من الصحف البريطانية
ما زال مقتل الصحفي السعودي جمال خاشقجي يشغل حيزا كبيرا من اهتمام الصحف البريطانية الصادرة الجمعة.
نشرت صحيفة الفايننشال تايمز تقريرا لكاترينا مانسون وديفيد بوند من واشنطن بعنوان “مقتل خاشقجي يعمق شكوك الاستخبارات الغربية في محمد بن سلمان“.
ويقول الكاتبان إنه عندما أصبح الأمير محمد بن سلمان وليا لعهد السعودية العام الماضي، فإنه لم يصبح فقط وريثا لعرش المملكة، بل حل محل “شخصية محببة” للاستخبارات الغربية.
ونقلت الصحيفة عن مسؤولين استخباراتيين غربيين حاليين وسابقين إن الأمير محمد بن نايف، الذي حل محمد بن سلمان محله، عمل بصورة وثيقة مع المسؤولين الأمنيين الغربيين على مدى ما لا يقل من عقدين، وإن الكثيرين كانوا يشعرون بالقلق إزاء ولي العهد الجديد “الطموح العنيد“.
وتضيف الصحيفة أنه بعد مقتل الصحفي السعودي جمال خاشقجي على يد شخصيات أمنية سعودية منذ ثلاثة أسابيع، يواجه محمد بن سلمان النظرة الفاحصة للمخابرات الأمريكية وشكوكا متزايدة من بعض أقرب حلفائه حول كيفية استمرار العمل معه.
وقال مسؤول استخباراتي غربي بارز سابق للصحيفة “سيكون من الصعب تحت سيطرة محمد بن سلمان أن يكون لدينا نفس القدر من الثقة للعمل مع السعودية في ضوء مقتل خاشقجي الوحشي“.
ويرى الكاتبان أن ثقة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب تراجعت مع تبدل التفسيرات السعودية لمقتل خاشقجي، حيث وصف رد الفعل السعودي بأنه “أسوأ عملية تستر على الإطلاق”، وبدأ يشكك في تأكيد ولي العهد السعودي الشخصي له في عدم الضلوع في الحادث.
وترى الصحيفة أن تداعي الثقة، الواضح علنا، يتناقض تماما مع العلاقة الوثيقة السرية التي ربطت بين وكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية (سي أي إيه) والاستخبارات البريطانية إم آي 6 مع الأمير محمد بن نايف.
وتقول الصحيفة إن الشكوك حول ولي العهد السعودي تعمقت مع الدفع ببلاده للتدخل في اليمن، وعندما تزعم الشقاق والخلاف مع قطر، وعندما اشترك في “عملية غريبة” لإجبار رئيس الوزراء اللبناني على الاستقالة، مما دعا الكثير من المسؤولين الغربيين لنعته بالـ “أرعن“.
ونشرت التايمز تقريرا لكاثرين فيليب بعنوان “رعايا مصدومون يجدون الشجاعة للإعراب عن شكوكهم”. قالت إنه مر وقت طويل منذ شعر السعوديون العاديون بالقدرة للإفصاح عن انتقادهم لحكومتهم بصورة علنية، بدلا من النظر في خوف بينما تلقي قوات الأمن القبض على المعارضين.
وتقول الصحيفة إن الكثيرين بدأوا في مراقبة ما يقولونه مع تزايد المخاوف حول من يمكن الثقة فيه، حتى بين الأصدقاء. وتستدرك الصحيفة قائلة إن الصدمة التي ضربت المملكة بعد مقتل جمال خاشقجي بصورة وحشية جعلت بعض الدوائر في المملكة تتحدث بصورة علنية عن جريمة تعزى المسؤولية فيها للحكومة.
وقال سعودي من منطقة غرب الحجاز، مسقط راس خاشقجي، للصحيفة “أصبح الناس فجأة يتحدثون علنا. إنهم يتحدثون عن جريمة شنعاء ارتكبتها الدولة”. بينما قال آخر “الناس يتحدثون بصوت منخفض ولكنهم يتحدثون عن المأساة“.
وتردف الكاتبة أن البعض يتحدث بصورة علنية عن المزاعم بأن الأمير محمد بن سلمان قد يكون أمر بقتل خاشقجي، وتقول إن مقتله رغم ما يتمتع به من صلات واسعة كان مفاجأة للجميع.
وتضيف الصحيفة أن النقاش العلني في السعودية ما زال أمرا محفوفا بالمخاطر، حيث تم القبض على العديد من المعارضين في حملة غير مسبوقة في العامين الماضيين وجهت لهم اتهامات بالإرهاب لنشر تعليقات على تويتر.