من الصحافة اللبنانية
أبرز ما ورد في عناوين وافتتاحيات بعض الصحف اللبنانية
الاخبار: التأليف المؤجل ينتظر التقاطع الإقليمي؟
كتبت صحيفة “الاخبار” تقول: طوال سنتين وخمسة اشهر من الشغور الرئاسي، كان ثمة سؤال بلا جواب: مَن سيحلّ المشكلة؟ قبل ذلك ابان تكليف الرئيس تمام سلام طوال عشرة اشهر طُرح السؤال نفسه بلا جواب ايضاً. الى ان هبط الحل. قيل ان تقاطعاً اقليمياً اخرج اللبنانيين من هاتين المشكلتين
يكاد ينقضي اسبوع على اجتماع الرئيس المكلف سعد الحريري والوزير جبران باسيل، الاربعاء الفائت، وانتهائه بتسلّم الحريري من زائره خمسة اقتراحات يصير الى درسها بالتزامن مع اجراء مشاورات، في الايام التالية، بغية استخلاص مخرج للمأزق الحكومي. مذذاك لم يظهر الى العلن اي مؤشر ايجابي الى اي من الاقتراحات الخمسة، ولا اخرج الاجتماع الرئيس المكلف من اعتكافه.
ومع ان تحرّك باسيل اوحى بأنه يستكمل مهمة المدير العام للامن اللواء عباس ابراهيم حيث توقفت، الا ان الواقع افصح عن مأزق لا يزال يدور من حول نفسه. ظاهره خلاف على المقعد الذي يفترض ان يشغله الوزير السنّي السادس ممثل النواب السنّة الستة، وباطنه ان الافرقاء المعنيين ينتظرون حدثاً ما من الخارج.
قيل مراراً في الاشهر الاولى من التكليف ان ايران تمنع تأليف الحكومة. قيل ايضاً ان السعودية وراء العرقلة حتى تستعيد تطبيع علاقتها مع الحريري. ثم قيل ان مقتل الصحافي السعودي جمال خاشقجي في 2 تشرين الاول والحملات التي تعرّضت لها المملكة على الاثر، وذهاب الحريري اليها وعودته، سهّلا التوصل – او كاد – الى تأليفها في 29 تشرين الاول. قيل ايضاً ان اعلان واشنطن في 14 تشرين الثاني فرض عقوبات على حزب الله حمله على التشدد، ثم تراخى بعد 10 كانون الاول اذ اكتشف عدم فاعلية العقوبات تلك، فسهّل مبادرة رئيس الجمهورية ميشال عون. يقال في الوقت الحاضر ان التحوّل العربي حيال سوريا والاقتراب منها يساهم في جمود التأليف، ريثما يتأكد مصير عودتها الى الحظيرة العربية وتوقيته. من ثم ربط التأليف بهذا الاستحقاق مع تصاعد اصوات في الداخل، مؤيدة واخرى منددة، توحي بعودة دمشق الى اللعبة الداخلية من خلال حليفها القوي حزب الله.
على نحو كهذا، يبدو البعض المطلع متيقناً من الانتظار، وربما غير القليل، ريثما يحل تقاطع اقليمي ما. لعل اسوأ ما باتت تلتقي عليه تكهنات الافرقاء المختلفين ان الخارج يؤلف الحكومة، لكنه يمنع تأليفها كذلك.
مع ذلك تخفّى باطن المأزق وراء ظاهره.
منذ اطلق رئيس الجمهورية، لشهر خلا في 10 كانون الاول، سلسلة مشاورات انبثقت منها في الايام التالية مبادرة لحل مشكلة المقعد السنّي السادس، بدا كأن تأليف الحكومة اتخذ منحى جديداً. اخرج الرئيس المكلف – المعني الدستوري الاول – نفسه من هذا الاستحقاق معلناً الاعتكاف والتزام الصمت. من دون التوقف عن القول انه هو صاحب الصلاحية، تحلل في الواقع من هذه المهمة وتفرّج. انضم اللواء ابراهيم الى الجهود، ثم – كما في الموازاة – وزير الخارجية، فظهر الى العلن اتفاق على جواد عدرا وزيراً يمثل النواب السنّة الستة الذين لم يعترضوا، بادىء بدء، على ادراج اسمه في لائحة اربعة اسماء مقترحة. سبق الكشف عنها موافقة رئيس الجمهورية والرئيس المكلف وحزب الله سلفاً على الاسم. فجأة ظهر خلاف على مسألة رافقت التكليف في الاشهر السبعة المنصرمة، هي تمسّك رئيس الجمهورية بحصوله وحزبه على الثلث+1 في مقاعد الحكومة.
