من الصحافة اللبنانية
أبرز ما ورد في عناوين وافتتاحيات بعض الصحف اللبنانية
البناء: مساعٍ سياسية لتطويق التوتر بعد محاولة اقتحام الجاهلية واستشهاد مرافق وهاب… وتحديد المسؤوليات الحريري وجنبلاط مهّدا للاقتحام سياسياً… وحزب الله تدخّل لمنع الفتنة وهاب يحيّي أرسلان: سنطلب تنحّي المدعي العام… والعملية لاغتيالي بطلب “الخواجة”
كتبت صحيفة “البناء” تقول: كاد لبنان يذهب ضحية طيش سياسي وسوء حسابات أمني وتجاوز لحدود السلطة في استخدام القضاء، مع دماء الشهيد محمد أبو دياب مرافق رئيس حزب التوحيد الوزير السابق وئام وهاب، إثر الحملة العسكرية التي نظّمها فرع المعلومات في قوى الأمن الداخلي لاقتحام بلدة الجاهلية في الشوف، بذريعة تبليغ وهاب بدعوة المثول أمام القضاء في دعوى قدح وذمّ بحقه على خلفية كلام، اعتبر مسيئاً بحق الرئيس رفيق الحريري، واعتذر عنه وهاب وأعلن استعداده للمثول أمام القضاء، فيما قال حزب الله إنه يستنكر ويرفض كل كلام خارج أصول التخاطب السياسي، لكن الحملة على وهاب ومحاولة شيطنته تصاعدت رغم ذلك وكان مستغرباً تنظيم التحرّكات في الشارع من قبل تيار المستقبل، لتظهر حملة الجاهلية أن التحضير الشعبي والسياسي هو تمهيد لعمل كبير، كما كان مستغرباً قيام النائب السابق وليد جنبلاط بزيارة مفاجئة للرئيس المكلّف بتشكيل الحكومة سعد الحريري وطمأنته من أمام منزله أن لا مشكلة في استهداف وهاب شعبياً وأمنياً، ليفسّر المشهد نفسه في الحملة المستغربة بعشرات الآليات ومئات العناصر الأمنية يداهمون بلدة الجاهلية، ويطوّقون منزل وهاب ويسقط أبو دياب شهيداً.
تدخّل حزب الله برسائل سريعة للمعنيين جميعاً من الرئيس الحريري إلى مدّعي عام التمييز ومدير عام قوى الأمن الداخلي، مضمونها أن ما يجري مشروع حرب أهلية، وعلى الجميع الانتباه إلى أين يأخذون البلد. وجاء انسحاب الوحدات الأمنية من الجاهلية، ليجمّد الأخطار فيما تواصلت الاتصالات السياسية لاحتواء التوتر وفتح الباب لمعالجات تحفظ التوازنات ولا تكسرها وتحول دون الذهاب إلى الأسوأ، فيما ربطت مصادر في قوى الثامن من آذار بين العملية وتعطيل الحكومة ضمن مشروع عنوانه إقصاء حلفاء المقاومة في الطائفتين السنية والدرزية عن المشهد السياسي.
الوزير السابق وئام وهاب كشف عن مراجعة قضائية سيتخذها شخصياً مع أسرة الشهيد أبو دياب، مضمونها المطالبة بتنحية المدعي العام سمير حمود بعد اتهامه بتجاوز حد السلطة، واصفاً ما جرى بمحاولة لاغتياله شخصياً بالرصاصات التي أصابت مرافقه، معتبراً أن الرئيس سعد الحريري يقف شخصياً وراء القرار لحساب رجل الأعمال علاء الخواجة الذي قال وهاب إنه طلب رأسه، لأنه قام بفتح ملف المشاريع التي ينفذها خواجة والتي وصفها وهاب بالمشبوهة، متوقفاً أمام ما قاله الوزير طلال ارسلان في التعليق على ما شهدته الجاهلية، موجهاً له تحية خاصة له ولموقفه الذي وصفه بالكبير والذي لا يُنسى، بينما خصّ الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله، الذي قال إن دينه على الدروز والجبل واللبنانيين لا يُنسى.
