الصحافة اللبنانية

من الصحافة اللبنانية

أبرز ما ورد في عناوين وافتتاحيات بعض الصحف اللبنانية  

البناء: تركيا تكسر الجرّة مع السعودية: فشل التعاون القضائي… وجثة الخاشقجي قُطِّعَت ودُمِّرت بقرار اليمن في مبادرة أميركية: خلال 30 يوماً وقف الصواريخ مقابل وقف العدوان عون يؤيّد الحريري في “العقدة السنية”… ورسالة لحزب الله: “تكتيك يضرب الاستراتيجية”

كتبت صحيفة “البناء” تقول: بينما أعاد الرئيس الإيراني الشيخ حسن روحاني تأكيد قدرة بلاده وحكومته على تخطّي العقوبات الأميركية، مستنداً إلى ما وصفه بحجم الالتزامات التي تملكها الحكومة الإيرانية لمواصلة شراء النفط والغاز من إيران رغم العقوبات، جاء إقرار مستشار الأمن القومي الأميركي جون بولتون بخروق كبيرة في العقوبات أعادها للجوار الجغرافي متجاهلاً الموقف الأوروبي، تعبيراً عن مساحة اهتمام وتأثير أقل من التقديرات التي جرى الترويج لها سابقاً، سترافق قضية العقوبات في الفترة المقبلة.

القضيتان الأهم البارزتان في المشهد الإقليمي كانتا، ما أعلنه المدعي العام التركي من كسر جرة التعاون القضائي مع السعودية، معتبراً أن لا شيء ذا قيمة يوفره هذا التعاون، كاشفاً عن أسئلة بقيت بلا أجوبة، وعن امتلاك التحقيق التركي أدلة عن قرار سعودي وراء قتل جمال الخاشقجي نفذته مجموعة حكومية أمنية قامت بالقتل خنقاً، وفق خطة، تبعها تقطيع الجثة وتدميرها، ويتوقع أن يشكل الكلام التركي مدخلاً لردود أفعال دولية وغربية خصوصاً، من مستوى تعزيز الدعوات لتحقيق دولي أو اللجوء إلى المحكمة الجنائية الدولية من جهة، وتزخيم الدعوات المتصاعدة للعقوبات على السعودية خصوصاً لجهة وقف توريد السلاح إلى الرياض.

القضية الثانية التي تصدّرت الأحداث الإقليمية لم تكن منفصلة عن الأولى فهي تأتي على قاعدة قرار أميركي بالتموضع خارج الحرب على اليمن، ووقف تزويد السعودية والإمارات بالأسلحة والذخائر اللازمة لمواصلة الحرب. وهو ما عبر عنه وزير الدفاع الأميركي جو ماتيس، بالدعوة لوقف الحرب خلال ثلاثين يوماً، وفقاً لمعادلة وقف قصف الصواريخ على السعودية مقابل وقف العدوان السعودي الإماراتي على اليمن. وما يعنيه ذلك من نجاح معادلة الردع التي أرادها اليمنيون من وراء صواريخهم، ودليل موازٍ على فشل الحرب في تحقيق أهدافها بفرض شروط الاستسلام على اليمنيين.

لبنانياً، كانت المواقف التي أطلقها رئيس الجمهورية ميشال عون في الذكرى الثانية لانتخابه محور الاهتمام السياسي والإعلامي، وقد تطرّق لقضايا سلاح المقاومة والنازحين السوريين وخطر توطين اللاجئين الفلسطينيين، في ظل الضعف المتزايد في الموقع العربي مع حملات التطبيع، كما تناول محاربة الفساد وقضايا اقتصادية ومالية، لكن الأهم كان ما قاله رئيس الجمهورية عن العقدة التي يراوح عندها تشكيل الحكومة، وهي قضية تمثيل النواب السنة المنتمين لقوى الثامن من آذار، حيث أيّد رئيس الجمهورية موقف الرئيس المكلف بتشكيل الحكومة سعد الحريري برفض تمثيلهم باعتبارهم أفراداً وليسوا كتلة، مضيفاً إعلان دعمه للحريري تحت عنوان رفض إضعاف رئيس الحكومة، بفرض تمثيل معارض له في طائفته، معتبراً ما قاله رسالة، بدا أنها موجهة بوضوح لحليفه الأقرب حزب الله، مضيفاً أن التمسك بمطلب تمثيل هؤلاء النواب تكتيك يضرب الاستراتيجية.

