من الصحافة اللبنانية
أبرز ما ورد في عناوين وافتتاحيات بعض الصحف اللبنانية
الاخبار: الاعتذارات تتوالى: مساعٍ أميركية لإفشال قمة بيروت؟
كتبت صحيفة “الاخبار” تقول: بعد إعلان ليبيا مقاطعة القمة الاقتصادية، كرّت سبحة رؤساء الدول المعتذرين عن عدم الحضور، آخرهم الرئيس الفلسطيني وأمير قطر. ما يجري تضعه مصادر معنية في سياق قرار أميركي بعدم تأمين مشاركة وازنة في قمة بيروت!
بمعزل عن الاجتماعات التي تبدأ اليوم تمهيداً لانعقاد القمّة الاقتصادية في بيروت يومَي 19 و20 الجاري، أصيبت هذه القمة بالكثير من الضرر. فحتى ليل أمس، تبلّغ لبنان أن عدد رؤساء الدول الذين سيحضرون لن يتجاوز الأربعة. وهذا الرقم مرشّح للتناقص! اعتذر الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي وأعلنت مصر إيفاد رئيس الوزراء لتمثيلها. ثمّ انضم الرئيس الفلسطيني محمود عباس إلى قائمة المُعتذرين، إذ بحسب بيان للرئاسة اللبنانية يومَ أمس “تسلّم الرئيس ميشال عون، رسالة من نظيره الفلسطيني تضمنت اعتذاره عن عدم تمكنه من الحضور نظراً لوجوده في نيويورك لرئاسة مجموعة الـ77 + الصين، وقد كلّف رئيس الحكومة الفلسطينية الدكتور رامي الحمدالله رئاسة الوفد المُشارك”. كذلك فعل أمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمس، بحسب ما علمت “الأخبار”. وقد ربطت مصادر سياسية معنية بالقمة اعتذاره بـ”أزمة مشاركة ليبيا في القمة، وجولة وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو في المنطقة، وسعي أميركي لعدم تأمين مشاركة وازنة في القمة الاقتصادية، في إطار قرار واشنطن تكثيف الضغوط على لبنان. وهو القرار الذي ظهر جلياً في مواقف وكيل وزير الخارجية الأميركي ديفيد هيل في زيارته الأخيرة لبيروت”. وفيما تداولت معلومات عن مغادرة الوفد القطري الذي أتى لحضور القمة، تبيّن أن المغادرين هم “حاشية الأمير”، وحلّ مكانهم وفد آخر من 4 أشخاص يترأسه مسؤول في وزارة المالية لتمثيل قطر في القمة. وبذلك يكون رؤساء الدول العربية المؤكّد حضورهم حتى الآن هم: أمير الكويت صباح الجابر الصباح، الرئيس التونسي الباجي قائد السبسي، الرئيس الموريتاني محمد ولد عبد العزيز، والرئيس العراقي برهم صالح. وتقول مصادر مُتابعة للتحضير للقمّة إنّ موضوع مشاركة ليبيا في القمّة، والأزمة الداخلية التي نتجت من ذلك، ولا سيّما حرق العلم، أثّرت كثيراً في مشاركة الرؤساء العرب فيها. وعلمت “الأخبار” أن بروتوكول وزارة الخارجية اللبنانية، أرسل إلى السفير السوري علي عبد الكريم علي دعوة إلى حضور افتتاح القمّة، من ضمن الدعوات للسفراء المعتمدين في لبنان وشخصيات سياسية واقتصادية واجتماعية. ومن المرجّح أن يعتذر السفير السوري عن عدم الحضور في الساعات المقبلة.
هذا في الشأن “الخارجي” المتصل بالقمة. أما داخلياً، فقد فتَحت الأحداث التي سبقت انعقاد القمة باب أزمة جديدة بين الرؤساء الثلاثة. إذ لم يؤُثر دفع طرابلس الغرب لمقاطعة القمّة سلباً وحسب في العلاقة بين رئيس الجمهورية والرئيس نبيه بري الذي رسم خطاً أحمر أمام حضور وفد ليبيا على خلفية عدم تعاون سلطاتها مع التحقيقات في ملف إخفاء الإمام موسى الصدر ورفيقيه. فيوم أمس، اشتعل الخلاف بين برّي ورئيس الحكومة سعد الحريري، بعدَ أن أعرب الأخير في كلمة ألقاها في منتدى القطاع الخاص العربي عن “الأسف الشديد لغياب الوفد الليبي”، معتبراً أن “العلاقة مع الأشقاء لا بد أن تعلو فوق أي إساءة”. فردّ برّي عليه في لقاء الأربعاء قائلاً: “الأسف كل الأسف ليس لغياب الوفد الليبي، بل لغياب الوفد اللبناني عن الإساءة الأم منذ أكثر من أربعة عقود إلى لبنان كل لبنان”.