في شهر ونصف شهر قدّم حزب الله برهانين على قوة الفيتو
على مرّ الاشهر تلك لم يطفُ الى السطح اي اعتراض علني، الى ان اصبح هذا الاعتراض جدياً في الدقائق الاخيرة، عندما اوشك تأليف الحكومة، للمرة الثانية، قبل اسبوعين. بذلك بدا الخلاف على الثلث+1 وتوقيته بالذات، سواء لمن يصر عليه او مَن ينكره على المطالب به، في صلب العقبات المستعصية. بيد انه تداخل مع عوامل عدة اخرى:
اولها، ان الحريري الذي لم يكن يريد الوزير السنّي السادس من حصته هو، ولا توزير اي من النواب السنّة الستة، لم يرضه مجدداً اصرار هؤلاء على ان يكون الوزير الذي يمثلهم عضواً في صفهم. لاقى رئيس الجمهورية في ابقائه في حصته، وهو دافع موافقته على تسمية عدرا. مع انه لم يكن جزءاً من الحل، بل أُرغم على القبول به، يكتفي الآن بوضع الفيتو على اي اسم سوى عدرا. كل ذلك من دون ان يبدو معنياً بما يجري من حوله.
ثانيها، لم يُنظر بعين الرضا الى تحفظ قيل ان حزب الله سجله، مع ان مواقفه المعلنة لم تكن كذلك. رغم نفيه، ذُكر ان الحزب امتعض من اصرار باسيل على ضم الوزير السنّي السادس الى كتلة حزبه، ورفضه. اذذاك عُزي اليه انه، للمرة الثانية في شهر ونصف شهر فقط، يفرض واقعاً جديداً على تأليف الحكومة، ويجعل من نفسه شريكاً فعلياً فيه: الاولى عشية 29 تشرين الاول عندما ربط تسليمه لائحة وزرائه الى الحريري بتوزير ممثل للنواب السنّة الستة فأوقف تأليف الحكومة مذذاك دونما القدرة على تجاوزه، والثانية عندما اصر على تموضع الوزير السنّي السادس مع النواب السنّة الستة. مغزى هذا الاعتراض رفض حصول حزب الرئيس على الثلث+1 في الحكومة. بذلك قدّم حزب الله برهاناً ثانياً الى قوة الفيتو الواقعي الذي بات يملكه بازاء تسهيل تأليف الحكومة، او عرقلته. وبمقدار ما اتاح تسهيل الحل عند الاتفاق على اسم عدرا، وقف في طريقه حيال تموضعه.
في الاوساط الوثيقة الصلة بالحزب، ليس ثمة ما يخشاه من استخدام هذا النصاب، وفي الغالب لا يصح استخدامه الا في ظل موازين قوى مساعدة ومبرّرة، كاستقالة حكومة الحريري عام 2011. حينذاك كان قرار الحزب الذي لم يكن يملك النصاب الموصوف الا مع حلفائه. عندما كان هذا النصاب في حوزة تيار المستقبل وحلفائه عام 2005 فرض على خصومه طلب انشاء محكمة دولية للبنان. الحجة المعلنة للحزب انه لا يريد سابقة وضع الثلث+1 في عهدة طرف سياسي واحد، لا ائتلاف احزاب، رغم معرفته بأن هذا الطرف، وبالذات رئيس الجمهورية، حليف اساسي له.