مصادر متابعة لعلاقة رئيس الجمهورية والتيار الوطني الحر بحزب الله، توقعت أن تشهد الساعات المقبلة تواصلاً على مستوى عالٍ بين حزب الله ورئيس الجمهورية لتبادل الآراء وتنقية الأجواء وإعادة صياغة المواقف بين استكشاف فرص التفاهمات أو كيفية تنظيم الخلاف، مذكرة بأن العلاقة بين الرئيس وحزب الله شهدت تباينات سابقة لم تُفسِد عمق العلاقة الاستراتيجية بينهما، ومنها ما كان قبل شهور حول قانون الانتخابات النيابية، وتمّ تنظيم الخلاف وصولاً لصياغة التفاهم.

عون: لا نريد إضعاف الحريري والتكتيك يضرب الاستراتيجية…

يبدو أن عقدة تمثيل المعارضة السنية تحوّلت أزمة حكومية مفتوحة وزادت المشهد الحكومي غموضاً وتعقيداً مع ما أوحاه كلام رئيس الجمهورية العماد ميشال عون عن مسألة تمثيل اللقاء التشاوري للنواب السنة المستقلين، ما ظهر بأنّ العقدة الأخيرة أمام ولادة الحكومة عالقة بين مثلث بعبدا – بيت الوسط -حارة حريك، ففي حين كان رفض رئيس الجمهورية تمثيلهم من حصته معروفاً، فغير المتوقع كان إسناد عوني لرئيس الحكومة المكلف سعد الحريري بقوله: “لقد تبيّن أخيراً مسألة تمثيل السنة المستقلين. إنّ العراقيل غير مبرّرة، واستعمال التأخير كتكتيك سياسي يضرب الاستراتيجية الوطنية التي نحن في أمسّ الحاجة اليها، ويفتح ثغرة في الوحدة الوطنية خصوصاً في هذه المرحلة الدقيقة”. وقال: “هم أفراد وليسوا كتلة. لقد تجمّعوا أخيراً وطالبوا بتمثيلهم، نحن يهمّنا أن يكون رئيس الحكومة قوياً لأنّ المسؤولية الملقاة على عاتقه كبيرة”. وأضاف: “أضع الجميع امام مسؤولياتهم، فالجميع ضحّى في مكان ما وتنازل، ونأمل ان تحلّ العقدة الأخيرة في القريب العاجل”. ونفى عون توجّهه والرئيس المكلف الى خيار حكومة الأمر الواقع، وقال: “الوضع ليس سهلاً، وأنا أقدّره جيداً، ولو رضيَ الجميع بأحجامهم لما حصلت أيّ مشكلة”.

تأزُّم الوضع على المحاور الثلاثة دفع بوزير الخارجية جبران باسيل موفداً من الرئيس عون الى إجراء مروحة لقاءات واسعة، حيث تنقل بين بيت الوسط والضاحية الجنوبية في محاولة لإيجاد مخرج للأزمة المستجدّة، وأكدت مصادر “البناء” أن “باسيل وفور خروجه من بيت الوسط توجّه الى حارة حريك حيث التقى مسؤول وحدة الارتباط والتنسيق في حزب الله وفيق صفا للتشاور في العقدة المستجدّة وعرض كلّ طرف وجهة نظره من هذا الأمر، إلا انه وبحسب المصادر لم يتوصلا إلى حلّ لهذه العقدة”، غير أنّ مصادر حزب الله تؤكد لـ”البناء” أن “الحزب لا يزال على موقفه من تمثيل سنة المعارضة، وهذا حقهم وفي الوقت نفسه موقف مبدئي والتزام من قبلنا”. كما أكدت مصادر عين التينة أن “الرئيس نبيه بري يدعم وجهة نظر النواب السنة. وهو كان قد أبلغ الرئيس المكلف بهذا الأمر منذ بداية التكليف”، لكن مصادر “البناء” أكدت بأن اعتبارات عدة تحول دون أخذ الرئيس بري مبادرة تمثيل السنة من حصته، كما فعل في السابق حيث وزّر النائب فيصل كرامي من حصته، غير أن مصادر أشارت لــ”البناء” الى أنّ رفض الرئيس عون تمثيل اللقاء التشاوري من حصته مردّه الى أنّ ذلك سيفقده الثلث الضامن الذي خاض لأجله حرب شهور ضروس مع رئيس الاشتراكي وليد جنبلاط ورئيس القوات سمير جعجع ومع الرئيس الحريري أيضاً فليس مستعدّاً لأن يتنازل عن المقعد الـ11 الآن للنواب السنة”. وبناء على المواقف المستجدّة يوم أمس أعربت أوساط سياسية عن قلقها من أنّ باب الحلول أغلق ودخلنا في أزمة مستعصية على الحلّ، فإما يتنازل أحد الأطراف وإما لا حكومة حتى إشعار آخر.…

