من الصحف الاميركية
لفتت الصحف الاميركية الصادرة اليوم الى انه نادرا ما يتحدث الرئيس الأميركي دونالد ترامب عند تطرقه للتحالف مع السعودية لأي دور لها في تحقيق أهدافه في الشرق الأوسط، سواء تعلق الأمر بإيران أو الصراع العربي الإسرائيلي، أو مكافحة الإرهاب، بل يكتفي في الغالب بالحديث عما سينفقه السعوديون من مال في أميركا، وفقا لما ورد في مقال بصحيفة واشنطن بوست الأميركية.
وأوردت مثال على ما ذهبت إليه فبعض ردود ترامب على الصحفيين السبت الماضي عندما سألوه عن رأيه في الخلاصة التي توصلت لها وكالة الاستخبارات الأميركية (سي آي أي)، بأن ولي العهد السعودي محمد بن سلمان هو الذي أعطى الأوامر بقتل الصحفي جمال خاشقجي في تركيا.
وقالت صحيفة نيويورك تايمز إن لولي العهد السعودي محمد بن سلمان سجلا خطيرا من التصرفات المتهورة، وإن إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب ليست بحاجة له، وذكرت الصحيفة واسعة الانتشار أن ثمة نبرة مشتركة بدأت تظهر في خطاب إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب إزاء إقدام المملكة العربية السعودية على قتل الصحفي جمال خاشقجي.
فقد ظل الرئيس وأركان إدارته يتحدثون عن نيتهم النبش في جوهر القضية ومحاسبة كل المسؤولين عن ارتكاب الجريمة، لكن هناك دوما تبريرا منطقيا من جانب الإدارة؛ فقد أفادت وزارة الخارجية الأميركية السبت الماضي بأن أي تصرف ينبغي أن ينسجم مع مبدأ “الحفاظ على العلاقة الإستراتيجية المهمة بين الولايات المتحدة والسعودية“.
قال المحامي مايكل زيغيسموند في مقال بمجلة ناشونال إنترست الأميركية إن الدعم الأميركي للتحالف “السعودي الإماراتي” بالحرب على اليمن هو سبب الكارثة التي كان يمكن تجنبها، ودعا أميركا لمغادرة اليمن بدل التوسط في محادثات سلام.
واضاف الكاتب أن الولايات المتحدة تتحمل مسؤولية جزء كبير من معاناة اليمنيين، ويقول إنه لو كانت الولايات المتحدة سحبت دعمها لهذا التحالف لربما جنبت اليمن مواجهة هذه الكارثة.
وقال إن المحللين حول العالم ربما أصابتهم الدهشة عندما دعا كل من وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو ووزير الدفاع الأميركي جيمس ماتيس آخر الشهر الماضي إلى وقف فوري لإطلاق النار في اليمن، وبدء محادثات سلام في غضون ثلاثين يوما.
ورأى الكاتب أن هذه التحركات الأميركية تعتبر متأخرة، وأن إعلان ماتيس عن استمرار الدعم العسكري الأميركي للتحالف في وقت تسعى فيه واشنطن لمحادثات من أجل السلام في اليمن هو أيضا نهج غير صحيح.
وأوضح أنه يجب على الولايات المتحدة أن تفعل ما كان يجب عليها أن تفعله منذ البداية، وهو خروجها من اليمن ومغادرته.
وأشار الكاتب إلى شكل الدعم الذي تسهم فيه الولايات المتحدة في هذه الحرب الكارثية على اليمن، وإلى ما تتسبب فيه الحرب من ويلات ومعاناة بالنسبة لليمنيين في شتى المجالات.
ورأى الكاتب أن الولايات المتحدة تعد مسؤولة أيضا عن نمو تنظيم القاعدة في اليمن، حيث صار هذا التنظيم منذ اندلاع هذه الحرب أقوى من أي وقت مضى.
واضاف أن التحالف الذي تقوده السعودية يقوم بطريقة ما بتوفير المجندين لهذا التنظيم الجهادي، وبحمايته من هجمات جماعة الحوثي.
وخلص إلى القول إن دعم الولايات المتحدة للتحالف السعودي الإماراتي في الحرب على اليمن من شأنه توفير الدعم لتنظيم القاعدة، وذلك بالرغم من أن الهدف الرئيسي من المشاركة الأميركية في الحرب على اليمن هو مواجهة الجهاديين في البلاد.