وتجتمع قبل ظهر اليوم اللجنة المعنية بالمتابعة والإعداد للقمة العربية الاقتصادية على مستوى كبار المسؤولين. أما بعد الظهر، فيُعقد الاجتماع المُشترك للمندوبين الدائمين وكبار المسؤولين، التحضيري للقمة. خلال هذا الاجتماع، يُناقش جدول أعمال القمة الاقتصادية، قبل أن يُقدم إلى وزراء الخارجية والوزراء المعنيين بالمجلس الاقتصادي والاجتماعي التحضيري للقمة. وتقول مصادر دبلوماسية إنّ المواضيع المطروحة على جدول الأعمال هي نفسها “مواضيع المجلس الاقتصادي – الاجتماعي العربي، وأُقرّت في الاجتماع الأخير في القاهرة الشهر الماضي، وتقرّر اعتمادها كجدول أعمال القمة الاقتصادية”. ما سيجري اليوم، “هو إلقاء نظرة عامة على الجدول، وتحديد إن كان من نقاط يُراد إضافتها، أو إذا استجد طارئ ما يستدعي إجراء تعديل”. وحتى الساعة، لم يجرِ التوافق على إدراج مقترح إنشاء صندوق لتمويل الدول العربية المنكوبة، يكون مقره بيروت.
على جدول الأعمال قرابة 25 بنداً، ولكل بند هناك شرح ومشروع قرار مرتبط به، “مشاريع القرار أُقرّت أيضاً خلال اجتماع المجلس الاقتصادي – الاجتماعي العربي”.
لذلك، تقول المصادر إن البنود “لا تتعلق بالبلد المضيف وبحاجاته. 90% منها استكمال لمواضيع جرت مناقشتها مسبقاً. ولا يوجد بنود خلافية في الجوهر، سوى التباين بين لبنان والدول العربية في كيفية معالجة أزمة النزوح السوري اقتصادياً واجتماعياً”. وتضيف المصادر أنه لا توجد معلومات “إن كانت أي دولة تريد طرح بنود لمناقشتها من خارج جدول الأعمال”.
الديار: التهديد الأميركي ــ الإسرائيلي يشير الى تحضير حرب على المقاومة وسوريا الكيان الصهيوني سيتلقى لأول مرة ضربة وجودية مفاجأة لم يكتشفها الموساد الإسرائيلي والمخابرات الأميركية عند ساعة الحرب سيتقرر مصير المنطقة لأول مرة
كتبت صحيفة “الديار” تقول: جاء الموفد الاميركي ديفيد هيل وابلغ بوضوح انذارات للدولة، لان اميركا اتفقت مع حلفائها وقام بتسمية اسرائيل ودول الخليج، لكن عسكرياً مع اسرائيل على ضرب الوجود الايراني في سوريا وحزب الله الذي هو امتداد لايران.
الاستنتاج هو ان الحرب ستحصل خلال 4 اشهر ضد حزب الله والمراكز الايرانية العسكرية في سوريا، لكن المفاجآت التي ستظهر في الحرب ستكون مذهلة ومهددة للوجود الصهيوني ولاسرائيل بكاملها ولوضعها العسكري وجذورها ووجودها، والتدخل الاميركي العسكري اذا حصل ضد حزب الله سيفاجأ بمدى الرد لان الموساد الاسرائيلي والمخابرات الاميركية لم يكتشفا المفاجآت المميزة والمذهلة للحرب القادمة.
اسرائيل اعتادت حرب الجيوش العربية ضدها بالطيران وصواريخ ارض وبالمدفعية. وهذه المرة اميركا ايضاً اعتبرت ان الانكسار سيكون سهلاً عبر الجو ومن خلال ضرب الثكنات والدبابات ومدارج الطيران والمدفعية والملالات بالطيران الاسرائيلي والاميركي، فإنها ستدمر كل القدرات العسكرية والمدرعة الموجودة على الارض.
اما بالنسبة لحزب الله فلا وجود ظاهر له ولا مراكز عسكرية ظاهرة له، والمفاجآت في هذا المجال لا يمكن التحدث عنها. وكما ان اسرائيل تجاوزت حرب تموز 2006 ووضعت خططا قادمة لحربها كي تهزم حزب الله، فان حزب الله بالمقابل حضّر ايضاً خططه ولا يمكن الحديث عنها.
