الاونروا تعلن تقليصات جديدة لخدماتها في قطاع غزة
أعلنت وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين “أونروا” في قطاع غزة، فرض تقليصات جديدة على خدماتها المقدمة للفلسطينيين في قطاع غزة، جراء الأزمة المالية التي تعانيها. وقال مدير عمليات الوكالة الأممية في القطاع، ماتياس شمالي، أن أونروا أوقفت صرف “بدل الإيجار” للعائلات الفلسطينية التي فقدت منازلها خلال العدوان الإسرائيلي على القطاع صيف عام 2014
.
وأضاف شمالي خلال لقائه عددا من الصحفيين في مكتبه بغزة، أنه “نأسف لعدم الاستمرار في دفع بدل الإيجار للعائلات المتضررة من الحرب، على الرغم من أننا أحرزنا نشاطا كبيرا في هذا السياق. ومجمل عدد العائلات التي كانت تدفع لها أونروا مؤخرا بدل الإيجار بلغ 1612 عائلة”، لافتا إلى أن هذا العدد كان 5 آلاف عائلة، وتقلصت اليوم إلى 1612 عائلة، عقب إعادة إعمار منازل البقية“.
وأعلنت “أونروا” خلال الأشهر القليلة الماضية فصل 116 من موظفيها جراء الأزمة المالية التي تعانيها، عقب وقف الولايات المتحدة كامل تمويلها للوكالة.
من جهة أخرى، وصل السفير القطري، محمد العمادي، مساء اليوم الخميس، إلى قطاع غزة عبر معبر بيت حانون (“إيرز”) في شمال قطاع غزة. وأفادت مصادر صحفية بدخول السفير العمادي إلى القطاع، ومن المتوقع أن يعلن عن سلسلة مشاريع لتحسين الظروف المعيشية في قطاع غزة. وسيشرف العمادي من يوم غد الجمعة، على بدء صرف الرواتب للموظفين المدنيين في القطاع.
وقال شمالي إنه “نضع على سلم أولوياتنا تقديم الخدمات للاجئين الفلسطينيين، ومن ثم خدمة موظفينا. والوكالة الأممية تعلم أنها لن تتسلم بداية العام القادم 360 مليون دولار من الحكومة الأميركية، كما كل عام”، مشيرا إلى أن “الوكالة دائما كانت تواجه صعوبات مع الحكومة الأميركية، لكن الآن تم خلط الأوراق بين الأمور السياسية والتمويل، وأصبح التمويل أمرا مسيسا“.
وتابع أن “أعداد اللاجئين تزداد واحتياجاتهم أيضا، لكن الموازنة لا تزداد، نحن فقدنا 360 مليون دولار، ونعلم أيضا أن الأموال التي تعهدت بها الدول الأعضاء لن تكفي لتقديم خدماتنا”. وأضاف أنه “نعاني الآن عجزا ماليا يقدر بـ 64 مليون دولار، وبداية العام القادم سيراوح العجز بين 300 ـ 400 مليون دولار”. وقال إنه “نأمل إيجاد طريقة لإبقاء خدماتنا حتى نهاية العام، أما عام 2019 فنأمل أن تساعدنا الدول التي ساعدتنا هذا العام ومنها تركيا والهند، ودول خليجية، لتجاوز الأزمة“.
ولفت شمالي إلى أن العام الحالي كان “صعبا جدا على أونروا على الصعيدين السياسي والمالي. لكننا استطعنا أن نستمر في تقديم خدماتنا، ومن أجل الإبقاء على الخدمات اتخذنا بعض الإجراءات والقرارات الصعبة والمؤلمة، تمثلت في فصل 116 موظفا يعملون لدينا، وهذا محزن، وهم سيحصلون على مكافأة جيدة، ونحاول أن نحصل لهم على فرص أخرى للحصول على دخل“.
ومن إجراءات التقليص التي اتبعتها أونروا وفق شمالي، “تحويل العديد من موظفيها إلى نظام العمل الجزئي والعقود اليومية. ونحن نبحث عن سبل تكلفنا أقل ماليا، وعمل الموظفين وفق العقود الثابتة يكلفنا أموالا أكثر، وطالما لدينا عجز مالي سنبقي على هذه الإجراءات الصعبة المؤلمة“.
وأكد شمالي أن أونروا لن توقف عملياتها وخدماتها العام القادم، إلا أنه سيكون عاما “مليئا بالتحديات وليس سهلا، والتحدي هو هل ستحصل الوكالة على مال كافٍ لتقديم جميع الخدمات للاجئين؟ وأعتقد أن هذا سيكون صعبا. القلق الآن من عدم قدرتنا على التنبؤ بما سيحدث”.