عوض للـ”MTV”: حل العقدة السنية يتطلب ابتداع نظرية ”الكل فيها غالب”
رأى الزميل ابراهيم عوض المشرف على موقع “الانتشار” أن “مساعي وزير الخارجية والمغتربين جبران باسيل لحل “العقدة السنية”، والتي قيل سابقا أنها أجهضت، تبين أنها ما زالت حية وها هي تسكسر الجمود الحاصل في عملية تشكيل الحكومة“.
وأوضح عوض في حديث عبر محطة الـ”MTV” ضمن برنامج “بيروت اليوم” مع الزميل أنطوان سعد أن ” الأفكار الثلاثة التي طرحها الوزير باسيل أمام الرئيس نبيه بري يوم الاثنين لحل العقدة المذكورة ركزت على وجود ممثل عن النواب الستة المنضوين في “اللقاء التشاوري”. وهذا الأمر مرفوض رفضا قاطعا كما أبلغني الوزير السابق النائب فيصل كرامي منذ قليل، مشددا على أن الفكرة غير واردة اطلاقا ونريد واحدا منا أن يمثلنا في الحكزمة“.
وانطلق عوض من أحقية التمثيل لتكتل النواب الستة السنة بعد حصولهم على 60 ألف صوت تفضيلي في الانتخابات التي جرت في أيار الماضي، ناهيك عن السنة الآخرين الذين لم ينجحوا ولكن حصلوا على أصوات لا بأس بها تقدر في الحد الأدنى بعشرة آلآف صوت، مما يعني أن هناك 70 ألف مواطن سني من خارج “تيار المستقبل” عليه أن يتمثل في الحكومة المقبلة.
وتابع عوض” أن النظام النسبي الذي اتُبع في الانتخابات النيابية الماضية عمّق التمذهب والتطييف والتموضع، وهو ما أنتج هذه التعددية في التمثيل، ومني الرئيس سعد الحريري بخسارة كان على علم مسبق بها، وهذا سبب رفضه اليوم توزير أحد النواب الستة”،. وقال أن “على الحريري أن يتعامل مع الأمر الواقع ويقدم التنازلات والتضحيات التي لطالما نادى بها منذ بداية تشكيل الحكومة، واستجابت القيادات لها أو أجبرت عليها ما عداه إذ بقيت حصته في الحكومة على حالها“.
وردا على سؤال حول السبب الحقيقي للخلاف الحاصل، أجاب عوض “أن عقدة نواب “8 آذار” موجودة منذ البداية لكن لم يجرِ حلها والاهتمام بها فوصلنا الى ما نحن عليه. كذلك لا يمكن أن نبعد هذه العقدة عن الظرف الاقليمي الموجود والصراع الايراني- السعودي، والصراع الأميركي – الايراني وعلينا هنا أن لا ننسى تهديد واشنطن بقطع المساعدات الصحية عن لبنان في حال اعطاء “حزب الله” وزارة الصحة و هذا ما ردت عليه طهران بالتأكيد أنها ستعوض هذه الخسارة بثلاثة أضعاف. كل ذلك يدخل في حسابات وأجندات تعمّق العقدة السنية”. وقال بأن الحل حاليا قد يكون عند رئيس الجمهورية العماد ميشال عون بحيث يوزر سنيا من اللقاء التشاوري من حصته مع الاشارة الى أن هذا الوزير سيكون حتما الى جانب الرئيس عون وأبعد من مسألة حصة“.
وأكد عوض أن عقدة النواب الستة لم تحظ باهتمام”حزب الله” فقط كما يرى البعض. فالرئيس نبيه بري متمسك أيضا بهم، وهو الذي نصح الرئيس الحريري منذ بداية استشارات تأليف الحكومة بالاهتمام بهؤلاء النواب واحتضانهم، وسمعت منه شخصيا أن الرئيس الحريري لم يكن يرفض هذا الأمر بالمطلق كما هو حاصل اليوم“.