بعد شهرين او ثلاثة ستحصل الحرب تحضيراً لصفقة القرن المتفق عليها مع اسرائيل ودول الخليج، وستظهر مفاجآت عسكرية لاسرائيل ولاميركا ستقلب المقاييس وتجعل مصير المنطقة لأول مرة لمصلحة دول المشرق العربي.
تهديدات واشنطن ورئيس الوزراء نتنياهو جدية، ولدى اسرائىل قدرات عسكرية خطرة، ولدى اميركا قدرات كبيرة عسكرياً وخطرة جداً، وفي المقابل، المقاومة تعرف انها تواجه تهديداً جدياً يريد ان يقتلعها ويدمرها وليست حرباً عادية لكن المقاومة غير خائفة وجهزت نفسها للحرب بقرار جدي.
وابلغت اميركا بعد تصريح هيل دولة قامت بدور الوسيط ان اي حرب اميركية ـ اسرائيلية على المقاومة سيتم الرد عليها بحرب ايضاً جدية وعميقة وبمواجهة كاملة، ولذلك فان تهديدات اميركا واسرائيل جدية لكنها لا تخيف المقاومة.
اما الخطر في الامر فهو ما يصيب اسرائيل والمصالح الاميركية، ولكن لا ندخل في المتاهات ونترك للقارىء ان يرى الاشارات القادمة، فالاشارات ستظهر بعد اسبوعين بالنسبة لجدية المواجهة القادمة.
وهنا نقول ان التهديدات الاميركية ـ الاسرائيلية لن تأخذ في الحسبان ما جرى التحضير له ضد اي عدوان اسرائيلي والتهديد الاميركي.
من يعش يرَ ما سيحصل في الحرب القادمة ذلك ان حرب اسرائيل ضد المقاومة، نتائجها ستكون مغايرة كلياً نتائج الحروب الاسرائيلية على الجيوش العربية.
النهار: لقاء بكركي: “لا” قاطعة لاستباحة الطائف
كتبت صحيفة “النهار” تقول: لعل الايجابية الكبيرة في ما أفضى اليه لقاء رؤساء الكتل النيابية والاحزاب والنواب الموارنة في بكركي أمس والذي شكل حدثاً اخترق أجواء التأزم السياسي، كما حرف الانظار عن الاستعدادات الجارية لانعقاد القمة التنموية الاقتصادية والاجتماعية العربية في بيروت، ان هذا اللقاء اكتسب دلالاته البارزة من نص البيان الختامي الذي صدر عن المجتمعين أكثر من أي أمر آخر متصل به. وبدا واضحا ان البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي نجح في أمرين أساسيين وفرا للقاء الماروني الخروج ببيان ثوابت يمكن ان يشكل احدى الوثائق البارزة والمهمة والمفصلية لبكركي في ذروة لحظة مصيرية يمر بها لبنان وتتهدد نظامه الدستوري والاصول التي يرعاها اتفاق الطائف. الامر الاول تمثل في توقيت اللقاء وسط التخبط الواسع الذي تشهده البلاد منذ تمادت أزمة تأليف الحكومة وبدأت تثير مخاوف واقعية وجدية من الانحرافات السياسية المتعاقبة في أصول تأليف الحكومات عبر تجاوز صلاحيات الرئيس المكلف كما رئيس الجمهورية بالاضافة الى اتساع القلق من التدهور الاقتصادي والاخطار المحدقة بالواقع المالي. أما الامر الثاني فهو نجاح بكركي “النادر” في ابراز اجماع سياسي ماروني جعل مجمل التناقضات السياسية للاحزاب والزعامات والكتل المارونية تتراجع لمصلحة بيان تضمن مواقف حازمة وثابتة في الدفاع عن الدستور والنظام والطائف ورفض استباحتها تحت وطأة اعراف طارئة.