حزب الله أنقذ الجبل من فتنة كبيرة…
بينما نجا لبنان من فتنة مذهبية كادت تقع في بيروت بسبب ممارسات تيار المستقبل المتنقلة في الشوارع، عاشت منطقة الجبل خلال عطلة نهاية الأسبوع على فوهة فتنة نتيجة قرار متهوّر اتخذه الرئيس المكلف سعد الحريري والنائب السابق وليد جنبلاط باغتيال رئيس حزب التوحيد العربي الوزير السابق وئام وهاب بعدما عمد فرع المعلومات في قوى الأمن الداخلي الى اقتحام بلدة الجاهلية بمئة آلية عسكرية ومدرّعات وأسلحة حربية محاولاً الدخول الى منزل رئيس حزب التوحيد بالقوة خارقاً الأصول القانونية والتقاليد والحرمات ما أدّى الى استشهاد مرافق وهاب محمد أبو دياب.
ووفق معلومات “البناء” فإنّ تدخل حزب الله في اللحظات الدقيقة جنّب الجبل مجزرة وفتنة كبيرة كادت تقع نتيجة تمادي المعلومات في التقدّم الى داخل منزل وهاب، وقد أبلغت قيادة الحزب كلّ من الحريري وجنبلاط بأنّ العبث بأمن البلد غير مسموح كما أشارت معلومات “البناء” الى أنه وبعد اصابة الشهيد أبو دياب بطلق ناري أصرّت قيادة الفرع وقوى الأمن على المسؤولين عن العملية العسكرية في الجاهلية الاستمرار بمهمتها واعدة بتأمين المؤازرة العسكرية لها، إلا أنّ موقف حزب الله كان الفيصل لإيقاف العملية فضلاً عن قرار قيادة الجيش اللبناني التي أبلغت قيادة الأمن الداخلي بأنها لن تجاري أو تغطي هذه العملية”، وأشارت المصادر الى أنّ “الحزب يعمل على إيجاد مخارج قضائية مناسبة تحفظ ماء وجه حليفه وهاب وهيبة القضاء معاً على أن تتبلور اليوم”، وبحسب المصادر فإنّ “الخطة كانت تهدف الى اغتيال وهاب او اقتياده الى مبنى فرع المعلومات في قيادة قوى الأمن الداخلي وإبقائه في السجن حتى نهار الاثنين لإذلاله وانتزاع تعهّد منه بعدم التعرض للحريري لا من قريب ولا من بعيد لا على المستوى الشخصي ولا السياسي وذلك كخطوة استباقية لوقف حملاته على الحريري في ملف الفساد والصفقات التي ينوي تمريرها في الحكومة العتيدة”.
وتذهب المصادر أبعد من ذلك للقول بأنّ “الخطة كانت حلقة في إطار قرار تصفية حلفاء حزب الله ظناً بأنّ الحزب لن يقف مع وهاب ويصاب بالإحراج الشديد باعتبار أنّ دفاعه عن الكلام المسيء بحق الحريري يثير حساسية مذهبية فيخسر وهاب غطاء حارة حريك أو على الأقل يترك الحزب للقضاء أن يأخذ مجراه قبل اتخاذ موقف كما فعل في حالات سابقة فيجري استغلال هذا الوقت الضائع للاستفراد بوهاب وتوقيفه احتياطياً ليومين بحجة مصادفة العطلة الرسمية”.
وإذ أشار بيان مديرية قوى الأمن الداخلي الى أن إطلاق مرافقين لوهاب النار على دورية المعلومات أدّى الى مقتل أبو دياب، حمّل وهاب مسؤولية اغتيال بو دياب الى الحريري وللواء عماد عثمان، واصفاً بيان قوى الأمن الداخلي بالكاذب، موضحاً، أنّ “تقرير الطبيب الشرعي يقول إنه سقط “برصاصة M16 أو M4“، ووصفت مصادر عسكرية لـ “البناء” بيان قوى الأمن بالركيك وبعيد عن أيّ منطق أمني، إذ أنّ تقرير الطبيب الشرعي واضح”، مستغربة كيف يستبق بيان التحقيق القضاء، بينما حاول وزير الداخلية والبلديات في حكومة تصريف الأعمال نهاد المشنوق تغطية عثمان وجريمة الجاهلية، مؤكداً أنّ “التحقيق القضائي سيحدّد المسؤولية عن الوفاة ولا يترك الأمر لاجتهادات سياسية فتنوية”. وحاول المشنوق كعادته اللعب على وتر الفتنة وصبّ الزيت على النار، قائلاً: “الشهيد رفيق الحريري هو ضميرنا وتاريخنا وحاضرنا ومستقبلنا ومن يتعرّض له يتعرّض لكرامة كلّ أهل السنة وكلّ الشرفاء اللبنانيين”. مشيراً الى أنّ “الحريري سيظلّ على صلابته الدستورية في تشكيل الحكومة ولن يعتذر عن مهامه ولو وصلت الضغوط إلى قمم الجبال”. ولفت غامزاً من قناة حزب الله الى وجود “قرار بالتعطيل الفعلي مرات بالسياسة وأكثر بالتهديد والوعيد وسياسة الأصبع المرفوع، وأخيراً بالتغطية الكاملة للخروج عن القانون والدولة”.
الأخبار : تأليف الحكومة… الآن
كتبت صحيفة “الأخبار ” تقول : أراد الرئيس سعد الحريري استعراض قوته، فإذا بها لا تصيب إلا فريقه السياسي والأمني والقضائي. استخدم قوته الضاربة، فرع المعلومات، وتحديداً، قوة الفرع الضاربة، لتنفيذ مآرب سياسية بالغة الضيق، فارتد الأمر ندباً في وجه تيار المستقبل وحلفائه. كان يمكن لما ”ارتكبه” الوزير السابق وئام وهاب أن ينتهي بمثوله أمام النيابة العامة التمييزية اليوم، ليخرج بعدها رئيس حزب التوحيد العربي مدلياً باعتذار، نافياً أن تكون الإهانات التي تفوّه بها قبل أيام موجهة إلى الرئيس رفيق الحريري أو لابنه الرئيس سعد الحريري. كان وهاب سيبدو متراجعاً خشية الملاحقة القضائية. لكن الرئيس المكلّف بتأليف الحكومة قرر تفويت هذه الفرصة. قرأ الوقائع السياسية في لبنان والإقليم خلافاً لأي منطق. لم ينتبه إلى أن رفع الغطاء عن رفعت عيد وشاكر برجاوي قبل سنوات أتى في ظروف مختلفة، وأن الوزير السابق ميشال سماحة ضُبطت في حوزته متفجرات لا تسمح لأحد بالدفاع عنه
أما وئام وهاب، فارتكب، في حال صحّ ما نُسب إليه، “جريمةَ قولٍ” لا أكثر، وأن موازين القوى الداخلية والإقليمية لا تسمح لأحد بالتعسف في استخدام القوة الرسمية، وأن تعزيز موقفه في مفاوضات تأليف الحكومة لا يمكن أن يمر عبر استضعاف أي حليف لحزب الله. ربما نسي الحريري أن من أضعفه هو أداؤه وأسلوب تعامل راعيه الإقليمي، محمد بن سلمان، معه، وأن ما حماه هو التوازن الداخلي الذي يميل لمصلحة خصومه. ورغم مأساة استشهاد محمد بو دياب، فإن ما جرى في الجاهلية يمكن أن يعيد بعض أصحاب الرؤوس الحامية إلى رشدهم. وبالفعل، كانت مصادر رفيعة المستوى في تيار المستقبل تستبعد أمس أن يترتّب على إشكال الجاهلية أي تداعيات سياسية أو أمنية، يُمكن أن تخرق الجهود الرامية إلى الحفاظ على الاستقرار العام. لكن، يبدو تيار “المستقبل” في موقع المكابر. هو يرفض الاعتراف بالضرر الذي أصابه، سياسياً وشعبياً، وحتى أمنياً. فبرأي المصادر المستقبلية، إن ”ما حصل لا يضرب صورة فرع المعلومات، فهو جهاز مشهود له في العمل الأمني”. وقالت المصادر إن “القوة توجهت الى المنطقة بقرار من المدعي العام التمييزي وغادرتها بقرار منه”، رافضة أن “يستغل أي طرف الإشكال التقني حول أحقية فرع المعلومات في تنفيذ هذه المهمة وتحويله الى خلاف في مسألة شرعيته”، مؤكدة أن “من حق شعبة المعلومات القيام بأمر التبليغ والإحضار بصفتها ضابطة عدلية”. لكن ما فات المستقبليين أن الامر ليس تقنياً، بل سياسي من جهة، وقضية “صورة وهيبة” من جهة أخرى.
في هذا الوقت، لا يجد “المستقبل” ضيراً في ملء الفراغ ببعض التحريض المذهبي لتغطية الخطأ الذي ارتُكِب في الجاهلية. وزير الداخلية والبلديات نهاد المشنوق الذي أكّد أن “وفاة الفقيد محمد بو دياب تخضع لتحقيق قضائي يحدد المسؤولية عن الوفاة ولا يترك الأمر لاجتهادات سياسية فتنوية”، حسم التحقيق مسبقاً عبر القول إن “بيان قوى الأمن الداخلي يستند إلى تدقيق مسؤول في مهمة محددة قانوناً وواضحة لجهة أن إطلاق النار العشوائي من قبل مسلحين في الجاهلية هو الذي أدى إلى إصابة بو دياب في خاصرته ومن ثم وفاته في المستشفى”. وإعجاباً منه، ربّما، بلقب “ضمير السنّة” الذي أطلقه عليه بعض أنصاره قبل أسابيع، تولى المشنوق العزف على الوتر المذهبي، من خلال القول إن “حفظ الكرامات ليس حقاً حصرياً لأحد، لا فرداً ولا طائفة. الشهيد رفيق الحريري هو ضميرنا وتاريخنا وحاضرنا ومستقبلنا، ومن يتعرض له يتعرض لكرامة كل أهل السنّة وكل الشرفاء اللبنانيين. وليطمئن الجميع، لن يتراجع الرئيس الحريري عن صلابته الدستورية في تشكيل الحكومة، ولن يعتذر عن مهامه ولو وصلت الضغوط إلى قمم الجبال”. وختم المشنوق بالقول “لن ننجر إلى الفتنة مهما فعلوا ومهما قالوا. كلنا رفيق الحريري في اعتداله وحكمته وتوازنه. وما يجري في لبنان منذ أشهر ليس مساراً لتشكيل حكومة وحدة وطنية، بل هو قرار بالتعطيل الفعلي مرات بالسياسة وأكثر بالتهديد والوعيد وسياسة الأصبع المرفوع، وأخيراً بالتغطية الكاملة للخروج عن القانون والدولة. لكن الدولة لن تستسلم“.
أحداث الجاهلية أثّرت على الاتصالات السياسية ومبادرة وزير الخارجية جبران باسيل لحل “العقدة السنّية”، إذ توقفت الاتصالات تماماً في اليومين الماضيين بعدما كانت قد سجّلت “تقدماً كبيراً”. مصادر مطّلعة على الاتصالات أملت ألا “تؤخذ أحداث الجاهلية ذريعة لمزيد من التأخير في تأليف الحكومة”، مشيرة الى أن أحداث الأسبوع الماضي “يجب أن تشكّل دافعاً لتسريع التأليف وسحب فتيل التوتر من الشارع“.
مصادر التيار الوطني الحر أوضحت لـ”الأخبار” أن اقتراح توسيع الحكومة الى 32 وزيراً الذي طرحه باسيل “لم يلقَ رفضاً من أحد، والجميع طلب مزيداً من الوقت لدرسه”، مشيرة الى أن هناك “اقتراحات أخرى ومجموعة من الأفكار لا يمكن إلا أن تقود إلى حل لن يخرج أحد معه خاسراً، لأن الأفكار المطروحة تتفق ومعايير التمثيل المعتمدة”. ولفتت الى أن باسيل كان يعمل قبل الأحداث الأخيرة على الدفع لعقد لقاء بين رئيس الحكومة المكلّف ونواب اللقاء التشاوري، “وكانت الأجواء ايجابية” في هذا السياق.
