بري امام برلمانات العالم: في قضية فلسطين لم يعد يجدي إلا المقاومة والمقاومة فقط
اشار رئيس مجلس النواب نبيه بري خلال جلسة بعد ظهر امس في الجمعية العامة للإتحاد البرلماني الدولي، الى انه “لن اتكلم في السياسة كثيراً وخصوصاً عن قضية فلسطين، برأيي لم يعد يجدي إلا المقاومة والمقاومة فقط، في بلدي لبنان ما يزيد عن خمس وخمسين جامعة ومعهداً للتعليم العالي، ونحن نعاني من ان اسواق العمل عندنا لا تستوعب متخرجات التعليم العالي في جميع الاختصاصات، وتعرفون ان المنطقة من حولنا مضطربة اضافة الى التهديدات العدوانية الاسرائيلية على حدودنا الجنوبية، واستمرار احتلال اجزاء حدودية من ارضنا، اضافة الى التهديدات الارهابية التي كانت قائمة على حدودنا الشرقية. كما اننا في لبنان نخضع لوقائع اقتصادية–اجتماعية ضاغطة تتطلب دعم السلطات البرلمانية وتوجيه عناية حكومتها لدعم اقتصاد وامن لبنان “.
اضاف بري قائلا “إنني اؤكد ان هناك تأثيراً كبيراً للمجتمع العلمي لدينا والشباب بإختصاصتهم المتنوعة، باشروا في الانضمام الى جماعات الضغط والمجلس النيابي في اقتراح السياسات المختلفة ومزاوجة التشريعات مع التحولات التي يشهدها العالم ، وبدأت الحكومة الاخذ بهذه التوجهات وتهتم بالتطور الذي ابرزه الذكاء الاصطناعي والتكنولوجيا الحيوية، وهو ما يأخذ بيد مختلف السياسات ونحن بدورنا بدأنا خطوات نحو البرلمان الالكتروني مما سيسهم بإستحضار مختلف العلوم في المناقشات البرلمانية العامة والمواد حول مختلف القضايا، وتوأمة مجتمع العلوم مع المجتمع البرلماني، وإننا نستدعي دعم البرلمان اللبناني من البرلمانات ذات الخبرة في هذا المجال ، ونحن بدورنا سنعزز بالطبع اللجنة البرلمانية لتكنولوجيا المعلومات وزيادة مهامها في تشجيع الشباب وخاصة الشابات من اجل متابعة الدراسات العلمية والهندسية“.
واشار الى “اننا سنأخذ في الاعتبار لدى توقيع تفاهمات برلمانية دور العلم وموقعه في العلاقات بين البلدان، ومبادلة المناهج بين الجامعات ومعاهد التعليم العالي، واطلاق فعاليات المؤسسات الحكومية ومعها مؤسسات المجتمع المدني، لمعالجة محور الامية الرقمية والمشاركة في خطة التنمية المستدامة لعام 2030، والتركيز على العلوم والتكنولوجيا والهندسة والرياضيات، مع اقتراحي بأن يأخذ الاتحاد البرلماني الدولي توجهاً الزامياً للبرلمانات من اجل اقرار آليات لضمان ادراج العلم وتأثيره على المجتمع بشكل منهجي لكي يسهم العلم في استقرار المجتمعات واقامة علاقة منتظمة بين السلطات وبناء الثقة بين الشعوب والدول، مما يمكن الجميع من صناعة مستقبل افضل وصناعة سلام اجتماعي وسلام اقليمي ودولي قائم على العدالة ووقف اساءة استعمال العلم والتكنولوجيا كأدوات حربية للعدوان والارهاب“.
وكانت الجمعية العامة للإتحاد البرلماني الدولي افتتحت اعمال مؤتمرها الـ 139 في قصر المؤتمرات في جنيف وسط محاولات لتمرير بنود وإقتراحات على حساب البند الأساسي الذي سعت اليه البرلمانات العربية والإسلامية والذي يتعلق بالقرار الأميركي بحجب المساعدات المالية على وكالة غوث اللاجئين الفلسطينين الاونروا، وبالتالي إستخدام هذه الخطوة في اطار الضغط على الشعب الفلسطيني وإستهداف القضية الفلسطينية. ولعب بري الى جانب عدد من رؤساء البرلمانات العربية والإسلامية وبرلمانيين آخرين دوراً اساسياً في التصدي لمحاولة المقايضة بين إقتراح يتعلق بحقوق المثليين والإقتراح المتعلق بالاونروا والقضية الفلسطينية المطروح من قبل المجموعتين البرلمانيتين العربية والإسلامية. كما رأى في طرح إعطاء المهاجرين حقوقاً سياسية لغماً آخر ينطوي على مخاطر كثيرة، ومنها محاولة تمرير التوطين. وقال ان هاتين المحاولتين تشكلان لغمين اساسيين ينبغي ان نواجههما بقوة، معتبراً ان مثل هذه المحاولات مسألة خطيرة تستدعي ان نكون حاضرين بقوة في جلسات الجمعية العامة للإتحاد البرلماني الدولي.
