بقلم غالب قنديل

اثنا عشر عاما على مغامرة الشرق الجديد

غالب قنديل

بمناسبة مرور اثني عشر عاما على إطلاقنا لموقع الشرق الجديد الإلكتروني في خريف 2006 neworientnews.com أتوجه بالتحية لجميع الزميلات والزملاء الكتاب والمحررين الذين شاركونا المغامرة الصعبة ولكل من ظلوا اوفياء لرفقة الدرب ولمن ساهموا في دعم هذه المبادرة الإعلامية عكس السير ولمن ظلوا يدعمونها رغم صعوباتهم التي نعرفها ونحترمهم اكثر … الشكر لمن يسألوننا عن احوالنا ويتضامنون مع رسالتنا المقاومة الحرة ولو لم يقدموا سوى كلمات التضامن والوفاء .

التحية والشكر للقراء الأوفياء الذين تصلني يوميا أصداء اهتمامهم ومتابعتهم لما ننشره والشكر كذلك للمواظبين على متابعة رسالتنا الإلكترونية اليومية والأسبوعية وهم حوالي الثلاثة ملايين شهريا كما تقول التقارير التقنية والشكر لمن ساهموا ويساهمون في نشر مقالتي اليومية ومقالات العديد من كتاب الموقع وكاتباته طيلة هذه الدزينة من السنوات ولآلاف الذين يتناقلونها بالبريد الإلكتروني او بالواتساب.

كل الشكر لمن يفهمون ويقدرون قيمة ما نقوم به من خلال منبر إعلامي تحرري فقير من حيث الإمكانات ومثقل بديون تافهة بكل الحسابات من حيث قيمتها امام ما تنفقه مؤسسات معادية كثيرة على تفاصيل عملها.

موقعنا غني بالإرادة والفكر والتصميم وبعيد عن الإثارة يتابع التطورات بموضوعية ويقدم خلاصات يومية وأسبوعية عنها ويسعى لنشر وعي فكري وسياسي عميق لقضايا التحرر في منطقتنا ولتعميم ثقافة المقاومة ضد الحلف الاستعماري الصهيوني الرجعي ونداؤنا يستمر ويتجدد لوحدة المقاومين في كل مكان.

سيبقى شعارنا الذي رفعناه بعد ملحمة حرب تموز ردا على كونداليسا رايس ان شرقنا الجديد هو الشرق المقاوم الذي ينتصر على منظومة الهيمنة الاستعمارية الصهيونية الرجعية ولأجله تبذل دماء غالية وتضحيات جزيلة في كل مكان في فلسطين ولبنان وسورية والعراق واليمن وغيرها من بلداننا الأبية.

هويتنا واضحة بلا مواربة ولا نتحايل لإخفائها كما يفعل كثيرون وخيارنا واضح وحاسم مع كل نسمة تحرر وتمرد في هذا العالم الظالم والبشع الذي تسعى الإمبريالية لفرضه علينا وإخماد بوادر رفضنا وانتفاضنا ضد جرائمها المتمادية.

مواكبتنا لملاحم البطولة والمقاومة هي مراكمة فكرية لخط المقاومة ولنهج التحرر الذي نرفع رايته مؤمنين بوحدة الكفاح التحرري في البلاد العربية من المحيط إلى الخليج وبوحدة الشرق الكبير المتمرد على الهيمنة والعدوان في هذا العالم الذي سنظل نناضل ونصرخ وننادي فيه إلى المقاومة والكفاح طالما يسمع في وطننا العربي وخصوصا فلسطين وأي مكان آخر من هذا العالم أنين الفقراء والمستعبدين والمضطهدين تحت وطأة الهيمنة الاستعمارية وآلتها المتوحشة التي تفرض أبشع صنوف الاستغلال والقهر والقتل.

نجدد الاحترام لتضحيات سائر أطراف محورنا المقاوم الذي نناديه بلا كلل وكما فعلنا منذ البداية لبلورة خطة فكرية إعلامية بمستوى التحديات وندعوه للقيام منهجيا بتوحيد المبادرات والمحاولات والأنوية الجدية في سبيل قيام شبكة راسخة من مؤسسات البحث والتخطيط ومن منابر النضال الفكري والسياسي والإعلامي التنويري ولشبك سائر المنابر الإعلامية الحرة وحل معضلات انتشارها في وجه حظر الأقمار الصناعية ومحاولات التحكم بشبكة الأنترنت التي تقودها الولايات المتحدة ودول الغرب الاستعماري وسلسلة الحكومات التابعة والعميلة.

ننادي المبادرين للعمل معا وندعو كبار القادة في محور المقاومة لإدراج العمل الإعلامي ضمن قوائم الأولويات المصيرية مثل تطوير ادوات الدفاع والقتال فقد برهنت حرب تموز كما العدوان الاستعماري على سورية وحرب الإبادة الأميركية الصهيونية الرجعية على اليمن وجميع حروب فلسطين ان الأذرع الإعلامية للقوى المعادية كانت تتقدم جيوش العدوان وأذرعها من المرتزقة والإرهابيين وفصائل العملاء التي حشدت لتدمير محور المقاومة ولتمزيق المنطقة التي قلبت البيئة الاستراتيجية عندما انتصر المقاومون العرب من لبنان وفلسطين بدعم سوري وإيراني على أسطورة العدو الذي لايقهر وفي الحصيلة أوشك الحلف السوري الإيراني على التحول إلى نواة صلبة لشرق كبير يقلب التوازن العالمي بالشراكة مع روسيا والصين وسائر مناهضي الهيمنة في العالم.

تثبيت انتصاراتنا وتعيين التحديات الجديدة وامتلاك الإرادة الصلبة لمواصلة الكفاح … كل ذلك ينطلق من معركة الوعي الذي يجب ان يقود سائر الحقول وبسائر الأدوات من خلال المعرفة والتخطيط العلمي وعبر الكفاح لتحصين الإرادة الشعبية والوعي الشعبي .

مجددا ننادي حلف المحور المقاوم فلندع ألف زهرة تتفتح … ولنطلق مبادرات جديدة تعطي اندفاعة قوية لمنابر الوعي المقاوم ولمراكز الدراسات والأبحاث ولنسعى إلى قمر صناعي يحرر قنواننا المقاومة من الهيمنة ولشبكات انترنت حديثة إقليمية محررة من القيود الأميركية وخارج سطوة اخطبوط التجسس وجيوش الذباب المضلل…

أحلام كبيرة ؟ ربما! لكنها ليست مستحيلة بل تحتاج للوعي والإرادة ككل بادرة مقاومة وتحرر وما هو مستحق في المجال الإعلامي كبير لكن البدايات الصغيرة كانت دائما ولادة التحولات الكبرى… من الشرق الجديد عهد وفاء حتى النفس الأخير وكل عام وانتم والمقاومة بألف خير.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى