التقرير الدوري لمراكز الابحاث الاميركية30/11/2018
نشرة دورية تصدر عن مركز الدراسات الأميركية والعربية
30 تشرين الثاني – نوفمبر/ 2018
المقدمة
مساعي مكثفة بذلتها إدارة الرئيس ترامب لصرف الأنظار عما ينبغي اتخاذه من اجراءات ضد ولي العهد السعودي، محمد بن سلمان، على خلفية دوره المحوري في مقتل جمال خاشقجي، وابقاء الأوضاع على حالها “على الرغم من معارضات قوية من قادة الكونغرس من الحزبين.”
أبرز الوسائل التضليلية كانت في استثارة العداء مجدداً ضد روسيا، على خلفية حادث بحري قامت به سفن عسكرية اوكرانية لامتحان السيادة الروسية في بحر آزوف، حتى تراجع اهتمام وسائل الإعلام كافة والسياسيين عن مستقبل العلاقات الأميركية – السعودية واستبدالها باتخاذ مواقف متشددة جديدة ضد موسكو.
يستعرض قسم التحليل “أزمة” بحر آزوف المصطنعة للتزامن مع انعقاد قمة الدول الصناعية العشرين في بيونس آيرس، بالارجنتين، توجتها مراكز القرار السياسي الأميركي بنقض إعلان الرئيس ترامب عن لقائه مع نظيره الروسي في القمة، واضطراره إلى تعديل موقفه لمواءمة موجات العداء لروسيا.
ملخص دراسات واصدارات مراكز الابحاث
أزمة روسيا واوكرانيا
اعتبرت مؤسسة هاريتاج اندلاع الأزمة البحرية الجديدة بين روسيا واوكرانيا بأنها ” ربما كانت ترمي لتعزيز مكانة بوتين” في الداخل الروسي، لا سيما وأن حصيلتها كانت في “قصف روسيا لسفينتين حربيتين وإصابة 6 من طواقمها .. ومن ثم احتجزت البحرية الروسية السفن الثلاثة.” واسترشدت المؤسسة برواية البحرية الاوكرانية القائلة بأن سفينة تابعة “للاستخبارات الروسية اصطدمت عمداً بقوارب البحرية الاوكرانية والتي كانت في طريقها لمضيق كيرتش والعبور إلى مياه بحر آزوف.”
حث الكونغرس الدفاع عن الديموقراطية
حذر معهد كارنيغي تركيبة الكونغرس الجديدة من أنها مقبلة على “انقسامات عميقة فيما يخص عدد من القضايا؛ بيد أن لديها القدرة على التحرك بايقاع توافقي بين الحزبين – تأييد المسارات الديموقراطية في الخارج.” وزعم المعهد ان عهد الرئيس ترامب شهد “أدنى مستوى في دعم الولايات المتحدة لنشر الديموقراطية خلال أربعين عاما .. بتمجيد بالديكتاتوريات واحتقار الحلفاء الليبراليين للولايات المتحدة، وتدفق النزعات المناوئة للديموقراطية” في الداخل الأميركي. وأضاف أنه ينبغي على الدورة المقبلة للكونغرس “التحرك للتأكيد على التزام الولايات المتحدة بتأييد التحركات الديموقراطية في العالم أجمع” عبر جملة اجراءات وتشريعات “تناصر التحركات الديبلوماسية لنشر الديموقراطية والإعلان عن تأييد القادة والنشطاء الديموقراطيين.”
التهديد السلفي-الجهادي
تتبع مركز الدراسات الاستراتيجية والدولية ظاهرة بروز حركات التشدد اسلامية الطابع معتبراً انها تضاعفت “أربع مرات عما كان عليه احجامها قبل 11 أيلول 2001،” استنادا إلى بنك معلومات وبيانات استقصاها المركز عن “المجموعات الإسلامية المتشددة، ومقاتليها، وأعمال العنف المنسوبة إليها وساحات انتشارها المتعددة.” واعتبر أن سوريا تحتضن أكبر عدد من المقاتلين “بين 44 ألف و 71 ألفا .. والعراق 10،000 إلى 15،000.” وخلص بالقول أن البيانات المستحدثة تشير إلى “مستويات مرتفعة من أعمال العنف في سوريا والعراق من قبل المجموعات الجهادية – السلفية؛ وكذلك في مناطق أخرى منها اليمن والساحل الإفريقي ونيجيريا وأفغانستان والصومال.”
https://www.csis.org/analysis/evolution-salafi-jihadist-threat
السلطة الرابعة في عهد ترامب
اعتبر معهد أبحاث السياسة الخارجية شغف التغطية الإعلامية المكثفة لاغتيال جمال خاشقجي بأنه انعكاس لما آلت إليه الاوضاع الداخلية في المجتمعات “الغربية والولايات المتحدة بشكل خاص” بدوافع التسويق والإثارة لدى “جمهور اضحى فريسة التحقق بين الحقيقة والخيال .. لا سيما مع دخول وكالة الاستخبارات المركزية على خط التحقيقات متعددة الاطراف.” وحمل المعهد الوسائل الإعلامية الأميركية المختلفة مسؤولية الانقياد وراء ميول التسويق والاحتكام “للإثارة وامتاع القاريء والمشاهد عوضاً عن الالتزام الصارم بضوابط المهنة” الساعية وراء كشف الحقيقة.
البحرين
حثت مؤسسة هاريتاج اعضاء الكونغرس على التصويت لصالح بيع أسلحة أميركية للبحرين “كونها في مواجهة تهديدات مميتة من ايران .. وعدم الانصات لحجج الطرف الآخر بأن حظر بيع الأسلحة سيخفف من المعاناة الانسانية في اليمن بعض الشيء.” وشددت المؤسسة على ضرورة النظر إلى اسباب “تصاعد الحرب في السنوات الأخيرة تعود إلى المساعدات العسكرية الإيرانية لقوات الحوثيين .. الذين استفزوا التدخل العسكري للتحالف العربي الذي تقوده السعودية.” وذكّرت المؤسسة اعضاء الكونغرس بما ألحقته من أضرار “الصواريخ الباليستية التي زودتها ايران ضد أهداف مدنية في السعودية والإمارات.”