سورية… فتح المعابر مع الدول المجاورة: نهاية الحرب: حميدي العبدالله
وافقت الأردن على فتح معبر نصيب – جابر الذي يربط بين سورية والأردن. تزامن ذلك مع زيارة وزير خارجية العراق إلى سورية، حيث ينتظر أن يتمّ بحث فتح معبر البوكمال ـ القائم، وهذا ما تحدّث عنه وزير الخارجية السوري مع وزير خارجية العراق، واحتمال أن يتأخر فتح معبر البوكمال – القائم إلى حين تشكيل الحكومة العراقية الجديدة، لكن يمكن الاستنتاج أنّ الولايات المتحدة التي خطّطت وقادت الحرب على سورية أعطت الضوء الأخضر لفتح الحدود بين سورية وكلّ من الأردن والعراق، لأنّ فتح المعبر الذي يربط الجولان المحتلّ مع سورية، جاء الإعلان عنه من واشنطن، ولوحظ تزامن بين فتح معبر نصيب – جابر ومعبر القنيطرة الذي يربط الجولان المحتلّ مع الوطن الأمّ سورية .
خلاصة القول إنّ فتح المعابر الحدودية، ولا سيما بين سورية والأردن، ويتوقع لاحقاً بين العراق وسورية، هو توجه أميركي بالدرجة الأولى، لأنّ من كان يحول دون فتح المعابر الحدودية بين سورية وكلّ من الأردن والعراق ليس خلافات سورية أردنية أو سورية عراقية، فسورية كانت قد أعلنت أنها مستعدّة لفتح المعابر الحدودية مع العراق منذ أكثر من ستة أشهر، كما أعلنت قبل أكثر من أسبوعين عن استعدادها لفتح المعابر الحدودية مع الأردن، ولكن المسؤولين الأردنيين هم الذين قالوا إنّ الإجراءات الفنية لم تستكمل بعد، في حين أنّ الدولة السورية كانت جاهزة، وعلى الأرجح أنّ تأخير فتح المعابر كان قراراً أو توجهاً أميركياً، وبالتالي فإنّ فتح المعابر يعبّر عن توجه جديد، يتلخص هذا التوجه في حقيقة أنّ الدولة السورية قد انتصرت في الحرب التي شنّت عليها، وبالتالي فإنّ الواقعية السياسية تفرض على كلّ الأطراف والجهات التي انخرطت في الحرب، مهما علا شأنها وعظمت قوّتها، أن تقرّ بذلك وأن تتصرف من وحي هذا لواقع، لأنّ المكابرة على هذا الصعيد لا تفيد، وقد تأتي بنتائج عكسية.
إنّ مصالح سورية والعراق والأردن كانت تتطلب الإسراع بفتح المعابر بعد أن بات المرور فيها آمناً بعد طرد الإرهابيين منها، ولكن الولايات المتحدة كانت تمارس نفوذها في الأردن والعراق لتأخير فتح المعابر للضغط على الدولة السورية ولتحويل المعابر إلى ورقة لابتزاز سورية وحلفائها. لكن يبدو أنّ التغيير في توازن القوى والمعادلات القائمة، سواء انتصارات الجيش السوري وحلفائه في سورية، أو نتائج الانتخابات العراقية، قد دفعت الولايات المتحدة لإرخاء قبضتها والأخذ بعين الاعتبار مصالح كلّ من الأردن والعراق التي تتضرّر بمستوى ما تتضرّر منه سورية جراء استمرار إقفال المعابر الحدودية.