ثالثها، من دون ان يكون راضياً عن اعتكاف الرئيس المكلف واكتفائه بالتفرّج على الافرقاء الآخرين هو المعني بايجاد حل للتأليف معهم، يرى رئيس الجمهورية ان مسؤوليته المباشرة عن انقاذ العهد لا تزيد كثيراً عن مسؤولية الحريري، الشريك الفعلي له في الحكم. عليه بدوره ان يصنع الطبق لا الاكتفاء بتناوله. في الاشهر الاولى من التكليف، مع تنامي التعثر، صُوبّت سهام الاتهام الى عون على انه لا يساهم في انجاز استحقاق هو شريك اصلي فيه. في الشهر المنصرم، مذ باشر مشاوراته وطرح مبادرته، اتته سهام من جهات اخرى تتهمه بتجاوز صلاحياته الدستورية. بيد ان احداً لا يسأل: اين الرئيس المكلف؟
الديار : العاصفة نورما انطلقت من أطراف روسيا ومرت بتركيا الى وسط سوريا والأردن وفلسطين وحلت في لبنان العاصفة فاجأت اللبنانيين لكن دون حوادث انما الطرقات أصبحت أنهراً
كتبت صحيفة “الديار ” تقول : أرسلت الينا روسيا احدى عواصفها القوية وشكلت مفاجأة للبنانيين الذين فتح الشتاء موسمه بعاصفة أطلقوا عليها اسم نورما وامتدت على مدى أربعة أيام حيث تشير مراصد الطقس الى انها ستنتهي مساء اليوم ابتداءً من بعد الظهر وعند السادسة تزول اثارها.
سيارات كثيرة غرقت في المياه وعائلات انقطعت عن العودة الى منازلها في الجبال لكن أكبر حدث كان نقل مخيم للنازحين السوريين من قبل الصليب الأحمر في منطقة السماقية القريبة من مجرى النهر الكبير على الحدود الشمالية بصورة استثنائية وبجهد كبير حيث طافت المياه وجرفت الخيم لكن الصليب الأحمر بذل جهداً فوق الطاقة اذ حمل الأطفال وتدخل اكثر من 100 عنصر من الصليب الأحمر وساعدهم الرجال في المخيم كذلك رجال من أهالي القرى القريبة واقاموا بقعة مخيم جديد صالحة لإقامة الخيم فيها كذلك نقلوهم الى مباني في المنطقة وجلبوا لهم مواد غذائية بكميات كبيرة لأنه مخيم كبير ويصل عدد ساكنيه الى 100 الف واكثر من رجل وامرأة وأطفال.
في سوريا ارتفع مجرى نهر الفرات بنسبة مترين ونصف وكانت المياه تجري فيه بسرعة كبيرة لكن هنا يتوقف المواطن اللبناني عند وضع السلطات اللبنانية ويحملها المسؤولية ويسألها في زمن أصبحت الأقمار الاصطناعية تكشف العواصف قبل أسبوع من حصولها وان الامطار التي تهبط من غيومها تقدرها الأقمار الاصطناعية فلماذا لم تعلم الشعب اللبناني بضرورة اخذ الحيطة من العاصفة الاتية سواء من تموينهم بالمواد الغذائية ام لاغلاق المدارس للحفاظ على الأطفال ام لكي يكون اللبنانيون متيقظين للعاصفة القوية الاتية الى لبنان ولم تقم السلطات اللبنانية باعلام الشعب اللبناني عن العاصفة وحجمها وقوتها حيث ان انهاراً لبنانية فاضت وجرفت اتربة وحجارة وفي منطقة شكا حصلت انهيارات تربة وحجارة كذلك في منطقة كسروان اما من منطقة ضبية الى بيروت الى الطريق نحو صيدا فكانت غارقة في المياه وتعطلت سيارات كثيرة وانتظرت ساعات تحت الشتاء الى ان هبط مستوى المياه عن محركات السيارات وعادت تعمل وانطلق السكان الى قراهم.
بالنسبة لفتح الطرقات أظهرت العاصفة نورما عجزاً لدى وزارة الاشغال والنقل بالنسبة لفتح الطرقات خاصة الشريان الرئيس ضهر البيدر الذي كان يغلق لعدة ساعات ثم يفتح لعدة ساعات في حين عندما كان الجيش السوري منتشراً في لبنان في عواصف ثلجية اكبر كان يتم رش الملح وكانت الجرافات تفتح الطريق بمعدل 5 جرافات من ضهر البيدر نحو شتورة.
