من الصحف الاميركية
اعتبرت الصحف الاميركية الصادرة اليوم أن قضية خطف وقتل الصحفي السعودي جمال خاشقجي -كما يبدو- هي قصة فيها ضحية وأشرار، لكنها تخلو من الأبطال، وأشارت إلى أن أجزاء من الرواية المتداولة حول وجود إثبات على قتل خاشقجي داخل القنصلية السعودية بإسطنبول وتقطيعه ونقل بقاياه في شاحنة سوداء إلى طائرة خاصة توجهت إلى السعودية؛ لا تزال غير مؤكدة، ويبدو أن هناك شكا قليلا فيها .
وذكرت أن الشرير الرئيسي هو على ما يبدو ولي العهد محمد بن سلمان، الذي يدير كل جانب من جوانب المملكة، والذي بدون إذنه لا يحدث شيء له أهمية”، وأردفت أن “هذه الحادثة الدنيئة ليس أفضل تحليل لها على أنها صدام بين حاكم مستبد وبطل ديمقراطي، بل هو أقرب إلى صراع داخلي مدمر.
وكشفت صحيفة نيويورك تايمز أنها قامت بتتبع سيرة الـ15 شخصًا التي أعلنت السلطات التركية عن تورطهم في مقتل الكاتب الصحفي جمال خاشقجي، وأضافت الصحفية أن تتبعها لهؤلاء الـ15 الذين دخلوا اسطنبول يوم اختفاء خاشقجي وصورتهم السلطات التركية ، أفضى إلى قربهم من دوائر كبرى في السعودية ، مؤكدة أن ثبوت تورط هؤلاء في الجريمة قد يصعب من تبرئة الشخصية النافذة التي أصدرت أوامر القتل .
وأشارت الصحيفة إلى أنها اعتمدت على تقارير صحفية سعودية فضلًا عن وثائق بالإضافة إلى صور وتسجيلات تلفزيونية لأنشطة بعض المسؤولين السعوديين لتتوصل إلى أن أغلب هؤلاء الـ15 المتهمين يعملون ضباط أمن أو موظفين حكوميين في بلدهم .
قالت صحيفة واشنطن بوست في افتتاحيتها إن السعودية حاولت حتى الآن التهديد والتسلط لإسكات الحديث حول مصير الصحفي جمال خاشقجي الذي اختفى بالقنصلية السعودية في إسطنبول قبل أسبوعين.
وأوضحت بأنه -وفي هذه الأثناء- يجدر النظر في مقدار ما قد تخسره الولايات المتحدة إذا تمزقت علاقتها مع الرياض.
وأردفت بأن الحقيقة هي أن المملكة -التي كما أشار ترامب نفسه بشكل فاضح إلى أنها لن تستمر بدون دعم أمني أميركي- تخسر كل شيء من انقطاع العلاقات، بينما لم تعد الولايات المتحدة بحاجة إليها بقدر ما كان في السابق.
وأشارت الصحيفة إلى بيان السلطات في الرياض أمس الأول الذي هددت فيه بالرد “بمزيد من الإجراءات” على أي عقوبة نابعة من القضية، حيث فاضت وسائل الإعلام السعودية بخطوات مثل خفض إنتاج النفط وشراء الأسلحة من روسيا ووقف التعاون الاستخباراتي المضاد للإرهاب.
ويوم الاثنين هاتف الملكُ الرئيسَ الأميركي وأخبره أنه “ينفي أي معرفة بما حدث” وفقا لترامب الذي أضاف “يبدو لي أنه ربما كان من الممكن أن يكونوا قتلة مارقين“.
ووصفت الصحيفة تلميح ترامب بالأخرق وأنه ربما أحدث تغييرا في الرواية السعودية، وهذا ما أشارت إليه شبكة سي أن أن بأن النظام السعودي كان يستعد للاعتراف بأن خاشقجي توفي في استجواب جرى بشكل خاطئ.
وعلقت بأنه إذا كان الأمر كذلك فيجب أن تكون هناك عواقب ليس فقط لأولئك الذين أخطؤوا بقتل الصحفي ولكن أيضا لمن أمر بالعملية غير القانونية في المقام الأول. كما أن اعتراض الاستخبارات الأميركية لبعض المعلومات يشير إلى أن الأمر جاء من محمد بن سلمان “ولي العهد المتهور” بحسب الصحيفة الذي انتقد خاشقجي تجاوزاته في أعمدته الصحفية بصحيفة واشنطن بوست.
وأشارت الصحيفة إلى أنها تتوقع معرفة المزيد من المعلومات قريبا، وأن كل ما حدث لخاشقجي يبدو أنه قد تم تسجيله على شريط فيديو أو شريط صوتي.
وختمت بأن ترامب بالغ في تقييم العلاقة وشجع القادة السعوديين على الاعتقاد بأنهم قادرون على التصرف بشكل متهور وحتى إجرامي من دون عواقب، ومهما كانت نتيجة القضية فإن إعادة تشكيل أساسية للعلاقة -التي يفرضها الكونغرس إذا لزم الأمر- أمر حتمي.