وعما اذا كانت هذه العقدة ستدفع المعنيين الى تعديل الدستور، أوضح عوض بأنه “اذا كان هناك أمور بحاجة لتعديل فلتعدل”، طارحا على سبيل المثال قضية مدة التكليف التي بحاجة الى تعديل. ورأى أنه “لن يكون هناك تعديل ليكون الطرف الشيعي مشاركا في تشكيل الحكومة ولا وجود لمثل هذا الطرح وعلينا أن نتذكر هنا دائما أن التوقيع الأخير والأساسي لمرسوم تشكيل الحكومة هو لرئيس الجمهورية”. ولفت عوض في هذا السياق أن “مطلب توزير النواب السنة من خارج “المستقبل” لا يجب أن ينظر اليه بأنه لاضعاف رئاسة الحكومة أو الرئيس الحريري، لكن على الأخير أن يتلقف هذا الموضوع ويقدم التضحية وهو الذي قدم الكثير من التضحيات. أما القول بأنه في حال وزر أحد نواب اللقاء التشاوري يضحى مغلوبا فهو مرفوض ولما لا نعتبر أنه هو “الغالب” بمعنى أنه غلّب مصلحة لبنان على أي أمر آخر وأثبت أنه الحريص على وحدته واستقرار و “بي السنة“”.
وعن المواقف والهجوم الحاصل على الرئيس الحريري في اليومين الماضيين، قال عوض أن “الهجوم متبادل بين الطرفين. وأنا كمواطن لبناني أرفض أن يُمس موقع رئاسة الحكومة وشخص الرئيس الحريري تحديدا”، لافتا الى ان “العلاقة بين “حزب الله” والحريري، خلافاً لما يتردد عن وجود جفاء أو “شبه قطيعة” بينهما ليس كذلك، فقد أظهر حفل الإستقبال الذي أُقيم في القصر الجمهوري يوم الخميس الماضي، بمناسبة عيد الإستقلال، ووقف خلاله الرؤساء الثلاثة، الجمهورية العماد ميشال عون، والبرلمان نبيه بري، والحكومة سعد الحريري، يستقبلون المهنيئن الوافدين إلى القصر،أن جرت دردشة طريفة حصلت “ع السريع” بين كل من الرئيس الحريري ورئيس كتلة “الوفاء للمقاومة” النائب الحاج محمد رعد الذي بادر الأول بالقول “نحن ندعو الى الله تعالى أن يساعدك على تشكيل الحكومة“.
وعلق عوض على موقف رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط الذي دعا فيه الرئيس الحريري أن “يمشي الوضع” ويأخذ أحدا من النواب الستة، فقال ان “هذه العقدة لن تحل بمنطق غالب أو مغلوب كما ذكرنا، و علينا أن نتبدع الحل ونحن سيد من أتقن الاخراج لمثل هذه القضايا”، مؤكدا أن “الحل يبدأ باستقبال الحريري أعضاء “اللقاء التشاوري” ومحاورتهم والتمهيد بخفض السقوف العالية في المواقف“.
وردا على سؤال عن التغريدة التي نشرها جنبلاط قبل أيام في صورة عبر حسابه على “تويتر” تظهر رجلا آليا ضخما مع كلمات تقول:”شريكنا في الوطن مع حلفائه مثل الرجل الآلي لا عواطف له ولا تقدير له مع الأسف لأيّ شيء حتّى لو أدّى الأمر إلى التدهور الاقتصادي هكذا تبدو الصورة على الأقلّ”. فرأى أنه يقصد “حزب الله”. وقال: “ألم يكن هناك رجل آالي في الستة أشهر التي مضت ولم تشكل فيها الحكومة على وقع مطالب القوات اللبنانية وجنبلاط؟ هل كان هناك علاقة لحزب الله أو العقدة السنية؟ ماذا نسمي التعطيل الذي حصل في الفترة الماضية ؟وعلى من نضع اللوم.. على”سبايدرمان”؟!
“الانتشار”