ماذا عن «جيش حزب الله» لو اراد تجاوز الاجراءات الاسرائيلية؟ محمود زيات
مع كل الجلبة العسكرية التي احدثتها «وحدات النخبة» في جيش الاحتلال الاسرائيلي، «المجوقلة» والمؤللة، والمزودة بحفارات «التنقيب» عن «انفاق حزب الله»، التي رجَّح البعض ان تكون قائمة منذ زمن العمل الفدائي الفلسطيني في سبعينيات القرن الماضي، تمكن مُدَرِّسٌ اميركي «كئيب»، يعمل في مؤسسة تربوية داخل فلسطين المحتلة، اجتياز كل ساحات الاستنفار التي اعلنتها الوية النخبة والوحدات الخاصة الاسرائيلية، ونجح في عمليات التمويه لتجنب شبكات الرادارات والكاميرات الالكترونية ومعدات التحسُّس والاستشعار، وقام بقص الشريط الشائك في منطقة قريبة من «خلة وردة» في عيتا الشعب… بوابة الهزيمة الاسرائيلية في عدوان تموز عام 2006، والوصول الى مدينة صور.
وتلفت مصادر متابعة في الجنوب، الى ان «المتسلل» الاميركي عبر الحدود الى لبنان، تم كشفه مباشرة بعد اجتياز الشريط، مع انه نجح في التفلت من مواطنين في المنطقة اثار ريبتهم، وبعد ساعات قليلة تمكنت مخابرات الجيش اللبناني بالقبض عليه متخفيا في احد احياء مدينة صور، ليأتي بعد ذلك اعلان الاحتلال الاسرائيلي مُلتبِسا ومُربَكا حيث اشار الى ان هناك شبهات حول شخص قام باجتياز الشريط الحدودي من «الجانب الاسرائيلي» الى الاراضي اللبنانية، وان جيش الاحتلال رصد فتحة في السياح على الحدود مع لبنان، والمؤشرات تدل على ان شخصا اجتاز من «اسرائيل» الشريط الحدودي، وان قوات الاحتلال باشرت تحقيقاتها.
وتوقفت المصادر عند «عملية التسلل» التي نفذها اميركي «كئيب» استطاع ان يكشف مدى هشاشة القدرات العسكرية والامنية والتكنولوجية على خط الحدود بين فلسطين المحتلة ولبنان، فكيف سيكون الامر مع «جيش» من المقاتلين المحترفين ..يعرف اللبنانيون عنهم انهم لا يعرفون ما معنى الكآبة، وتسأل: اذا كان مصاب بالكآبة تمكن من خرق الامن الاسرائيلي الذي حوَّل المستوطنات الشمالية المتاخمة لقرى وبلدات الجنوب اللبناني، وقبله مختل عقليا اجتاز خط الحدود مرتين، فكيف سيجد الاسرائيليون اوضاعهم الامنية، وهم امام «جيش» من المقاتلين المحترفين من حزب الله، خبروا المنطقة ويدركون كل نقاط الضعف والقوة لدى قوات الاحتلال؟
ولفتت المصادر الى ان مواطنين لبنانيين، ومن باب «المغامرة»، تمكنوا من اجتياز خط الحدود في بلدة كفركلا، ودخلوا باتجاه المستوطنات الصهيونية، حتى ان احدهم تمكن من اجتياز الحدود مرتين خلال ثلاثة اشهر، وتنقل من المنطقة الحدودية الى عمق المستوطنات في الجليل الفلسطيني المحتل، مستعينا بسيارة «فان» اسرائيلية صودف مرورها على الطريق تولت نقله ظنا من السائق الاسرائيلي انه مستوطن، قبل ان تتمكن قوات الاحتلال من اكتشافه. ونسجت قوات الاحتلال الاسرائيلية رواية نسبتها الى احد اللبنانيين الذين اجتازوا الحدود، تتحدث عن ان اشخاصا من حزب الله طلبوا منه اجتياز الحدود باتجاه مستوطنة المطلة، لاختبار مدى جهوزية الجدار الكهربائي والالكتروني الحدودي واستجاب لطلبهم، ظنا منها ان «فبركة» مثل هذه الرواية تدين حزب الله الذي لم يُدخل مثل هذه الاساليب في منهجية عمله المقاوم ضد الاحتلال الاسرائيلي، لتتراجع قوات الاحتلال عن روايتها، وتسوّق لـ «مشاكل نفسية وعقلية» يعاني منها المتسلل اللبناني، زاعمة ان قواتها هي التي القت القبض على المتسلل، بعد ان راقبته قبل الوصول الى منطقة الجدار الحدودي، ووصل الامر عند قوات الاحتلال الى اتهام حزب الله بخرق القرار 1701!.
وذكَّرت المصادر الى انه في العام 2017، فتحت القيادة الشمالية في قوات الاحتلال تحقيقا في «اهمال» ما يسمى «قوات حرس الحدود»، بعد عملية تسلل قام بها مواطن لبناني اجتاز الحدود من دون اي مضايقة من قبل القوات الاسرائيلية المرابضة على الحدود، واللافت ان المتسلل استطاع الوصول الى مستوطنة كريات شمونة التي تشكل «العاصمة الاقتصادية» للمستوطنات الشمالية المحاذية للحدود مع لبنان، بعد ان سار على قدميه مسافة 10 كيلومترات، والغريب من سكان من المستوطنة هم الذين اوقفوه بعد شكوا بسلوكه، فيما بقيت قوات الاحتلال غافلة بالكامل.
وفي العام نفسه، اعلن الاحتلال عن عملية تسلل لمواطن لبناني يقيم داخل فلسطين المحتلة مع اسرته التي هربت من الجنوب اللبناني غداة تحريره من الاحتلال الاسرائيلي في ايار العام 2000، حيث كان والده منضويا في صفوف ما سُمي بـ «جيش لبنان الجنوبي» بقيادة العميل انطوان لحد، وقد تسلل عبر الحدود بالقرب من مستوطنة المطلة، باتجاه لبنان، وسلم نفسه الى مخابرات الجيش اللبناني، فيما اعلن الجيش اللبناني ان دورية تابعة له اوقفت المتسلل في خراج بلدة سرة الحدودية، قادما من الاراضي الفلسطينية المحتلة، وبحوزته اوراقه الثبوتية.
وتخلص المصادر الى القول: ان كل عمليات التسلل التي جرت عبر الحدود، يؤكد على حقائق مؤلمة لدى قادة الاحتلال، وثمة من يرى من جنرالات الحرب ان الحدود «سايبة»، بعد ان دلَّت عمليات تسلل مدنيين لبنانيين قبل اشهر عبر الحدود مع لبنان، ووصولهم الى داخل المستوطنات الشمالية، على هشاشة الاجراءات العسكرية والامنية الخاصة بالحدود، وقد ذكر جنرال صهيوني كبير… «ان ما يجري اليوم، في عصر التقنيات المتطورة لكشف المتسللين، يُذكرنا بعمليات التسلل التي قام بها الفدائيون الفلسطينيون في سبعينيات القرن الماضي، ونجحوا في تنفيذ عمليات داخل المستوطنات، سيما في مستوطنات كفرجلعاد والخالصة المسماة اليوم «كريات شمونة» ونهاريا».
بات الخوف الاسرائيلي يكبر مع الشعور… بان الطريق الى المستوطنات الشمالية المحاذية للحدود مع لبنان، باتت سالكة وآمنة.
عن الديار اللبنانية