نهاية آل سعود على يد «أبو منشار» د. عبد الحميد دشتي
بعد أن أقر الكونغرس الأمريكي بأعضائه الديمقراطيين والجمهوريين في جلسة الاستماع الشهيرة لمديرة الاستخبارات الأمريكية هاسبل أن ابن سلمان ليس فقط متورطاً في جريمة اغتيال خاشقجي، بل إنه أمر وتابع عملية تقطيعه ومحاولة إخفاء الأدلة بطريقة تُعتبر أغبى عملية في تاريخ الاغتيالات،
كما أن السيناتور كروكر صرح بأن مثول بن سلمان أمام أي هيئة محلفين سوف ينتهي بإدانته خلال 30 دقيقة. وصولاً إلى مطالبة المفوضية السامية لحقوق الإنسان في الأمم المتحدة إلى محاكمة بن سلمان دولياً.
هذه النتيجة وهي نهائية كانت رسالة باتجاهين، الأولى لترامب المأزوم بأنه أمام خيارين لا ثالث لهما فإما أن يستمر في تغطية ابن سلمان ما يؤدي إلى تعرضه لمساءلة أمام الكونغرس تؤدي إلى الإطاحة به وهذا ما تعمل عليه الدولة العميقة حالياً، وإما أن يرفع الغطاء عنه. والرسالة الثانية لسلمان والعائلة المالكة السعودية بأن يبدؤوا في إزاحة ابن سلمان لأنه لا يصلح لأن يكون حاكماً بعد تمام حلبه، وأنه يهدد المصالح الاستراتيجية الأمريكية في المنطقة كما يدمر العلاقة التاريخية بين بني سعود وأمريكا والصهيونية العالمية ومشاريعها عموماً سواء في الشرق الأوسط أم على مستوى العالم.
هذا الموقف ليس مستغرباً للدولة العميقة التي تدرك أن معظم أنظمة التخلف الخليجية والقمع والإجرام فعلت أكثر مما فعله ابن سلمان في مواطنيها، بل لأن مصالحها أصبحت في خطر، وبقاء بني سعود إلى زوال لأسباب داخلية تتعلق بحرمانه لشعب السعودية من أبسط حقوق الإنسان معيشة وحرية وهذا ما لا تريده في إطار سياسة (حلب) مناطق النفط حتى القطرة الأخيرة.
في إحدى المقابلات المتلفزة وقبل جلسة الكونغرس التاريخية استغرب الكثيرون من مطالبتي ببقاء ابن سلمان في منصبه، بل وصوله إلى العرش سواء باغتصابه من أبيه أم بخلوه بوفاته، كما طالبت بعدم إيجاد أي بديل لابن سلمان في هذه المرحلة خصوصاً إذا كان هذا البديل هو الشقيق الأصغر لسلمان.
أحمد بن عبد العزيز الذي كان منفياً طوعياً في بريطانية بعد أن رفض مبايعة ابن شقيقه ولياً للعهد، وقد عاد بعد جريمة خاشقجي ليرمم هيكل العائلة المجرمة لتستمر في حكم مملكة الإرهاب وفي سياسة التدخل في دول المنطقة بما يناسب سياسة أمريكا وإسرائيل وبريطانيا وكأن شيئاً لم يكن، والمعروف أن أحمد بن عبد العزيز رجل أمن من الطراز الأول وداهية كونه كان نائباً لوزير الداخلية المقبور نايف طوال 40 سنة، ولا يغرّن أحد مواقفه التي تبدو أنها حيادية ومحاولاته إظهار نفسه بدماثة الخلق والعقلانية، فالرجل كما يعرف السعوديون لديه سجل حافل بالقمع والظلم والاضطهاد عندما كان على رأس عمله. وما عودته إلى السعودية بضمانات أمريكية وأوروبية مؤثرة إلا عملية استباق للزلزال الذي سيصيب الأسرة الحاكمة.
وفي المعلومات أن أبناء الأسرة والعديد من القبائل إضافة إلى القوى العسكرية التي كان ابن سلمان ممسكاً بها تستعد لهذه المرحلة قبل أن يفلت زمام الأمور من أيدي آل سعود.
الجميع تابعوا جولة بن سلمان العربية قبل قمة العشرين وشاهدوا كيف كان استقبال شعوب تلك البلدان له عدا ما حدث في أبو ظبي حيث استدرجه ابن زايد إلى أحد الملاهي الليلية، والبحرين التي لم يتمكن ملكها من إظهار الحفاوة المفترضة، وكذلك مصر (السيسي). وفي تونس والجزائر وموريتانيا رفضته الشعوب ووصفته بأقذع الصفات، إضافة إلى رفض ملكي المغرب والأردن استقباله لأسباب عديدة لا مجال للإفصاح عنها الآن. كما أنه لم يسلم من التأنيب في الأرجنتين، وبدا واضحاً تخلي ترامب عنه، عدا بوتين الذي صافحه بطريقة ساخرة لها مآرب أخرى، ما يعني أن هذا الأرعن لا يصلح لأن يكون رئيس دولة وأن نهايته اقتربت.
إن حتمية زوال بني سعود المطلوب نهائياً لن يكون إلا على أيدي شعبها المضطهد وعودة السعودية أرض نجد والحجاز والكعبة من سطوة أكبر مجرم في التاريخ المعاصر.
وإن غداً لناظره قريب.