لكن الغريب في الامر وهو جميل ان المطاعم ومراكز السهر والفنادق عجت باللبنانيين المغتربين الذين جاؤوا لقضاء العيد خاصة الذين جاؤوا من دبي وابو ظبي وسلطنة عمان والسعودية والكويت وفاق عددهم 200 الف لبناني جاؤوا لقضاء العطلة وهم الذين شكلوا حركة سياحية هامة إضافة الى ان المعروف في لبنان ان هناك طبقة ثرية نسبتها 4% هي التي قامت بالسهر واحياء الحفلات رغم العاصفة اما 96% من الشعب اللبناني فعاش في منازله وتسربت مياه كثيرة الى داخل منازل وعددها بالآلاف.
مصر أغلقت 7 مرافئ بسبب العاصفة وفي إسرائيل أي فلسطين المحتلة تم اغلاق 3 وقام مسافرون كثيرون بتأجيل سفرهم بعدما علموا وفق المراكز الالكترونية للأرصاد الجوية ان العاصفة تنتهي الأربعاء ولذلك حصلت حجوزات كثيرة ليوم الخميس بكثافة لا تتسع لها الطائرات المغادرة من بيروت في هذه الأيام القادمة أي الخميس والجمعة والسبت.
لو كان في لبنان سدود وفق خبير وبالتحديد 6 سدود أساسية بين الجبال الرئيسية لكان ربح لبنان نصف مليار متر مكعب من عاصفة نورما التي مرت عليه وهطلت امطارها والقت ثلوجها على جباله حتى انه في منطقة صنين وجرود مزرعة كفرذبيان وصلت سماكة الثلوج الى مترين ونصف وثلاثة امتار.
مرت نورما وننشر لكم صوراً واخباراً من المناطق من كل لبنان عن العاصفة نورما الذي تحداها الوزير جنبلاط ونزل الى كورنيش بيروت ورغم الامطار والعواصف قام بأخذ الصور هو وصديق له ومشى تحت الامطار كيلومترات ويبدو ان الوزير وليد جنبلاط يحب البيئة وحفظ الاثار ويحب الطبيعة وحتى العواصف فيها.
النهار : لبنان: إني أغرق
كتبت صحيفة “النهار ” تقول : لعل بعض ما في قصيدة الشاعر نزار قباني التي غناها الفنان عبد الحليم حافظ بعنوان “رسالة من تحت الماء” تنطبق على وضع لبنان الذي أطلق أمس نداء بعيداً من الحب وفيه “إني أتنفَّسُ تحتَ الماء.. إنّي أغرق، أغرق، أغرق…”. وقد بدا لبنان من شماله الى جنوبه غارقاً في مياه الامطار التي تساقطت بغزارة، وغارقاً في الاهمال المزمن الذي يتبارى الوزراء والمعنيون في مجلس الانماء والاعمار وفي البلديات، في نفض أيديهم منه، والطريف ان وزراء يتهمون الدولة بالتقصير والعجز متناسين أنهم باتوا، مع الجهات والاحزاب التي يمثلون، هم الدولة. واذا كان المسؤولون تقاذفوا مجدداً المسؤولية عن أضرار العاصفة بين وزارات معنية منها الاشغال والطاقة والداخلية، وبلديات واتحادات بلديات، وأحزاب تغطي المخالفات على مجاري الأنهر، فإن العاصفة المستمرة اليوم “نورما”، أثبتت بما لا يقبل الشك غياب المسؤولية، وغياب المحاسبة، وغياب الرقابة، وبالتالي غياب مؤسسات الدولة، وهيبة الدولة. الفيضانات والسيول تحصل في كل دول العالم، لكن ان تتأتى الكوارث من تنفيذ اشغال مشكوك في جودته ومواصفاته من دون أدنى سؤال لاحق للشركات المعنية واخضاعها للتحقيق والمحاسبة، فهذا ما يدعو الى الأسف والقلق من امكان بناء دولة المؤسسات وتفعيل القضاء والمؤسسات الرقابية.
