من الصحافة اللبنانية
أبرز ما ورد في عناوين وافتتاحيات بعض الصحف اللبنانية
البناء: الأتراك والسعوديون إلى طلاق قضائي في قضية الخاشقجي ومطالبات أوروبية بالتحقيق الدولي الأميركيون يتركون داعش يلتهم مناطق شرق الفرات من الأكراد هديّة الحريري لعون عشية سنته الثالثة… قبول تمثيل منصف في طائفته؟
كتبت صحيفة “البناء” تقول: مع السباق الخليجي نحو موجة التطبيع مع كيان الاحتلال، تبدو السعودية صاحبة الدور المحوري في الخليج عاجزة عن قيادة هذه الموجة أو مواكبتها، لتصير الحملة من دون السعودية أضعف من إحداث تحوّلات كبرى وتعويضاً لكيان الإحتلال عن الفشل الذي يصيب كل يوم وجهاً من وجوه صفقة القرن بسبب العجز السعودي عن تأمين الشريك الفلسطيني الوازن، في ظل تصاعد الخطوات الفلسطينية السياسية والميدانية التي تجعل صفقة القرن أبعد فأبعد، من قرارات المجلس المركزي الفلسطيني بتجميد كل الاتفاقات مع كيان الاحتلال إلى تصاعد المواجهات شرق غزة، والرياض في انشغال عن كل ما يجري حولها بقضية قتل جمال الخاشقجي عمداً من قبل فريق حكومي في القنصلية السعودية في اسطنبول، بخرق فاضح لاتفاقيات فيينا حول الحصانة الدبلوماسية وشروطها، والقضية التي لم تحسب لها الرياض هذا الحساب صارت كرة ثلج تحاصرها.
آخر تطوّرات قضية الخاشقجي الطلاق القضائي التركي السعودي الذي ظهر أمس، في بيانات المدعي العام التركي، عن اتهام النائب العام السعودي بعدم تقديم أي أجوبة ذات قيمة على الأسئلة التركية حول مكان جثة الخاشقجي واسم المتعاون المحلي الذي ذكر في التحقيق، وإمكانية نقل التحقيق والمحاكمة إلى تركيا وفقاً لطلب القضاء والحكومة في تركيا، بينما قال المدعي العام التركي إنه لم يطلع السعوديين على التسجيلات الصوتية التي يملكها الأتراك ويريد السعوديون الاطلاع عليها أسوة بالأميركيين.
الموقف الأميركي الغامض والمرتبك، لا يزال يحاول امتصاص الصدمة ووضع القضية تحت السيطرة، لكن يبدو أن الانشغال الأميركي بالانتخابات النصفية للكونغرس التي تبدأ اليوم سيحجب المواقف العملية من قضية الخاشقجي لأسبوع آخر، ثم لأسبوع بعده حيث تكون القمة الروسية الأميركية قيد الانعقاد خلال أيام، بينما تتولى أوروبا عبر برلمانها ومؤسساتها الحقوقية الدعوة لتحقيق دولي مستقل تأسيساً على عدم الثقة بالتحقيق السعودي وحجم التستر الذي حملته النسخ المتعدّدة من الإفادات السعودية الرسمية.
بالتوازي كان لافتاً التمدد المفاجئ لتنظيم داعش في منطقة شرق الفرات التي يسيطر عليها الأميركيون، وتركهم قوات سورية الديمقراطية تفقد مواقعها دون تقديم أي دعم جوي لها، بصورة بدا توسّع داعش مطلباً أميركياً، مثله مثل ما وصفه الروس بالتحضيرات لعمل كيميائي في شمال غرب إدلب على يد جبهة النصرة والخوذ البيضاء، كتعبير عن مسعى أميركي لتعليق أي تقدم إيجابي في سورية والإيحاء بامتلاك بدائل للتسويات المعروضة عليهم من موسكو وعنوانها العملي التسليم بانتصار سورية والتأقلم مع هذه الحقيقة، ربطاً بانعقاد القمة الروسية الأميركية، ليتقرّر على نتائج القمة رسم السياسات اللاحقة.
لبنانياً، يطفئ عهد رئيس الجمهورية العماد ميشال عون شمعته الثانية وسط آمال بولادة الحكومة الجديدة مع بدء السنة الثالثة من العهد، فبعد تسليم حزب القوات اللبنانية بأن مطالبه كانت مضخّمة وتتخطّى حجم ما يستحقّ من تمثيل في الحكومة، بقبول المشاركة، وفقاً للصيغة التي عرضت على القوات من الأيام الأولى للمشاورات حول تشكيل الحكومة، بقيت عقدة تمثيل النواب السنة المنتمين لقوى الثامن من آذار، وهو تمثيل يرفضه الرئيس المكلف تشكيل الحكومة سعد الحريري، مصراً على ما أصرّت عليه القوات في الشهور الماضية بالحصول على تمثيل مضخم، والحريري لا يستطيع إنكار حقيقة أنه يمثل ثلثي ناخبي ونواب طائفته، وأن الثلث الآخر يستحق التمثيل بلا منة ولا تربيح جميل، وأن الإنصاف يقتضي تقاسم مقاعد طائفته في الحكومة بقياس وتناسب التقاسم النيابي، أي ثلثين بثلث، وأن المقعدين المستحقين لهؤلاء النواب وقد قبلوا بمقعد واحد حق لا يقبل الاجتهاد ولا يسقطه التذاكي في الحساب والحديث عن الكتل الممثلة، ليصير السؤال مشروعاً، هل سيكون تواضع الحريري قبولاً بما قبلته القوات بعد طول انتظار هديته لرئيس الجمهورية عشية سنته الثالثة، وهديته لبلد معلق على حبال الانتظارات؟ أم سيستهلك كما فعلت القوات المزيد من الوقت والمعاناة لقبول الإقرار بالإنصاف في التمثيل أملاً بابتزاز رئيس الجمهورية الذي يريد للحكومة أن تولد سريعاً وقد حلت عقدة التمثيل المسيحي، عله يمنح المقعد المنشود من حصته، والرئيس مدرك أن إنجازات سنتين من عهده يمكن حصرها بالتحضير لما هو آتٍ، فلا الانتخابات النيابية وإقرار الموازنات أكثر من تحضير لقيام الدولة ومؤسساتها، والحكومة الجديدة هي التي ستترك المجال للحديث عن نجاح أو إخفاق، والوقت سيف قاطع، فهل يلعب الحريري مع عون لعبة الوقت أم يقدم بشجاعة النية على تحقيق الإنجاز فيريح ويستريح؟
ساعات قليلة تفصل اللبنانيين عن ولادة الحكومة الحريرية الثانية في عهد الرئيس العماد ميشال عون. فالرئيس المكلف سعد الحريري سوف يزور قصر بعبدا اليوم حاملاً معه الصيغة الحكومية النهائية بعدما واصل أمس اتصالاته مع المكوّنات السياسية المعنية بالتأليف من أجل إيداعه أسماء وزرائها، وأجرى اتصالاً بالرئيس عون تمّ خلاله تقييم ما جرى على صعيد ما أسفرت اليه المفاوضات الحكومية.
لكن اللافت بحسب المعلومات الصادرة عن مقرّبين من حزب الله لـ”البناء” أنّ الأخير رفض تسليم الرئيس المكلف أسماء وزرائه قبل الاتفاق على تمثيل السنة المستقلين في الحكومة، بمعزل عن وزراء حزب الله باتوا معروفين وهم الدكتور جمال الطقش لوزارة الصحة، الحاج محمود قماطي لوزارة الشباب والرياضة والوزير محمد فنيش لوزارة الدولة لشؤون مجلس النواب.
ويأتي موقف حزب الله رداً على ما أدلى به الرئيس المكلف أمس، حيث أكد بحسب مصادر بيت الوسط لـ”البناء” أن تمثيل سنة المعارضة لا يعنيه جملة وتفصيلاً، واذا كان حزب الله يصرّ على توزيرهم، فليسمّ الأفرقاء المعنيون أحداً غيره لتشكيل الحكومة”. وبالنسبة للمصادر عينها فإنّ اللقاء التشاوري هو بدعة، لا سيما انّ النواب السنة ينتمون في غالبيتهم الى كتل التحرير والتنمية والوفاء للمقاومة والتكتل الوطني، في حين أنّ الوزير عبد الرحيم مراد جاء اسوة بالنائب عدنان طرابلسي منفرداً الى الاستشارات النيابية في حين أنّ النواب الأربعة الآخرين أتوا مع كتلهم.
وبانتظار ان تتوضح الأمور اليوم، فانّ قصر بعبدا يلتزم الصمت حيال هذا الأمر علماً انّ الرئيس المكلف رمى كرة توزير اللقاء التشاوري عند الرئيس عون الذي يمكنه أن يسمّي شخصية من اللقاء التشاوري، إذا رغب بالأمر. أما عين التينة فتشهد اليوم اجتماعاً بين الرئيس نبيه بري والنواب السنّة المستقلين بغياب الوزير عبد الرحيم مراد الموجود في مدريد، ليُبنى على الشيء مقتضاه حيال مفاوضات حلّ العقدة السنية.
الأخبار : بالون القوات “نفّس”… والحريري ينقلب على نتائج الانتخابات
كتبت صحيفة “الأخبار ” تقول : لم يكد الرئيس المكلّف سعد الحريري يعود من السعودية، حتى تحوّل سعيه لتشكيل الحكومة إلى سعيٍ جدّي، بعد أشهر من التعطيل بحجج الصراع على الحقائب بين القوى السياسية.
مجريات الأيام الأخيرة، من قبول حزب القوات اللبنانية، مرغماً، بالتخلي عن حقيبة العدل، وحل عقدة الحقائب، لا سيّما الأشغال، تؤكّد أن قرار التعطيل كان خارجياً، وبالتحديد سعوديّاً. وما لم يعد خافياً في بيروت، أن لحظة الانكفاء السعودي عن ملفات المنطقة وانشغال حكام الرياض في لملمة أزمة قتلهم الصحافي جمال الخاشقجي، استدعت تحرّكاً سريعاً لدفع الحريري إلى تشكيل الحكومة، مع رغبة أميركية في الحد من نفوذ حزب الله وحلفائه في الحكومة الموعودة.
ويمكن القول أيضاً إن تراجع القوات اللبنانية عن سقوفها المرتفعة، التي كان من الممكن أن تدفع بها خارج الحكومة، سببه أيضاً التشجيع الأميركي ــــ الغربي ــــ السعودي، بالانضمام إلى الحكومة بأي ثمن ممكن، خوفاً من خروج تشكيلة حكومية يكون لحزب الله اليد المطلقة فيها.
هذه الأحداث المتسارعة لا تعني أن الحكومة قيد التشكيل. فمع حلحلة غالبية العقد، وآخرها عقدة تمثيل القوات، يبقى إعلان الحكومة عالقاً أمام رفض الحريري تمثيل النواب السنّة من خارج تيار المستقبل، والذين أثبتت الانتخابات النيابية حجمهم التمثيلي ونيلهم أرقاماً تفوق أرقام المستقبل في بعض الدوائر.
يتصرّف الحريري، برفضه تمثيل معارضيه ومنحهم حصّة عادلة إسوة بغيرهم من القوى السياسية، كأنه صبيحة اليوم التالي لانتخابات عام 2009، وليس انتخابات 2018 التي أكدت أنه لم يعد لديه ترف الادعاء باحتكار تمثيل الشارع السنّي. وأزمة الحريري اليوم، هي محاولته الانقلاب على نتائج الانتخابات الأخيرة، ورفض الاعتراف بمعارضيه، مفضّلاً الدفاع عن القوات اللبنانية، التي تآمرت عليه في لحظة ضعفه، بينما انبرى خصومه، من السنّة وغيرهم في الداخل اللبناني، إلى الدفاع عنه والوقوف بوجه السعودية، لحظة اعتقاله في 4 تشرين الثاني 2017.
عقدة التمثيل السنّي باتت العقبة الوحيدة اليوم أمام تشكيل الحكومة. وفيما أبلغ ثنائي حزب الله وحركة أمل الحريري، أمس، عبر الوزير علي حسن خليل، تمسّكهما بتوزير أحد نواب سنة 8 آذار (الذين سيستقبلهم اليوم كل من الرئيس نبيه بري والمعاون السياسي للامين العام لحزب الله، الحاج حسين الخليل)، ردّ الحريري بأنه لا يمكن أن يحتمل هذا الأمر، وأنه لن يشكّل الحكومة إذا ما فُرض عليه توزير أحد نواب سنة 8 آذار من حصّته. أكثر من مصدر متابع أكد أن تهويل الرئيس المكلف بالاعتذار أمر غير منطقي، لأن الخاسر الأكبر فيه سيكون الحريري شخصياً، وأن خطته التالية ستكون وقف التأليف ومحاولة تأليب الرأي العام اللبناني ضدّ الثنائي وتحميله مسؤولية التعطيل.
ومما لا شكّ فيه أن الحريري يحاول الاستناد إلى معايير، إذا ما طبّقت، تنقلب على الحريري وعلى حصّته الحكومية. بحسبة بسيطة، يمكن القول إن التركيبة الحكومية المطروحة مجحفة بحقّ فريق 8 آذار التقليدي، وتعطي فريق 14 آذار التقليدي أكثر من حجمه. فرئيس القوات سمير جعجع، ورغم تكبيده حزبه هزيمة أدّت إلى “تنفيس البالون” الذي نفخه على مدى 5 أشهر، نال عمليّاً حصّة توازي حجمه النيابي أو تزيد عنه (الهزيمة هنا متصلة بما أصرّ على الحصول عليه، ثم تراجع عنه مرغماً). وفريق 14 آذار التقليدي، إذا أضيفت إليه كتلة وليد جنبلاط النيابية، لا يملك أكثر من فريق 8 آذار من حيث عدد النواب، ولكنه ينال 12 وزيراً ورئاسة الحكومة، ومن دون جنبلاط عشرة وزراء، أي ثلث الحكومة. بينما يملك فريق 8 آذار التقليدي، من دون التيار الوطن الحر، ما يزيد على ثلث نوّاب المجلس، ولا ينال سوى سبعة وزراء مع وزير تيار المردة، وإذا أضيف إليه وزير سنّي ووزير من حصة النائب طلال أرسلان، ينال تسعة وزراء، أي أقلّ من ثلث الحكومة!
أمام تعنّت الحريري، وتمسّك أمل وحزب الله بتمثيل حلفائهما، هل يتدخّل رئيس الجمهورية ميشال عون ويجد مخرجاً، إمّا بمطالبة الحريري بمقعد سنّي ثان أو استبدال وزيره السنّي بوزير من سنّة 8 آذار؟ أم تبقى الحكومة معلّقة إلى أجل غير مسمّى؟ي
الديار : العقدة السنية تفرمل الولادة الحكومية والحل في بعبدا الحريري يصطدم “بفيتو” حزب الله : لا سنة معارضة… لا حكومة جعجع يتهم باسيل وخذلان سعودي يجبره على المشاركة
كتبت صحيفة “الديار ” تقول : ما ظن رئيس الحكومة المكلف سعد الحريري انه مناورة اكتشف انه حقيقة، “ما في تمثيل للمعارضين السنة المستقلين، ما في حكومة”، جملة تختصر موقف حزب الله الذي تبلغه “بيت الوسط” قبل اسبوع وليس بالامس، كما حاول البعض الايحاء، فهذه العقدة لم تستجد بعد حل ”العقدة” “القواتية”، وانما كانت قد حضرت بقوة في الاتصالات المكوكية بين الحريري ومستشار الامين العام لحزب الله الحاج حسين خليل، الذي ابلغ الرئيس المكلف قبل يومين ان الموضوع جدي للغاية وليس مجرد “رفع عتب” من قبل الحزب امام حلفائه، لكن الحريري اصر على موقفه دون ان يبادر حتى الى عرض المشكلة على الرئيس ميشال عون لايجاد “مخرج” مناسب لها… وفي غمرة مفاوضات اللحظات الأخيرة المستمرة، لم يصعد الرئيس الحريري بالامس الى القصر الجمهوري، واكتفى باتصال هاتفي مع الرئيس، حيث يفترض ان يحصل اللقاء المنتظر اليوم، لايجاد تسوية “معقولة” لهذه العقدة التي يمكن حلها من حصة عون، اما رئيس القوات اللبنانية سمير جعجع الذي خسر “معركته” بسبب خذلان حلفائه، والتغيير المفاجئ في السعودية، فقد اغتنم فرصة مؤتمره الصحافي للاعلان عن المشاركة في الحكومة على “مضض”، ليشن هجوما “لاذعا” على التيار الوطني الحر والوزير جبران باسيل من دون ان يسميه، عبر قوله انه لا” يوجد حقائب حقيرة اونما اناس حقيرون” بما يؤشر إلى أن معركة مفتوحة في المرحلة المقبلة بين قطبي “تفاهم معراب” الذي بات بحكم الساقط بعد نعيه من قبل الطرفين… وبرأي اوساط وزارية في 8 آذار، فان الحكومة التي ستشكل حكما بعد ساعات او ايام بعد الحصول على “ضوء اخضر” من حزب الله فهي حكما تعكس التوازنات الاقليمية المستجدة، وبجردة حساب بسيطة يملك الحزب مع حلفائه 17 وزيرا، فيما الفريق المحسوب على “السعودية” لم تتجاوز حصته 13 وزيرا، ويمكن من الان التأكيد ان “ولادة” الحكومة اللبنانية، وفقا للمعادلة الحالية ستكون خسارة جديدة للمملكة بعدما حصل الامر نفسه في العراق.
النهار : حزب الله” يصعّد بعد المرونة “القواتية“!
كتبت صحيفة “النهار ” تقول : اذا كان الموقف الذي اتخذته “القوات اللبنانية ” بتأكيد مشاركتها في الحكومة الجديدة على أساس العرض الاخير الذي قدمه اليها الرئيس المكلف سعد الحريري فاجأ البعض ولم يفاجئ البعض الآخر، فانه يصح القول إن موقف معراب سرعان ما كشف قصدا ام عفوا الموقف المفاجئ الذي اختبأ وراء “العقدة المسيحية ” وهو موقف “حزب الله“.
والواقع ان مجريات الامور كما سارت بوتيرة سريعة بعد ظهر أمس رسمت لوحة غامضة وملبدة فجأة بعدما كان يفترض ان تعلن مراسيم الولادة الحكومية بين مساء البارحة وظهر اليوم في قصر بعبدا. لكن تراجعاً حاداً في المسار النهائي لاستكمال اجراءات تأليف الحكومة طرأ عقب المؤتمر الصحافي الذي عقده رئيس حزب “القوات اللبنانية ” سمير جعجع بعد ترؤسه الاجتماع الاستثنائي لـ”كتلة الجمهورية القوية” الذي اتخذ فيه القرار النهائي بالمشاركة في الحكومة، برز مع “الفيتو” الذي وضعه “حزب الله” على استكمال الولادة الحكومية كلا تحت شرط تسمية الرئيس المكلف وزيراً من حصته من نواب “سنة المعارضة” او سنّة 8 آذار. واتخذ موقف الحزب بعداً خطيراً من زاويتين: الاولى من حيث توقيته بعد زوال آخر عقدة أمام اعلان الحكومة بفعل الموقف “القواتي” الايجابي، والثانية من حيث ربط مشاركة الحزب نفسه بهذا الشرط اذ قرن موقفه بالامتناع عن تسليم اسماء الوزراء الثلاثة لـ”حزب الله” في الحكومة الى الرئيس الحريري ما لم يحصل على قبول الحريري بتسمية وزير من “اللقاء التشاوري“.
الجمهورية: تعثرت الولادة… فإلى الإثنين المقبل .. “حزب الله”: لن نسلّم أسماء مرشحينا
كتبت صحيفة “الجمهورية” تقول: وصلت اللقمة الحكومية الى الفم، وكاد الجنين، الذي طال انتظاره لخمسة أشهر، يبصر النور، الّا انّ ورقة “سنّة 8 آذار” عطّلت المخاض، وخفّضت منسوب الأمل في ولادة قريبة للحكومة الى أدنى مستوياته. وأشاعت مناخاً نَعى إمكان بلوغ الحل خلال الاسبوع الحالي، وقذفت الولادة أسبوعاً حتى الاثنين المقبل.
الملف الحكومي كان في الساعات الماضية مُصاباً بنوع من عدم التوازن؛ مواقف علنية ضَخّت إيجابيات بأنّ الحكومة اقتربت من لحظة الولادة، وواقع قاتم خلف الجدران يؤكد انّ الحكومة دخلت مثلّث صراع جديد حول تمثيل “السنّة” بزواياه الثلاث: رئيس الجمهورية ميشال عون، الرئيس المكلف سعد الحريري و”حزب الله”. وفي محاذاة هذا الاشتباك، أعاد رئيس المجلس النيابي نبيه بري تَموضع موقفه وانتقل من التفاؤل بولادة وشيكة للحكومة الى الترقّب الحَذِر لعلّ التطورات تأتي بما يسرّ.
لعل النتيجة الاولى لبروز هذه العقدة، تَبدّت في عدم توجّه الرئيس المكلف الى القصر الجمهوري، وفق ما كان مُتفقاً عليه بين المستويات الرئاسية، التي كانت أجواؤها تعدّ العدة لـ”اثنين الحسم” كموعد نهائي لولادة الحكومة.
والجديد في الأمر هو الاصرار الذي عبّر عنه “حزب الله”، على تمثيل “سنّة 8 آذار” بوزير في الحكومة، على اعتبار انّ هؤلاء يشكلون كتلة وازنة ويمثّلون شريحة كبرى، ولهم حيثياتهم التي أكدتها الانتخابات النيابية، وبالتالي لا يجوز القفز فوقها او تجاهلها.
وعلمت “الجمهورية” انّ عقدة تمثيل “سنّة 8 آذار” فرضت حركة اتصالات مكثفة في الساعات الماضية، توزّعت بين القصر الجمهوري وعين التينة وبيت الوسط وقيادة “حزب الله، الّا انها لم تتمخّض عن نتائج تؤشّر الى حلحلة هذه العقدة، خصوصاً أنّ الاطراف المعنية بهذه العقدة لم تتراجع عن تصلبها.
اللواء : الحريري في بعبدا اليوم: التغلّب على العقدة السنية المُفتَعَلة عون وبري: الحلّ عند الرئيس المكلّف.. وجعجع يُحرِج خصومه: قَبِلْنَا بالتحجيم
كتبت صحيفة “اللواء ” تقول : تعقيد أم عقدة؟
سؤال يجري البحث عن أجوبة له، بعد جواب “القوات اللبنانية” ايجاباً، على المشاركة في الحكومة، على خلفية عرض الرئيس المكلف سعد الحريري بحيث توضحت حقائبها، وسمت وزراءها، وأزاحت عن كاهلها تبعات اللامشاركة، والكلفة التي ستنجم عن الخيار السلبي، فاتحة الباب، امام جولة صغيرة أو كبيرة، من التعقيدات تتمثل بمطالبة “حزب الله” بقوة بتمثيل سنة 8 آذار حلفاء الحزب، بوزير على الأقل، في الحكومة الثلاثينية، من حصة الرئيس الحريري..
الاحتكام إلى منطق المواقف يوحي بأزمة تتعلق بتمثيل لقاء “النواب السنة المستقلين”، تكشفت عبر الأضلاع التالية:
1- الرئيس المكلف يتحدث عن إمكانية معالجة العقدة، ولكن كيف؟ ليس من حصة تيّار المستقبل فمن يريد ان يكون لهؤلاء تمثيل، فلتكن من حصة من يريد توزيرهم، والرئيس المكلف ليس معنياً بهم، ولن يقدم أي تنازل.
وخلاف ذلك مرفوض ولا لبس في موقف الرئيس المكلف فهو لا يُشكّل حكومة تحت مطالب من هذا النوع..
ووصفت أوساط بيت الوسط كتلة “جمع نواب واربح وزارة” بأنها محاولة ابتزاز في اللحظات الأخيرة، وهي محاولات محكومة بالفشل، فهؤلاء النواب ينضوون في كتل بالاساس ممثلة في الحكومة، بالاشارة إلى كتلتي الوفاء للمقاومة والتنمية والتحرير..
المستقبل : الحريري غير معني بتمثيل “سنّة 8 آذار”.. وإلا “فتشوا عن غيري“ الحكومة جاهزة.. بانتظار “حزب الله“
كتبت صحيفة “المستقبل ” تقول : مع لحظة انتهاء المؤتمر الصحافي لرئيس حزب “القوات اللبنانية” سمير جعجع في معراب معلناً فيه موافقة الحزب على المشاركة في الحكومة العتيدة وفق العرض المقدّم إليه من قبل رئيس الحكومة المكلف سعد الحريري، انتهت عملياً أمس آخر عُقد التأليف وباتت الحكومة جاهزة لدخول عتبة “المراسيم” وصولاً إلى إعداد مسودة البيان الوزاري والمضي قدماً نحو “ساحة النجمة” لنيل الثقة البرلمانية. لكن وما أن بادر جعجع إلى القبول بحقائب “القوات”، وما أن غادر موفده “بيت الوسط” بعد تسليم الحريري أسماء “الوزراء القواتيين” الأربعة، حتى سارع “حزب الله” إلى إطلاق العنان لمصادره والمقربين منه لكي يسربوا موقفه الرافض لتسليم الرئيس المكلف أي اسم ينوي الحزب توزيره قبل ضمان توزير أحد نواب “سنّة 8 آذار”، فعادت الحكومة العتيدة لتواجه عقبة مفتعلة وضعت العصي في دواليبها وقطعت ”طريق بعبدا” أمام إعلان ولادتها.. إلى حين.
وإذ يبدو “هذا الحين” غير بعيد في ظل تقاطع المعلومات والمعطيات المتفائلة بإيجاد حل سريع لعقبة “سُنّة حزب الله” المُعيقة للتأليف، وهو ما عبّر عنه الرئيس المكلّف نفسه مساءً بالإعراب خلال حفل عشاء أقامه على شرفه رجل الأعمال الياس ضومط عن الأمل “بأن نكون قد حللنا كل الأمور التي تعيق تشكيل الحكومة خلال الأيام المقبلة”، برز بالتوازي موقف حازم غير قابل للمساومة والتنازل للحريري خلال الساعات الأخيرة نقلت فيه مصادر مُقربة من “بيت الوسط” عنه رفضه القاطع للاقتطاع من حجم تمثيل كتلة “المستقبل” في الحكومة الجديدة لصالح تمثيل “سنّة حزب الله”، مشدداً في هذا المجال على كونه غير معني بهذا التمثيل “وإلا فتشوا عن غيري” لرئاسة الحكومة.