من الصحف الاميركية
أبرزت الصحف الاميركية الصادرة اليوم اللافتات التي رفعها عشرات المتظاهرين بالعاصمة الأرجنتينية بوينس آيرس، والتي تنوعت مضامينها بين “رفض الإمبريالية” ومطالب أخرى، ولكن أحدث تلك اللافتات كان لفئة غير قليلة من المتظاهرين وهم يحملون لافتات معدة يدويا وترفع شعارا صارخا وحاسما ليعبر عن أصواتهم وهو “محمد بن سلمان: قاتل!”، هذا في الوقت الذي شكلت فيه قمة الدول العشرين المنعقدة بالعاصمة الأرجنتينية اختباراً قوياً لولي العهد السعودي في أول ظهور له في حدث دولي بارز، منذ اغتيال الصحفي السعودي المعارض جمال خاشقجي بقنصلية بلاده في إسطنبول في أكتوبر الماضي.
ونقلت الصحف عن محققين قولهم إن كثيرا من الأسلحة البريطانية والأميركية وجدت طريقها إلى المجموعات الموالية للسعودية والإمارات في اليمن ولمجموعات منشقة لدى بعضها علاقات مع تنظيمي القاعدة والدولة الإسلامية.
وقالت واشنطن بوست إن الرئيس دونالد ترامب يشجع القمع في الشرق الأوسط بقيادة السعودية والإمارات ومصر والبحرين، وإن هذه الدول لا تتردد -من أجل تحقيق أهدافها- في استخدام أكثر أنواع القمع بشاعة.
ولفتت واشنطن بوست إلى أن السعودية جزء من أربع ديكتاتوريات عربية سنية تتحالف جميعا مع الولايات المتحدة، وقد سعت جميعها للقضاء على كل أشكال المعارضة، بما في ذلك الإعلام الحر، وجماعات المجتمع المدني المستقلة وأي شخص يدعو إلى الإصلاحات الليبرالية، وحذرت من أن هذا الرباعي لا يتردد في استخدام الأساليب الأكثر تطرفًا لتحقيق أهدافه، بما في ذلك الاعتقالات الجماعية والتعذيب والاختفاء القسري وعمليات القتل خارج نطاق القانون.
تساءلت صحيفة نيويورك تايمز عن سبب إحاطة دونالد ترامب نفسه بالكذب، مشيرة إلى اعتراف مايكل كوهين هذا الأسبوع بأنه كذب أمام الكونغرس بشأن تعاملات تجارية للرئيس دونالد ترامب.
واشار التقرير إلى أن كوهين قال إنه فعل هذا مدفوعا بالولاء، وعندما اعترف في الصيف بأنه دفع مالا أثناء الحملة الانتخابية لتغطية فضيحة جنسية، فإنه قال إنه فعل هذا بناء على توجيه من ترامب.
ولفتت الصحيفة إلى أن المسؤولين البارزين في بداية حملة ترامب الرئاسية عام 2016 بول مانفورت وريك غيتس، كذبا أملا في تولي مناصب في الإدارة الجديدة، مشيرة إلى أن مستشار الأمن القومي السابق مايكل فلين، كذب بشأن علاقاته مع الروس وغير ذلك من القضايا لأسباب غير معروفة.
وتجد التقرير أنه في حال أن التحقيق الذي يقوده روبرت مولر منذ 18 شهرا لم يثبت أي شيء باستثناء التدخل المكثف للروس في الانتخابات الرئاسية، فإن الرئيس ترامب أحاط نفسه بشخصيات يعد الكذب جزءا من طبيعتهم، فكذبوا على السلطات الفيدرالية عندما كان لديهم محامون، وحين كانت المخاطر المحيطة بهم عالية، والعواقب أخطر.
وتنوه الصحيفة إلى أن هناك عددا آخر من المقربين من ترامب يواجهون التهمة ذاتها، وهم جزء من الناس المحيطين بترامب، وبعضهم من مسؤولي البيت الأبيض والحكومة، حيث يساهمون في لي عنق الحقيقة إن لم يكن كسرها، والمثل الأعلى لهم هو ترامب.
ويفيد التقرير بأن هذا الرئيس يبحث عن أشخاص لا يبالون بالحقيقة، ولديهم استعداد لتقليده مثل الببغاء، مشيرا إلى قول كاتبة سيرة ترامب، غويندا بلير: “حتى لو كانت كذبة، حتى لو كانوا يعرفون بأنها كذبة، وحتى لو قال العكس قبل يوم فإنهم يجب أن يكونوا أوفياء لما يقوله الآن”، وإلا صنفهم على أنهم “خونة“.
وتفيد الصحيفة بأن المساعدين لترامب في الحملة طالما رددوا تصريحاته مع معرفتهم أنها غير صحيحة، فقد انضم البعض إلى الإدارة مع معرفتهم أنه يجب تبني ما يقوله ترامب، مهما كانت الحقيقة، أو مهما تضررت سمعتهم، فالمتحدث الإعلامي شون سبايسر، أكد أن الجمهور الذي حضر حفل تنصيب ترامب يعد الأكبر في تاريخ حفلات تسلم الرؤساء الأمريكيين، ثم جاءت بعد سارة هاكبي- ساندرز لتقدم التصريحات اليومية بالنيابة عن الرئيس، ولتردد ما يقوله، في وقت وصلت فيها سمعتها إلى الحضيض.
