من الصحافة الاسرائيلية
تناولت الصحف الاسرائيلية الصادرة اليوم التحليل الاميركي حول النووي الإيراني الذي نهبه الموساد من إيران مدعية إن طهران كانت قريبة من القنبلة النووية أكثر مما كان يعتقد، وبحسب الدراسة فإن الوثائق تكشف عن موقع أجريت فيه تجارب تفجير متسلسلة، والتي تعتبر مرحلة ضرورية في الطريق لبناء سلاح نووي .
وعلقت صحيفة معاريف على الدراسة قائلة إن صورا جديدة ومعلومات أخرى تنشر في واشنطن تشير إلى أن البرنامج النووي العسكري لإيران كان في مراحل متقدمة أكثر بكثير مما كان يعتقد، وأن الصور والمعلومات تشير إلى أن إيران أقامت قرب القاعدة العسكرية “بارشين”، قرب طهران، مختبرات وغرف ضغط أجريت فيها تجارب على تفجيرات متسلسلة تعتبر مرحلة ضرورية في الطريق لبناء سلاح نووي.
وتبين أن الحديث عن معلومات وصور مصدرها الأرشيف النووي الذي نهبه عناصر الموساد أواخر كانون الثاني/يناير الماضي، وكشف عنه رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو في مؤتمر صحفي عقده في أيار/مايو الماضي.
من ناحية اخرى لفتت صحيفة اسرائيل اليوم الى أن رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو قرر في اللحظة الأخيرة الامتناع عن تقديم موعد الانتخابات، وذلك بداعي أن مقربين منه وقفوا على مؤشرات مفادها أن الرئيس الإسرائيلي، رؤوفين ريفلين لا ينوي إلقاء مهمة تشكيل الحكومة الجديدة على نتنياهو، حتى لو فاز في الانتخابات.
وبحسب الصحيفة فإن نتنياهو أشرك مقربين وكبار المسؤولين في “الليكود” بهذه المخاوف، وأجرى مشاورات معهم قبل أن يتخذ قراره بمنع تقديم موعد الانتخابات في هذه المرحلة بأي ثمن، إلى حين التباحث بشأن الطرق التي يمكن بواسطتها معالجة هذه المسألة. وأضافت أن إحدى الطرق كانت تغيير القانون لمنع حصول مثل هذا السيناريو.
تناول الصحفي الإسرائيلي المتخصص في الشؤون الأمنية والاستخبارية، رونين بيرغمان، الصمت الإسرائيلي البارز حيال قضية خاشقجي، والذي أرجعه إلى أبعاد القضية وتورط ولي العهد السعودي، محمد بن سلمان، فيها بما ينعكس على كون السعودية مركبا مركزيا في الرؤية الإسرائيلية والأميركية للشرق الأوسط.
وفي مقالته في صحيفة “يديعوت أحرونوت” نصح برغمان ولي العهد السعودي بأن يتشاور مع ذوي الخبرة في الاغتيال قبل تنفيذ الاغتيال القادم كي لا يتكرر الإخفاق، ويشير إلى أن الدائرة الاستخبارية المحيطة ببن سلمان المتورطة بعملية الاغتيال، وعلى رأسهم أحمد العسيري، كانوا المسؤولين عن تواصل مع الأجهزة الاستخبارية “الأجنبية”، بما فيها إسرائيل.
بعد أن نقل عن مصدر استخباري إسرائيلي كبير قوله “ليت الأتراك أبدوا مثل هذا الحزم في جمع المعلومات والتحقيقات ضد حركة حماس وكبار ممثليها هناك مثلما فعلوا تجاه قتلة الصحفي جمال خاشقجي”، كتب أن تركيا تحولت في السنوات الثماني الأخيرة، بحسب كثيرين في الأجهزة الاستخبارية الإسرائيلية، من “شريك استخباري فعال إلى مغمضة العينين في أحسن الأحوال، وإلى شريك بالصمت في الإرهاب ضد إسرائيل، في أسوأ الأحوال“.
كما اشار إلى أن صعود رجب طيب إردوغان إلى السلطة في تركيا ضرب التعاون الاستخباري بين الطرفين، وانقطعت الاتصالات الاستخبارية بين الطرفين على أعلى المستويات.
وكتب أنه منذ مقتل خاشقجي اندفع الأتراك للتحقيق في عملية الاغتيال الرهيبة والفاشلة والمرعبة، مضيفا أن الأدلة التي كشف عنها في الأيام الأخيرة تثير التساؤلات: “هل كان السعوديون هواة أم متغطرسين؟ وعدا عن حقيقة أن العملية نفذت داخل قنصلية بلادهم، بينما كان يفترض أن يتوقعوا أنهم تحت المراقبة، فقد وقعوا في الكثير من الأخطاء التي من الصعب تصديق أن عناصر استخبارات كانوا متورطين بها. فصحيفة نيويورك تايمز تمكنت بسهولة من إجراء ملاءمة تامة بين جزء من فريق الاغتيال وبين من كان يحيط بولي العهد السعودي. فكيف حصل وأن أرسلوا هؤلاء العناصر بالذات والذي بمجرد تواجدهم في ساحة الجريمة يشكلون إدانة لبن سلمان؟ كيف يمكن أنهم لم يلاحظوا وجود طائرات مسيرة فوقهم قبل توثيق قيامهم بحرق وثائق في ساحة القنصلية؟“.
ويضيف أنه ربما يتمكن السعوديون من الخروج من المأزق، بسبب حماس الرئيس الأميركي، دونالد ترامب، لإنجاز صفقة بقيمة مئات المليارات من الدولارات مع السعودية، وربما يتمكنوا من “إقناعه” بقبول روايتهم المزعومة.
ورغم ذلك، يتابع، فإن السعودية، وخاصة بن سلمان، تلقوا ضربة قاسية، وسيكون لها أبعاد على الشرق الأوسط كله، بما في ذلك الدولة التي برزت بصمتها، وهي إسرائيل.
ولفت في هذا السياق إلى أن نتنياهو كان قد تحدث، الأسبوع الجاري، عن حرية التعبير ولكنه توقف عند مدخل السعودية، مثلما فعل بشأن التدخل الروسي في الحرب الدائرة في سورية.
وبحسب بيرغمان، من الممكن محاولة تفسير ذلك على المستوى التكتيكي، حيث أن ما نشر عن حوار بين إسرائيل والسعودية ليس صحيحا، ولكن من الممكن أن يكون عناصر المخابرات السعودية الذين اعتقلوا أو سيجري التحقيق معهم والمقربون من بن سلمان هم الذين يدفعون بالعلاقات الاستخبارية بين ولي العهد والدول الأجنبية، وعلى رأسهم نائب رئيس المخابرات، العسيري، والذي قد يكون أول من يدفع ثمن الإخفاق في إسطنبول.
وتابع أن الأبعاد الواسعة لعملية الاغتيال ستكون ملموسة في كل المنطقة. فالسعودية في ظل بن سلمان تشكل مركبا مركزيا في الرؤية الجديدة للشرق الأوسط بالنسبة لزعماء، مثل ترامب ونتنياهو، وفي مركزه “المحور السني المعتدل” الذي يدفع، بالتعاون مع إسرائيل وبدعم أميركي، بخطاب موجه ضد إيران وحزب الله أساسا.
وكتب أيضا أن بن سلمان دفع بهذه الرؤية للشرق الأوسط، ولكن “أجنحته باتت مقصوصة، إذا بقي في منصبه، كما أن قدراته على مواصلة هذه العمليات السرية، وتكريس أجهزته الاستخبارية وموارده الضخمة ضد إيران والقوى الموالية لها سوف تتضرر كثيرا“.
وينهي بالقول إن ترامب لم يعد يستطيع أن يقدم لبن سلمان الدعم التلقائي، ولذلك “نأمل أنه عندما يسعى مرة أخرى لاغتيال أناس (نفترض أنهم حرس الثورة الإيرانية) أن يفعل ذلك بالتشاور مع من لديه تجربة بهذا الشأن”.