من الصحف الاميركية
كشفت شبكة “سي إن إن” الأميركيّة أن آخر ما الصحافي السعودي البارز، جمال خاشقجي، هو “لا أستطيع التنفس” ، بحسب ما نقلت عن مسؤولين أميركيين استمعوا إلى التسجيلات، كما قالت الشبكة إن التقارير التي بحوزة الإدارة الأميركيّة تتضمن أدلّة على اتصالات هاتفية لفريق الاغتيال السعودي مع “شخصيات رفيعة” في الرياض أثناء جريمة الاغتيال، لإطلاعها على تطورات الجريمة، دون أن تكشف من هي هذه الشخصيّة.
ووفق التسجيل الصوتي، فإن خاشقجي فوجئ من وجود ضابط المخابرات السعودي السابق، ماهر المطرب، الذي أجهز عليه مع باقي الفريق، إذ هجم المطرب على خاشقجي قائلًا “ستعود إلى السعودية”، فرد عليه خاشقجي “لا يمكنكم فعل ذلك، هناك من ينتظرني خارج المبنى“، إلا أنهم، انهالوا بالاعتداء على خاشقجي، الذي كانت آخر كلماته “لا أستطيع التنفس”، ورددها ثلاث مرات، ثم تلتها أصوات منشار وتقطيع.
على أميركا أن توقف دعمها غير المشروط للسعودية في حرب اليمن وتنهج نهجا واقعيا يستفيد من الضغط الدولي على الرياض حاليا وذلك بعرض صفقة غير قابلة للتفاوض تهدف لتغيير السلوك السعودي باليمن.
ورد ذلك في مقال نشره موقع ناشونال إنترست الأميركي موضحا أن هذا النهج أكثر حكمة من “الاستمرار الأميركي في الدعم غير المشروط أو الابتعاد تماما عن حرب اليمن“.
والمقال الذي كتبه مدير برنامج أمن الشرق الأوسط بمركز الأمن الجديد لأميركا إيلان غولدنبرغ والباحث المساعد بالبرنامج كاليغ توماس، دعا الإدارة الأميركية إلى أن تكون تطلعاتها واقعية، مشيرين إلى أن السعودية ربما لا توافق على العرض الأميركي، وفي هذه الحالة يدعو الكاتبان واشنطن إلى وقف دعمها العسكري والنأي بنفسها عن تلك الحرب إلى أن تغيّر الرياض موقفها أو تتخذ خطوات واضحة لإنهاء الحرب.
ورجح الكاتبان أن توافق السعودية على العرض الأميركي نظرا إلى الضغط الدولي عليها، قائلين إن ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان بدأ في اتباع نهج مرن مقارنة بما كان عليه قبل شهرين.
وأوضح الكاتبان أنه بدلا من سحب الدعم الأميركي للسعودية في حرب اليمن فجأة، يجب على واشنطن أن تعرض استمراره أو حتى أن تصبح أكثر مشاركة بشرط تغيير الرياض نهجها بشكل كامل وأن تشرك أميركا في عملية صنع القرار في الحرب.
وقالا إن المشاركة في صنع القرار تبدأ بكشف السعودية لأميركا عن خططها الإستراتيجية والموافقة على التوصيات الأميركية حول كيفية الانتقال إلى استراتيجية أكثر قابلية للاستمرار وأقل اعتمادا على الضربات الجوية التي تلحق ضررا بالمدنيين.
واستمرا يقولان إن على السعودية أن تخفف بعض الأضرار الإنسانية الأسوأ في هذه الحرب، وأن يجري تنفيذ الحملة الجوية في اليمن، بتوجيه أميركي مباشر، مثل الحملة الجوية ضد تنظيم الدولة الإسلامية في العراق وسوريا.
وأشارا إلى أنه من الممكن ألا تستطيع واشنطن إقناع الرياض بتغيير سلوكها، نظرا إلى أهمية السعودية لأميركا والبدائل التي بحوزة الرياض ممثلة في روسيا والصين.
ومع ذلك قالا حتى إذا لم تضغط إدارة ترامب على السعودية، فإن الأخيرة ستتعرض لضغوط من الدول الغربية الأخرى، كما أن المستثمرين الدوليين سيوقفون استثماراتهم عنها، بالإضافة إلى ضغوط أفراد الأسرة الحاكمة في الداخل الذين يحاولون إبعاد محمد بن سلمان.
وتحدث الكاتبان عن موقف ترامب المؤيد للسعودية حتى بعد مقتل الصحفي السعودي جمال خاشقجي والضغوط المتزايدة عليه من قبل الكونغرس ووسائل الإعلام. وقالا إن الدعم الأميركي للسعودية في اليمن لم يؤد إلى كارثة إنسانية فحسب، بل لم يحقق أي مصلحة لأميركا.