ويؤكد التقرير أن “الكذب في عالم العقارات لم تكن له عواقب وخيمة مثل الكذب في المجال السياسي، خاصة إن كان ساكن البيت الأبيض ومن حوله هم من يديرون لعبة الكذب، ففي مجال العقارات قد يكون أسلوب خداع، أو لبناء صورة أسطورية عن رجل العقارات الذي أصبح رئيسا“.
وتبين الصحيفة أن هؤلاء وجدوا في مولر عدوا لا يتسامح مع ما وصفه مستشار بارز في البيت الأبيض بـ”الحقائق البديلة”، فهو يقود فريقا من المحققين وعملاء مكتب التحقيقات الفيدرالي “أف بي آي”، الذين يقومون بالتدقيق في أقوالهم وأفعالهم.
ويشير التقرير إلى أن محامي الرئيس يخشون من كذبه، وهم يحاولون وقف تحقيق مولر، أو الحد من أضراره، فقد اضطر جي سيكولو، احد محامي ترامب، لسحب أقوال له في قضية مهمة، ففي مذكرة سرية إلى المحقق الخاص اعترف فريق ترامب بأن الرئيس، وليس ابنه الأكبر، هو من كتب البيان المضلل بشأن اللقاء في ترامب تاور عام 2016، بين محامية مقربة من الكرملين ومسؤولين في الحملة الرئاسية، وستظهر المذكرة في تقرير مولر، وإن كان ترامب قد عرقل مسار العدالة أم لا.
وتذكر الصحيفة أن فريق المحامين التابع للرئيس أكد إرسال أجوبة مكتوبة لمولر؛ خشية أن يغير كلامه، وأرسلوها للمحقق في 20 تشرين الثاني/ نوفمبر، بعد مفاوضات طويلة، لافتة إلى أنه في حال لم يرض مولر عنها فإنه قد يوجه أمرا قضائيا للرئيس للشهادة، إلا أن القائم بأعمال وزير العدل ماثيو ويتكر، المعارض الأشد لتحقيق مولر يجب أن يوقع على الطلب، وحتى دون طلبه فربما قام البيت الأبيض بحملة قانونية لمنع حضور الرئيس.
ويورد التقرير نقلا عن عدد من الشهود أو ممن جلسوا مع فريق التحقيق التابع لمولر، قولهم إن محققي “أف بي آي” حضروا يحملون ملفات سميكة مسجلة فيها رسائلهم الهاتفية والإلكترونية وأين كانوا في التاريخ المعين.
وتنقل الصحيفة عن المستشار السابق لترامب سام ننبرغ، قوله إنه خشي من قيام مولر بخلق انطباع عن مؤامرة بين الكذابين عندما كشف الشهود عن الكثير من الشبهات من خلال قول الحقيقة، وأضاف: “يتأمر الأشخاص ضد بعضهم، ووقعوا في فخ مولر“.
ويذهب التقرير إلى أن هناك عدة أسباب للكذب، ومنها حماية أنفسهم، فمايكل كوهين كذب أمام الكونغرس حول مشروع فندق في موسكو؛ لأنه لم يرد مناقضة كلام الرئيس ولوفائه له، وقال: “قدمت هذا البيان الخاطئ ليكون متساوقا مع رسائل الشخص رقم (1) السياسية، ولولائي لهذا الشخص رقم (1)” أي ترامب.
وتورد الصحيفة نقلا عن كوهين، قوله للقاضي الذي سيصدر الحكم، إنه بعد تضليله الكونغرس ظل على اتصال مع المسؤولين في البيت الأبيض ومحامي الرئيس، ورغم عدم بناء الفندق إلا أن كوهين قال إن ترامب حدد من معرفته بالمشروع المقترح، سواء حين كان مرشحا أو بعد انتخابه.
وبحسب التقرير، فإن ترامب أكد في أكثر من مرة أن لا تعاملات تجارية له في روسيا، مع أن كوهين ناقش المشروع مع مساعد بارز في الكرملين في بداية عام 2016، وأطلع ترامب على تفاصيل المحادثات التي تواصلت حتى ترشح ترامب بشكل رسمي عن الجمهوريين عام 2016.
وتلفت الصحيفة إلى أن مانفورت متهم بالكذب حول تعاملاته المالية، والضغط على آخرين للكذب أمام المحققين، وقال المحققون يوم الاثنين إنه واصل الكذب رغم موافقته على التعاون، بحيث خرق الصفقة التي عقدها معهم، فيما يقول محاموه إنه قال الحقيقة.
ويفيد التقرير بأن ترامب يظل من أشد أعداء التحقيق الذي يقوده مولر، متهما الأخير بصناعة الأكاذيب، وتهديد الشهود، فما يعده المحقق الخاص كذبا يراه ترامب حقيقة.
وتتساءل الصحيفة: “إلى أين أن يقود هذا الأمر؟ ليس معروفا، إلا أن لجنة الشؤون الأمنية في الاستخبارات، التي تحقق في التدخل الروسي، تشير إلى حالة كذب أخرى، فالمحققون والمدعون يحققون في حالة روجر ستون، صديق ترامب، وأنه كذب بشأن تسريبات ويكيليكس التي نشرت رسائل إلكترونية من الديمقراطيين ووثائق أخرى سربها الروس كجزء من حملة التأثير على انتخابات عام 2016“.
وختمت نيويورك تايمز تقريرها بالإشارة إلى أن مولر وفريقه يحاولون الكشف عن كذب أو تآمر أشخاص في حملة ترامب مع ويكيليكس لتعزيز فرص ترامب بالوصول إلى البيت الأبيض.