من الصحف البريطانية
ظل ولي العهد السعودي محمد بن سلمان في مركز اهتمام متابعات الصحف البريطانية الصادرة اليوم بعد أول جولة له منذ مقتل الصحفي جمال خاشقجي، وتوجهه لحضور قمة مجموعة العشرين في العاصمة الأرجنتينية بوينس آيرس .
ففي الوقت الذي أفردت صحيفة الفايننشال تايمز مقالا تحليليا موسعا للانتقادات التي قد تنتظر الأمير السعودي في القمة، ركزت صحيفتا التايمز وآي على إعلان الكرملين عن أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين سيلتقي به في قمة مجموعة العشرين، ليكون بذلك أول زعيم يخرج على تحفظات وتردد الزعماء الآخرين في لقائه.
ويقول تقرير صحيفة التايمز الذي كتبه مراسلاها في اسطنبول وبوينس آيرس إن هذا الإعلان كان خبرا جيدا لبن سلمان بعد جولته الشرق أوسطية التي شهدت احتجاجات معارضة.
ويقول التقرير إن بوتين تجنب توجيه أي انتقاد صريح لبن سلمان أو للمملكة العربية السعودية، بل على العكس من ذلك أنحى باللائمة على واشنطن قائلا “على حدود علمي (خاشقجي) اعتاد أن يعيش في الولايات المتحدة … وفي هذا الصدد على الولايات المتحدة بعض المسؤولية“.
وكتب محرر شؤون الشرق الأوسط في الفايننشال تايمز، أندرو إنغلاند، مقالا تحت عنوان “ولي العهد السعودي يواجه انتقادات في الأرجنتين“.
ويقول إنغلاند إن الأمير السعودي ظل في مركز الاهتمام طوال 18 شهرا منذ أصبح الزعيم الفعلي في بلاده بعد توليه ولاية العهد، وقد اصطف أكثر السياسيين قوة لتحية ولي العهد الشاب عندما جاب العالم حاملا وعودا بصفقات واستثمارات بالمليارات، بيد أنه اليوم سيكون في مركز الاهتمام عند حضوره قمة بوينس آيرس يوم غد ولكن لأسباب مختلفة، في ما سيبدو أول اختبار سيكشف عن: كم تسممت صورته بعد حادث مقتل خاشقجي، حسب الكاتب.
ويضيف أن التحدي الذي يواجه القادة المجتمعين في القمة يتمثل في التوزع بين رغبتهم في أن يظهروا بمظهر الصارمين في ردهم على عملية قتل خاشقجي وحاجتهم البراغماتية لإدامة العلاقات مع أكبر منتج للنفط في العالم وأقوى حليف عربي لهم.
ويرى الكاتب أن بعض هؤلاء الذين كانوا يشيدون بولي العهد الشاب، 33 عاما، قد يعاملونه بجفاء، الأمر الذي ينذر بلحظات صعبة ومحرجة في تجمع قادة العالم في هذه القمة.
وعلى الرغم من ذلك يخلص كاتب المقال إلى أن قرار بن سلمان التقدم إلى مركز الضوء عالميا يكشف عن إحساس بالثقة، وأن الرياض عازمة على إنهاء هذه القضية على الرغم من تلك التكهنات التي انتشرت سابقا عن أن الملك سلمان بن عبد العزيز ربما يضطر إلى كبح جماح نجله بعد حادثة مقتل خاشقجي.
وخصصت صحيفة ديلي تلغراف مقالا افتتاحيا للقمة تحت عنوان “أمل شحيح لمجموعة العشرين“.
وانطلق المقال من القمة السابقة للمجموعة التي انتهت بمواجهة حادة بين الرئيس ترامب والمستشارة الألمانية أنغيلا ميركل.
ورأى أن الصورة الفوتغرافية الشهيرة التي التقطت في القمة التي عقدت في كندا، وأظهرت ميركل واقفة تنظر بصرامة وكأنها توبخ ترامب الذي يجلس أمامها مكتوف اليدين، باتت رمزا على انهيار التوافق العالمي في هذه القمة.