الاخبار: عقدة سنة 8 آذار: عون يدعم موقف الرئيس المكلّف الحريري يلوّح بالاعتذار

كتبت صحيفة “الاخبار” تقول: الرئيسان ميشال عون وسعد الحريري مُتناغمان ويرفضان تمثيل السُّنة المستقلين في الحكومة. حزب الله لن يتراجع قيد أنملة عن المُطالبة “بحقهم”، والرئيس نبيه برّي “عمل اللي عليه”. حصيلة أخيرة لمشاورات تأليف الحكومة أعادت مسار التشكيل إلى “ما تحت الصفر”، في ظل تصعيد الحريري

دخل رئيس الجمهورية العماد ميشال عون السنة الثالثة من ولايته، وهو على تناغم تامّ مع الرئيس سعد الحريري في ما يتعلق بتأليف الحكومة. تناغُم يُقابله إصرار حزب الله على تمثيل نواب سُنّة 8 آذار في الحكومة، الأمر الذي يشي بحجم الاحتدام في هذه المسألة من دون معرفة إلى أين ستؤول الأمور، ولا سيما أن الحريري يتسلّح بموقف عون المتوافق معه، ما جعله يرفع سقفه يومَ أمس إلى حدّ رفضه تمثيل السُّنة في الحكومة بشكل مطلق، ومطالبته القوى السياسية بـ”البحث عن رئيس غيره”. ففي حوار إعلامي مفتوح ومباشر عبر محطات التلفزة مع الزملاء نقولا ناصيف وسمير منصور وسكارليت حداد ورضوان عقيل، أكد عون رفضه تمثيل سُنّة فريق 8 آذار في الحكومة، لكونهم “أفراداً وليسوا كتلة”. اعتبر أن “التأخير الحاصل في الحكومة نوع من التكتيك الذي يضرِب استراتيجية العهد الكبيرة”. عون الذي أكد “أننا نريد حكومة وفقاً لمعايير محددة دون تهميش أحد، لا طائفة ولا مجموعة سياسية” رأى أن “بعض العراقيل غير مبرّرة، وأن كل دقيقة في تأخير تشكيل الحكومة تكلّفنا كثيراً”. كلام عون الذي اعتبر أنه “لا يُمكنه إجبار الناس على أن يكونوا من نفس رأيه وفي النهاية الأكثرية هي من تقرّر”، جاء ليختم نهاراً مليئاً بمشاورات حمَلت مواقف تصعيدية من مختلف الجهات المعنية بعملية تأليف الحكومة، وخاصة من جهة الرئيس المُكلّف سعد الحريري الذي أبلَغ كل من تواصل معه بأنه “لا يرفُض وحسب التنازل من حصته لحساب سُنّة 8 آذار، بل هو يمانع توزير ممثل عنهم ضمن أي حصّة تحتَ أي ظرف من الظروف”. وكرّر “تهديده” بالقول: “إذا أصروا على الأمر فليبحثوا عن رئيس حكومة غيري”. وفيما لم يُعرف ما إذا كان موقف الحريري جدياً، وعمّا إذا كانت لديه فعلاً النية للاعتذار، بقي حزب الله متمسّكاً بـ”حق حلفائه”. وأشارت مصادر رفيعة المستوى في فريق 8 آذار إلى أن “الجو الذي يصل من وادي أبو جميل فيه تصعيد كبير وتعنّت غير مسبوق، لكن حزب الله ثابت على ما تعهّد به لأصدقائه”. ولفتت المصادر إلى أن “أحداً لم يتواصل مع الحزب منذ ثلاثة أيام”، لا من جهة الحريري، ولا من جانب التيار الوطني الحر. ورفضت المصادر الحديث عن خيارات في حال اعتذار الرئيس الحريري. من جهة أخرى، ظهر رئيس مجلس النواب نبيه برّي مستاءً جداً ممّا آلت إليه الأمور، وقد نقل النواب عنه بعد لقاء الأربعاء قوله: “إنني تكلمت مع من يجب أن أتكلم معهم في هذا الموضوع، وعملت اللي عليي، ولم يبقَ لنا سوى الدعاء للإسراع في تشكيل الحكومة”.

