شؤون عربية

استئناف إدخال الوقود إلى قطاع غزة

قرّر وزير الدفاع الإسرائيلي، أفيغدور ليبرمان، استئناف إدخال الوقود الذي وفرته المنحة القطرية إلى غزة، بناء على توصيات الأجهزة الأمنية .

وأعلن ليبرمان أنه ابتداءً من اليوم سيتم اسئناف إدخال ما وصفه بـ”الوقود القطري” إلى قطاع غزة، عبر معبر كرم أبو سالم (إيرز)، والذي أعيد فتحه الأول من أمس، الأحد.

وفي السياق، قال رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو، مساء اليوم، في معرض حديثه عن الأوضاع الأمنية في غزة خلال كلمة له في مؤتمر حزبي في المجلس الإقليمي “سدوت هنيغف” المحيط بالقطاع: “نحن نستعد لكل سيناريو ممكن. ونتعامل مع حكم عسكري ديني يسيطر على مليوني شخص (في إشارة إلى حركة حماس)“.

وأشار إلى أن قوات حركة حماس كانت لا تتعدى الـ3000 مقاتل قبل الانسحاب الإسرائيلي من القطاع (عام 2005)، وأنهم اليوم يتجاوزون الـ65 ألف مقاتل، وتابع “هم ملتزمون بالقضاء علينا، ليسوا أهلا للتفاوض بالمفهوم السياسي“.

وأضاف “هم على أية حال يفهون رسائلنا، لن نسمح لهم بالمضي في مؤامراتهم ولن ندعهم يحلمون بتنفيذ مخططهم”. وشدد على أنه ملتزم بالدرجة الأولى بملف الأمن “لا صواريخ ولا قذائف هاون ولا بالونات حارقة“.

وكان ليبرمان قد أوعز، الجمعة 12 تشرين الأول/ أكتوبر الجاري، بوقف إمدادات نقل الوقود إلى قطاع غزة، عقب مواجهات، خلّفت عشرات الشهداء والمصابين الفلسطينيين، قرب الحدود الشرقية للقطاع، بدعوى تواصل المسيرات المطالبة بحق العودة.

وأعرب مسؤولون في أجهزة الاحتلال الأمنية، حينها، عن معارضتهم لقرار ليبرمان، حيث نقلت صحيفة “هآرتس” عن مصادر في الأجهزة الأمنية أن “قرار ليبرمان بقطع إمدادات الوقود لغزة لقي اعتراضات واسعة”. وأوصت بإدعادة ضخ الوقود إلى القطاع.

وأشارت الصحيفة إلى أن المسؤولين استبعدوا “الضغط على حماس، وقطع شحنات الوقود عن غزة، دون حدوث المزيد من التدهور في الوضع الإنساني بالقطاع“.

وذكرت صحيفة أن هؤلاء المسؤولين الأمنيين يرون أنه ينبغي التمييز بين الوقود الذي تزوده إسرائيل، بادعاء منع انهيار الوضع الإنساني في القطاع، وبين الوقود الذي تمول دولة قطر تزويده للقطاع. وأشارت الصحيفة إلى أن إسرائيل تُدخل الوقود والغاز للقطاع بكميات تعتبر أنها الحد الأدنى المطلوب لمنع انهيار الأوضاع في القطاع.

ووفقا للصحيفة، فإنه خلال مداولات جرت في جهاز الأمن الإسرائيلي، في نهاية الأسبوع الماضي، أجمع المشاركون فيها على أن وضع إسرائيل شروطا تتعلق بالبالونات الحارقة والإطارات المطاطية المشتعلة مبالغ فيها وقد تضطر ليبرمان إلى التراجع عن تصريحاته، وذلك لأنه “لا يمكن وقف تزويد الوقود والغاز لعدة أيام من دون التسبب بتصعيد خطورة الوضع الإنساني في غزة“.

وبحسب الصحيفة، فإن المسؤولين في جهاز الأمن الإسرائيلي دعوا، خلال الأشهر الأخيرة، إلى التمييز بشكل كامل بين المواجهات عند السياج الأمني المحيط بالقطاع وبين استمرار المساعدات الإنسانية.

وادّعى ليبرمان آنذاك، أنه لا يمكن لإسرائيل القبول بإدخال الوقود لغزة من جهة و”الأحداث الدامية ومحاولات الإضرار بالجنود” مستمرة من جهة أخرى، وفق تعبيره.

وفي 4 تشرين الأول/ أكتوبر الجاري، كشفت “هآرتس” أن “اتفاقا مع قطر وضع في الأسابيع الأخيرة، يتم من خلاله تمويل شراء الوقود لمحطة الكهرباء في غزة“.

والشهر الماضي، ذكرت التلفزيون الرسمي الإسرائيلي (كان)، أن إسرائيل أبرمت اتفاقا أوليا مع عدد من الدول المانحة، لتنفيذ مشاريع عاجلة في القطاع.

ويعاني قطاع غزة من أزمة كهرباء حادة عمرها يزيد عن 11 عامًا، إذ تصل ساعات قطع التيار الكهربائي في الوقت الراهن من 18- 20 ساعة يوميًا.

ومنذ نهاية آذار/ مارس الماضي، ينظم الفلسطينيون مسيرات سلمية عند حدود قطاع غزة، للمطالبة برفع الحصار عن القطاع. ويستخدم الجيش الإسرائيلي قوة مفرطة لمواجهة تلك المسيرات السلمية، ما أسفر عن استشهاد عشرات الفلسطينيين وإصابة الآلاف بجروح مختلفة.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى