من الصحف الاميركية
كشفت الصحف الأميركية الصادرة اليوم أن جدول أعمال الرئيس دونالد ترامب اليومي يظهر أن هناك مساحات واسعه فيه غير مخططة، مما يسمح لنزواته واهتماماته اللحظية للتأثير في إدارة شؤون البيت الأبيض، واوضحت أن جدول ترامب الخاص الثلاثاء الماضي يبين أنه كان لدى الرئيس وقت فراغ يعادل ثلاثة أضعاف ما خُصص من وقت للعمل، واشارت بصورة لا تخلو من التهكم إلى أن ترامب يقضي تسع ساعات للقيام في التغريد والتواصل مع الأصدقاء ومشاهدة التلفزيون.
تناولت مجلة ميدل إيست آي البريطانية إمكانية تأثير جريمة قتل الصحفي السعودي جمال خاشقجي في إعادة تشكيل النظام بالشرق الأوسط.
ونشرت المجلة مقالا للكاتب ماركو كارنيلوس (السفير الإيطالي السابق لدى العراق) يقول فيه إن لهذه الجريمة الوحشية المتمثلة بقتل خاشقجي في سفارة بلاده بإسطنبول تداعيات تتجاوز مجرد تشويه صورة النظام السعودي، بل إنها تهدد علاقاته بالحكومات المجاورة والغربية، فضلا عن أنها ستؤثر على حسابات إسرائيل والولايات المتحدة في الشرق الأوسط بشكل كبير.
ويضيف أن الوضع الحالي في الشرق الأوسط يشبه حقبة الصراعات التي شهدتها أوروبا قبل توقيع معاهدة صلح وستفاليا، حيث تبرز على الساحة السياسية تحالفات عدة تتسم بتغير مواقفها المفاجئة، وذلك وفقا لمصالح الأطراف المشاركة فيها.
وينقسم الشرق الأوسط في الوقت الحالي إلى جبهتين يمكن تسميتهما بجبهة “الناتو العربي” في مواجهة “محور المقاومة”، ويرتكز “الناتو العربي” على القيادة الأميركية ومشاركة كل من السعودية ومصر والإمارات مع اضطلاع إسرائيل بدور محوري من خلف الكواليس.
ويسعى هذا التحالف إلى إقرار مبادرات تراعي مصالح الحكام العرب والإسرائيليين مثل صفقة القرن بين الفلسطينيين والإسرائيليين، وفرض عقوبات جديدة على إيران بهدف دفعها لتغيير النظام، فضلا عن إعادة تشكيل ما يعرف بالإسلام السياسي.
ويحذر الكاتب من أن مساعي “الناتو العربي” باتت مهددة في ظل ردود الأفعال الدولية تجاه جريمة خاشقجي التي من شأنها أن تزعزع العلاقة بين واشنطن والرياض.
ويشير إلى أن قضية خاشقجي تسببت في تحول محمد بن سلمان إلى نقطة ضعف “ناتو العرب” بعد أن كان دعامته الرئيسية، ويمكن أن يؤدي ذلك إلى إعادة تشكيل موازين القوى على المستوى الإقليمي، ناهيك عن تحويل “رؤية 2030” إلى سراب.
ويشير الدبلوماسي الإيطالي إلى أن لدى “محور المقاومة” أجندة مختلفة عن أجندة خصمه في المنطقة، حيث تشرف إيران على قيادة هذا الحلف الذي يتكون أيضا من القوى السياسية الشيعية في العراق وحزب الله اللبناني وبعض الجماعات المسلحة الأخرى.
ويقول الكاتب إن “محور المقاومة” يعتبر أن قيادة الولايات المتحدة لحلف “ناتو العرب” تندرج في إطار مساعيها لفرض الهيمنة الإسرائيلية الأميركية على المنطقة، مضيفا أن “محور المقاومة” يعتمد منهجا يرتكز بالأساس على رفض القيم الغربية والنظام الليبرالي الذي يعتبره نموذجا للإمبريالية الثقافية والاقتصادية والسياسية.
وفيما يتعلق بصفقة القرن التي تطمح الولايات المتحدة من خلالها إلى التوسط لإيجاد حل للصراع الفلسطيني الإسرائيلي، يقول الكاتب إن “محور المقاومة” يرى أنها ستكون بمثابة إهانة للفلسطينيين، كما أن هذا المحور على قناعة بأنه يعتبر من المستحيل قمع الإسلام السياسي.
ويضيف الكاتب أن إيران وشركاءها يرون أن بعض الأنظمة الملكية العربية محكوم عليها بالفشل نظرا لكونها غير شرعية وعديمة الرحمة، وأنها ستدمر نفسها بنفسها، وأن من المفارقات أن “محور المقاومة” نفسه مهدد بالزوال بسبب العقوبات الأميركية المتجددة على طهران.
ويوضح الكاتب أن الأجندة السياسية لكل من حلف “ناتو العرب” و”محور المقاومة” أقرب إلى الوهم، ويرى أن المجموعة الأولى تفتقر لقوة التحمل والانسجام فيما بينها، بالإضافة إلى افتقارها للصبر والحكمة لتنفيذ برنامجها في المنطقة.
في المقابل، يرى الكاتب أن “محور المقاومة” يتسم بجميع المقومات التي يفتقر لها حلف “ناتو العرب”، فضلا عن القدر اللازم من القوة لإعاقة أجندته، ولكن ليس بالشكل الكافي الذي يخول له فرض أجندته الخاصة في المنطقة.
في الأثناء، تراقب روسيا والصين وتركيا ما يحدث في الشرق الأوسط من وراء الكواليس، كما تعد روسيا نشطة أكثر فيما يتعلق بدعم قوى “محور المقاومة”، في حين تبدو الصين حذرة، ولكن كلتا القوتين -روسيا والصين- تدعم بقوة رفض “محور المقاومة” النظام السياسي والاقتصادي والمالي الغربي.
ويبين الكاتب أن تركيا أجادت لعب أوراقها بذكاء في خضم هذا الصراع، ولا سيما فيما يتعلق بقضية مقتل خاشقجي، حيث يسعى الرئيس التركي رجب طيب أردوغان للضغط على السعودية وإلى بيان زيف روايتها الساذجة، وذلك لتعزيز قيادته الخاصة للعالم الإسلامي كبديل للرياض.
ويخلص الكاتب إلى أن الصراع بين “ناتو العرب” و”محور المقاومة” كفيل بإحداث زلزال جيوسياسي في المنطقة، وهو ما يستوجب إحداث آلية أفضل وأوسع نطاقا لتسوية النزاعات بين الطرفين.