روسيا: اوروبا أعطت واشنطن الضوء الأخضر للخروج من معاهدة الصواريخ
أكد مندوب روسيا الدائم لدى الاتحاد الأوروبي فلاديمير تشيجوف الخميس، أن الدول الأوروبية بعدم تأييدها لمشروع القرار الذي اقترحته روسيا للمحافظة على معاهدة الحد من الصواريخ متوسطة وقصيرة المدى، أعطت الولايات المتحدة “الضوء الأخضر” للخروج منه. وقال تشيجوف، في مقابلة مع صحيفة “إيزفيستيا” الروسية، ” يمكن الافتراض في هذه الحالة، أن “تضامن” الناتو كان أقوى من الاتحاد الأوروبي. وبالرغم من ذلك، على أي حال، هذا ليس هذا مدعى للفرح – لا سيما أن السويد وفنلندا المحايدتان صوتا ضد القرار. من الواضح رضوخهم إلى ما اعتبروه “حتمياً” من جانبهم، فإن الأوروبيين، في الواقع، أعطوا واشنطن الضوء الأخضر للخروج من معاهدة الصواريخ المتوسطة والقصيرة المدى ”.
ووصف الدبلوماسي موقف الاتحاد الأوروبي من معاهدة الحد من الصواريخ المتوسطة والقصيرة المدى بأنه غير متسق، وهو ما يرجع إلى “عادة” الاتحاد الأوروبي “في الرضوخ للنهج الأميركي، حتى ولو كان هذا على حساب مصالحه الخاصة”. كما أشار إلى أن الأوروبيين “يشعرون بالقلق إزاء مصير معاهدة الحد من الصواريخ متوسطة وقصيرة المدى ويدعون إلى الحفاظ عليها”، مضيفاَ أن أوروبا تدرك أن “إلغاء هذا العنصر المهم من نظام عدم الانتشار النووي سيكون له نتائج سلبية كبير ليس في البعد العالمي فحسب، بل وقبل كل شيء على أمن الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي نفسها”.
واختتم المندوب الروسي حديثه قائلاً “من جهتنا، علينا الاستعداد لبذل كل جهد ممكن للحفاظ علي معاهدة الحد من الصواريخ متوسطة وقصيرة المدى. ولا نزال منفتحين أمام الحوار البناء والهادف إلى تحقيق نتائج”. هذا ولم تتمكن الجمعية العامة للأمم المتحدة في وقت سابق من الشهر الحالي من تبني مشروع القرار الروسي لدعم معاهدة الصواريخ المتوسطة والقصيرة المدى، وصوتت لصالح مشروع القرار الروسي 43 دولة، فيما عارضته 46 دولة. وامتنعت 78 دولة في الجمعية العامة عن التصويت.
في الآونة الأخيرة صعدت الولايات المتحدة اتهاماتها لروسيا بانتهاك معاهدة الصواريخ المتوسطة والقصيرة المدى وخاصة تطوير روسيا لفئة جديدة من الأسلحة وتخصص أموالاً لتطوير أسلحة مضادة. وكان وزير الخارجية الأميركي، مايك بومبيو، قد أعلن بداية الشهر الحالي، أن الولايات المتحدة ستعلق التزامها تجاه معاهدة الأسلحة النووية متوسطة وقصيرة المدى، 60 يوماً، حتى تمتثل روسيا لهذه الاتفاقية. هذا وأعلن الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، في 7 كانون الأول/ديسمبر الجاري، أن الجانب الأميركي لا يملك أي أدلة على قيام روسيا بانتهاك معاهدة الصواريخ المتوسطة والقصيرة المدى.