وقالت الافتتاحية إن الكثيرين يلقون باللائمة على ترامب لأن سياسته الداعية إلى “أمريكا أولا” قادت إلى حرب تجارية، وإنه أحرج الزعماء الأوروبيين في حديثه عن فشلهم في صرف أموال كافية في مجال الدفاع.
ورأت الصحيفة أن القمة التي ستشهدها العاصمة الأرجنتينية هذا الأسبوع لم تظهر أي علامة على أنها ستكون أفضل من سابقتها.
وبرر استنتاجها هذا بأن ترامب يبدو في جفاء مع القادة الأوروبيين وسيلتقي ببوتين الذي يعد في حكم المنبوذ من قبل معظم القادة الأوروبيين.
وتقول الافتتاحية إن قمة العشرين تركز عادة على التجارة، ولكن ثمة آمال قليلة في أن يقلل اللقاء بين الرئيس ترامب ونظيره الصيني شي جينبينغ من التوترات ويقود إلى تفادي تهديد الرئيس الأمريكي بفرض تعريفات جمركية عقابية في يناير/كانون الأول.
وخلصت الصحيفة إلى القول إنه من الجميل التفكير في أن مثل هذه التهديدات للسلم والرخاء العالميين قد يمكن تجنبها في محادثات ودية في الأرجنتين، لكننا لن نحبس أنفاسنا في انتظار حدوث ذلك فيها.
ويشير تقرير اقتصادي في صحيفة الفايننشال تايمز إلى أن السعودية أشادت بإشارات إيجابية من مجموعة الدول المنتجة للنفط (أوبك) بشأن خفض الانتاج.
وينقل التقرير عن وزير الطاقة السعودي، خالد الفالح، قوله إن المملكة لن تخفض الإنتاج وحدها، في وقت يستعد وزراء الدول المنتجة للنفط إلى الاجتماع في فيينا الأسبوع المقبل لمناقشة خفض الإنتاج.
ويضيف أن الفالح أشار إلى أن “الجميع يتطلعون إلى التوصل إلى قرار يعيد الاستقرار إلى الأسواق النفطية”، مشددا على القول إن دول مجموعة الأوبك والحلفاء خارجها بقيادة روسيا سيفعلون “كل ما هو ضروري، ولكن فقط إذا عملنا بشكل مشترك“.
ويشير التقرير إلى أن الفالح كان يتحدث من أبوجا في أعقاب لقاء مع نظيره النيجيري، إيمانويل كاتشيكو، الذي قال إنه ما زال مبكرا جدا القول هل أن بلاده ستشارك في التخفيض أم لا.
ويخلص التقرير إلى أن هذه التصريحات تعد علامة موثوقة على أن السعودية تسعى إلى خفض الإمداد النفطي العالمي على الرغم من الطلب المتكرر من الرئيس ترامب من المملكة لإبقاء الانتاج في مستويات مرتفعة.
ونشرت صحيفة التايمز تقريرا لمراسلتها للشؤون الدفاعية، لوسي فيشر، يقول إن محكمة بريطانية أحبطت محاولة “ذات دوافع سياسية” من حكومة الرئيس التركي رجب طيب أردوغان لتسليمها قطب الإعلام التركي حمدي أكين إيبك واثنين آخرين من منتقديها.
وقال التقرير إن إيبك، 54 عاما، الذي صادرت السلطات التركية صحفا ومحطات تلفزيون تابعة له عرفت بانتقادها لحكومة أردوغان، انتقل إلى بريطانيا في عام 2015.
وتتهم أنقرة إيبك بتقديم الدعم المالي والانتماء لحركة الداعية التركي المقيم في الولايات المتحدة، فتح الله غولن، التي تحملها تركيا المسؤولية عن محاولة الانقلاب الفاشلة في عام 2016 والتي أودت بحياة 250 شخصا.
ورأى التقرير أن الحكم الذي أصدرته محكمة في وستمنستر أمس يهدد بتعكير صفو العلاقات الدبلوماسية بين تركيا وبريطانيا، التي كانت من أولى الدول التي أعلنت دعمها لحكومة أردوغان في أعقاب المحاولة الانقلابية الفاشلة، على الرغم من اتهامه من قبل لجنة العلاقات الخارجية في مجلس العموم البريطاني باستغلال تلك الأحداث لقمع معارضيه.