من الصحف الاميركية
نشرت احد ابرز الصحف الاميركية مقالا باللغة العربية شنت فيه هجوما على ما وصفه بانبطاح الرئيس الأميركي دونالد ترامب أمام ولي العهد السعودي محمد بن سلمان في قضايا عدة، آخرها مقتل الصحفي السعودي جمال خاشقجي، وقالت نيويورك تايمز في تغريدة بحسابه على تويتر إنه نشر المقال بالعربي كي يعرف السعوديون ما يفكر به الغرب تجاه بن سلمان .
وجاء في المقال الذي حمل عنوان “رئيس ينبطح أمام أمير مجنون” أن الرؤساء الأميركيين اعتادوا التستر على فسادهم وانحراف سلوكهم من حين لآخر، إلا أن الرئيس ترامب ذهب أبعد من ذلك، فهو يستخدم حكومة الولايات المتحدة للتستر على همجية مستبد أجنبي.
وفي تقرير لصحيفة واشنطن بوست الأميركية عنوته بـ”حان الوقت لإسكات جماعات الضغط السعودية في واشنطن”، أشارت الصحيفة إلى أن “بعد مقتل خاشقجي قطعت 4 من شركات الضغط الموجودة ومركز أبحاث واحد العلاقات مع السعوديين“.
وكشفت الصحيفة أن “السعودية بعد كشف التحقيقات أن 15 من أصل 19 من منفذي الهجوم كانوا سعوديين، وضعت العديد من شركات الضغط والعلاقات العامة ومراكز الأبحاث على جدول الرواتب في أميركا”، ولفتت إلى أن السعودية بدأت بعد أحداث 11 أيلول/سبتمبر عام 2001 العمل على تشكيل لوبي داخل الولايات المتحدة وأنفقت 100 مليون دولار خلال 10 لإعادة تلميع صورتها في الداخل الأميركي.
وذكرت الصحيفة في تقريرها أن إدارة أوباما منحت السعودية أكبر صفقة أسلحة بقيمة 115 مليار دولار أثناء المحادثات مع إيران”، وقالت إن ترامب يستغل اتفاقات أوباما العسكرية نفسها كمبرر مضلل من “أجل عدم معاقبة السعوديين على وفاة خاشقجي“.
وبحسب الصحيفة فإن السعوديين أنفقوا ما يقارب الـ27 مليون دولار على شركات الضغط والعلاقات العامة عام 2017، وهذه الشركات اتصلت بأعضاء الكونغرس وإدارة ترامب ووسائل الإعلام ومؤسسات الرأي أكثر من 2500 مرة، وقدمت هذه الشركات حوالى 400 ألف دولار كمساهمات لحملة الممثلين والشيوخ الذين اتصلوا بها.
نشرت مجلة ديلي بيست الأميركي مقالا تحليليا للكاتب كريستوفر ديكي يتناول فيه السبب الحقيقي وراء رغبة ولي العهد السعودي محمد بن سلمان بالقبض على الصحفي جمال خاشقجي “حيا أو ميتا“.
ويقول الكاتب إن مقتل خاشقجي يشكل مفتاحا لفهم القوى السياسية التي ساعدت على تحويل الشرق الأوسط من منطقة أمل قبل سبع سنوات إلى منطقة يسودها القمع والقتل الوحشي هذه الأيام.
ويشير إلى أنه كانت تربطه علاقة عن قرب مع خاشقجي منذ نحو عشرين عاما، وأنه كان يستشيره في الكثير من الأمور المتعلقة بهاجس النظام السعودي “الفظيع” تجاه جماعة الإخوان المسلمين.
ويقول الكاتب إنه عندما كان يبحث عن فهم أفضل للسعودية والشعب السعودي وقادته والشرق الأوسط فإنه كان يتصل بخاشقجي أو يلتقي به، والذي كان بدوره يقدم له المعلومات التي تعينه على فهم الوضع.
ويضيف أنه وخاشقجي غالبا ما كانا يختلفان في بعض الأمور، غير أن خاشقجي غالبا ما كان يقدم له معلومات وأفكارا ورؤى جديدة عن شخصيات رئيسية بالمنطقة بدءا بزعيم تنظيم القاعدة أسامة بن لادن في تسعينيات القرن الماضي إلى الاتجاهات السياسية الحديثة، وخاصة ما تعلق بانفجار الأمل الذي كان يسمى الربيع العربي عام 2011.
ويقول إن خاشقجي كان الرجل الأمثل للحديث عن السعوديين وعن الإخوان المسلمين، وذلك لأنه كان يعرف بشكل جيد عن مدى العلاقة المُرة بين الجانبين.
ويعود الكاتب إلى اللحظات الراهنة ليقول إنه أدرك أن خاشقجي قد مات وأنه تعرض للقتل، وذلك لأنه كان على وجه التحديد يعرف الكثير.
ويقول إنه لا يشك أن محمد بن سلمان (33 عاما) الذي يتمتع بسلطة كبيرة قد أصدر أمرا لأتباعه مفاده أنه يريد إسكات خاشقجي، وأن الفرقة السعودية الضاربة فهمت أن ولي العهد يريد خاشقجي “حيا أو ميتا“.
وفي محاولة من جانب الكاتب لتوضيح بعض أسباب مقتل خاشقجي، فإنه يقول إن محمد بن سلمان يعتبر مسؤولا عن هذه الجريمة الشنعاء تماما كما كان الملك هنري الثاني مسؤولا عن مقتل القديس توماس بيكيت (بالقرن الـ 12) غير أن القديس القتيل بهذه الحالة صحفي اسمه خاشقجي.
ويشير الكاتب إلى أن بعض اللاعبين الصغار في قضية مقتل خاشقجي سيدفعون الثمن، وأن بعضهم قد يتعرض للإعدام على أيدي القادة السعوديين.