اليوم تستمر العاصفة “نورما” بعدما أدت غزارة الأمطار الى فيضان معظم الانهر من عكار الى الهرمل وبعلبك والبقاع الغربي، وأدت الفيضانات ليس الى تعطيل المدارس فحسب، بل الى تعطيل معظم الاشغال بسبب محاصرة اللبنانيين في زحمة السير ساعات طويلة لم يتمكنوا من خلالها من بلوغ أماكن أعمالهم او منازلهم، وتسببت بخسائر كبيرة في الممتلكات والمزروعات، وأصابت في الصميم مخيمات اللاجئين السوريين.
ولم تنعكس البرودة على الحركة فحسب، وانما امتدت الى الاتصالات السياسية التي تجمدت في الصقيع حتى بدت معها عملية تأليف الحكومة متراجعة الى حد كبير في سلم الاهتمامات، فقال الرئيس نبيه بري “ان الحكومة في خبر كان”، فيما استمرت المواقف – الرسائل التي تعبر عن الاستمرار في الجمود المريب والمعطل، وبدا ان محاولات تسريع ولادة الحكومة قبل القمة الاقتصادية العربية تلاشت أيضاً.
“تكتل لبنان القوي” الذي اجتمع أمس لوح بانه “سيكون لنا موقف اذا استمر الموضوع الحكومي بلا سقف ولن نتفّرّج على أخذنا الى مصير مجهول بات معلوماً لدى البعض”. وقال أمين سره النائب ابرهيم كنعان ان” مبادرة رئيس الجمهورية وأفكار رئيس التكتل تسعى لحل الأزمة الحكومية ويجب ان لا تحارب على انها تخط لحقوق احد او تشكّل تجاوزاً لدور أحد والمطلوب تأليف حكومة والوقت مهم ونعترف ونقر بحقوق الجميع بحسب نتائج الانتخابات والمطلوب الحسم والمعالجة“.
في المقابل، قالت كتلة “المستقبل” إن المحاولات المتجددة لرمي المسؤولية على الرئيس المكلف وتحميله تبعات التأخير في تشكيل الحكومة لن تنفع”. ورأت في “التصريحات التي صدرت في هذا الشأن محاولة مكشوفة لحرف الانظار عن المكامن الحقيقية للازمة الحكومية، بهدف نقل الاشتباك من معسكر سياسي الى آخر، وتسويق اقتراحات يدرك أصحابها سلفاً انها منتهية الصلاحية منذ الأيام الأولى للتكليف“.
المستقبل :” نورما” ومستنقع التعطيل: البنى التحتية تغرق
كتبت صحيفة “المستقبل ” تقول : الحدث مناخي بامتياز هذا الأسبوع: “العاصفة نورما”. الثلوج لا تزال تنهمر بكثافة، الأمطار ما زالت تهطل بغزارة، والاحتباس الحراري الذي أخذ يُشّوه قسمة الفصول المتوسطية الأربعة شيئاً بعد شيء، لا يبدو على قاب قوسين من حمل شتائنا على الانكفاء. بقي أنّ البنى التحتية في المدن والأرياف اللبنانية تظهر جميع علاتها وعناصر وهنها في كل مرة تعصف فيه الرياح أو تهطل فيه الأمطار، فكيف إذا كانت العاصفة معتبرة، سخيّة بما تحمله، وبما يذهب بمعظمه هدراً بنتيجة تواضع السدود وأشكال الاستفادة المختلفة من متساقطات الشتاء.
لا يعني هذا ان البلد ما زال على حاله عمرانياً في ربع القرن الأخير، او أن كل ما بني فيه من طرقات وجسور يمكن اختزاله في قراءة محض سلبية. بيد ان كل تفاقم مناخي يتحول في كل مرة الى اختبار عسير للبنى التحتية، مثلما ان الاختلاف بين المدن اللبنانية الكبرى وبين الأرياف، يظهر بشكل أشد عندما يشتد الشتاء.
بالمطلق، ثمة دائماً حدود لا يمكن ان يتجاوزها اي بلد لم يُنجز “الثورة الصناعية” المتوافقة مع سياقه وامكاناته، لجهة تحديث بناه التحتية، ان على صعيد مصادر الطاقة او على صعيد الشبكة الطرقية. هذا الاعتبار الاساسي لا يمكن اغفاله في كل مرة يجري فيه التطرق الى مشكلات البنى التحتية، وما يتنكبه الناس عند كل عاصفة من مشقات.
مع هذا، ليس هناك عواصف في اي بلد من العالم تمرّ أساساً من دون ان تُعرّض البنى التحتية للاختبار، ومن دون ان تكشف مشكلات تعتور هذه البنى، وحاجة صيانتها وتحسينها هنا أو هناك، فكيف الحال اذا كنا في بلد ”متواضع التصنيع”، ويتسم بتكثف سكاني لاكثرية سكانه في بيروت الكبرى، وهجران قسم واسع من المناطق في الشتاء واختزال زمان هذه المناطق في “الاصطياف” وحده. فالمشكلة مرتبطة بهذا النمط من التكثف السكاني المتفاوت للغاية بين الساحل وبين الداخل.
ما يعانيه الناس جراء هذا النوع من العواصف يحرمنا الى حد كبير من التفاعل الايجابي مع هذه الظاهرة المناخية التي لا يمكن ان تكون بحد ذاتها سوى جيدة ومطلوبة، وفي وقتها تماماً. والمعاناة تبلغ أشدها في مخيمات اللاجئين السوريين البقاعية، وتزيد في الريف والمناطق الجبلية عنها في المدن.
اللواء : “نورما” تهدأ اليوم.. وعاصفة التأليف إلى الواجهة! “المستقبل” تذكر بانتهاء صلاحية “اقتراحات قديمة”.. وباسيل يمهّد للإنقلاب على كامل التسوية
كتبت صحيفة “اللواء ” تقول : لا حاجة لاقتراب نحوي أو لغوي، مع تقرير الرئيس نبيه برّي ان الحكومة “اصبحت في خبر كان”، وتكفي وقائع الجمود السياسي، لتدل على ان الأحداث، سبقت “الحكومة العتيدة” أو الموعودة، على وقع تلاطم الانهار، وشدة الرياح العاتية، التي اقتلعت الشجر، وذهبت، بالجدران المتصدعة، لكنها لم تحبس النّاس كفاية في المنازل، فالبعض مات على الطرقات أو حاصرته ثلوج الجبال، فوق الـ700م وتحت الـ500 م، فيما مددت “نورما” بقرار قسري من الوزير مروان حمادة، عطلة المدارس الرسمية والثانويات والمهنيات، في وقت كانت فيه الجامعات والكليات ترتب حركة الاقفال أو الدروس، وفقاً لموجبات الطقس، وحسابات الطلبة، وقرار رؤساء الجامعات..
بين لاءات الرئيس المكلف سعد الحريري، الذي يرفض تحميله “تبعات التأخير في تشكيل الحكومة”، وتأكيد كتلة المستقبل، بعد اجتماعها برئاسته أمس ان “التصريحات التي صدرت في هذا الشأن محاولة مكشوفة لحرف الأنظار عن المكامن الحقيقية للأزمة الحكومية”، بهدف “نقل الاشتباك من معسكر سياسي إلى آخر، وتسويق اقتراحات يُدرك أصحابها سلفاً انها منتهية الصلاحية منذ الأيام الأولى للتكليف”، في إشارة إلى تصريحات مسؤولين سياسيين ونواب في حزب الله، وتأكيد أوساط التيار الوطني الحر، ما أشار إليه تكتل لبنان القوي، من ان مبادرة رئيس الجمهورية مستمرة وان الأفكار التي طرحها الوزير جبران باسيل لا تزال قيد التداول”، خرج الرئيس نبيه برّي، بعد لقاء رئيس مجلس النواب غينيا بيساو بأن “الحكومة بعدها في خبر كان”.. الأمر الذي يطرح أسئلة جدية، حول المخارج الممكنة، أو العودة إلى التجاذب الشديد على ابواب القمة الاقتصادية التنموية العربية التي ستعقد في بيروت يومي 19 و20 من الشهر الجاري.
