من الصحف الاميركية
اعتبرت الصحف الاميركية الصادرة اليوم إن الأزمة الدبلوماسية المتنامية مع السعودية حول اختفاء جمال خاشقجي موضحة كيف أصبحت المملكة متكاملة مع الولايات المتحدة، مع وجود شركات الضغط ودوائر البحث والمستثمرين الذين أصبحوا جميعهم تحت الرقابة بسبب علاقاتهم بالمملكة، وأوضحت أن الأزمة الدبلوماسية التي تعصف بالمملكة تسببت في إلقاء أضواء كثيفة على إنفاقها في واشنطن.
وأشارت إلى أن السعوديين مارسوا نفوذا في واشنطن لعقود من الزمن، من إغداق الملايين على شركات الضغط إلى إرسال أعضاء رفيعي المستوى من العائلة المالكة للعمل كسفراء وشخصيات اجتماعية.
وألمحت “بوليتيكو” إلى تزايد نفقات السعودية في عهد الرئيس دونالد ترامب وفقا لتقرير من مؤسسة بحثية في واشنطن، حيث بلغ إنفاق كسب التأييد عام 2017 نحو ثلاثة أضعاف ما كان عليه قبل عام، حتى إن زعيم الأغلبية السابق في مجلس الشيوخ ترينت لوت الذي مارس الضغط نيابة عن السعودية، قال “إنهم يستخدمون كل آلية وأكثر وأفضل من معظم البلدان”.
أوردت فورين بوليسي أن الحرب بالعراق ظلت تأتي بشراكات غريبة لكن آخر ما أتت به هو الأغرب، إذ بدأت قوات الحشد الشعبي بالقرب من المناطق التي يسيطر عليها الأكراد تستوعب بعض مقاتلي تنظيم الدولة.
وقالت المجلة إن هذه الشراكة ربما تبدو غريبة، لكن هناك مصالح واقعية ستحققها للطرفين، فالحشد الشعبي سيتمكن من توسيع وجوده داخل المناطق السنية، وستمكّن مقاتلي تنظيم الدولة من العودة إلى المجتمع العراقي.
وأوضحت في تقريرها أن قوات الحشد الشعبي أدخلت تعديلا “دراميا” في إستراتيجية تجنيدها. فبالإضافة إلى الشباب الشيعة، بدأت تفتح أبوابها لأعضاء تنظيم الدولة السابقين.
وأكد العديد من المسؤولين الحكوميين في بغداد والنشطاء العراقيين هذا التوجه، مشيرين إلى أن “تنظيم بدر” (لواء بدر/سابقا) وهو أحد مليشيات الحشد قد استوعب حوالي 30 من مقاتلي تنظيم الدولة بمدينة جالولا لوحدها، كما استوعبت “عصائب أهل الحق” 40 من المقاتلين السابقين بنفس المنطقة المتنازعة بين الحكومة المركزية والأكراد.
وقال المسؤول الكردي بالمدينة خليل خوداداد إنه -وبعد هزيمة تنظيم الدولة أواخر 2014- لم يعد مقاتلو التنظيم قادرين على العودة وذهبوا إلى مدن أخرى حيث انضموا إلى قوات الحشد الشعبي، وعادوا الآن إلى جالولا وهم يرتدون زيا جديدا.
مصادر بجهاز الأمن الداخلي في كردستان العراق قالت إن قوات الحشد لم تكتف باستيعاب الأفراد العاديين من مقاتلي تنظيم الدولة، بل استوعبت حتى القادة. ونقلت فورين بوليسي عن مصادرها بهذا الجهاز بعض الأسماء المعروفة بالمنطقة.
ونفى أحد قادة عصائب الحق (يُسمى شيخ أبو أحمد) استيعاب تنظيمهم لأي أعضاء سابقين بتنظيم الدولة سواء كانوا أفرادا عاديين أو قادة، وأقر بأنهم يرغبون في أن ينضم إليهم رجال من السنة بشرط ألا تكون لديهم روابط معروفة بتنظيم الدولة.
وأضاف أبو أحمد، وهو قائد كتيبة بشمال مدينة ديالا، أنهم عندما بدؤوا الاستيعاب، انضم بعض أعضاء تنظيم الدولة لكن وعندما استقصوا عن خلفياتهم عزلوهم جميعا.
وقال تقرير المجلة إن كثيرا من أعضاء تنظيم الدولة السابقين كانوا قد انضموا إليه لأسباب اقتصادية وليست دينية، وانضمامهم إلى قوات الحشد الشعبي كذلك لأسباب اقتصادية بسبب استشراء البطالة، بالإضافة إلى رغبتهم في غسل ماضيهم مع (داعش) تنظيم الدولة.
وأضاف أن حصول أعضاء التنظيم على بطاقة الحشد يساعدهم في كثير من شؤون حياتهم، بما في ذلك الحركة والتنقل من منطقة لأخرى.
وأشار التقرير إلى أن انضمام شخص سني إلى تنظيم شيعي أفضل بالنسبة إليه من الانضمام لقوات الحشد القبلي السنية، من جهة أن الأول يؤمن له الكثير من المزايا الحياتية بما فيها أمنه الشخصي.
وذكر أيضا أن استيعاب أعضاء تنظيم الدولة السابقين يتم أحيانا بسبب فساد مسؤولين بالحشد، إذ تبلغ تكلفة بطاقة الحشد 500 دولار أميركي، بينما يصل سعر البطاقة بالإضافة إلى التسجيل بقوات “تنظيم بدر” عدة آلاف من الدولارات.
وحذر التقرير الحكومة العراقية من “خطورة” ظاهرة انضمام مقاتلي تنظيم الدولة السابقين إلى المليشيات القائمة، ودعاها إلى مراقبتهم جيدا، كما قال إن تغلغل قوات الحشد بالمناطق السنية يعني نفوذا جديدا لإيران في العراق.