من الصحف البريطانية
تحدثت الصحف البريطانية الصادرة اليوم عن المواجهة بين تركيا والسعودية في قضية مقتل الصحفي السعودي جمال خاشقجي وسعي كل بلد إلى تأكيد نفوذه وقوته في منطقة الشرق الأوسط .
وقالت إن ولي العهد السعودي محمد بن سلمان والرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، في معركة من أجل إبراز القوة وفرض النفوذ في المنطقة، وستكون المبارزة الحاسمة بينهما.
من ناحية اخرى لفتت الصحف الى إن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب يجسد روح عصرنا ولفتت الى أن ترامب متعود على الكذب، وإدارته وضعت الأطفال في معسكرات مكتظة، ووصفه وزير خارجيته السابق ريكس تليرسون بأنه “أحمق”، ولكن هذا كله لم يمنعه من أن يكون “شخصية تاريخية عالمية” بتعبير الفيلسوف هيغل.
نشرت صحيفة الغارديان تحليلا كتبه مارتن تشلوف عن المواجهة بين تركيا والسعودية في قضية مقتل الصحفي السعودي، جمال خاشقجي، وسعي كل بلد إلى تأكيد نفوذه وقوته في منطقة الشرق الأوسط.
يقول مارتن إن ولي العهد السعودي، محمد بن سلمان، والرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، في معركة من أجل إبراز القوة وفرض النفوذ في المنطقة. وستكون المبارزة الحاسمة بينهما، حسب رأيه، اليوم.
فولي العهد السعودي سيفتتح في الرياض مؤتمر الاستثمار بهدف إعلان فتح بلاده للاستثمار. أما الرئيس التركي فسيلقي خطابا في أنقرة قد يغرق السعودية، إذ وعد بأنه سيكشف كل الحقيقة في قضية مقتل خاشقجي، داخل قنصلية بلاده في اسطنبول.
ويرى مارتن أن أردوغان، إذا أنجز وعده، فإنه سيقدم أدلة دامغة تدين السعودية بتدبير مؤامرة لقتل خاشقجي، فيها مقاطع فيديو بالصوت والصورة للتعذيب والقتل. ويتوقع أن يتهم الرئيس التركي المقربين من ولي العهد السعودي بالتخطيط لقتل الصحفي، وهو ما يكذب ادعاءات السعودية بأن المجموعة التي قتلت خاشقجي تصرفت دون علم ولي العهد، وخارج صلاحياتها.
ويضيف الكاتب أن ولي العهد السعودي والرئيس التركي لهما نظرتان مختلفتان تماما لمستقبل المنطقة. فأردوغان يدعم الإسلام السياسي في بلاده وفي الخارج، خاصة منذ وصول الرئيس، محمد مرسي، للسلطة في مصر.
ويتعاون أردوغان مع قطر، التي يصفها الكاتب بأنها الغريم الأول للسعودية في المنطقة.
أما محمد بن سلمان، حسب رأي الكاتب “فيحاول تغيير وجه السعودية لتتخلى عن جذورها الوهابية والسلفية وتصبح دولة عربية بوليسية“.
ويرى مارتن أن “الفرصة أمام أردوغان لقلب الطاولة على رجل متهور أثار غضب أقرب المقربين من بلاده”. ويضيف أن “الأمر أصبح صراعا استراتيجيا بين أردوغان ونظرته للشرق الأوسط وبن سلمان ونظرته للمنطقة مع حلفائه بن زايد في الإمارات والسيسي في مصر“.
نشرت صحيفة الفايننشال تايمز مقالا كتبه غيديون باكمان يقول فيه إن الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، يجسد روح عصرنا.
يقول غيديون إن ترامب “عندما خطب في الأمم المتحدة الشهر الماضي ضحك منه الجمهور. وكانت تلك أكبر إهانة يتلقاها رئيس أمريكي، ولكنني أتوقع بمرارة أن ترامب هو الذي سيضحك أخيرا، فسيكون الرئيس الذي غير التاريخ وجسد روح عصره“.