في مقابل ذلك، ومع محاولة عدد من الأطراف تصوير الحزب وكأنه المعطّل الأول والوحيد لتأليف الحكومة، تقصّد الحريري إظهار التناغم مع رئيس الجمهورية، مُغرداً عبر حسابه الخاص على “تويتر” بالقول: “سنتان معاً على طريق استعادة الثقة بالدولة، ومعك لن نتراجع عن مسيرة النهوض بلبنان”، فلاقاه عون بالتأكيد أنه “بالتفاهم والتضامن نستطيع أن نحقق الكثير، وسنبقى معاً ما دمنا نخدم معاً مصلحة لبنان ونحفظ وحدة اللبنانيين”.

من جهة أخرى، نفت مصادر رفيعة المستوى في التيار الوطني الحر أن يكون الوزير جبران باسيل قد اعترض على منح القوات اللبنانية وزيرين من الطائفة المارونية، وهو ما روّجته مصادر معنية بمفاوضات تأليف الحكومة في اليومين الماضيين. في الوقت عينه، برزت عقدة أخرى تتعلق بالمقاعد الأرمنية، إذ “تتمسّك القوات بأن يحصل الوزير الأرمني من حصتها على حقيبة، ويعني ذلك عدم القدرة على إعطاء الوزير الأرمني في حصة تكتل “لبنان القوي” إلا وزارة دولة”. يضاف إلى ذلك اعتراض أرثوذوكسي على توزير فيوليت الصفدي، لكونها “تفتقر إلى أي حيثية، سوى أنها زوجة الوزير السابق محمد الصفدي”. هذه التطورات زادَت من استياء الرئيس الحريري الذي اعتبر أن “لا أحد وفق ما يبدو يريد تشكيل حكومة… فليكُن إذاً”.

الديار: الرئيس عون في حوار بالذكرى الثانية لانتخابه: النواب السنة ليسوا كتلة الأمم المتحدة تضع العوائق امام العودة الطوعية للنازحين السوريين

كتبت صحيفة “الديار” تقول: أكد رئيس الجمهورية ميشال عون في حوار إعلامي مفتوح بمناسبة الذكرى السنوية الثانية لانتخابه أن “المواطن غير مطلع على كل شيء وقد عبرنا عن القضايا المحقة في المحافل الدولية بقناعة وبشكل محق و لبنان عاد الى الساحة الدولية وصوتنا اصبح مسموعا”.

ولفت الرئيس عون الى ان “لبنان بلد ديمقراطي ومتعدد أكثر من اللازم، ما يتطلب توافقا بين الجميع لتشكيل حكومة بعيدا من أي تهميش، إلا ان المشاكل تنبع من محاولات البعض للحصول على تمثيل أكبر من حجمهم”، لافتاً الى “أننا نريد حكومة وفقا لمعايير محددة دون تهميش احد لا طائفة ولا مجموعة سياسية، وبعض العراقيل غير مبررة وهذا ما يسبب التأخير في تشكيل الحكومة”، معتبراً أن “كل دقيقة في تأخير تشكيل الحكومة تكلفنا كثيرا”.

وأكد أن “نواب اللقاء السني التشاوري هم افراد وليسوا كتلة وقد تجمعوا مؤخرا، ويهمنا ان يكون رئيس الحكومة قويا لان لديه تحديات كبيرة”، مشدداً على “ضرورة إدراك الجميع ان لا يحصل ثغرة في الوحدة الوطنية”.