وبين الكلمة الافتتاحية التي القاها البطريرك الراعي والبيان الختامي للقاء اتخذت المواقف التي توافق عليها المجتمعون ابعاداً مهمة لجهة بلورة موقف ماروني بابعاد وطنية كما شدد على ذلك جميع المشاركين في اللقاء، ولو ان اشتباكاً سياسياً شاب اللقاء ومناقشاته بفعل السجال الذي حصل بين رئيس “التيار الوطني الحر” الوزير جبران باسيل ورئيس “تيار المردة” سليمان فرنجية وكاد يكهرب الاجواء. أما أبرز النقاط التي تضمنها البيان الختامي الذي وصفه أحد المراجع المسيحية بانه “اشبه بنداء – ثوابت يتعين درس مضمونه بدقة والتعامل معه بحكمة واسعة” فكانت في التشديد على ان “هوية لبنان التاريخية التي تعكس كيانه الروحي العميق، هي التي طبعت دستوره، وليس لاحد ان يصنع للبنان هوية جديدة مغايرة لحقيقته “. كما أبرز البيان “التمسك باحترام الدستور وسيادة الدولة ورفض كل ما من شأنه المسّ بتوازن المؤسسات الدستورية وصلاحيات كل منها وفي مقدمها رئاسة الجمهورية، بما هي رئاسة للدولة ورمز لوحدة الوطن. لان احترام الصلاحيات المنوطة بمسؤولي الدولة والتعاون المتكافئ بين السلطات الثلاث يحمي الدستور ويخدم مصلحة الوطن والناس ويعزز مناعة الدولة وهيبتها “. ودعا الى “وجوب تطبيق الدستور، نصًا وروحًا، ورفض تحويل أي استباحة له الى عرف جديد واعتبار المؤسسات الدستورية الإطار الوحيد لمناقشة الأزمات السياسية وحلِّها ورفض جميع الأساليب التي تهدّد بالانقلاب على الدولة أو السطو على قرارها “. وطالب بالاسراع في تشكيل حكومة وفق الدستور وآلياته “تكون منتجة وتشكل حافزاً لدى المجتمع الدولي لمساندة لبنان. والتعاون مع رئيس الجمهورية والرئيس المكلف اللذين ناط بهما الدستور عملية التأليف حتى لا يبقى لبنان عرضة للأزمات السياسية والاقتصادية والاجتماعية”.
اللواء: إجتماع “الوجدان الماروني”: فرنجية يتّهم باسيل بتعطيل الحكومة! الحريري يستقبل موفد برّي ويغادر إلى دافوس.. وجنبلاط يعاود الغمز من قناة حزب الله
كتبت صحيفة “اللواء” تقول: ساعات قليلة تسبق انعقاد القمة العربية التنموية في بيروت، في 19 و20 وسط إجراءات أمنية، بالغة التنظيم والفعالية، ووسط اقفال للادارات والمؤسسات العامة، منعاً لأي ازدحام ممكن، وعزز هذا المناخ الطبيعي، انفراج في أحوال الطقس، بدءاً من ساعات ما بعد ظهر اليوم.. لكنها اصرت قبل المغادرة على احداث انقطاع في التيار الكهربائي، ضرب العاصمة ومختلف المناطق..
وتنعقد القمة على وقع غياب الحكومة العتيدة، ومخاوف من تغيير قواعد اللعبة في إدارة الدولة ومؤسساتها، وعلى وقع تحوُّل بكركي إلى رافعة لما أطلق عليه الاجتماع الماروني للكتل النيابية المارونية “الوجدان الماروني”، عبر 13 من الثوابت، ولكن على خلفية التزام النواب “بشرعة العمل السياسي في ضوء تعاليم الكنيسة وخصوصية لبنان” الصادرة عن البطريركية المارونية..
المستقبل: الحريري لاستخراج “الكنز” العربي.. وإعلاء علاقات الأشقاء فوق “الإساءات” فرنجية: “حزب الله” لن يمنح عون “الثلث المعطل”
كتبت صحيفة “المستقبل” تقول: تحت سقف التخوّف من “انفجار يطيح الكيان والخصوصية اللبنانية”.. أراد البطريرك الماروني بشارة بطرس الراعي جمع أبناء رعيته، نواباً وقيادات، للتداول بالأزمة السياسية التي تعصف بالبلد، فطرح الهواجس على بساط واقعي شفاف بلا مواربات ولا قفازات نتيجة “عدم تطبيق الطائف والدستور وإدخال أعراف وممارسات مخالفة لهما”، ليضع تالياً الإصبع على “المخاوف حيال ما يُطرح في السر والعلن عن: تغيير في النظام والهوية، ومؤتمر تأسيسي، ومثالثة في الحكم تضرب صيغة العيش المشترك”. وإذ شهد اللقاء الماروني التشاوري سلسلة مداخلات ومكاشفات سياسية، استرعى الانتباه في سياقها ما كشفه رئيس “تيار المردة” سليمان فرنجية على دارج صراحته المعهودة في معرض إلقائه اللوم في تأخير ولادة الحكومة على “التيار الوطني الحر” وصولاً إلى “بقّ البحصة” مختصراً أسباب الأزمة الحكومية بسبب أوحد مفاده بأنّ “حزب الله” لن يقبل بمنح فريق رئيس الجمهورية ميشال عون وتياره “الثلث المعطل”.. ونقطة على السطر.
الجمهورية: التأليف الحكومي يغيب عن الإهتمامات… وواشنطن: خطر إيران تعدّى الخطوط الحمر
كتبت صحيفة “الجمهورية” تقول: بدأت فعاليات القمة الاقتصادية العربية المقررة نهاية الاسبوع بلقاءات تمهيدية ستتلاحق من اليوم لتتوّج في الاجتماع على مستوى رؤساء الوفود. لكنّ المؤشرات تدل حسب المراقبين الى انّ صورة القمة هذه ستكون باهتة ومخيبة للآمال على الاقل بالنسبة الى لبنان لأنّ الاجواء توحي انّ مستوى الحضور فيها قد لا يكون لائقاً بها وبلبنان، البلد المضيف، إذ انّ معظم رؤساء وملوك الدول العربية الاساسية لن يحضروها مع ارتفاع عدد المعتذرين عن الحضور، وليس آخرهم امير قطر والرئيس الفلسطيني. وقد يبقى “الحبل على الجرار”، وما يزيدها بهتاناً هو عدم تعديل المعنيين قبل المراقبين على خروجها بنتائج عملية بسبب الضوء العربي الملتبس من جهة والتفاوت في النظرة العربية الى لبنان، الأمر الذي يعكسه الخلاف الداخلي اللبناني حول القمة نفسها وكذلك حول كثير من الملفات لعل أبرزها ملف تأليف الحكومة الذي يردد كثيرون انّ أبعاداً إقليمية وبعضها عربي لا تزال تعطّل هذه الولادة الحكومية.
وفي خطوة مفاجئة، تبلّغ لبنان عصر أمس من الدوحة اعتذار أمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني عن حضور القمة العربية التنموية لأسباب وصفتها مراجع معنية لـ”الجمهورية” بأنها “طارئة”، من دون أن تكشف عن طبيعتها.
وجاءت الخطوة القطرية لتزيد من عدد رؤساء الدول العربية الذين اعتذروا عن ترؤس وفود بلدانهم الى القمة. علماً انّ كلاً من الرئيس الفلسطيني محمود عباس الذي اعتذر عن الحضور أمس ومعه أمير قطر كانا السبّاقين بين رؤساء الدول الى تأكيد مشاركتهم في القمة قبل أن يعتذرا.
البناء: تفجير لـ”داعش” في منبج ومقتل 5 جنود أميركيين… وواشنطن: لا تعديل بقرار الانسحاب من سورية لقاء بكركي النيابي: سجال الثلث الضامن وبيان تقليدي… ولجنة أزمة بري يُبلغ هيل ربط الترسيم البري بالبحري… و4 رؤساء يحضرون القمة
كتبت صحيفة “البناء” تقول: فتح مقتل خمسة من الجنود الأميركيين في منبج بعملية إنتحارية لتنظيم داعش باب التحقق من طبيعة القرار الأميركي بالانسحاب من سورية، بعدما منح البيت الأبيض أمام ردود الفعل التي تناولت قراره بالانسحاب ليتراجع عنه، في ظل القول بأن المعركة مع داعش تستدعي المزيد من البقاء في سورية، لكن ما صدر عن نائب الرئيس الأميركي مايك بنس بالوكالة عن الرئيس دونالد ترامب، بتأكيد قرار الانسحاب، وضع التقييمات الدولية والإقليمية للوضع في سورية تحت عنوان ما بعد الانسحاب الأميركي، رغم محاولات التغطية على موعد الانسحاب. وفي ظل الحملة التركية المنظمة تحت عنوان منطقة آمنة، والرد السوري الحازم باعتبار المشروع التركي عدواناً على السيادة السورية سيلقى التعامل معه على هذا الأساس، برز موقف روسي صدر عن وزير الخارجية الروسية سيرغي لافروف استبق زيارة سيقوم بها الرئيس التركي إلى موسكو للبحث بما بعد الانسحاب الأميركي والمنطقة الآمنة، حيث أكد لافروف أن الجيش السوري هو الجهة الوحيدة التي يحقّ لها التمركز في المناطق التي سينسحب منها الأميركيون.
