انعكاس مواجهات غزة على الأوضاع في سورية: حميدي العبدالله
نتائج المواجهة الأخيرة بين فصائل المقاومة في غزة وبين قوات الاحتلال الإسرائيلي ستكون لها انعكاسات على الأوضاع في سورية، وتحديداً لجهة مدى قدرة العدو الصهيوني على استئناف اعتداءاته التي كان يستهدف من خلالها مواقع للجيش السوري بذريعة محاربة الوجود الإيراني ومنع نقل أسلحة من سورية إلى حزب الله في لبنان .
صحيح أنّ الاعتداءات الإسرائيلية قد توقفت منذ أن اندلعت الأزمة بين تل أبيب وموسكو على خلفية سقوط الطائرة الروسية أثناء العدوان الإسرائيلي على منطقة اللاذقية. وصحيح أيضاً أنّ تسلم سورية لوسائل الدفاع الجوي الحديثة من طراز «أس 300» يشكل عامل ردعٍ يدفع قادة العدو الصهيوني إلى التفكير كثيراً قبل استئناف الاعتداءات على سورية، ولكن الصحيح أنّ الدروس المستخلصة من نتائج المواجهة الأخيرة بين فصائل المقاومة الفلسطينية وبين قوات الاحتلال الصهيوني، ستضاف إلى العاملين المذكورين، أيّ الأزمة القائمة بين تل أبيب وموسكو وسلاح الردع الذي امتلكته سورية، ليجعل احتمالات استئناف الاعتداءات الإسرائيلية على مواقع للجيش السوري أو حلفائه احتمالاً ضعيفاً للغاية إنْ لم يكن معدوماً بصورة مطلقة.
معروف أنّ الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله، كان قد أعلن في خطاب سابق أنّ منظومة المقاومة لم تعد تطيق الصبر على تمادي الاعتداءات الإسرائيلية في سورية، ويجب عليها أن تبحث في كيفية ردع هذه الاعتداءات، وكان هذا الخطاب قبل سقوط الطائرة الروسية وقبل تسلّم سورية لوسائل الدفاع الجوي «أس 300»، ومعروف أنّ ما كان يقصده أمين عام حزب الله أنّ منظومة المقاومة لم تعد تطيق استمرار الاعتداءات الإسرائيلية هو التلويح بالردّ على هذه الاعتداءات باستهداف العمق الإسرائيلي، بما لدى سورية وحلفائها من قدرات صاروخية، وهي بكلّ تأكيد أكبر وأكثر دقة وتحمل رؤوساً أكثر تدميراً يمكن استخدامها لردع الاعتداءات الإسرائيلية، كما أنّ تل أبيب مردوعة بالاعتداء على لبنان بفعل هذه الترسانة من الصواريخ التي هي جزء من ترسانة منظومة المقاومة وليس كلها، وبما أنّ نتائج المواجهة الأخيرة في غزة ردعت تل أبيب وتسبّبت بنشوب أزمة حكومية داخلها، ولم تستطيع المضيّ بالاعتداء على قطاع غزة خوفاً من ردّ فعل فصائل المقاومة الفلسطينية، فإنّ من الطبيعي أن تكون منظومة المقاومة في سورية أكثر حماساً واندفاعاً لاستخدام قوة الردع هذه إذا ما عادت تل أبيب لشنّ اعتداءات على سورية، وأنّ تل أبيب باتت أكثر قلقاً من احتمال اللجوء إلى هذا الأسلوب الردعي الفعال.
في الخلاصة إنّ احتمالات استئناف الاعتداءات الصهيونية على سورية باتت أقرب إلى الاحتمال صفر منها إلى أيّ شيء آخر.