من الصحافة الاسرائيلية
تعود الكنيست إلى العمل بدورتها الشتوية بعد عطلتها الصيفيّة السنويّة، وعلى طاولة بحث أعضائها قوانين ومشاريع قوانين عنصريّة، مثل تعديل “قانون القوميّة” ومقترح قانون لمنع تخفيض عقوبة الأسرى السياسيين بمقدار الثلث ومقترح “الولاء الثقافي”، وأخرى إشكالية مثل قانون تجنيد الحريديين الذي ستقود تطوراته، إمّا إلى حلّ الكنيست والدعوة إلى انتخابات مبكّرة في إسرائيل، وإمّا إلى استمرار دورتها الحالية .
ولفتت الصحف الإسرائيلية الصادرة اليوم الى ان النقاش العام سيكون في الساحتين السياسيّة والإعلامية الإسرائيليّتين حول قانون تجنيد الحريديين على غيره، نظرًا للتباينات التي وصلت حدّ القطيعة بين وزيري الأمن والداخلية الإسرائيليين، ورغم الإصرار السابق لرئيس الحكومة الإسرائيليّة، بنيامين نتنياهو، أن الانتخابات لن تُجرى قبل موعدها المحدد في نهاية العام المقبل، إلا أن السياسين الإسرائيليين يتعاملون مع نتنياهو على أنّه لا يعمل على حل الأزمات داخل الائتلاف الحكومي، إضافة إلى أن تبكير الانتخابات، إلى شباط/فبراير المقبل هو التوقيت المريح بالنسبة له.
أشارت التصريحات التي أطلقها رئيس الحكومة ووزيرالدفاع الإسرائيليّان إلى أن إسرائيل تتأهب لتصعيدٍ جديدٍ على القطاع الذي يعاني أزمةً إنسانيّة خانقة جدًا، إلّا أن صحيفة “هآرتس”، نقلت اليوم عن مسؤول كبير في الجيش أن هذه الأزمة الإنسانيّة ستحدّ من أيّة حرب شاملة على القطاع، خشيةً من أن تتلقى إسرائيل انتقادات دولية كبيرة.
كما أوصى الجيش قيادته السياسيّة خلال جلسة المجلس الوزاري المصغر للشؤون الأمنية والسياسية (الكابينيت) بالامتناع عن أيّة مواجهة عسكرية في قطاع غزة قبل نهاية العام 2019، حتى يكتمل بناء العائق “الذي سيحيّد الأنفاق الهجومية لحركة حماس”، وفقًا لما كشفته “هآرتس” عن المسؤول.
ووفقًا للمسؤول العسكري الكبير، فإن الوضع الإنساني في غزة على شفير الانهيار، ولا تتوافر الحاجات الضروريّة للغزيين، ولا تملك السلطات الطبية في القطاع إمكانيّة علاج الجرحى، ما يعني أن أي حربٍ مقبلة ستضرّ بمدنيي القطاع بشكل كبير جدًا، ما سيؤدي إلى أن تحدّ الانتقادات الدولية من نشاط الجيش الإسرائيليّ.
ومن المقرر أن تعقد الأجهزة الأمنية الإسرائيليّة اجتماعًا مقبلا لبحث التصعيد في غزة، الجمعة المقبل، على ضوء ضغوطات الإسرائيليين على قياداتهم السياسيّة للتحرك عسكريًا في غزّة.
أما بخصوص وقف إمدادات الوقود إلى غزّة، فإن موقف الأجهزة الأمنية هو أنه لا مفرّ من إعادة ضخّها للقطاع، “من أجل ضمان الحدّ الأدنى من الشروط الحياتيّة في القطاع”، وقال المسؤول الإسرائيليّ لـ”هآرتس” إن مباحثات جديدة ستنطلق خلال الأيام المقبلة من أجل إعادة ضج الوقود دون أن يتم تصوير أي من الأطراف على أنه تراجع أمام الآخر.
أما رئيس أركان الجيش الإسرائيلي، غادي آيزنكوت فلا زال يعتقد أن سورية هي الجبهة الأخطر على إسرائيل، وباعتقاده فإن اهتمام الجيش الإسرائيلي العمليّاتي يجب أن ينصبّ على جبهة الجولان، “حتى لو جاء ذلك على حساب عمليات عينيّة في قطاع غزّة” وفقًا للمسؤول العسكري الإسرائيلي.
وأمس جدّد رئيس الحكومة الإسرائيلية، بنيامين نتنياهو، تهديداته لقطاع غزة المحاصر، قائلا إن “بلاده قريبة جدا من تنفيذ نوع آخر من العمليات في القطاع، وتوجيه ضربات كبيرة جدا لحركة حماس”، دون الإفصاح عن طبيعة هذه العمليات أو الضربات.
وتطرق نتنياهو خلال جلسة وزراء الليكود إلى التوتر والتصعيد مع قطاع غزة، قائلا إن “حماس لم تفهم الرسالة على ما يبدو، وإذا لم توقف الحركة الهجمات ضد إسرائيل، فسوف يتم إيقافها بطريقة مختلفة وسيكون ذلك مؤلما للغاية، فلو فهمت حماس الرسائل لأوقفت الضربات والاضطرابات على الفور“.