لبنانياً، تواصلت الاستعدادات للقمة العربية الاقتصادية التي بدأت فعالياتها المرافقة اليوم بانعقاد منتدى لرجال الأعمال، برعاية وحضور رئيس الحكومة سعد الحريري، وتستمرّ الفعاليات التي تتضمّن اجتماعاً لوزراء الخارجية ووزراء الشؤون المتصلة بأعمال القمة الاقتصادية والتنموية يوم غد الجمعة، وصولاً لانعقاد القمة يوم الأحد المقبل، ويكون يوم السبت مخصصاً لاستقبال القادة المشاركين الذين تقلّص عددهم إلى أربعة هم أمير الكويت ورؤساء تونس وموريتانيا والعراق.
وجدّد رئيس مجلس النواب نبيه بري تمنياته بألا تكون القمة هزيلة، بعدما حذّر من عقدها بغياب سورية، كاشفاً عن مضمون محادثاته مع معاون نائب وزير الخارجية الأميركية ديفيد هيل، حيث قال خلال لقاء الأربعاء النيابي، إنه أبلغ هيل رفض لبنان أي بحث بترسيم الحدود البرية بمعزل عن ترسيم الحدود البحرية التي تسطو “إسرائيل” على مربعات تضم بعضاً من ثروة لبنان في النفط والغاز، في وقت تواصل انتهاك الحدود البرية بإقامة الجدار الإسمنتي في نقاط لبنانية داخل الخط الأزرق.
الشأن الداخلي اللبناني كان حاضراً أمس، في لقاء الأربعاء التشاوري الذي دعا إليه البطريرك الماروني بشارة الراعي في بكركي، وفيما كانت كلمة الراعي سيراً بين النقاط في تقديم الدعم لموقع رئاسة الجمهورية من جهة، وعدم تغطية أعراف من نوع المطالبة بحصة لرئيس الجمهورية في الحكومة أو بالحصول على الثلث الضامن، انفجر السجال حول الثلث الضامن بين رئيس تيار المردة الوزير السابق سليمان فرنجية والنائب زياد أسود، وجاءت النتائج تعبيراً عن فشل اللقاء في بلورة موقف مسيحي موحّد من الأزمة الحكومية، مع ظهور مطالبة علنية من فرنجية للتيار الوطني الحر بالتخلي عن الوزير الحادي عشر، وتأييده من نواب الكتائب والقوات، فجاء البيان الختامي أشدّ تحفظاً من خطاب الراعي، وتبعه تشكيل لجنة متابعة للتخفيف من الصورة السلبية التي رسمها، لكن تشكيل اللجنة تحت عنوان أنها لجنة متابعة لم ينجح بإخفاء أنها لجنة أزمة تبدو مديدة، ولا يبدو حلها بيد اللجنة.
لقاء بكركي: العبرة بالتنفيذ!
وإذ يقع لبنان منذ الأسبوعين الماضيين تحت ضغط العواصف المناخية والسياسية المتتالية التي تضربه من الداخل والخارج، خطفت بكركي الأضواء أمس، باستضافتها اجتماعاً ضمّ رؤساء الكتل النيابية والنواب الموارنة برئاسة البطريرك الماروني مار بشارة الراعي، خرج ببيان ختامي لم يخلُ من رسائل في أكثر من اتجاه، لا سيما الفقرة التي تحدثت عن “رفض المسّ بتوازن المؤسسات الدستورية وصلاحيات كل منها وفي مقدّمتها رئاسة الجمهورية ورفض تحويل أي استباحة له الى عرف جديد واعتبار المؤسسات الدستورية الإطار الوحيد لمناقشة الأزمات السياسية وحلِّها ورفض جميع الأساليب التي تهدّد بالانقلاب على الدولة او السطو على قرارها”.
وإذ قال المسيحيون كلمتهم ومشوا قبل أن يعودوا الى خنادقهم السياسية ومواقعهم الحكومية، تبقى العبرة بتنفيذ بنود البيان الصادر عن الخلوة المسيحية، التي رمت “الحمل الكنسي” على لجنة متابعة تضم ممثلين عن الكتل المشاركة لاستكمال البحث في النقاط التي طرحت، رغم أن اللجان “مقبرة الحلول”.
فهل يستطيع لقاء بكركي حل الخلافات المسيحية القائمة وصياغة مشروع سياسي موحّد لمواجهة الأخطار التي يشعر بها الوجود المسيحي في لبنان والمنطقة؟