بيان الأمانة العامة للمؤتمر القومي العربي
صدر عن الأمانة العامة للمؤتمر القومي العربي ما يلي :
إزاء المواجهات الخطيرة التي تشهدها الأراضي الفلسطينية المحتلة في القدس ورام الله وعموم المدن والقرى والمخيمات الفلسطينية، والتي تتكامل مع مسيرات العودة واعتصامات القدس وحراك فلسطيني 1948، تؤكّد الأمانة العامة للمؤتمر القومي العربي على ما يلي:
1. إن هذه المواجهات تبشر بهبّة شعبية فلسطينية جارفة، تستطيع لو ساندتها وحدة فلسطينية شاملة، واحتضان عربي ودولي، أن تنجح في دحر الاحتلال الذي لم يعد خافياً حجم مأزقه الأمني والسياسي، المحلي والعالمي.
2. إن هذه المواجهات التي تشهدها القدس، ومدن الضفة وبلداتها ومخيماتها تؤكّد وحدة الشعب الفلسطيني بكل قواه وفصائله في مواجهة الاحتلال الصهيوني الآثم الذي تؤكّد إجراءاته القمعية الدموية واعتقالاته المتزايدة أنه لا يفرق بين فلسطيني وآخر، وبين فصيل وفصيل آخر.
3. إن هذه المواجهات التي تأتي في إطار تصاعد العمليات النوعية في الضفة الغربية من عملية البركان إلى عملية عوفر وما بينهما من 11 عملية فدائية، أدت إلى مصرع 11 إسرائيلياً وعشرات الجرحى، تأتي لتؤكّد سلامة وصحة تحليلات المؤتمر الذي توقع منذ بداية مسيرات العودة على تخوم غزّة اندلاع انتفاضة شعبية في القدس والضفة الغربية.
4. إن ما يجري على أرض فلسطين من عمليات ومواجهات وبطولات يؤكّد على تعثر ما يسمى ب “صفقة القرن” التي لا يمكن تنفيذها إذا لم تمهر بتوقيع فلسطيني وهو أمر ليس وارداً في حساب أي فلسطيني إلى أي تنظيم انتمى.
5. إن ما يجري على أرض فلسطين هو إدانة صريحة لكل محاولات التطبيع التي تقوم بها بعض الأنظمة العربية والتي لن تستطيع مهما بلغ حجم تنازلاتها أن تكون بديلاً عن إرادة الشعب الفلسطيني الرافض للاحتلال كما للوجود الصهيوني الغاصب.
إزاء هذه الحقائق تدعو الأمانة العامة للمؤتمر القومي العربي إلى ما يلي:
1- الاحتضان الشعبي العربي والإسلامي، الرسمي والشعبي، لهذه الهبّة الشعبية، كما لمسيرات العودة، وترجمة هذا الاحتضان بمواقف عملية على صعيد الشارع العربي والإسلامي، كما على صعيد العمل السياسي الدبلوماسي في العالم.
2- دعوة أعضاء المؤتمر القومي العربي في كل الأقطار العربية والمهجر، إلى التواصل مع كل أعضاء المؤتمرات الشقيقة والاتحادات والأحزاب والهيئات المناهضة للصهيونية والداعمة للمقاومة إلى أوسع تحرك شعبي يؤكّد لشعبنا الفلسطيني أنه ليس وحده في هذه المعركة، وبؤكّد للمحتل وداعميه أنه لا يواجه فقط شعب فلسطين، بل يواجه أمّة كبيرة، كالأمّة العربية والإسلامية، وأحرار العالم الذين تتزايد أعدادهم وفعالياتهم يوماً بعد يوم.
3- إسقاط كل الاتفاقيات والمعاهدات المعقودة بين دول عربية والمحتل الإسرائيلي، وعلى رأسها معاهدات كمب دايفيد ووادي عربة، واتفاقية أوسلو التي شكلت نكسة كبرى في مسار النضال الفلسطيني المعاصر.
4- إدانة كل مسارات التطبيع الرسمي العربي مع الكيان الغاصب وإيقافها فوراً، وإيقاف كل أشكال الاتصال مع العدو والتي يسعى من خلالها إلى طمأنة جمهوره المذعور من تصاعد المقاومة، ومن تطورات المنطقة، لاسيّما سورية واليمن ولبنان.
5- دعم كل حركات المقاومة في فلسطين ولبنان، وحركات المقاطعة في الوطن العربي والعالم، باعتبارهما الوسيلتان الأكثر فعالية في الإجهاز على الاحتلال وإسقاط نظام الأبارتايد الذي يرتكز عليه.
6- إعادة تصحيح بوصلة بعض الأنظمة والجهات العربية والإسلامية باتجاه توجيهها إلى العدو الرئيس للأمّة وهو العدو الصهيوني، ومراجعة كل سياسات افتعال أعداء وهميين والتراجع عنها، بل والسعي إلى تكامل إقليمي مع دول الجوار يحاصر العدو.
7- السعي رسمياً وشعبياً لإقفال كل الجراح النازفة التي تعاني منها الأمّة، لاسيّما في سوريا واليمن وليبيا وبقية الأقطار التي واجهت ولا تزال مخططات ترمي إلى تمزيقها وإدامة الحروب فيها.
8- العمل لكسر الحصار الجائر والمستمر منذ سنوات على قطاع غزّة ودعم كل مبادرة عربية أو دولية تصب في هذا الاتجاه، إذ لا يجوز أن يشارك فلسطيني أو عربي في هذا الحصار مهما كانت الذرائع والأسباب، كما العمل على إسقاط كل أشكال الحصار والعقوبات الاقتصادية على أقطار عربية رئيسية كسورية واليمن وليبيا وغيرها.
إن فلسطين خصوصاً، والأمّة عموماً، تعيش لحظات مصيرية في مواجهة الأعداء، فإما نصر مؤزر يحرّر الأرض والإنسان، وإما هزيمة منكرة تكرّس الهيمنة والاحتلال.