خلاصة ما تقدّم أن ما جرى في اليومين الماضيين يؤكد أكثر من أي وقت مضى الحاجة إلى التواضع، وتأليف حكومة… الآن
الجمهورية: الأمن يهتز والتأليف يتجمد… واسبوع أمنــــي وقضائي وسياسي
كتبت صحيفة “الجمهورية” تقول: شهدت عطلة نهاية الاسبوع اختلاطاً عنيفاً بين حابل الأمن الذي اهتزّ من البقاع حيث أعمال الدهم وما يليها من ردود فعل ضد الجيش، إلى الشوف وعاليه، بفعل محاولة جلب رئيس حزب “التوحيد العربي” الوزير السابق وئام وهاب من منزله في بلدة الجاهلية الشوفية الى التحقيق في دعوى قدح وذم وتحقير، رفعها تيار “المستقبل” ضده، وبين نابل الاستحقاق الحكومي الذي ظلّ على حاله من التعقيد ولم يسجّل أي تطور إيجابي في شأنه يبعث على التفاؤل بتذليل العِقد التي تعوق إنجازه وأبرزها، عقدة تمثيل النواب الستة التي غابت عنها افكار الوزير جبران باسيل الهادفة الى حلّها.
ُيُنتظر ان يكون هذا الاسبوع سياسياً وقضائياً وأمنياً بامتياز، تغطيه حادثة الجاهلية والمضاعفات التي تثيرها، وقد انصّبت الاهتمامات امس عليها على وقع تشييع مرافق رئيس حزب “التوحيد العربي” محمد بوذياب، الذي كان توفى ليل السبت ـ الاحد متأثراً بجروح أُصيب بها لدى دخول قوة “شعبة المعلومات” الى البلدة لتبليغ وهاب دعوة للمثول امام القضاء.
ويُنتظر ان تشهد هذه القضية اليوم مزيداً من الاهتمام على مختلف المستويات السياسية والامنية والقضائية، مع ما يمكن أن يرافقها من ردود الفعل ومضاعفات في ضوء التحقيقات الامنية والقضائية الناشطة لكشف كل الملابسات المحيطة بها.
الديار : باريس تشتعل وماكرون يزور قوس النصر وحالة الطوارىء سيتم اعلانها 35 ألف جندي وضابط فرنسي مع 15 ألف شرطي يستعدون لاقتحام باريس
كتبت صحيفة ” الديار ” تقول : سيضرب الرئيس الفرنسي ماكرون بيد من حديد في باريس حيث قام بزيارة قوس النصر وسط المظاهرات ولم يخف من المتظاهرين وضرب الحجارة واشعال النيران في السيارات والمنازل والمكاتب، واقتحم الرئيس ماكرون شوارع باريس وحوله بضعة من الشرطة، ثم ذهب الى قصر الرئاسة في الاليزيه وعقد اجتماعا ضم قائد الجيش وقادة الاجهزة والقوات العسكرية الفرنسية وشرطة المخابرات، وابلغهم انه قرر اعلان حالة طوارىء بين ساعة واخرى بعدما هجرها اكثر من 9 ملايين فرنسي هربوا من باريس الى ضواحيها والى قرى ومقاطعات اخرى.
وباريس التي تضم حوالى 19 مليون مواطن فرنسي وساكن اجنبي فيها لم يعد من مجال للسير في شوارعها من كثرة احتراق السيارات والمكاتب ومكبات النفايات والمظاهرات وضرب الحجارة واشتباك الشرطة العاجزة عن قمع المتظاهرين.
وبعد ان احصى الرئيس ماكرون مع قائد الجيش الفرنسي ورؤساء الاجهزة عدد الذين نزلوا الى الشوارع، تبين انهم زادوا عن 1500 مشاغب الى حوالى 6000 الاف مشاغب، فقرر الرئيس الفرنسي ماكرون اعلان حالة الطوارىء بين ساعة واخرى وقام بتحضير 35 الف ضابط وجندي فرنسي مع 10 الاف من ضباط وشرطة فرنسية، اضافة الى حوالى 5 الاف رجل مخابرات من الاجهزة المخابراتية الامنية الفرنسية للسيطرة على باريس في غضون 48 ساعة فور اعلان حالة الطوارىء.
