من الصحف الاميركية
أكدت الصحف الاميركية الصادرة اليوم أن المسؤولة عن تنظيم السياسات المتعلقة بعلاقة الولايات المتحدة الأميركية مع السعودية كريستين فونتينروز استقالت من عملها في البيت الأبيض ، وذكرت صحيفة نيويورك تايمز أن فونتينروز لعبت دورا مهما في فرض الولايات المتحدة الأميركية عقوبات على عدد من السعوديين على خلفية قضية مقتل الصحفي جمال خاشقجي داخل قنصلية بلاده في إسطنبول مطلع تشرين الأول الماضي، ولفتت الصحيفة إلى أن فونتينروز أجرت زيارة إلى السعودية قبل فترة قصيرة، وهي من المؤيدين لتشديد العقوبات على الضالعين في مقتل خاشقجي، وأوضحت أن مواقف فونتينروز الصارمة تجاه السعوديين ولدت استياءً لدى البعض داخل البيت الأبيض.
رأى الكاتب الأميركي آرون بليك أن الرئيس دونالد ترامب ميال إلى عدم تصديق ما أعلنته وكالة المخابرات الأميركية المركزية بأن ولي العهد السعودي محمد بن سلمان هو من أمر بقتل جمال خاشقجي.
وقال في مقال نشرته له صحيفة واشنطن بوست الأميركية إنه كان واضحا منذ اليوم الأول لوقوع جريمة قتل خاشقجي في قنصلية بلاده بإسطنبول، أن ترامب لا يريد أن ينحي باللائمة على محمد بن سلمان.
واشار إلى أن ترامب أعرب في منتصف الشهر الماضي أعرب عن أمله بأن لا يكون أي من الملك السعودي سلمان بن عبد العزيز أو ولي عهده متورطا في هذه الجريمة.
واضاف بليك أنه حتى في الأوقات التي كان ترامب يطلق فيها تصريحات حاسمة بين الحين والآخر في هذا السياق، لم يكن يشير إلى السلطات العليا في السعودية، بل كان يقدم روايات بديلة ليس من شأنها توريط محمد بن سلمان.
واضاف الكاتب أن تمنيات ترامب تصطدم بالحقيقة على أرض الواقع، لكن يبدو أنه لا يريد أن يصدق ما تصرح به مخابراته بشأن من يقف وراء هذه الجريمة.
واشار إلى أن ترامب لا يزال يشكك في النتيجة التي تفيد بأن محمد بن سلمان -الذي يتمتع بعلاقة وثيقة مع كبير مستشاريه وصهره جاريد كوشنر- هو المسؤول عن الجريمة، وذلك رغم وجود الأدلة.
ونسب الكاتب إلى بعض مساعدي الرئيس الأميركي قولهم -بشكل سري- إنه تم عرض الأدلة التي تفيد بتورط ولي العهد السعودي على ترامب، غير أنه يبقى يشكك في الأمر ويحاول البحث عن طريقة لتجنب إلقاء اللوم عليه.
واوضح أن مما يشجع ترامب على عدم تصديق مخابراته أن السعوديين يعتبرونه حليفا إستراتيجيا، وأن لديه علاقات تجارية طويلة الأمد معهم، وأن محمد بن سلمان قريب من صهره كوشنر.
قالت مجلة تايم الأميركية إن بمقدور السعوديين التأثير على أسعار النفط العالمية بتقليص الإنتاج، بغية مساعدة ولي العهد محمد بن سلمان على إصلاح الضرر الذي لحق بصورته.
غير أنها تضيف -في مقال لمحررها إيان بريمر- أن خفض الإنتاج من جانب السعودية يجيء انعكاسا للهواجس التي تنتاب الأمراء السعوديين، أكثر من القلق الذي يراودها بشأن مستقبل أسواق النفط العالمية، على حد تعبير المقال.
وتشير إلى أن تقليص الإنتاج ينم -على وجه الخصوص- عن مخاوف تستبد بالمملكة، من أن اغتيال الصحفي السعودي جمال خاشقجي سيؤدي إلى استدامة “تسميم” نظرة المستثمرين الأجانب للمملكة وقيادتها.
وتضيف أنه كلما أُميط اللثام عن مزيد من المعلومات بشأن مدى ما يعرفه محمد بن سلمان عن قتل خاشقجي، ازدادت المخاطر من تمويل رؤية 2030 لإصلاح وتنويع مصادر الاقتصاد السعودي التي تُعد حيوية لتحديث المملكة.
ثم إن تراجع الاستثمارات في السعودية سيؤكد حاجتها لمزيد من الإيرادات النفطية، وفقا لكاتب المقال إيان بريمر.
ويقترح الكاتب أربع خطوات قال إن على محمد بن سلمان اتخاذها لتقديم نفسه للمجتمع الدولي كطرف يتصرف بمسؤولية أكبر، ومن تلك الخطوات: ضرورة أن يوضح بجلاء التزامه بتحديث المجتمع السعودي، والسعي لوقف إطلاق النار في حرب اليمن.