بن سلمان يُشيد بترامب: أحب العمل معه
ادعى ولي العهد السعودي محمد بن سلمان، أن الكاتب السعودي جمال خاشقجي المختفي منذ الثلاثاء الماضي، في أعقاب دخوله دخول مبنى القنصلية، خرج من القنصلية بعد دقائق قليلة من دخولها، نافيًا علاقة السلطات السعودية باختفائه، وشدد على أن السعودية على استعداد للسماح لتركيا بتفتيش قنصيلتها في إسطنبول للبحث عنه
.
وقال بن سلمان في مقابلة مع وكالة “بلومبيرغ”، نشرتها مساء الجمعة على موقعها الإلكتروني، عند سؤاله عن اختفاء خاشقجي، “نسمع عن إشاعات حول ما حدث. هو مواطن سعودي ونحن حريصون جدًّا على معرفة ما حدث له. وسوف نستمر في محادثتنا مع الحكومة التركية لمعرفة ما حدث لجمال هناك“.
وادعى أن ما يعرفه هو أن خاشقجي دخل القنصلية وخرج منها بعد دقائق قليلة أو ربما ساعة، مشيرا إلى أنهم يحققون عبر وزارة الخارجية فيما حدث بالضبط. ونفى ولي العهد السعودي أن يكون خاشقجي داخل القنصلية، وقال “نحن مستعدون للترحيب بالحكومة التركية إذا كانوا راغبين في البحث عنه في المبنى الخاص بنا. المبنى يعد منطقة سيادية، لكننا سنسمح لهم بالدخول والبحث والقيام بكل ما يريدونه. إذا طلبوا ذلك، فسنسمح لهم قطعًا بالقيام به. فليس لدينا ما نخفيه“.
وفيما يتعلق بما إذا كان خاشقجي يواجه أي اتهام في السعودية، حاول ابن سلمان تجنب الإجابة على السؤال مكتفيا بالقول “الحقيقة نريد أن نعلم أولًا أين جمال”، لكنه أكد أنه ليس الشخص الذي ذكرته وكالة الأنباء السعودية في خبر عن استلام المملكة شخصا عن طريق الشرطة الدولية (إنتربول).
ورفض ولي العهد السعودي تصريحات الرئيس الأميركي دونالد ترامب، التي حذر خلالها العاهل السعودي من أنه لا يمكنه أن يبقى في السلطة لأسبوعين، من دون دعم الجيش الأميركي مطالبًا بأن تدفع السلطات السعودية “التكاليف“.
وقال بن سلمان لـ”بلومبيرغ”: “أحب العمل معه. تعرفون، يجب أن تتقبلوا أن أي صديق سيقول أمورا جيدة وأخرى سيئة“.
وأضاف “نعتقد أن كل الأسلحة التي نحصل عليها من الولايات المتحدة الأميركية يتم دفع ثمنها، ليست أسلحة بالمجان. ومن ثم فمنذ أن بدأت العلاقات بين السعودية والولايات المتحدة الأميركية، اشترينا كل شيء بالمال“.
وأدلى ترامب بتلك التصريحات خلال تجمع حاشد في مسيسبي، يوم الثلاثاء الماضي، ورغم الكلام الخشن فقد أقامت إدارة ترامب علاقة وثيقة مع السعودية التي تعتبرها حلفًا مع إسرائيل ودول أخرى في المنطقة في مواجهة “الطموح الإيراني“.
وفي ما يتعلق بإنتاج النفط، قال بن سلمان، إنّ السعودية ستطرح شركة “أرامكو”، عملاق النفط السعودي، للاكتتاب العام “بداية سنة 2021 على أقصى تقدير“.
وأضاف أن الطرح سيكون بعد مرور عام على بيع صندوق الاستثمارات العامة حصته التي يملكها في الشركة السعودية للصناعات الأساسية “سابك”، لصالح شركة “أرامكو“.
وأوضح بن سلمان: “منتصف عام 2017 واجهتنا مشكلة، ألا وهي مستقبل أرامكو المنتجة للنفط، في ظل الطلب المتزايد على البتروكيماويات، ورأينا أن مستقبل الشركة يجب أن يكون في مشروعات المصب والبتروكيماويات، دون إحداث تعارض مع سابك“.
وأوضح: “مصدر سابك الرئيس للنفط هي أرامكو، لذا فحين تقوم أرامكو باتِّباع هذه الإستراتيجية (زيادة مشروعات المصب والبتروكيماويات)، فإن سابك ستعاني بكل تأكيد“.
وتابع ولي العهد السعودي أنه “لذا قبل أن نقوم بذلك، يجب أن يكون لدينا نوع من الاتفاق لكي نضمن استفادة أرامكو من سابك”، وأن الأخيرة لن تعاني خلال تلك العملية.
واعتبر إلى أنّ دمجًا بين الشركتين قبل عرض “أرامكو” للاكتتاب، سيكون أساس خلق “شركة عملاقة في مجال المصب والبتروكيماويات في السعودية“.
فيما وصف “بن سلمان” عرض “أرامكو” للاكتتاب، بأنه “أكبر اكتتاب عام في تاريخ البشرية”. وفي هذا الشأن، أرجع بن سلمان عرض 5 بالمائة كاملة من “أرامكو” للاكتتاب العام في 2021 تحديدًا، إلى ضرورة مرور عام مالي على الأقل على إستراتيجية الدمج قبل الطرح.
وسيتم الدمج عبر بيع صندوق الاستثمارات العامة حصته التي يملكها في “سابك” والبالغة 70% لصالح أرامكو، على أن تتولى الأخيرة باقي العمل المتعلق بالاندماج.
وردا على سؤال حول القيمة السوقية لأرامكو، جدد بن سلمان تأكيده على أن قيمتها “2 تريليون دولار أميركي أو أكثر”، لاسيما بعد إستراتيجية الدمج مع “سابك”. واستطرد قائلًا: “فيما يتعلق الأمر بأرامكو وسابك معا، أعتقد أنه سيكون أعلى من 2 تريليون دولار، لأنه سيكون ضخمًا“.
و”سابك” هي أكبر شركة بتروكيماويات في الشرق الأوسط، مملوكة من الدولة السعودية بنسبة 75.7 بالمائة، موزعة بين 70 بالمائة لصندوق الاستثمارات العامة الحكومية، و5.7 بالمائة تملكها مؤسسة التأمينات الاجتماعية.