من الصحافة الاسرائيلية
تحدثت الصحف الإسرائيلية الصادرة اليوم عن أزمة مستجدّة داخل ائتلاف نتنياهو، حيث هدّد رئيس قائمة “ديغيل هتوراه” الحريديّة، عضو الائتلاف الحكومي، موشيه غفني، رئيس الحكومة الإسرائيليّة، بنيامين نتنياهو بالاستقالة من ائتلاف نتنياهو الضيّق إن لم يتم تمرير قانون تجنيد الحريديّين، واشار موقف غفني، إلى تضارب في وجهات النظر داخل قائمة “يهدوت هتوراه” الحريديّة، التي تشكّل قائمة “ديغيل هتوراه” جزءًا منها، إذ عارض نائب وزير الصحّة الإسرائيليّ، يعكوف ليتسمان، إقرار القانون.
وتشير معظم التوقعات السياسيّة الإسرائيليّة إلى أن ائتلاف نتنياهو الضيّق لن يصمد حتى موعد الانتخابات المقرّر سلفًا في تشرين ثانٍ/نوفمبر 2019، وأن الانتخابات ستجرى على الأرجح في أيار/مايو المقبل.
ولفتت الصحف الى ان رئيس أركان الجيش الإسرائيلي غادي آيزنكوت شدد خلال اجتماع عقده قائد قوة الأمم المتحدة المؤقتة في لبنان (يونيفيل)، ستيفانو ديل كول، على ضرورة “مساعدة القوة الأممية بتدمير أنفاق حزب الله من داخل الأراضي اللبنانية“.
تشير تقديرات الجيش الإسرائيليّ إلى أنّ عمليات “درع شماليّ” قد تتوسع لتشمل مناطق أخرى على الحدود مع لبنان، ما سيزيد من احتمال احتكاك الجنود الإسرائيليّين مع عناصر من “حزب الله” اللبناني، بحسب ما ذكرت هيئة البث الإسرائيليّة الرسمية (كان).
ورغم ذلك، فقد أوصت قيادة الجيش الإسرائيلي جنودها بالامتناع عن أي احتكاك مع عناصر “حزب الله”، مع استمرار العمليات الهندسة كما هو مقرر لها.
وتشير تقديرات الجيش الإسرائيليّ إلى أن عناصر “حزب الله” يتجولون في الشقّ اللبناني من الحدود، قرب مكان العملية، سعيًا للسيطرة على معدات تكنولوجيّة إسرائيليّة.
من جهته، كتب محلل الشؤون العسكريّة في صحيفة “هآرتس”، عاموس هرئيل، اليوم الإثنين، أن عملية “درع شمالي” تدخل مرحلتها الثانيّة، “فبعد الإعلان المفاجئ عن كشف الأنفاق والحملة الإعلامية ضد ’حزب الله’، ينتقل الجيش الإسرائيليّ إلى عملية مسح ممنهج في منطقة الحدود“.
ويقول هرئيل إن التقديرات الأولية في الجيش الإسرائيلي بانتهاء العملية خلال شهر من انطلاقها “متفائلة جدًا”، “صحيح أنّ كشف الأنفاق يتم بالوتيرة المقررة، إلا أنه من المحتمل أن يستغرق تدمير مسارها وقتًا أطول مما كان متوقعًا في البداية. التقديرات في الجيش الإسرائيليّ هي أن ’حزب الله’ سيتمنع عن الرد المباشر طالما أن الأنفاق تُكشف وتدمّر من الجانب الإسرائيليّ وطالما أن لا مصابين منه نتيجة للعملية“.
إلا أنّ الخطر الأساسي الآن، وفقًا لهرئيل “هو أن تؤدي أحداث محليّة إلى تصعيد واسع النطاق، دون أن تسعى إسرائيل وحزب الله لذلك” مشيرًا إلى حادثة إطلاق الجيش الإسرائيلي النار أول من أمس السبت، على “عناصر من حزب الله” بزي مدني، رجّح أن تكون مهمتهم تنفيذ عمليات استطلاع.
ولن تقتصر عمليات الجيش الإسرائيلي على كشف وتدمير الأنفاق، إنما ستمتد لتحقيق هدفين إضافيين، وفق هرئيل، هما: تعزيز الحرب الدعائيّة ضد حزب الله اللبناني على المستوى الدولي، وتسريع العمل على بناء جدار جديد في مناطق حدوديّة “متنازع عليها”، منها منطقتا شرق رأس الناقورة وبين بلدتي “منارا” و”مسغاف” الإسرائيليّتين.
وفي إطار حملة الضغط الدولي على “حزب الله”، أعدّ الجيش الإسرائيليّ ملفًا استخباراتيًا عن كل نفق أورد فيه معطيات عن “تورّط ’حزب الله’ في خرق قرارات الأمم المتحدة”، على أن تستغل إسرائيل هذا “الخرق”، وفق هرئيل، لشرعنة استمرار عمليات بناء الجدار على الحدود، التي تسير بشكل بطيء جدًا في مناطق محدودة.
وفي محاولة لإعطاء أهميّة لعملية “درع شمالي” التي لاقت استخفافًا عند بعض السياسيّين والصحافيين الإسرائيليّين، وتجاهلًا في لبنان، سواءً من “حزب الله” أو من الحكومة اللبنانيّة، قال رئيس أركان الجيش الإسرائيليّ، غادي آيزنكوت، في جلسات مغلقة، بحسب ما نقل هرئيل، إنّ “نقل مئات من مقاتلي الحزب عبر الأنفاق كان من الممكن أن تؤدي إلى أضرار تفوق أي أضرار متوقعة من إطلاق عشرات الصواريخ الدقيقة الموجودة عند ’حزب الله’”.