وحاولت رئيسة الإتحاد غابرييلا بارون تجاوز جدول اعمال الجمعية بإقحام التصويت على إمكانية تعديله والسماح بمناقشة والتصويت على إقتراح حقوق المثليين مع البند الأساس اي البند الطارئ، لكن الرئيس بري وعدداً من رؤساء البرلمانات بينهم رئيس مجلس النواب المصري ورئيس البرلمان الباكستاني تصدوا لها مؤكدين على الإلتزام بالنظام.
وقدم بري مداخلةً قال فيها “بالاضافة الى تأييدي لما ورد على لسان رئيس مجلس النواب المصري اود ان الفت نظرك السيدة الرئيسة انه اثير هذا الموضوع في سان بطرسبرغ عام 2017 و قد جرت استشارة من قبل الرئاسة الكريمة اي من قبل حضرتك بالذات الى استاذ مساعد في القانون الدولي في المعهد العالي للدراسات الدولية جيان لوكا لورسي، وقدم لك استشارته و موجزها أنها مهما تحدثت اية لجنة عن الاستقلال فإن هذا الاستقلال يقع دائماً تحت السلطة النهائية للجمعية العامة. الجمعية العامة هي أكبرمؤسسة فكيف يمكن للجنة اية لجنة كانت ان تجعل قراراتها اكبر واقوى من قرارات الجمعية العامة؟ عندئذٍ لا لزوم للجمعية العامة ولا لزوم لحضورنا. هذا أمر خطير للغاية، آمل كل الامل إعادة النظر في هذا الموضوع. وأولاً واخيراً يجب التصويت على جدول الاعمال، وجدول الاعمال تقرره الهيئة العامة وليس غيرها“.
وقد جرى التصويت في وقت واحد على البند الطارئ ففاز الاقتراح المتعلق بالتغيير المناخي بـ ١١٠٦ اصوات مقابل الاقتراح المتعلق بالاونروا بـ ١٠٣٦ صوتا.
اما بالنسبة للعلاقة بين الجمعية العامة للاتحاد و قرارات اللجان على خلفية موضوع حقوق المثليين فقد صوتت الجمعية لصالح حقها في تغيير او تعديل قرارات اللجان و هذا سيشكل سابقة يجري العمل بها بالمستقبل.
وعلى هامش اعمال المؤتمر التقى الرئيس بري النائب الاول لرئيس مجلس النواب العراقي حسن الكعبي والوفد النيابي المرافق بحضور الوفد النيابي اللبناني، ودار الحديث حول العلاقات بين البلدين والتطورات على الساحة العربية.
واكد الكعبي على عمق العلاقة بين لبنان والعراق، منوهاً بالدور الذي لعبه ويلعبه الرئيس بري في المجموعة البرلمانية العربية والإسلامية خلال مؤتمر الإتحاد البرلماني الدولي، ومشدداً على التنسيق بين المجلسين.
واشاد الرئيس بري بالدور الذي يلعبه العراق في المنطقة، مؤكداً انه تعرض ويتعرض لأكبر مؤامرة بسبب هذا الموقع والدور. واكد ان الديمقراطية هي التي تحمينا، مكرراً انه لو دفعت الأنظمة العربية في سبيل تعزيز الديمقراطية عشر ما دفعته على التسلح لكانت حمتها اكثر.
وأضاف “نبحث عن البرلمانات فلا نجد إلاَ حكومات، وهذا ما يجعل الدبلوماسية البرلمانية في الخلف، مع العلم في كثير من الحالات والأحيان ان تستعمل الحقيبة الدبلوماسية البرلمانية افضل من ان تستعمل الحقيبة الدبلوماسية”. واشار الى ان “عدونا الأساسي هو إسرائيل، ونحن وإياكم في مصير واحد ليس فقط بسبب التنوع الموجود في بلدينا بل لأننا عرب واخوة. وهذا يستدعي منا جميعاً كعرب ومسلمين نبذ الخلافات والتوحد”.