر من ذي قبل. فيما أكدت مصادر باسيل عودته اليوم، وانّ الاجواء جيدة، وقالت لـ”الجمهورية”: “تفاءلوا بالخير تجدوه“.
لم تسفر الاتصالات الجارية في شأن تأليف الحكومة عن أي نتيجة عملية بعد، واشارت المعلومات المتوافرة لدى اطراف أساسيين في فريق 8 آذار الى انّ «حزب الله» لم يدخل جدياً بعد على خط الاتصالات، لأنه من جهة ليس مستعداً لتقديم تنازلات، وهو من جهة ثانية غير مقتنع بأنّ الحريري وباسيل سيخفّضان من مستوى مطالبهما، في الوقت الذي لا يزال جميع الافرقاء ينتظرون الضوء الأخضر الضائع بين التهديدات العسكرية المفتوحة، سواء التهديدات الاميركية، أو الاسرائيلية، أو التهديدات الايرانية.
وعلمت «الجمهورية» انّ اتصالات جرت امس بين «اللقاء التشاوري» وحلفائه، تمّ التشديد خلالها على الوقوف نهائياً مع مطلبه بتمثيله بوزير يمثله حصراً، ويكون من بين أعضائه التسعة (6 نواب و3 لشخصيات مرشحة) ورفض أي صيغة جديدة تؤدي الى خلق جواد عدرا جديد.
واشارت مصادر معنية الى انّ اجتماع «اللقاء» الذي سينعقد اليوم في دارة النائب جهاد الصمد في طرابلس، الذي سيحضره الاعضاء التسعة للمرة الاولى، سيصدر عنه موقف يعبّر عن «مطلبه النهائي والحاسم».
المستقبل: فنزويلا.. ساحة حامية للكباش الأميركي ـ الروسي
كتبت صحيفة “المستقبل”: بسرعة تحولت فنزويلا إلى الساحة الجديدة للكباش بين الولايات المتحدة وروسيا فوق خارطة عالم يشهد تفككاً مثيراً للقلق في «وضع كارثي نوعاً ما» على حد وصف الأمين العام للأمم المتحدة انطونيو غوتيريس، الذي رأى أن «العلاقات بين القوى الرئيسية العالمية لم يسبق أن شهدت الخلل الذي تشهده اليوم»، والذي سيفرض إيقاعه على أزمة فنزويلا المفتوحة بين «رئيس» مدعوم من الجيش وموسكو وحلفائها و«رئيس بالوكالة» مدعوم من واشنطن وحلفائها في القارة الأميركية والعالم.
أميركياً، وصف وزير الخارجية مايك بومبيو الحكومة الفنزويلية بأنها «غير شرعية» و«غير ديموقراطية»، مؤكداً دعم واشنطن لرئيس البرلمان المُعارض خوان غوايدو.
وأشار بومبيو في كلمة أمام اجتماع طارئ لمنظمة الدول الأميركية، إلى أن قرار الولايات المتحدة دعم رئيس البرلمان الفنزويلي المعارض والاعتراف به رئيساً لفنزويلا «لم يُتخذ بين ليلة وضحاها».
وأكد دعم الولايات المتحدة القوي «للخطوات التي يخطط الرئيس الموقت غوايدو لاتخاذها لاستعادة الديموقراطية، بما في ذلك إجراء انتخابات حرة ونزيهة وشفافة»، مضيفاً أن واشنطن على استعداد لدعم الجمعية الوطنية الفنزويلية والشعب الفنزويلي.
وأضاف أن الولايات المتحدة على استعداد لتقديم مساعدات إنسانية بأكثر من 20 مليون دولار لشعب فنزويلا بأسرع ما يمكن، لكي يتمكن من معالجة النقص في المواد الغذائية والأدوية وغير ذلك من آثار الأزمة الاقتصادية والسياسية.
ودعا بومبيو منظمة الدول الأميركية للعمل «على أساس مبادئ ديموقراطية» تجاه فنزويلا، ولعقد اجتماع للمنظمة على مستوى وزراء الخارجية لبحث الوضع في فنزويلا.
يُذكر أن الولايات المتحدة ومنظمة الدول الأميركية التي تضم 35 دولة وبعض الدول في أميركا اللاتينية أعلنت الأربعاء اعترافها برئيس البرلمان الفنزويلي المعارض خوان غوايدو رئيساً موقتاً لفنزويلا، فيما وصفت سلطات فنزويلا خطوات المعارضة بـ «الانقلاب».
وطلبت الولايات المتحدة أن يعقد مجلس الأمن الدولي اجتماعاً طارئاً السبت لمناقشة الوضع في فنزويلا، وفق ما أفادت مصادر ديبلوماسية.
وقالت المصادر إن واشنطن عبّرت عن الأمل بعقد اجتماع «علني» برغم معارضة روسيا لاجتماع يتناول موضوعاً «داخلياً» في فنزويلا، ولا يُشكل في رأيها تهديداً للسلام والأمن الدوليين.
اللواء: التفاؤل بالحكومة يتراجع… وخياران يتقدّمان لشرعنة الإتفاق والرواتب إستياء «حزب الله» من تصريحات باسيل في دافوس يطرح مخاوف من تأثيرات سلبية على التأليف؟
كتبت صحيفة “اللواء”: طرح الاجتماع المالي في بعبدا، لجهة الانفاق المالي، في ظل عدم إقرار موازنة العام 2019، إمكان اتخاذ إجراءات جدية، اخذا في عين الاعتبار تأخر تأليف الحكومة.
وإذا كانت هذه المحصلة تشكّل مؤشرا غير إيجابي، على احتمال ان يكون الأسبوع المقبل أسبوع الحسم، فضلا عن مؤشرين آخرين، هما سفر الرئيس المكلف سعد الحريري، في زيارة خاصة، وجمود حركة المشاورات وان بدت المعطيات لا توحي بأن الحلحلة انتهت، فالأوساط المعنية تؤكد لـ «اللواء» ان جوّ التفاؤل ما يزال في الواجهة، وان الأطراف اللبنانية تدرك ضرورة إنهاء التأليف، وعليه، المشاورات تركز على وضع رتوش على تبادل الحقائب، وإيجاد «تخريجة» مقبولة «للوزير الملك» الذي يمثّل اللقاء التشاوري من حصة رئيس الجمهورية.
وكشفت الأوساط ان زيارة الرئيس الحريري العائلية إلى باريس، سريعة، وضرورية من دون ان تحدّد موعد العودة..
غير ان مصادر سياسية متابعة، لاحظت ان انكفاء حركة مشاورات تأليف الحكومة، بفعل سفر الرئيس الحريري إلى باريس، في زيارة وصفها مكتبه الإعلامي بأنها «عائلية قصيرة»، لا يعني ان زخم اندفاعة الرئيس المكلف لتوليد الحكومة، التي دخلت أمس شهرها التاسع، منذ انتهاء أعمال القمة الاقتصادية في بيروت، قد توقف أو أن عوامل جديدة طرأت فرملت هذه الاندفاعة، لا بل قالت ان الزيارة الباريسية التي تستمر حتى نهاية الأسبوع الحالي، قد تكون فرصة لاجراء لقاءات بعيدة عن الأضواء، سواء مع رئيس «التيار الوطني الحر» الوزير جبران باسيل، لدى عودته من «دافوس»، أو مع رئيس حزب «القوات اللبنانية» سمير جعجع، لدى عودته أيضاً من الولايات المتحدة، علماً ان مصادر في «القوات» أبلغت محطة «أو.تي.في» ان اللقاء بين الحريري وجعجع سيكون ضمن المهلة التي حددها الرئيس المكلف.
النهار: إمّا حكومة وإمّا تفعيل تصريف الأعمال
كتبت النهار: “تحمل الأيام الفاصلة عن مطلع الأسبوع المقبل طابعاً مفصلياً بالنسبة الى أزمة تأليف الحكومة التي طوت شهرها التاسع من دون التأكد من معطيات مطمئنة الى ان ولادة الحكومة ستأتي بعد هذه المدة الطويلة طبيعية أو قيصرية أو ان الفرصة الجديدة التي أتاحها اتجاه الرئيس المكلف سعد الحريري الى ما وصفه بـ”حسم الامر” الأسبوع المقبل ستجهض بدورها. واذا كانت أزمات الداخل وحدها تشكل الضاغط الأقوى لاستعجال الخروج من أزمة التأليف والانصراف الى مواجهة التداعيات الاقتصادية والمالية والاجتماعية التي تركتها مرحلة مثقلة بالتجاذبات السياسية أدت الى تأخير ولادة الحكومة ووضع البلاد أمام أخطار جسيمة على مختلف الصعد، فإن التداعيات الخارجية لم تعد تقل خطورة في اهتزازات متعاقبة لصورة الدولة خارجياً وانعكاس ذلك على مستقبل الدعم الدولي للبنان.
وفي هذا السياق، علمت “النهار” ان ثمة ملامح قلقة بدأت ترتسم لدى بعض الدوائر الديبلوماسية والسياسية حيال مصير الزيارة الرسمية المقررة للرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون للبنان في شهر شباط. ومعلوم ان هذه الزيارة التي ارجئت سابقاً لأسباب تتصل ببرامج الرئيس الفرنسي تقرر موعدها في شباط المقبل بالتوافق بين فرنسا ولبنان. لكن تلميحات بدأت تصل الى تلك الدوائر بان زيارة ماكرون لبيروت قد تكون مرشحة للارجاء تكراراً اذا لم تشكل حكومة جديدة في لبنان قبل موعدها، خصوصاً ان حيزاً أساسياً من المحادثات التي يرتقب ان يجريها الرئيس الفرنسي مع نظيره اللبناني والرئيس الحريري ورئيس مجلس النواب تتصل بتنفيذ مقررات مؤتمر “سيدر” الذي وظف ماكرون ثقلاً ديبلوماسياً فرنسياً كبيراً لعقده وانجاحه في باريس الربيع الماضي.
في أي حال، حافظت جولة التحرك الواسع الذي بدأه الحريري من اجل انهاء ازمة التأليف على ديناميتها ولو ان الرئيس المكلف سافر مساء امس الى باريس في زيارة عائلية سريعة. وقبل سفره، كان الرئيس الحريري واضحاً بأنه سيحسم موقفه الاسبوع المقبل، إما بتأليف الحكومة وإمّا بخيار آخر يحيطه “بيت الوسط” بالغموض مع أنه يحتمل اكثر من تفسير، ولعلّ الاقرب الى الواقع هو بإعادة تفعيل حكومة تصريف الأعمال وعزدة الرئيس الحريري الى المداومة في السرايا الحكومية، بعد رفع المسؤولية عن نفسه، وفضح المعطلين. أما الاعتذار فلا يبدو مطروحاً ضمن خياراته.
وتشير أوساط الرئيس الحريري الى انه يتكتّم على مضمون مسعاه من أجل إنجاحه. وتعكس هذه الاوساط للمرة الأولى تفاؤلاً مبرراً بقرب ولادتها، انطلاقاً من وصول جميع القوى السياسية الى اقتناع بضرورة قيام حكومة، وبأن عليها جميعاً المساهمة في تسهيل ولادة الحكومة، لأن وضع البلد لم يعد يحتمل.