وأشار الى أن “الوضع ليس سهلا ولا أعرف إذا كان الجميع يقدر الأمور مثلي”، مؤكداً أنه “لا يمكنني اجبار الناس على ان يكونوا من نفس رأيي وفي النهاية الاكثرية هي من تقرر”.

وأوضح الرئيس عون “اننا نريد حكومة مبنية على التفاهم والتضامن فهكذا نحقق أمورا كثيرة”، معتبراً أنه “على المستوى المسيحي ليس هناك تقاتل بل خلاف في وجهات النظر”، مشيراً الى أنه “بالنسبة للخلاف بين “التيار الوطني الحر” و”القوات اللبنانية” الخلاف في الـ”سياسة” وليس على الوطن”.

وأكد أن “هناك أمورا من مسؤولية الحكومة وأمورا اخرى من مسؤولية مجلس النواب وقد سمّينا وزيرا لمكافحة الفساد من دون إعطائه الوسائل، ويجب أن تعاونه أجهزة الرقابة كافة لمكافحة الفساد”، مشددا على “أننا في اطار مكافحة الفساد أخذنا قرارا بمنع التلزيم بـ”Short List” وكذلك الاتفاقات بالتراضي ما وفّر الكثير من الهدر”.

النهار: مفاجأة عون: رفض “التكتكة” ودعم الحريري

كتبت صحيفة “النهار” تقول: عملياً، تبدأ السنة الثالثة من عهد رئيس الجمهورية العماد ميشال عون اليوم وسط صدمة الشغور الحكومي التي تسبب بها “الفيتو” المباغت التي فرضه أكبر حلفائه والذي يربطه به منذ ما قبل انتخابه بسنوات “تفاهم مار مخايل” بما يضاعف وقع الصدمة التي جاءت للمصادفة أيضاً عشية الذكرى الثانية لانتخاب الرئيس عون. ولم يكن غريباً والحال هذه ان تظلل الانتكاسة التي علقت ولادة الحكومة عقب موافقة “القوات اللبنانية” على حصتها وحقائبها الوزارية كما عرضها عليها الرئيس المكلف سعد الحريري مناخات المقابلة التي أجريت مع الرئيس عون مساء أمس في قصر بعبدا وبثّتها المحطات التلفزيونية علما أن آمال الرئيس كانت عريضة في احياء الذكرى والى جانبه الحكومة الوليدة، الأمر الذي أجهضته عرقلة الولادة في ربع الساعة الأخير من المخاض. واذا كانت الانظار شخصت ليلاً الى كلام رئيس الجمهورية لترقب مسار الازمة من خلال المواقف التي أعلنها فإن لفتة مميزة أطلقها الرئيس الحريري اكتسبت دلالات بارزة لجهة تشديده على المضي في التعاون بينهما. منذ كتب مغردا على “تويتر” قبيل بدء الحوار الصحافي المتلفز: “فخامة الرئيس العماد ميشال عون سنتان معا على طريق استعادة الثقة بالدولة ومعك لن نتراجع عن مسيرة النهوض بلبنان. نسأل الله ان ينعم عليك بالصحة لتبقى عنوانا لوحدة جميع اللبنانيين”. وسارع الرئيس عون الى رد التحية بمثلها فغرد بدوره عبر “تويتر”: “بالتفاهم والتضامن نستطيع ان نحقق الكثير وسنبقى معا ما دمنا نخدم مصلحة لبنان ونحفظ وحدة اللبنانيين”.

والواقع أن هذا التبادل الودي للتحيات سرعان ما ترجمه الرئيس عون في موقف مفاجئ داعم للرئيس الحريري في شكل واضح ضد افتعال مشكلة تمثيل “النواب السنة المستقلين”. وعند الحديث عن الملف الحكومي، على تأليف حكومة وحدة وطنية ولاحظ ان البعض “أراد حصة اكبر مما يستحق ولو اكتفى كل واحد بمعيار ما يستحقه لما وصلنا الى هنا”. وقال إن “هناك عراقيل غير مبررة وتبيّن أخيراً دخول السنّة المستقلين مما تسبب بالتأخير. هذه تكتكة سياسية تضرب استراتيجيتنا الكبيرة”. وأضاف “نحن نعتمد تمثيل الكتل ضمن معايير محددة وهؤلاء النواب كانوا أفراداً وتجمعوا أخيراً ولم يكونوا كتلة فهل يتمثلون هكذا؟ نحن يهمنا أن يكون رئيس الحكومة قوياً ولا نريد اضعافه لان المسؤولية الملقاة على عاتقه كبيرة ويجب عدم التسبب بهزات له”. واذ أكد “اننا لا نريد ثغرة في الوحدة الوطنية ” نفى ان يكون هناك “تقاتل بين المسيحيين بل هناك خلاف في وجهات النظر وهذه هي الديموقراطية حيث الاكثرية تحكم”.