ولم تستطع سيارات الاطفائية ولا اجهزة الدفاع المدني السيطرة على الوضع بالنسبة للحرائق ولا ايقاف المتظاهرين عن التنقل من شارع الى شارع ورمي قناني مولوتوف ممتلئة بمادة البنزين التي تشتعل فورا وتقوم بإحراق السيارات ومكبات النفايات ومحلات تجارية.
اللواء : اختبار قوّة في الجاهلية يُعيد الهيبة إلى الدولة تحذير من انتقال المواجهة إلى القضاء.. وحزب الله يدعم التهدئة
كتبت صحيفة “اللواء ” تقول : السؤال المحوري، الذي يشغل اللبنانيين هو: هل تفتح حادثة الجاهلية، التي ذهب ضحيتها أحد مرافقي الوزير السابق وئام وهّاب، محمّد أبو دياب الطريق مجدداً إلى تأليف الحكومة، لاحتواء فصول متوقعة من التجاذب، أم تفتح الطريق لتوترات إضافية، تتسع أو تضيق، وفقاً لساعة “التوترات الاقليمية”؟
الساعات 36 الماضية فعلت بمروحة واسعة من الاتصالات، بالاتجاهات كافة، وعنوانها الرئيسي سحب فتائل التفجير، والامتثال لمنطق التهدئة، والاحتكام إلى الإجراءات القضائية، بمعزل عن أية تأثيرات سياسية..
على ان الأهم هو ان اختبار القوة في الجاهلية أعاد الهيبة إلى الدولة، بصرف النظر عما احاط بالوضع من تداخلات وتدخلات..
وحذرت مصادر مطلعة من انتقال المواجهة إلى القضاء على خلفية ارهاقه بدعاوى ودعاوى مضادة ولدى أكثر من محكمة.
المستقبل : الرواية الكاملة لأحداث الجاهلية.. من الفرار بين الأحراج إلى رصاصة الـ“M16” وهاب مطلوب للعدالة.. والجبل تحت راية الدولة
كتبت صحيفة “المستقبل ” تقول : بين التواري في الأحراج والتلطي خلف الدماء، أمضى وئام وهاب نهاية الأسبوع هرباً وتهرّباً من الامتثال إلى إشارة القضاء بالاستماع إليه أمام التحقيق في جرم إثارة الفتن، فأضحى وهاب بالتالي مطلوباً للعدالة من المُفترض أن يحضر اليوم أمام المحققين كما تعهّد مختار ”الجاهلية” أجود بو دياب بالنيابة عنه درءاً لصدور مذكرة توقيف غيابية بحقه. فبعدما فشل في إشعال الفتائل الفتنوية بين أبناء الجبل عبر العراضة المسلّحة التي نظّمها مسلحوه في أرجاء المنطقة وصولاً إلى المختارة، سعى وهاب يائساً إلى محاولة تحريض أبناء الجبل طائفة الموحدين الدروز واستجداء تغطيتهم لارتكاباته الجرمية وتجاوزاته اللا أخلاقية بحق مقامات الوطن وشهدائه من خلال لعبه على وتر تأليب “الكرامات” في مواجهة القوى الشرعية، لكن سرعان ما وأد أبناء الطائفة الدرزية بزعامتها السياسية وقيادتها الروحية شرارة الفتنة والتأكيد بأغلبيتهم الساحقة على وقوف الجبل تحت راية الدولة وفي كنفها.
وفي هذا الإطار، كان تشديد حاسم من زعيم المختارة وليد جبنلاط من “بيت الوسط” على الوقوف “مع الدولة”، مبدياً إثر لقائه رئيس الحكومة المكلّف سعد الحريري دعم القوى الأمنية الرسمية في قيامها بواجباتها ونافياً في المقابل وجود “أي شيء يُهدّد كرامة الدروز”. في وقت بادر شيخ عقل طائفة الموحدين الدروز الشيخ نعيم حسن إلى الإعراب عن “الإيمان المطلق بالشرعية القانونية المتمثلة بالدولة ومؤسساتها”، وصولاً إلى مسارعة “الحزب التقدمي الاشتراكي” بما يمثل ومن يمثل على الساحة الوطنية عموماً والدرزية خصوصاً إلى تطويق ذيول فتنة وهاب ورفض هذه “الحالة الأمنية الشاذة التي لطالما استهدفت الجبل في أمنه وسلمه بسبب منطق الخروج عن القانون”، مع التنبيه إلى كون “التهاون القضائي الذي مورس سابقاً (حيال هذه الحالة الشاذة) هو الذي قادنا إلى ما وصلنا إليه“.
