من الصحف الاميركية
نقلت الصحف الاميركية الصادرة اليوم تأكيدات الرئيس الأميركي دونالد ترامب بأن انسحاب بلاده من سوريا سيتم بوتيرة مناسبة، في ظل استمرار مكافحة تنظيم داعش والقيام بكل ما يقتضيه الحذر والضرورة
.
واتهم ترامب في تغريدة له على تويتر صحيفة نيويورك تايمز بأنها نشرت مقالا غير دقيق حول نيته بشأن سوريا، وقالت المتحدثة باسم البيت الأبيض مرسيدس شلاب لقناة فوكس نيوز “لم يغير الرئيس موقفه، فقد ذكر أن هدفه الأساسي هو ضمان سلامة قواتنا وسلامة حلفائنا أيضا”. وأضافت “ولذلك سوف تقدم وزارة الدفاع خطة عمليات لسحب قواتنا بسلام. سحب القوات يستغرق وقتا لأننا نريد ضمان الأمان لقواتنا خلال هذه العملية“.
وفي سياق اخر لفتت الصحف الى انه لم يكن من قبيل الصدفة أن يتزامن إعلان السعودية عن بدء محاكمة 11 شخصا في مقتل الصحفي جمال خاشقجي مع انعقاد الكونغرس الجديد الخميس الماضي، وفقا لما جاء في افتتاحية صحيفة واشنطن بوست، التي ذكرت في هذا الإطار أن الكونغرس المنحل كان قاب قوسين أو أدنى من فرض عقوبات على ولي العهد السعودي محمد بن سلمان، الذي أعلنت وكالة الاستخبارات المركزية الأميركية “سي آي أي” عن اعتقادها أنه أشرف على الفريق المكون من 15 عضوا، والذي تولى مهمة قتل خاشقجي في إسطنبول بتركيا في الثاني من أكتوبر/تشرين الأول 2018.
ورأت واشنطن بوست أن الإجراء السعودي بالحكم بإعدام خمسة من المتهمين في هذه القضية، يهدف إلى تفادي المزيد من الخطوات في الكونغرس، لكنه كان ضعيفا بشكل يثير الشفقة، وفقا للصحيفة، وأردفت تقول إن جلسة المحكمة لم تكن علنية واقتصرت على إدانة مجموعة صغيرة من أفراد الأمن، يراد لها أن تكون أكباش فداء لكبار المسؤولين عن مقتل خاشقجي بل لولي العهد نفسه.
عملت الإدارة الأميركية برئاسة دونالد ترامب، على مدار العامين المنصرمين، على تقوية العلاقات الإسرائيلية السعودية، إلى حد قالت فيه الصحافية الأميركية، كارين إليوت هاوس: “لا تستغربوا من قيام رئيس الحكومة الإسرائيلية، بنيامين نتنياهو بزيارة الرياض للقاء ولي العهد محمد بن سلمان قريبا“.
وأشارت الصحافية في مقالها الذي نشرته في صحيفة وول ستريت جورنال إلى أن بن سلمان يتوق إلى قلب صفحة جريمة اغتيال الصحافي، جمال خاشقجي، ويبدو أن رحلة وزير الخارجية الأميركية مايك بومبيو، إلى الشرق الأوسط هذا الأسبوع، صُممت من أجل خاتمة درامية من بطولة ولي العهد.
وشددت هاوس على أن المسؤولين الأميركيين جاهزون لسيناريو يلتقي فيه نتنياهو ببن سلمان، حيث أن مستشار الأمن القومي، جون بولتون، هبط في إسرائيل، السبت الماضي، ومن المزمع أن يصل بومبيو إلى العاصمة الأردنية، الأربعاء المُقبل، في إطار زيارة مرتقبة لثماني عواصم عربية خلال أيام معدودة، وسيزور الرياض الأسبوع القادم.
تهدف زيارة بومبيو إلى التأكيد على أن الولايات المتحدة تقود تحالفا واسعا ضد إيران، بعيدا عن أزمات الشرق الأوسط.
وذكرت هاوس أن العناصر الأساسية في هذا التحالف هي إسرائيل والسعودية، اللتان تتشاركان خوفهما من التوسع الإيراني، وهما أقرب حليفتين للولايات المتحدة في المنطقة. مشددة على أنهما حافظتا على اتصالات غير رسمية ولكن ليست سرية، وتبادلتا المعلومات عن “عدوهم المشترك“.
وبعد أن عرضت الصحافية هذا التلخيص المُقتضب للعلاقة بين السعودية وإسرائيل، تساءلت هاوس، لماذا لا تُصبح هذه الزيارات على المستوى الرسمي؟
وقالت إن لقاء يجمع بن سلمان ونتنياهو، سوف يكون بمثابة “تتويج” لمساعي إدارة ترامب في عزل إيران وحصرها.
ولفتت إلى أن اللامبالاة العربية الرسمية تجاه نقل السفارة الأميركية إلى القدس المحتلة العام الماضي، أعطت بن سلمان الثقة الكافية، للإفصاح عن علاقته بإسرائيل بشكل رسمي، “في الوقت المناسب“.
وشددت هاوس على أنه على المستوى السياسي، “فمن المؤكد” أن خطوة كهذه سوف تجذب اهتمام الرأي العام والإعلام، وستحيده عن المشاكل التي تحوم حول القادة الثلاثة المعنيين بها.
فبالنسبة لترامب، سوف يكون ذلك بمثابة “استراحة” من تقديم حجج حول إغلاق الحكومة الأميركية، وقراره المفاجئ بانسحاب القوات الأميركية من سورية. أما بالنسبة لنتنياهو، فإن لقاء علنيا كهذا، سوف يكون إنجازا كبيرا بحجم اتفاقية “كامب ديفيد” مع الرئيس المصري الأسبق، أنور السادات، وقد يخفف من وطأة مشاكله السياسية الداخلية مع اقتراب موعد انتخابات الكنيست.
أما بالنسبة لبن سلمان، فإن ذلك قد يمكنه من استعادة بعض من “بريقه الدولي”، الذي شوهه قتل خاشقجي، الذي يصر السعوديون على أن لا دور له في الاغتيال الذي نفذه أكثر المقربين منه.
وأشارت هاوس إلى أن الإفصاح العلني عن علاقة السعودية بإسرائيل، قد يكون خطيرا بالنسبة لبن سلمان (بخلاف نتنياهو وترامب)، حيث أن ذلك من شأنه أن يحفز معارضة “المتدينين” داخل السعودية، خصوصا دون “توضيح” مستقبل القدس المحتلة، لكن ذلك قد لا يعني شيئا بسبب القمع الشديد الذي يمارسه ضد المعارضة.