من الصحافة الاسرائيلية
ذكرت الصحف الإسرائيلية الصادرة اليوم ان الجيش الإسرائيلي اعلن أن وفدا من كبار الضباط في الجيش برئاسة رئيس شعبة العمليات الجنرال أهارون حاليفا سوف يتوجه يوم إلى موسكو ومن المقرر بحسب “شركة الأخبار” الإسرائيلية (القناة الثانية سابقا)، أن يمكث الوفد مدة يوم في موسكو، يلتقي خلاله مع كبار الضباط في الجيش الروسي، وذلك بهدف اطلاعهم على العملية العسكرية التي أطلق عليها “درع شمالي”.
هذا ونشب خلاف بين ناشطين في حزب الليكود ورئيس الحكومة، بنيامين نتنياهو خلال اجتماع لكتلة الحزب بالكنيست طالبوه خلالها بشرعنة المزيد من البؤر الاستيطانية في الضفة الغربية وزيادة وتيرة البناء الاستيطاني، ردًا على عملية إطلاق النار قرب مستوطنة “عوفرا”.
تخشى إسرائيل من انعكاس الأزمة في العلاقات الأميركية – الروسية بصورة سلبية عليها، ولكنها تأمل في الوقت نفسه أن تنعكس بصورة إيجابية على مصالحها في حال أعادت موسكو التفكير بخطواتها تجاه الولايات المتحدة، وإدارة الرئيس دونالد ترامب تحديدا، من خلال التعاون مع إسرائيل. ويقتصر هذا التخوف والأمل على خطوات روسية ضد إسرائيل، أو خطوات متعاونة معها، بما يتعلق بالوجود الإيراني في سورية وبحزب الله.
ورأت دراسة صادرة عن “معهد أبحاث الأمن القومي” في جامعة تل أبيب أن إلغاء ترامب لقاء مقررا مع الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، خلال قمة “جي 20” في العاصمة الأرجنتينية بوينس آيريس، في نهاية الشهر الماضي، يعبر عن الحضيض الذي تتواجد فيه العلاقات الأميركية – الروسية. وألغى ترامب اللقاء مع بوتين على خلفية الأزمة الأوكرانية واستيلاء البحرية الروسية على ثلاثة سفن حربية أوكرانية. وسبق ذلك إعلان الإدارة الأميركية عن تأجيل دعوة إلى بوتين لزيارة واشنطن إلى أجل غير مسمى، وتوسيع العقوبات على موسكو، إلى جانب إعلان الإدارة عن نيتها الانسحاب من معاهدة تفكيك الترسانة النووية للمدى المتوسط في الجانبين، والتي كانت الولايات المتحدة وقعتها مع الاتحاد السوفييتي في العام 1987.
واعتبرت الدراسة أن روسيا بادرت إلى أزمة مع إسرائيل في أعقاب إسقاط طائرة التجسس “إليوشين 20” بنيران المضادات الجوية السورية، في 17 أيلول/سبتمبر الماضي، واتهام موسكو لإسرائيل بأنها سبب إسقاط الطائرة ومقتل ركابها الـ15. وأضافت الدراسة أن “هدف هذه الأزمة، التي ما زالت في أوجها، هو تغيير “قوانين اللعبة” مقابل إسرائيل في سورية وأن تشكل رافعة ضغط على الولايات المتحدة كي تستأنف الحوار مع موسكو، وهذه النتيجة لم تتحقق بعد“.
وكان بوتين قد اقترح على ترامب تسوية في سورية، تقضي بإبعاد القوات الإيرانية من سورية مقابل رفع العقوبات الأميركية على طهران. وكرر بوتين هذا الاقتراح على رئيس الحكومة الإسرائيلية، بنيامين نتنياهو، خلال اجتماعهما في باريس على هامش احتفالات الذكرة المئوية للحرب العالمية الأولى، “بهدف أن تدفع إسرائيل هذا الاقتراح لدى الولايات المتحدة”. وقالت الدراسة إنه في موازاة ذلك بادرت روسيا إلى خطوة في الموضوع الإسرائيلي – الفلسطيني، “عندما اقترحت مرة أخرى التوسط في هذا الصراع، في نهاية الشهر الماضي، ووجهت دعوة إلى رئيس المكتب السياسي لحركة حماس، إسماعيل هنية، لزيارة موسكو. واعتبرت الدراسة هذه الدعوة أنها “تمثل محاولة روسية أخرى لأخذ قسط من التحولات الإقليمية وعدم إبقائها بقيادة الولايات المتحدة“.
وأشارت الدراسة إلى أن ترامب يرغب في تحسين العلاقات مع روسيا وتوثيق اتصالاته مع بوتين، في مقابل مساعٍ روسية تهدف إلى رفع العقوبات عنها، وخاصة العقوبات الاقتصادية وفرض عزلة سياسية دولية.
وفي حال انسداد أفق لحل الأزمة بين الدولتين العظميين، توقعت الدراسة أن “تبادر روسيا إلى أزمة واسعة النطاق في أوروبا الشرقية أو الشرق الأوسط أو حتى في أفريقيا، آملة أن تفرض من خلالها على الولايات المتحدة أن تبدأ حوارا مع روسيا حول القضايا التي تقلق موسكو”، أو “إجراء دبلوماسية هادئة بهدف دفع تفاهمات وتقديم تنازلات معينة للولايات المتحدة من أجل تعميق الحوار”، أو “الدمج ما بين رافعات ضغط مدروسة وإجراء حوار هادئ“.
وأضافت الدراسة أنه “لأن احتمال حل الخلافات بين الولايات المتحدة وروسيا ضئيل في الفترة القريبة، فإن على إسرائيل الاستعداد لإمكانية أن التوتر بينهما سيؤثر على حيز مناورتها بما يتعلق بالمصالح التي تريد دفعها في المنطقة، مع التشديد على مواجهتها للوجود الإيران في سورية، وكذلك حرية العمل الإسرائيلية في إطار الجهود للمس بمحاولات إيران تعزيز قدرات إيران العسكرية في الأراضي السورية وتعزيز قدرات حليفها حزب الله”.