من الصحف البريطانية
نشرت صحيفة الغارديان مقالاً لديلب هايرو بعنوان “بن سلمان لم يكن أبداً إصلاحياً – وما حدث يثبت ذلك”، وقال كاتب المقال إنه في يونيو/حزيران عندما رفع الحظر عن قيادة السيارات في السعودية، اعتبرت هذه الخطوة من قبل العالم أجمع بأنها جزء من “أجندة ولي العهد السعودي الإصلاحية “.
وأضاف كاتب المقال أن السطات السعودية أكدت حينها أن هذه الخطوة منحها بن سلمان للسعوديات بمثابة منحة وليس نتيجة للحملة التي قادتها الناشطات السعوديات، مضيفاً أن الحكومة السعودية اعتقلت في الحقيقة 11 من الناشطات قبل شهر واحد من هذا الإعلان، ثم أفرج عن أربعة فيما لا يزال 7 منهن قابعات في الاحتجاز من دون تهمة.
وأردف أن ولي العهد السعودي أكثر استبداداً من أسلافه، لذا فإن الأحداث الغامضة التي أحاطت باختفاء الصحفي السعودي المعارض جمال خاشقجي ليست صادمة كما شعرنا في البداية.
وتابع بالقول إنه في صيف عام 2017، سجن الأمير الشاب نحو 30 من رجال الدين السعوديين والكتاب والمثقفين لمجرد أنهم عبروا عن اعتراضهم على سياسات البلاط الملكي.
وأردف كاتب المقال أنه عندما شعر خاشقجي بأن اعتقاله أضحى أمراً لا مفر منه، هرب إلى الولايات المتحدة.
وتابع بالقول إن خاشقجي عكف في مقالاته التي كان ينشرها في صحيفة “واشنطن بوست” على انتقاد حصار قطر وإجبار رئيس الوزراء اللبناني على الاستقالة وقمع المعارضين ووسائل الإعلام.
وختم بالقول إن “على الملك سلمان أن يتذكر ما الذي حدث مع شاه إيران، وعليه أن يشارك هذه الأحداث مع ابنه المفضل“.
وحول الموضوع نفسه كتبت رولا خلف في الفايناننشال تايمز مقالا حول تلاشي صورة الحاكم العربي العجوز المستبد لتحل محلها صورة الابن الشاب الذي تأمل الشعوب في أن يطور أساليب والده وتقنع الحكومات الغربية نفسها بأنها ستساعده نحو التغيير بعنوان “أسطورة الإصلاحي العربي الشاب“.
تقول خلف إنه على مدار العقد الماضي اعتمدت سياسات الغرب تجاه الشرق الأوسط على تلك الأسطورة التي تغيرت وجوهها لكن ظلت نتيجتها واحدة، فمن بشار الأسد في سوريا إلى سيف الإسلام القذافي في ليبيا إلى جمال مبارك في مصر وصولا إلى محمد بن سلمان في المملكة العربية السعودية.
وعلى اختلاف الأسماء والوجوه والبلاد، فقد احتفت العواصم الغربية بتلك الأسماء بدرجات مختلفة وحماس متغير إلا أن النتيجة كانت دائما واحدة، فكل واحد من تلك الأسماء اثبت أنه على نفس درجة استبداد سابقيه وبعضهم أثبت أنهم أكثر وحشية وقسوة.
وأضافت أن هذا هو ما حدث تحديدا في حالة ولي العهد السعودي محمد بن سلمان، 33 عاما، الذي بدأ بقمع على مستوى رفيع شمل أمراء من العائلة المالكة ثم انتقل إلى ممارسته على كل من يختلف معه، وهو ما حدث، بحسب الكاتبة، مع الضحية المحتمل الصحفي جمال خاشقجي.
وتلفت الكاتبة إلى أنه حتى في الأجزاء الأكثر إشراقا في الشرق الأوسط، وضربت مثالا بالإمارات، فإن الجيل الأصغر سنا من حكامها، بحسب رأيها، لم يظهروا أيا من التسامح الذي عرف عن الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان.
وتعتقد الكاتبة أن المحرك الرئيسي وراء تلك الأسطورة (الإصلاحي الشاب) هو أن الغرب يؤمن ولو جزئيا بضرورة الاحتفاظ باستقرار الشرق الأوسط غير الديموقراطي وأن التغيير الجذري في ظل أوضاعه المتوترة يحمل الكثير من المجازفة.
في أغلب الظن، بحسب الكاتبة، فلا وجود لأي إشارة إيجابية بشأن أمنيات المؤسسات السياسية الغربية التي تصر على تكرار أخطائها بشأن الحكام الشباب في منطقة الشرق الأوسط الذين تعلموا في الخارج ويظهرون اهتماما بالفن والموسيقى ويعرفون كيف يتعاملون مع التكنولوجيا الحديثة وتعتقد أن ذلك سيدفعهم نحو التغيير والإصلاح لكن يبدو أن قلة الخبرة تدفعهم نحو مزيد من عدم الثقة وكثير من جنون العظمة.
نشرت صحيفة التايمز مقالاُ لريتشارد سبنسر بعنوان “جنرال تدرب في أكاديمية ساندهيرست العسكرية الملكية – هو المشتبه الرئيسي” في قضية اختفاء خاشقجي.
وقال كاتب المقال إن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب قال للعالم أجمع إن “قتله مارقين وراء مقتل جمال خاشقجي”، مضيفاً أن الولايات المتحدة تعمل حالياً على معرفة من كان يترأس هؤلاء القتلة المارقين.
وأضاف أن شبكة سي أن أن الأمريكية أشارت إلى أن المشتبة به الرئيسي هو ضابط كبير في جهاز المخابرات العامة ومقرب من الدائرة الداخلية لولي العهد السعودي محمد بن سلمان.
ونقلت”سي أن أن” عن دبلوماسيين في واشنطن أن السعوديين سيلقون باللوم في مقتل خاشقجي على جنرال سعودي بنجمتين وجديد في العمل الاستخباراتي.
وبحسب الشبكة الإخبارية فإن هذا الجنرال نال موافقة الأمير لاستجواب خاشقجي للاشتباه بأنه ينتمي للإخوان المسلمين إلا أنه تخطى تعليمات بن سلمان و”كذب على رؤساءه السعوديين“.
ونقل كاتب المقال عن “سي أن أن” قولها إن الرجل الذي تنطبق عليه هذه المواصفات هو الجنرال أحمد العيسري، نائب رئيس المخابرات العامة السعودية، وهو من قرية في جنوب غرب البلاد وتلقى تدريبه في أكاديمية ساندهيرست العسكرية الملكية ووست بوينت في الولايات المتحدة وفي أكاديمية سانت سير الفرنسية “.