إدلب: اقترب الحسم: حميدي العبدالله
أسبوع أو أكثر بقليل ويبدأ العدّ العكسي لتطبيق اتفاق سوتشي المبرم بين روسيا وتركيا. واضح أنّ الاتفاق جاء مخالفاً لرغبة، ليس فقط التنظيمات المصنفة تنظيمات إرهابية دولية مثل «جبهة النصرة» وشقيقاتها من التنظيمات التي ترتبط بالقاعدة، بل وأيضاً للفصائل المسلحة المرتبطة بتركيا، سواء تلك التي تنتمي إلى جماعات الإخوان المسلمين، أو المسمّيات الأخرى. فقد صرّحت هذه التنظيمات المرتبطة بتركيا بأنها فوجئت بأمرين في اتفاق سوتشي لم تكن على علم بهما …
الأمر الأول، أين ستكون المنطقة المنزوعة السلاح، هل هي مناصفة بين المناطق التي يسيطر عليها الجيش السوري والجماعات المسلحة، أم أنها كلها داخل المنطقة الخاضعة لسيطرة الجماعات المسلحة؟ وادّعت هذه التنظيمات بأنها فوجئت بأنّ الاتفاق قد حسم هذه المسألة وأنّ المنطقة المنزوعة السلاح هي حصراً في المناطق الخاضعة لسيطرة الجماعات المسلحة.
الأمر الثاني الذي اعترضت عليه الجماعات المرتبطة بتركيا، ولكن ذلك كان واضحاً في اتفاق سوتشي، ولا يمكن لهذه الجماعات الادّعاء بأنها فوجئت به، وهو الإشراف العسكري المشترك الروسي التركي على الأمن في المنطقة منزوعة السلاح والتأكد من خلوّها من الإرهابيين ومن السلاح الثقيل.
واضح أنّ تطبيق الاتفاق في المرحلة الأولى، أيّ إقامة المنطقة منزوعة السلاح سوف يعني بوضوح إجلاء الإرهابيين بالقوة عن هذه المنطقة، وكلّ فصيل سواء كان مصنفاً إرهابياً أم لا، إذا عارض تنفيذ الاتفاق سيواجه بالقوة المسلحة، نظرياً من روسيا وتركيا، وعملياً إذا تلكأت تركيا فإنّ اقتلاع الإرهابيين من المنطقة منزوعة السلاح سيكون بجهد مشترك روسي – سوري.
هذه مسائل غير خاضعة للمساومة لا من قبل موسكو ولا من قبل دمشق، وبالتالي بات الوقت المتاح لأنقرة لتحسم موقفها قصيراً للغاية وعلى تركيا والمرتبطين بها من التشكيلات المسلحة حسم خياراتهم، إنْ لجهة الالتزام بإخراج الأسلحة الثقيلة من المنطقة منزوعة السلاح، أو لجهة عدم الاعتراض على مشاركة قوات روسية في الإشراف على المنطقة منزوعة السلاح إلى جانب القوات التركية، أو أخيراً لجهة الإسهام أو عدم عرقلة الجهد العسكري الذي سيقوم به الجيش السوري بمساندة جوية فعّالة من روسيا للقضاء على الإرهابيين في المنطقة منزوعة السلاح.