القوة السورية الصاعدة
غالب قنديل
ما زالت سورية تواجه تحديات كثيرة تعترض طريقها لاستعادة السيادة الوطنية على كامل التراب السوري فدون ذلك الهدف الاحتلال التركي في الشمال وبقايا فلول القاعدة وداعش التي يغطيها ويدعمها الأميركيون والاتراك والاحتلال الأميركي الملون بتشكيلات اوروبية في الشرق .
لكن سورية التي دحرت الارهاب عن معظم انحائها كسرت ارادة حلف العدوان الذي تعصف به تناقضات كثيرة منذ تبدل التوازنات على الأرض بفضل انتصارات الجيش العربي السوري وحلفائه.
ولدت في الميدان السوري كتلة شرقية مقاتلة عصبها سوري وقيادتها سورية وبات واضحا ان الدولة الوطنية السورية بقدراتها هي قوة صلبة صاعدة منذ ردعها للعدو الصهيوني وفرض انكفائه بينما انكفأت بعض دول العدوان بنتيجة الخيبة في سورية وبعد تورطها في مزالق أخرى اشد كارثية وهولا.
النتائج العملية لهذا المسار هي ما يتردد عن تزايد عدد الحكومات الراغبة في اعادة فتح سفاراتها التي أغلقت بطلب أميركي ومع الزيارات السرية والعلنية الى دمشق واخرها الزيارة التي قام بها الرئيس السوداني عمر البشير ولقاء القمة الذي جمعه بالرئيس بشار الأسد.
من الواضح ان بروز القوة السورية في مجابهة عدوان غير مسبوق في شراسته وما حشد فيه من قدرات ومؤامرات شاركت فيها بعض الحكومات العربية بمشيئة اميركية صهيونية انما يمثل مفاجأة مذهلة لجميع الذين يعتقدون بقدرية الجبروت الاستعماري ويصدقون خرافة التحكم الأميركي المطلق بمصائر الشعوب والبلدان.
سورية القوية تواصل الكفاح بلا هوادة وترسي مع حلفائها توازنات جديدة في المنطقة والعالم وهي ستكون بعد اكتمال انتصارها قطبا فاعلا وجاذبا في السياسة والاقتصاد على الصعيدين العربي والاقليمي وعلى المستوى الدولي.
كما صمدت وانتصرت بقيادة الرئيس بشار الاسد سوف يسطع نجم سورية بوصفها قطبا رئيسيا وفاعلا في تحالف الشرق الكبير للتحرر من الهيمنة.
هذا الرصيد التاريخي الذي راكمه القائد الأسد لبلده ولأمته في السنوات الاصعب والاشد قسوة من تاريخ سورية والمنطقة هو مخزون استراتيجي للأمة العربية ولقضية فلسطين وسيغرف منه قوة وعزة كل من ينحاز الى خيار العروبة والمقاومة.
سيعود الكثيرون الى دمشق وسيلقون الترحاب والتجاوب لكن الأهم سيبقى ان يعودوا عن الأوهام التي ورطتهم في جوقة العدوان والتآمر على قلب العروبة النابض الذي ما يزال على مبادئه رغم الجحود والنكران والتجاهل. ان الاهم من كل ما تقدم هو فهم عوامل القوة السورية التي وفرت فرص الصمود والمقاومة والانتصار على حلف عالمي اقليمي صهيوني متشعب قادته الامبراطورية الاميركية.
تأتي في المقدمة ارادة الاستقلال والتحرر الوطني الصلبة والراسخة التي عبر عنها الرئيس بشار الاسد
هذه الارادة تجسدت في متانة بنيان الدولة الوطنية ومؤسساتها وكذلك في الولاء الوطني القوي الذي عبرت عنه غالبية شعبية واضحة بتلاحمها مع الجيش العربي السوري خلف قيادة الاسد وقد كان رصيد استقلال سورية السياسي والاقتصادي من اقوى عوامل الصمود رغم الحرب والحصار الاستعماري.
واذا كان بعض الخصوم يردون صمود سورية الى مساهمات حلفائها وهو ما لا تنكره القيادة السورية بل تفاخر به فقوة هؤلاء الحلفاء وصدقهم برهنت على صحة الخيار السوري التحرري ومتانة استراتيجية الدفاع عن الوطن التي وضعها ونفذها القائد الاسد.
مع العلم ان تلك التحالفات هي شراكات راسخة عبر عقود استثمرت فيها سورية كثيرا ولم تقصر في دعم حلفائها حين كانت قادرة على ذلك وهو ما يذكره الحلفاء بكل امتنان وتقدير ناهيك عن كون ملحمة الدفاع عن سورية تحولت الى ميدان لإعادة رسم التوازن الدولي والاقليمي بما يخدم مصالح جميع شركاء المحور الشرقي الذي تشكل حول سورية وانبثق على صخرة صمودها العظيم.