الصحافة الأمريكية

من الصحف الاميركية

قللت بعض الصحف الاميركية الصادرة اليوم من قيمة الثمن الذي قال وزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو إن السعوديين دفعوه بالفعل في قضية مقتل الصحفي جمال خاشقجي، ولفتت إلى أن ولي العهد السعودي محمد بن سلمان ونظامه لم يدفعوا أي شيء حتى الآن، وأن على إدارة ترامب على الأقل أن تضغط عليهم لإطلاق ناشطات حقوق الإنسان المعتقلات .

وقالت ان بعض المحققين الاميركيين يعتقدون أن الاستخبارات الصينية كانت وراء عملية القرصنة الهائلة لبيانات نحو 500 مليون من نزلاء فنادق “ماريوت”، التي حصلت في 30 تشرين الثاني/نوفمبر الماضي، وقالت نيويورك تايمز إن القراصنة يعملون في وزارة أمن الدولة وهم جزء من عمليات استخباراتية تم خلالها الدخول إلى قواعد بيانات شركات تأمين صحي أميركية وخدمة التوظيف. وحصلت على هذه المعلومات، نقلاً عن مسؤولَين لم تذكر هويتهما، تم اطلاعهما على قرصنة فنادق “ماريوت” انترناشونال.

كتب نيكولاس كريستوف المعلق في صحيفة نيويورك تايمز والذي يزور اليمن، عن المعاناة التي يعيشها اليمنيون ونشر صورة لا تحتاج للتعليق -كما يقول- لأبرار إبراهيم، 12 عاما. وقال: “أخصص اليوم معظم عمودي لأقدم لكم أبرار إبراهيم، 12 عاما والتي تزن 12 كيلوغراما ولا شيء أكتبه يمكن أن يكون شديدا ومقنعا أو حقيقيا مثل صورة أبرار”.

وقال إن أبرار تموت من الجوع بسبب الحرب السعودية التي تخوضها بدعم من الولايات المتحدة على اليمن. ويقوم أعضاء في الكونغرس الأمريكي بمناقشة مشروع قرار ينهي الدعم الأمريكي للحرب السعودية في اليمن “ويجب عليهم النظر إلى صورة أبرار، فجسدها الذاوي يعكس واقع الدعم الأمريكي ومساهمته في موت الأطفال في اليمن بعشرات الألاف”.

وقال “كان مؤلما لي كأمريكي التجوال في البلد ومعاينة حصيلة أفعال بلدي. فالضحية العامة في اليمن ليس جنديا يحمل رصاصة ولكن طفلا يتضور جوعا”. ويعترف الكاتب قائلا “صحيح هناك جذور معقدة للمعاناة في اليمن إلا أن الولايات المتحدة هي شريك في الحرب التي دمرت الاقتصاد اليمني ومنعت الصيادين مثل والد أبرار في الحديدة من الذهاب إلى البحر لصيد سمك البحر، ولهذا فأبرار تصارع من أجل الحياة في مستشفى عدن”. وقال إن الأمريكيين والسعوديين ينظرون للحرب في اليمن على أنها طريقة للحد من التأثير الإيراني. ولكنها فشلت في تحقيق أي شيء سوى ترك 12 مليون يمني يعيشون على حافة المجاعة، وربما مات في الحرب 85.000 نسمة “ونحن متواطئون”.

و”يقول المسؤولون الأمريكيون والسعوديون إن العدو المتمردين الحوثيين الذين يسيطرون على معظم اليمن بدعم من إيران قمعيون، وهذا صحيح ولكن كيف سنشرح لأبرار أننا من أجل تحقيق هدفنا عليها أن تجوع؟”. وقال إن آباء الأطفال الجوعى سمحوا لفريقه بالتقاط الصور لأنهم يأملون بتحرك الناس خارج بلدهم لو فهموا وعرفوا عن الثمن الإنساني للحرب التي مضى عليها أكثر من ثلاثة أعوام، و”لا يعرف الأطباء إن كانت أبرار ستعيش أم لا ولكنها تستحق أملنا وصلواتنا ونهاية لهذه الحرب المخجلة . أنظر لأبرار وأي تعليق إضافي لا قيمة له”.

قالت افتتاحية صحيفة واشنطن بوست إن مجلس الشيوخ الأميركي اتخذ خطوة هامة نحو مساءلة ولي العهد السعودي محمد بن سلمان عن مقتل الصحفي جمال خاشقجي عندما وافق أمس بالإجماع على قرار يحمله مسؤولية القتل، وقال إن “البيانات المضللة” للنظام عن القضية “قوضت الثقة والطمأنينة” في العلاقات السعودية الأميركية.

وأضافت الصحيفة أن التصويت كان رفضا قويا لإنكار ترامب تقبّل الحقيقة بشأن ولي العهد أو التصرف بناء عليها، وهذا الرفض يجب أن يجعل الرئيس يغيّر رأيه.

وعلقت الصحيفة بأنه إذا كان رئيس المجلس بول ريان يرغب في إنهاء مسيرته في الكونغرس بلمسة شرف، فعليه تحديد موعد للتصويت الأسبوع المقبل على قرار خاشقجي.

ويجب إتاحة الفرصة لأعضاء مجلس النواب لإظهار ما إذا كانوا يقفون بجنب خبراء الاستخبارات الأميركيين الذين توصلوا إلى أن محمد بن سلمان مسؤول عن هذا العمل الوحشي أو مع رئيس يدفن الحقائق من أجل مبيعات أسلحة “وهمية بشكل كبير“.

كما يجب إتاحة الفرصة لهم للدفاع عن القيم الأميركية، بما في ذلك دعم حقوق الإنسان التي ينكرها ترامب.

ورأت الصحيفة أن إجراءات مجلس الشيوخ ينبغي أن توضح لترامب، وكذلك الملك سلمان بن عبد العزيز، أن العلاقة الأميركية السعودية لا يمكن أن تستمر من دون تغيير. ويجب أن تكون هناك، كما يقول القرار، “مساءلة ملائمة لكل المسؤولين” عن اغتيال خاشقجي.

كما يجب أن إنهاء الحرب في اليمن بسرعة. وأضافت أنه يجب وضع حد للمغامرات الخارجية المتهورة والقمع الداخلي الشديد الذي كان من أبرز سمات حكم ولي العهد.

ومن اللافت، كما تقول الصحيفة، أن القرار دعا إلى إطلاق سراح السجناء السياسيين المعتقلين بسبب دعواتهم لإصلاحات مطمئنة، كما أن تصويت مجلس الشيوخ يظهر أن ترامب لا يستطيع حماية المملكة من عواقب “أعمال ولي العهد الإجرامية”.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى