نداء المقاومة في الشرق السوري
غالب قنديل
التدخل العسكري الأميركي وبجميع ملحقاته الأوروبية الأطلسية ليس سوى احتلال استعماري يستهدف سورية والمنطقة ويمثل سندا استراتيجيا للكيان الصهيوني ولخططه وأطماعه في كل رقعة من الشرق العربي ومركزه هذه السورية قلب العروبة وقلعة المقاومة الحرة.
من بين ما يجاهر به العدو الصهيوني من مزايا يوفرها الاحتلال الأميركي في الشرق السوري منع التواصل السوري العراقي الإيراني وضمان التواصل بالقوات الأميركية الغازية الباقية على أرض العراق الذي بات مشمولا بتهديدات آلة الحرب الصهيونية التي أرعبها نشوء حركات مقاومة عراقية تنسج على منوال حزب الله والمقاومة اللبنانية في النظر إلى الصراع العربي الصهيوني وهي تعلن انها متحفزة ومستعدة للمشاركة في أي حرب عربية صهيونية مقبلة جهارا.
تقود الدولة الوطنية السورية بالشراكة مع حلفائها مسيرة كبرى لتخليص البلاد من عصابات الإرهاب ومن الوحدات الأجنبية التي استقدمت لدعم جهود عصابتي القاعدة وداعش ومثيلاتهما من عشرات الفصائل متعددة الجنسيات على الأرض ولاستكمال ما بقي من فصول العدوان الاستعماري الذي انطلق ببعثات القاعدة والأخوان المدعومة من حلف العدوان وبعد الشوط الكبير الذي قطعته عمليات الجيش العربي السوري وحلفائه بات واضحا ان بؤرتين كبيرتين واقعتين تحت وطأة الاحتلالين الأميركي والتركي ما تزالان خارجتين عن السيادة السورية .
في إدلب تجمع كبير للفصائل المسلحة والإرهابية سهلت الدولة السورية المساعي الروسية والإيرانية للتعامل معه بهدف تفكيكه من خلال اتفاقات خفض التصعيد ثم من خلال تفاهمات بوتين أردوغان وكلاهما قام على اولوية سورية هي التخلص من عصابات الإرهاب وفتح باب المصالحات للتجمعات المسلحة المحلية وترحيل الأجانب الذين استحضرتهم المخابرات التركية المحكومة بفعل ميزان القوى باسترداد عملائها وفي عدادهم وفق بعض التقارير ما يتخطى عشرة آلاف مواطن تركي جندهم حزب العدالة الحاكم لحساب جبهة النصرة ناهيك عن الجيش التركستاني الذي هو استطالة مخابراتية تركية اخوانية من أصله.
التنصل التركي يتواصل والمماطلة يحفزها حماس اميركي لتعطيل أي اتفاقات تجري تحت المظلة الروسية ولكن المربع الأخير ليس بعيدا والجيش العربي السوري جاهز لوضع نهاية للتلاعب التركي في الميدان بعد اكتمال جاهزية قواته في محافظة إدلب لتنفيذ عملية واسعة النطاق وقاعدة عمل سورية وحلفائها هناك أن التأني والإمهال لا يعني الإهمال والدلع وهذا ما تتولى روسيا إفهامه لمن يلزم بما في ذلك الدول الأوروبية التي شرعت ترسل جنودا إلى المناطق التي يحتلها الأميركيون في الشرق السوري.
في هذا الوقت ينبغي على قوى محور المقاومة ولا سيما الأشقاء السوريين تذكر الحقائق التاريخية التي تبرهن على أن الاحتلال الاستعماري لا يقتلع بغير القوة وما لم تدفع قوات الاحتلال أي احتلال أجنبي كلفة عالية فلن ترحل عن التراب السوري خصوصا في زمن الغطرسة الأميركية وهذا ما يجعل من اولويات محور المقاومة رعاية الأنوية والمجموعات السورية المقاومة التي ظهر بعضها في المناطق التي يحتلها العدو الأميركي والسعي لتطويرها تنظيميا وعسكريا ورفدها بالقدرات والإمكانات فكل أشكال المقاومة الشعبية يجب تنشيطها وتزخيمها في المناطق الواقعة تحت الاحتلال الأميركي وبجميع الأشكال من خلال خطة متكاملة ينبغي ان تحشد لها الطاقات والإمكانات السياسية والإعلامية والتنظيمية والعسكرية.
لاشك ان نهج المقاومة الشعبية وتوازن القوى المتغير يتيحان لسورية التعويل على إمكانية إخراج الاحتلال الأميركي وطرده دون قيد او شرط ولكن ذلك لن يحصل بالجهد السياسي والدبلوماسي بمفرده فلا غنى عن ضربات موجعة يسددها مقاومون سوريون وعرب على الأرض للمحتل الأميركي وكلما كانت موجعة ومزلزلة تلك الضربات ستعجل في ساعة الرحيل هربا من الاستنزاف ومن عقدة المستنقع المتجددة.
لايجب ان نسمح للاستعمار الغربي بالعودة إلى احتلال أي رقعة من أرضنا ولنا تجربة وعبر في طبيعة اطماعه وأهدافه المدمرة النافية لجميع مصالحنا وتطلعاتنا ولا يمكن ان نترك اخوتنا المحاربين في الشرق السوري مستفردين في مواجهة الاحتلال الأجنبي بجميع أعلامه التي يمثل وجودها مهانة لشعب سورية العظيم ولكرامته الوطنية والقومية. فليسقط الاحتلال ولتحيا المقاومة. إلى السلاح. النصر او الموت سننتصر ألم يكن ذلك هو نداء القادة الأبطال صالح العلي وابراهيم هنانو وسلطان الأطرش وعز الدين القسام ويوسف العظمة؟!