ويضيف أن ترامب متعود على الكذب، وإدارته وضعت الأطفال في معسكرات مكتظة، ووصفه وزير خارجيته السابق ريكس تليرسون بأنه “أحمق”، ولكن هذا كله لم يمنعه من أن يكون “شخصية تاريخية عالمية” بتعبير الفيلسوف هيغل.
ويرى غيديون أن ترامب غير أسلوب تعامل الرؤساء الأمريكيين مع العالم، “فكان سابقوه إما ينفون تراجع القوة الأمريكية أو يتحدثون عنها في سرية، ولكن ترامب اعترف بهذا التراجع علنا وحاول قلبه. ووسيلته في ذلك استعمال القوة الأمريكية بكل وحشية، بهدف وضع قواعد جديدة تكون في مصلحة الولايات المتحدة، قبل فوات الأوان“.
وتخلى ترامب عن اللباقة التي دأب عليها سابقوه، وانتهج أسلوب التنمر مع الأصدقاء مثل الأعداء. وقرر ترامب أيضا أن تزايد قوة الصين وغناها ليس في صالح الولايات المتحدة، ولذلك يحاول الوقوف في وجهها وهذا تغير جذري في تاريخ السياسة الخارجية الأمريكية، حسب رأي غيديون.
وعلى الصعيد الداخلي، استطاع ترامب، حسب الكاتب، أن يبين الهوة الكبيرة بين رأي النخبة الأمريكية ورأي عموم الأمريكيين في قضايا مختلفة مثل الهجرة والتجارة والهوية والسياسة.
وقال إنه يفعل ما يعتبره المحللون انتحارا سياسيا، ولكن حدسه يغلب توقعات المحللين. كما استغل رغم تقدمه في السن مواقع التواصل الاجتماعي أفضل من غيره من السياسيين.
ولكن هل ستكلل كل هذه المواقف الراديكالية بالنجاح. يرى الكاتب أنه من السابق لأوانه توقع النجاح أو الفشل.
نشرت صحيفة التايمز مقالا افتتاحيا عن تهديد الرئيس الأمريكي بالانسحاب من اتفاقية عسكرية روسية قد تشعل سباق التسلح في العالم من جديد.
تذكر الصحيفة أن الولايات المتحدة وقعت منذ 30 عاما اتفاقا مع الاتحاد السوفييتي سابقا يقضي بحظر جميع الصواريخ النووية التقليدية التي يبلغ مداها من 500 كيلومتر إلى 5500 كيلومتر بهدف إزالة المخاوف من استهداف موسكو لعواصم أوروبية، وكانت الاتفاقية ناجحة.
وتقول التايمز إنه منذ فترة الرئيس السابق، باراك أوباما، ظهرت أدلة على أن روسيا تطور صاروخا جديدا يزيد مداه عن الحد المتفق عليه في عام 1987.
وتفيد تقارير أمريكية بأن هذا الصاروخ يمكنه الوصول إلى عواصم غربية.
ولكن التايمز ترى أن اعتزام الرئيس ترامب الانسحاب من الاتفاقية ليس ردا حكيما. فقد وقع الاتفافية، رونالد ريغن وميخائيل غورباتشوف، بعد أعوام من المظاهرات الحاشدة والاعتصامات حول القواعد الأمريكية في أوروبا الغربية.
وكان نشر الصواريخ الأمريكية يهدف إلى صد الصواريخ السوفييتية الجديدة، التي تحمل رؤوسا نووية.
وترى الصحيفة أن من مخاطر الانسحاب من الاتفاقية التي أوقفت الحرب الباردة ظهور عداء جديد لأمريكا وتدهور العلاقات داخل حلف الناتو. وتضيف أن الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، سيكون سعيدا بهذا الانسحاب لأنه سيسمح له بتجريب صواريخه الجديدة علنا، وإلقاء اللوم على ترامب وحده.
وتقول التايمز إن المطلوب بدل الانسحاب من الاتفاقية الضغط على موسكو لتلتزم بشروط الاتفاق، والتأكيد على أنه رغم الخلافات بين واشنطن وموسكو يمكنهما العمل معا لضم الصين إلى الاتفاقية، من أجل تعزيز السلم في العالم.