بقلم غالب قنديل

نصر غزة يتوج صمود محور المقاومة

غالب قنديل

كل شاردة وواردة في المنطقة وبالذات في سائر ساحاتها المشتعلة من غزة والضفة المحتلة إلى سورية ولبنان العراق فاليمن ترتبط بالصراع الضاري بين محور المقاومة ومحور الهيمنة الاستعمارية الصهيونية الرجعية وعلى ذلك تبنى وتفهم المواقف والخيارات .

منذ ثمانية عشر عاما كان الهروب الصهيوني الكبير من جنوب لبنان بفعل المقاومة وحلفها الإقليمي الداعم وبعده بخمس سنوات كان الهروب الصهيوني المشهود من قطاع غزة ونفذ المحور الاستعماري الصهيوني الرجعي خططه الجهنمية لتعويض انكسار الكيان الصهيوني فكان غزو العراق واحتلاله وكان واستهداف سورية ولبنان ثم كانت حرب تموز 2006 وجرى بعد فشلها تحضير العدوان الكبير لتدمير سورية قلعة المقاومة وقلب المحور بينما أشغلت المقاومة اللبنانية بتداعيات انقسام وفتنة داخلية كبرى ولما فشل كل ذلك في النيل من المقاومة او ترميم قوة الكيان الصهيوني المتداعية ورد اعتبارها إقليميا جاء تدبير غزوة التكفير والعدوان الاستعماري الصهيوني الرجعي على سورية وطال قرار الحرب لبنان والعراق واستهدف تفكيك محور المقاومة وسلخ جناحه الفلسطيني.

وخلال هذه السنوات الحافلة بالحروب والمؤامرات حول محور المقاومة التهديدات إلى فرص فضاعف من قدراته وقواه ونهض في المواجهات والمعارك موحدا متناغما يداري كثيرا من العيوب والندوب ويحتوي آثارها وصمدت غزة امام حربين صهيونيتين وصمدت فيها اجنحة الفصائل المقاومة امام غوايات كثيرة قطرية وسعودية وظلت تطور من قدراتها ومع بشائر انتصار سورية وصمودها العظيم وتحول المعادلات الكبرى تمكن محور المقاومة من استرجاع لحمته واطلاق عملية استرداد شاملة لجناحه الفلسطيني على خيار المقاومة.

توجت غزة ملحمة صمود وانتصار خاضها محور المقاومة وعناصرها وملامحها تقول ذلك وتصرخ في كل الوجوه أن محور المقاومة طور من قدراته ومكاناته ودحر الغزوة الاستعمارية الصهيونية الرجعية في الشرق العربي.

غزة انتصرت بإرادة شعبية مقاومة عبرت عنها مسيرات العودة في عشرات أيام الجمعة المضرجة بدماء الشهداء والجرحى والتي اظهرت طاقة وقدرة الصمود الهائل لأهل القطاع واستعدادهم لتحمل التضحيات.

غزة انتصرت بوحدة الفصائل المقاتلة تحت لواء قيادة مركزية واحدة وفي غرفة عمليات واحدة من غير حاجة لمجالس ومؤتمرات وتوزيع مواقع وألقاب فنسقت إطلاق الصواريخ واختيار الأهداف ولوحت باستهداف المدى الأبعد في عمق الكيان وكانت جاهزة لإصدار الأوامر لما لوح نتنياهو بالراية البيضاء.

غزة انتصرت لنا وانتصرنا بها على جبهات الصراع ضد الغزوة الاستعمارية الصهيونية الرجعية وهذا جوهر الوضع الراهن وقلب الحقيقة الساطعة فالعدو مردوع ولا خيار إلا المقاومة.

تلك هي وصية الشهداء ورواية الدماء والأرواح التي بذلها شبابنا وخطوا بها أفق السماء في كل شروق من الجولان إلى الجنوب اللبناني حتى ربوع العراق وسواحل اليمن وقمم صعدة يتردد نداء الحرية لفلسطين فالكيان الصهيوني هو مركز منظومة العدوان وفلسطين هي مركز قضية التحرر في منطقتنا التي لن تخطو إلى أي استقلال او تنمية إلا إذا تحررت.

في غزة سقطت قبة صهيون الحديدية وسقطت معها خرافة التغلب على صواريخ المقاومة ومن غزة سقطت جميع اوهام الوساطات والاتفاقات المبنية على إلقاء السلاح او مهادنة العدو وفي غزة 18 عاما من فشل الحصار وغلبة الإرادة الشعبية المقاومة ووحدة المصير الفلسطيني والعربي رغم انوف المتآمرين.

سقط الحصار بوصول الصواريخ إلى اهدافها وبنذير استهداف عمق الكيان وسقط الحصار بتداعيات الهزيمة والفشل داخل الكيان المنقسم من تحت ومن فوق.

سقط الحصار بصراخ الصهاينة ان غزة تحاصر العدو الذي يقلقه توق شباب الضفة إلى السلاح من جديد وتحرك المئات لتنفيذ العمليات الفدائية كما تقول تقارير الاحتلال…. 

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى