التقرير الدوري لمراكز الابحاث الاميركية 17/11/2018
نشرة دورية تصدر عن مركز الدراسات الأميركية والعربية
المقدمة
في بلد يتغنى باجرائه انتخابات دورية ويصدره كمثال يحتذى لا تزال بعض نتائج الانتخابات التشريعية غير محسومة للساعة وتعيد تصويب الجدل العام إلى مشاعر غضب مركبة لعدم كفاءة الآليات المعتمدة وتقنيات التزوير الرائجة.
حفزت النتائج العامة بتراجع سيطرة الحزب الجمهوري عن مجلس النواب، واحتفاظه بأغلبية مقاعد مجلس الشيوخ، الرئيس ترامب على المضي باجراء تعديلات داخل الادارة، بدأًت باقالته وزير العدل، والترويج المسبق لمناصب حساسة اخرى كوزيرة الأمن الداخلي وربما وزير الدفاع. سيستعرض قسم التحليل سرعة وطبيعة التغيرات الجارية والمقبلة، والتي تجاوزت معدلات الإدارات السابقة، وما قد تتركه من مؤشرات على توجهات السياسة الخارجية الأميركية.
ملخص دراسات واصدارات مراكز الابحاث
مئوية الحرب العالمية الأولى
في سياق تقييم الاوضاع الدولية في الذكرة المئوية لنهاية الحرب العالمية الأولى اعتبر مركز الدراسات الاستراتيجية والدولية ان “معظم الدول العالمية لا تزال تعاني من ويلات تلك الحرب .. من ابرز آثارها طويلة الأمد قد يكون انهيار الامبراطوريات القديمة التي هيمنت على اوروبا وآسيا الاوروبية.” واضاف ان الدول المتشكلة نتيجة للحرب “امتدادا من بولندا إلى سوريا .. تعاني من التوفيق بين الايديولوجيات الوطنية، ومبدأ حق تقرير المصير، وحقيقة التعددية.” واوضح أن “الامبراطوريات القديمة مثل روسيا وتركيا لا تزال تقاوم خسارتها لمكاناتها واراضيها الامبراطورية.” وخلص بالقول أن النظام العالمي الذي تشكل وانهار بعد نهاية الحرب لجأت مراكز الامبراطوريات القديمة النظر لماضيها تستلهم منها دروسا لإعادة تشكيل نظام قريب من النظام الامبراطوري في الأقلبيم التي كانت تحت سيطرتها سابقا.”
https://www.csis.org/analysis/century-after-armistice-world-still-coping-end-empires
الاستراتيجية “الدفاعية” الأميركية
تعددت وتباينت المفاهيم والتوجهات بين النخب السياسية والعسكرية والأمنية لبلورة “استراتيجية أميركية” شاملة، لعقود خلت، اعتبر مركز الدراسات الالاستراتيجية والدولية حضورها الدائم في الميزانيات السنوية مجرد “واجهة” لتمرير بنود أخرى عادة ليس لها علاقة قوية بالشؤون الدفاعية. وأوضح أن الأمر بدأ يأخذ طابع الجدية في عهد وزير الدفاع الأسبق هارولد براون، 1981، الذي جهد “لإنشاء وادارة أمن قومي للولايات المتحدة بتطبيق علاقات ترابطية بين مبدأ الاستراتيجية والتخطيط العملي والبرمجة والميزانيات المطلوبة لكنها شهدت تراجعاً ملحوظاً .. بل تلاشت محاولات وزراء الدفاع لربط الميزانيات بالخطط المحددة، والتقديرات المستقبلية للانفاقات العسكرية.”
https://www.csis.org/analysis/americas-fy2020-defense-strategy-and-programming-crisis
ترامب وايران
اعتبر المجلس الأميركي للسياسة الخارجية أن المشاركين في الانتخابات النصفية، مطلع الشهر الجاري، صوتوا لصالح سياسات الرئيس ترامب لا سيما لموقفه المتشدد من ايران، ولتفعيله العقوبات السابقة ضدها أبرزها “.. تقييد حرية ايران في شراء العملة الأميركية، والحد من اتجارها بالمعادن الثمينة، ووقف مبيعات طائرات الركاب المدنية وقطع الغيار ..” وأضاف أن تلك الاجراءات بدأت تؤثر على اداء الاقتصاد الايراني مما ساهم في “مغادرة الشركات الأجنبية” من السوق الايرانية، فضلاً عن حزمة العقوبات التي طبقت ابتداء من 4 تشرين الثاني/نوفمبر الجاري والتي ستفرض قيوداً هائلة على تصدير ايران لنفطها ..” وشدد على أن العقوبات المفروضة “سواء بمفردها أو كحزمة متكاملة ستترك تداعيات ليست أقل من كارثية” على النظام الايراني.
https://www.afpc.org/publications/articles/testing-trumps-iran-strategy
اليمن
أدلى معهد واشنطن بدلوه في تفسير إعلان وزير الخارجية الأميركية، مايك بومبيو، عن “الخطوات المطلوبة لوقف الاشتباكات في اليمن .. تنطوي على وقف الحوثيين هجماتهم الصاروخية عبر الحدود ومن ثم يوقف التحالف الذي تقوده السعودية غاراته الجوية ضد المناطق الآهلة بالسكان، توطئة للبدء في محاثات سلام.” واستطرد بالقول أنه في حال فشلت تلك المحادثات “كما جرى في جولة جنيف مطلع العام الجاري .. يتعين على واشنطن تصعيد جهودها للتدقيق في دعمها العملياتي لجهود السعودية الحربية.”
الصين و”اسرائيل“
ندد معهد واشنطن بمساعي تل أبيب “لاحتضان الحزب الشيوعي الصيني ورئيسه تشي جين بينغ وهي توجه مضلل أخلاقيا واستراتيجيا.” بالمقابل، استطرد المعهد، أن واشنطن “تجري تعديلات متدرجة على استراتيجيتها والانتقال من مرحلة المنافسة الشديدة مع الصين إلى عدو رئيسي لدولة عظمى .. وينبغي على اسرائيل التماهي مع تلك المتغيرات.”
http://www.aei.org/publication/israels-embrace-of-china-is-sorely-misguided/
مجازر داعش
زعمت مؤسسة هاريتاج أن صناع القرار في واشنطن “لم يدركوا حقيقة داعش، العدو، وصعوده المفاجيء في سوريا والعراق، مما ضاعف منسوب التهديدات التي تغذيها دوافع دينية.” وأضافت أن التوجهات الأميركية المنطلقة من ترجيح “الفرضيات السياسية العلمانية قيدت قدرتها على التعامل الفعال مع القوى الدينية في سياق نشر الحريات الدينية والتعددية.” وشددت على ضرورة تطور وعي المؤسسات الأميركية “للاعبين الدينيين والتدقيق في التزامهم (باحترام) الحريات الدينية” للأقليات.