الجمهورية: بكركي لجبهة ضغط مارونية للتأليف… وبرِّي: الحكومة “في خبر كان”
كتبت صحيفة “الجمهورية” تقول: تصدرت العاصفة “نورما” بموجاتها والاضرار التي تتسبّب بها الاهتمامات الداخلية، وغاب معها ملف التأليف الحكومي حيث لم يسجل في شأنه اي تطور او مسعى جديد، ما دفع رئيس مجلس النواب نبيه بري الى اختصار المشهد قائلاً: “ما زالت في خبر كان”. في الوقت الذي بدأت البطريركية المارونية تحرّكاً لتشكيل جبهة ضغط مارونية لتأليف الحكومة تنبثق من اجتماع سيرعاه البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي في بكركي، يجمع المرجعيات السياسية والقوى والأحزاب المارونية.
لا صوت يعلو هذه الأيام سوى صوت العاصفة بأعاصيرها ورياحها وامطارها وثلوجها التي تلفّ لبنان من أقصاه الى أقصاه مخلفة أضراراً جسيمة في الممتلكات العامة والخاصة، وكاشفة وجهاً آخر من وجوه الفساد برز من البنى التحتية الهشّة التي جرفتها السيول. ما دفع بعض المراقبين الى القول انّ الازمة الحكومية المتمادية تكشف هشاشة الوحدة الوطنية، امّا العاصفة فقد كشفت هشاشة البنى التحتية وتقصير الدولة.
ومع انّ إدارات الرصد الجوي ووسائل الاعلام كانت قد نبّهت منذ اسبوع الى شدة العاصفة الآتية، فإنّ الطوفان الذي أحدثته في بيروت وبعض المناطق كشف سوء ورداءة نوعية البنى التحتية التي كبّدت البلاد مئات الملايين بل المليارات من الدولارات وذهبت الى جيوب كثير من النافذين والمستفيدين من صرف النفوذ. كذلك كشفت العاصفة تقصير الدولة في مكافحة البناء غير الشرعي حول الشواطىء والأنهر.
ميدانياً، بَدا انّ ما جرى ليس طبيعياً، إذ كان يُتوقع ان تتسبّب العاصفة بأضرار في المناطق الجبيلة، فإذ بها تُلبِس هذه المناطق الثوب الابيض، لتصبّ جام غضب الطبيعة على المناطق الساحلية والسهلية التي كان ينتظر ان تمرّ العاصفة فيها “مرور الكرام”، فلحقت بهذه المناطق أضرار فادحة بسبب هشاشة البنى التحتية. فتحوّلت طرق المناطق الساحلية والأوتوسترادات مستنقعات كبيرة لمياه الامطار الغزيرة، وخصوصاً اوتوستراد ضبية، حيث احتجز المواطنون داخل سياراتهم، ما استدعى الاستعانة بزوارق لإنقاذهم.
وينتظر أن تتكشّف الاضرار والخسائر التي حصلت بعد انحسار العاصفة المتوقّع خلال الساعات المقبلة.
حكومياً
ومع اشتداد العاصفة الطبيعية إنعدمت الحرارة في خطوط التواصل والتشاور في شأن الاستحقاق الحكومي، إذ سيطرت البرودة على المناخ السياسي ما دفع رئيس مجلس النواب نبيه بري الى القول، ردّاً على سؤال “إنّ الحكومة ما زالت في خبر كان”.
عون
وفيما لم يصدر عن بعبدا أمس أي موقف جديد حول الشأن الحكومي، وخصوصاً في موضوع حل عقدة تمثيل “اللقاء التشاوري” السني، علم أنّ رئيس الجمهورية العماد ميشال عون سيتحدث قبل ظهر اليوم أمام أعضاء السلك الديبلوماسي العربي والأجنبي في اللقاء السنوي التقليدي معهم لمناسبة حلول السنة الجديدة. وعلمت “الجمهورية” انّ كلمته تحمل عنوانين أساسيين: العنوان الاول داخلي يتناول مختلف الإستحقاقات الداخلية والمساعي المبذولة لتشكيل الحكومة والتطورات الأمنية والإقتصادية، وغيرها من الاستحقاقات التي شهدتها البلاد وتلك التي يجري التحضير لها.