النهار : فتنة “الفراغ والتعطيل” أطلَّت برأسها
كتبت صحيفة “النهار ” تقول : لعل التعبير الوصفي الأبلغ ورد على لسان الرئيس ميشال سليمان الذي رأى “ان الفراغ وتعطيل الاستحقاقات الدستورية ينتجان الفوضى والاضطراب”، محذراً “من اشعال الفتنة فهي تأكل الاخضر واليابس ولن ينجو منها من افتعلها”. هكذا باختصار يمكن وصف المشهد الحالي حيث بدأ الوضع السياسي، كما الاقتصادي، والأمني، يتآكل، في ظل تعطيل وفراغ مستمرين، ما ينذر بتداعيات راوحت تقديراتها الايجابية بين الضغط للاسراع في التأليف الحكومي خوفاً من تفلت متزايد أطل من بعلبك وصولاً الى الجاهلية مروراً بقرى سنية في عكار والاقليم وشوارع بيروتية، ومتشائمين بإمكان الاتفاق في القريب العاجل بما يدخل البلاد في المجهول، وربما المحظور. ولكن برز خوف من نوع آخر، هو استغلال “حزب الله” الانقسام الدموي في الداخل الدرزي بعد الانقسام الحاد في الشارعين السني والمسيحي، لفرض واقع جديد كما حصل قبل عشر سنين في 7 أيار 2008. وقالت مصادر وزارية لـ”النهار” إن قطر اضطلعت بالدور الأبرز قبل عشرة أعوام، أما حالياً فليس من دولة مؤهلة للعب هذا الدور التصالحي، وان جاءت نتائجه منحازة آنذاك. ولا يمكن الأطراف المختلفين في لبنان ان يتفقدا على دولة واحدة ترعى حلاً مقبولاً لدى الجميع، وهو ما يضاعف الأزمة القائمة.
وكانت الاتصالات التي جرت ليل السبت – الاحد، عملت على نزع فتيل الانفجار، فتبدل كلام التهديد والتهويل الذي كان اطلقه الوزير السابق وئام وهاب مساء، محمود أبو دياب الذي سقط في الجاهلية، وبدا واضحاً ان “حزب الله” أخذ مسافة من الخلاف، على رغم محاولة وهاب اقحامه مطالباً بعدم التفاوض معه بل مع السيد حسن نصرالله، فلم يرسل موفديه الى مراسم تشييع، وتجنّب اصدار بيان رسمي في هذا الشأن. لكنه لم يغب عن التعليق بواسطة نائبه نواف الموسوي الذي قال: “صبرنا كثيراً على الإساءة للرئيس نبيه بري والأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله في الشوارع وعلى شاشات التلفزة، فلماذا لم تقم الأجهزة الأمنية بأي عمل، ولماذا لم تحضر 20 آلية و20 مدرعة وحوالى 200 مسلح لتعتقل من كان يشتم، وماذا كان يعمل المدعي العام لإصدار مذكرة، ألم يكن يسمع في بيته الشتائم التي كانت تطال رئيس مجلس النواب، فهل يجب أن نشتم نحن في هذا البلد ويتآمر علينا ونضطهد، وفي النهاية يجب أن لا نتحدث بأي شيء، وهل هناك فقط جنس معين في هذا البلد هو من يجب أن لا يقترب منه أحد، وإلا المفروض أن يسيل الدم للركب، فبالأمس قتل أحد الشباب، فلو أن العملية استكملت وأصبح هناك مجزرة، فمن كان يمكنه أن يخرج لبنان من أزمته، ولكن نحن من أنقذ لبنان كالعادة“.