وفي الملفات الداخلية أبرز الرئيس عون أولوية الوضع الاقتصادي وعودة النازحين السوريين، كما تناول موضوع مكافحة الفساد والقضاء، معلناً انه يحضر لمؤتمر قضائي أواخر كانون الثاني أو في شباط المقبلين، كما طلب تنظيم مؤتمرات لتنظيم اقتصاد الانتاج مثل الزراعة. وانتقد بشدة الكلام عن افلاس الدولة محذراً من ان تكرار مثل هذه الاجواء في الصحافة يؤثر سلباً علماً أنه أقر بان الوضع الاقتصادي سيئ.

اللواء: عون يرد تحية الغزل للحريري: العُقدة السنيِّة مختَلقَة وغير مبررة عُقدة تمثيل سُنَّة 8 آذار في “البازار الإقليمي”.. وبري ينتظر معجزة السماء!

كتبت صحيفة “اللواء” تقول: “بلغ” العهد مرور الذكرى الثانية لانتخاب الرئيس ميشال عون رئيساً للجمهورية، من دون حكومة العهد الأولى، في ما يشبه الغصة، لكن الفرصة، بعد يوم على لقاء بعبدا التشاور بين الرئيسين عون والمكلف سعد الحريري، لم تكن تبدو متاحة، على الرغم من الزيارة التي قام بها إلى بيت الوسط وزير الخارجية والمغتربين جبران باسيل، والذي حرص على تقديم بعض الاقتراحات، علّه يصل إلى تسوية، تسبق إطلالة الرئيس عون، عبر شاشات التلفزة، في حوار اعلامي، بدا فاتراً، ولم يغص في اجابات ولا حتى في أسئلة، تتناول عمق المأزق، وتداعياته الخطيرة، في ضوء “حركة البنك الدولي” الذي دفع بالرئيس نبيه برّي إلى دق جرسه حول الوضع الاقتصادي الخطير، معتبراً انه قام بما عليه، وتكلم مع من يجب ان يتكلم معهم في ملف تشكيل الحكومة، وما آلت إليه الأمور حتى الآن.. مكتفياً بالدعاء، في اشارة توحي بوصول المحاولات الجارية إلى حائط مسدود، فالرئيس المكلف ماضٍ برفضه سنة 8 آذار الذين لديهم ستة نواب موزعين على كتل ممثلة في الوزارة ككتلة التنمية والتحرير (النائب قاسم هاشم)، والوفاء للمقاومة (النائب الوليد سكرية)، واللقاء الوطني (النائب فيصل كرامي) إلخ.. وحزب الله ماضٍ في تمسكه بتوزير نائب من حلفائه.

في حين ان النائب كرامي أكّد انه “لن تكون هناك حكومة من دون النواب السنة المستقلين”، محذراً من خلخلة في الشارع..

المستقبل: تبادَلَ التغريدات مع الحريري: معاً للنهوض بلبنان والحفاظ على وحدة اللبنانيين عون يرفض توزير “سنّة 8 آذار”: ليسوا كتلة

كتبت صحيفة “المستقبل” تقول: “لا تمثيل لسُنّة 8 آذار في الحكومة تحت أي ظرف”.. قولاً واحداً نقلته مصادر “بيت الوسط” أمس لا لُبس في تعبيره عن رفض رئيس الحكومة المكلّف سعد الحريري القاطع لمحاولة فرض توزير أحد نواب “حزب الله” السُنّة السِتّة المقتطعين من كتل 8 آذار النيابية في الحكومة العتيدة، سيما وأنّ الكتل التي ينتمي إليها هؤلاء النواب تم تمثيلها في مسودة التشكيلة العتيدة نسبةً لحجمها النيابي بما يشمل مستوزري 8 آذار السُنّة الذين سبق واحتسبوا ضمناً في إطار هذا الحجم. ولأنه حامي الدستور لا يرضى بالافتئات على أي من المكوّنات الوطنية، كان لرئيس الجمهورية ميشال عون مساءً قول فصل في مسألة عقدة تمثيل نواب 8 آذار السُنّة المصطنعة، فأعرب صراحةً عن رفضه المطالبة بتوزير أحدهم خصوصاً أنهم “أفراد وليسوا كتلة.. تجمعوا أخيراً وطالبوا بتمثيلهم”، حسبما لفت عون متسائلاً: “كل واحد منهم من اتجاه فكيف يتمثلون؟ نحن نعمل على تمثيل الكتل وفق معايير معينة”.

الجمهورية: عون يبدأ سنته الثالثة بلا حكومة… وســـعي لحل العقدة السنّية كالدرزيّة

كتبت صحيفة “الجمهورية” تقول: عبرت الذكرى الثانية لانتخاب الرئيس ميشال عون، أمس، باهتة، فيما حكومة تصريف الاعمال تحكم البلاد لفشل السلطة حتى الآن في تسييل نتائج الانتخابات النيابية حكومة دستورية كاملة الاوصاف، تتصدى للمشكلات السياسية والاقتصادية والمالية والمعيشية والبيئية المتفاقمة. وبعد أيام من تفاؤل مُفرط لدى بعض المعنيين بإمكان ولادة الحكومة الجديدة عشيّة هذه الذكرى، لَفّ عملية التأليف جَو من التشاؤم لاصطدامها بعقبات جديدة، ظاهرها داخلي وباطنها خارجي، ما قد يعوقها مجدداً الى أجل غير معلوم.

خرق جمود التأليف أمس لقاء انعقد في “بيت الوسط” بين الرئيس المكلف سعد الحريري والوزير جبران باسيل، الذي انتقل بعده الى بعبدا وأطلع رئيس الجمهورية على نتائجه.

وقالت مصادر “التيار الوطني الحر” لـ”الجمهورية” انّ الحريري وباسيل “بحثا في مختلف التطورات المتصلة بالعقبات الأخيرة التي عطّلت مساعي تأليف الحكومة”. ونقلت عن باسيل ان “لا جديد تَحقّق في شأن العقدة السنية، وأنّ المواقف المعلنة ما تزال على حالها”.

وفي موازاة المعلومات التي تشير الى انّ باسيل طرحَ مع الحريري تغييراً في بعض الاسماء بحسب الطوائف، ومنها الحقائب المارونية، أوضحت مصادر “التيار” انّ البحث “تركّز على العقدة السنية فقط”.

من جهتها، أوضحت مصادر قريبة من تيار “المستقبل” انّ الحريري لقي تفهّماً عميقاً من رئيس الجمهورية، وخصوصاً بالنسبة الى رفضه تسمية وزير من نواب “سنّة 8 آذار”. وأضافت انها ليست المرة الأولى التي يُبدي فيها عون تفهّمه لموقف الحريري في هذا الصدد.

وعن الدور الذي يمكن لرئيس الجمهورية أن يؤديه تجاه “حزب الله”، قالت المصادر: “انّ الأمر في يد فخامة الرئيس، ولسنا نحن من يرشده الى ما يمكن القيام به، فهو لن يقَصّر في التعبير عن رأيه جهاراً، وقد سبق له ان عبّر عن موقفه سابقاً ولن يتغيّر اليوم”.

وأكدت المصادر انّ موقف الحريري “حاسم” في رفض أي تمثيل لـ”سنّة 8 آذار” في الحكومة تحت أي ظرف من الظروف”.

واعتبرت “انّ الكرة في ملعب “حزب الله” الذي اخترع ما يسمّى بدعة “اللقاء التشاوري للنواب السنّة”، وهو بالتالي المسؤول عن معالجة هذه العقدة إذا كان يريد لهذه الحكومة أن تولد، او سيكون في موقع المُعرقل الوحيد لولادتها”.

ونَفت ان يكون تيار “المستقبل” في طور الإعداد لأيّ تحرك شعبي على الأرض دعماً لمواقف الحريري الاخيرة.

مقالات ذات صلة

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى