الاقتصاد الأخضر: كلمة حزب الخضر اللبناني في مؤتمر رجال وسيدات الاعمال – جبيل
ألقت نائبة رئيس حزب الخضر اللبناني المهندسة ماري تريز سيف كلمة الحزب في مؤتمر رجال وسيدات الأعمال الذي انعقد في فندق بيبلوس بالاس في جبيل بتاريخ 21-10-2018، برعاية وزير الاعلام ملحم الرياشي، ممثلا بمستشاره انطوان نجم، وبحضور مختار مدينة جبيل جورج حبيب ممثلا عضو تكتل الجمهورية القوية النائب زياد الحواط، قائمقام جبيل نتالي خوري، رئيس رابطة مختاري قضاء جبيل ميشال جبران، آمر فصيلة جبيل في قوى الامن الداخلي الرائد كارلوس حاماتي، رئيس مكتب جبيل في مديرية امن الدولة الرائد ربيع الياس، وعدد من الفعاليات الاقتصادية والاجتماعية، ومهتمون.
الكلمة:
أكدت سيف أنه بعد التّدهور البيئي المتمثّل في تفاقم ظاهرة تغيّر المناخ وما يترتّب عنها من آثار وتداعيات مدمّرة، أصبح اعتماد الاقتصاد الأخضر ضرورة ملحّة. وأن مبادئ هذا الاقتصاد وفوائده الأساسية، تتمحور في مجالات: مكافحة الفقر والبطالة، تحسين التدفّقات التجارية خصوصًا السلع والخدمات البيئية، تحقيق الأمن الغذائي، تعزيز الزراعة والنقل المستدام، تحسين إدارة المياه، والإدارة الحكيمة للموارد الطبيعية.
ورأت أن الاقتصاد الأخضر يتّسم بزيادة كبيرة في الاستثمارات في القطاعات الخضراء. وهذا يعني زيادة في نصيب هذه الأخيرة من الاقتصاد، وتقلّص التلوث والنفايات، وانخفاض انبعاثات الغازات السامة التي تُضرّ بالبيئة، والحدّ من تدهور الأرض وتصحّر مساحات كبيرة منها.
وأشارت الى أن أهميّة نموذج الاقتصاد الأخضر، تكمن في ضمان النمو الاقتصادي المستدام، وبالتالي خلق فرص عمل خضراء جديدة، والحدّ من الفقر، إضافة إلى تخفيض المخاطر البيئية والاحتباس الحراري.
وقالت المهندسة ماري تريز سيف: مع ازياد البطالة نحن بحاجة الى فرص عمل جديدة، والاقتصاد الاخضر هو الذي يساعد في توفير وإيجاد وظائف محترمة في مجموعة واسعة من القطاعات بإنتاجية عمالية كبيرة، وكذلك بكفاءة بيئية متفوقة وانبعاثات منخفضة، الأمر الذي يسمح بتوفير مداخيل مرتفعة، ويدفع بالنمو ويساعد في حماية المناخ والبيئة.
وأوضحت أن الاقتصاد الأخضر حضر استجابة لأزمات متعددة، ويهدف الى تحقيق تنمية اقتصادية عن طريق مشاريع صديقة للبيئة وباستخدام تكنولوجيات جديدة في مجال الطاقات المتجددة والنظيفة، ويدعو إلى خضرنة القطاعات القائمة وتغيير أنماط الاستهلاك غير المستدامة، مما يولد فرص عمل جديدة تعمل على الحد من الفقر، إلى جانب تقليل كثافة استخدام الطاقة واستهلاك الموارد وإنتاجها، وفي هذا الاطار تسعى الدول الى وضع تصور لإطلاق اقتصاد مبني على استراتيجية الانتقال الى اقتصاد أخضر، مع الأخذ بعين الاعتبار أربعة محاور أساسية:
1- أزمة الطاقة وارتفاع أسعار الوقود الأحفوري الذي أصبحت مخزوناته مهددة بالنضوب.
2- والأزمة الاقتصادية وتوظيف الاستثمارات الخضراء كوسيلة للإنعاش الاقتصادي.
3- وسياسات التخفيف من انبعاث غازات الدفيئة المسببة للاحتباس الحراري.
4- والقناعة القوية لبعض الدول بضرورة وضع نموذج جديد للتنمية المستدامة المرتكزة على تغيير سلوكيات المستهلك والنماذج التسويقية الحالية.
أكدت سيف ان المشكلة تكمن في غياب الوعي البيئي، وضعف وعي القطاعات المجتمعية بسياسات الاقتصاد الاخضر بحيث ان قوى المجتمع لا تدرك فوائد الاقتصاد الاخضر وما ينتج عنه، واكثر من ذلك قد تقاوم مجتمعيا. فعملية التحول الى الاقتصاد الاخضر ينتج عنها توفير فرص عمل جديدة للحد من بطالة الشباب، وتعزيز النمو الاقتصاد، مشيرة الى أنه لا يمكن تحقيق الاقتصاد المستدام الا عن طريق الترويج للاقتصاد الاخضر وتبنيه، وبيان السياسات التدميرية للبيئة من خلال الاقتصاد المدمر والملوث لها.
أضافت: من هنا يأتي دور الاعلام في الترويج لأهمية الاقتصاد والتوجه الاخضر في كل مجالات حياتنا ورصد وفضح الممارسات السلبية ضد البيئة . عندما نتكلم عن علم الاقتصاد فلا نعني به العلم الذي يبحث في الاستخدام الامثل للموارد المادية والبشرية، بهدف تحقيق اكبر ربح ممكن وبأقل كلفة ممكنة، وألا يأخذ بعين الاعتبار الجانب البيئي في النشاط الاقتصادي.
وقالت: تحسب الكلفة بالنسبة للعوامل الانتاجية الداخلة في العملية الانتاجية المباشرة ولا تؤخذ بعين الاعتبار الخسائر البيئية والتكاليف على مستوى الاقتصاد ككل، والتي تسمى بالتكاليف الخارجية، فعند انتاج اي منتج صناعي مثلا” لا يحسب ضمن التكلفة سوى التكلفة ضمن المصنع، ولا يحسب كم شخص تضرر او مرض نتيجة الغازات او الغبار المتطاير، وكم سيكلف علاجهم، وما هي خسائر الانتاج الناجمة عن التوقف عن العمل بسبب المرض، وكم هو حجم الضرر الحاصل من جراء تلوث الهواء والتربة والغابات في المنطقة المحيطة بالمصنع، ولا يحسب كم طناً من الاسماك قد دمر في البحر الذي يتم تلويثه بالنفايات، وما هي الكلفة على السياحة، وكم عدد الصيادين المتضررين من تغير النظم الايكولوجية ومن انقطاع رزقهم، كل ذلك يؤثر على الاقتصاد وعلى سوق العمل والانتاجية.
وأكدت سيف أنه في النمو الاقتصادي علينا النظر الى الامام الى التكنولوجيا المتطورة. ففي المانيا مثلا تذهب الاتجاهات الى التوجه الى خيار صناعي متطور صديق للبيئة، كمعالجة مياه الصرف الصحي واعادة استعمالها، الطاقة الشمسية، انتاج الكهرباء من طاقة الرياح كل هذه الصناعات هي لمستقبل زاهر لتكنولوجيا متقدمة. علينا النظر الى الامام الى التكنولوجيا المتطورة .
أضافت أن حزب الخضر اللبناني يتطلع الى صناعة صديقة للبيئة وغير ملوثة، وصناعة تفسح لمجالات عمل وفرص عمل خضراء جديدة، وتعزز الاقتصاد الاخضر، مثل صناعات التدوير التي نحن بحاجة اليها لحل جزء من مشكلة النفايات القائمة.
وفي النهاية ذكرت سيف ننسى بان حماية البيئة يلزمها قوانين، تساعد، لتحمي المستثمر الذي يطور الصناعات الصديقة للبيئة.
وتمنت في الختام لفعاليات المؤتمر والقيمين عليه، وبالأخص السيدة الدكتورة كوليت الخوري كل التوفيق.
وخلال المؤتمر كرّمت الدكتورة كوليت يوسف الخوري جمعية انسان للبيئة والتنمية HEAD ممثلة بالمهندسة ماري تريز سيف التي تسلمت الدرع التقديرية، عربون شكر وتقدير لجهودها.